وفي افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة محلية ودولية واسعة، أكد عضو السياسي الأعلى النعيمي أهمية هذا المؤتمر في تسليط الضوء على التداعيات والنتائج التي أحدثتها معركة "طوفان الأقصى" ودورها في تصحيح الوعي الجمعي والمفاهيم التي كانت متجمدة ومتحجرة على كل المستويات الرسمية والشعبية.

وأشار إلى أن طوفان الأقصى جاء ليوحد المفاهيم حول قضية الأمة والإنسانية والالتفاف حولها، وإبراز الدور اليمني المشرف في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حالة التعبئة العامة للالتحاق بدورات "طوفان الأقصى" في مختلف مؤسسات الدولة.

ولفت إلى النجاحات التي حققها طوفان الأقصى على المستوى الإنساني والقرار الذاتي والجمعي للشعوب والأمم.. داعيا المشاركين لدراسة كل التداعيات والنتائج والتحديات على كل المستويات والخروج بحلول ومقترحات لتلك التحديات.

وقال عضو السياسي الأعلى " إننا بحاجة إلى طوفان في التعليم في اليمن ووضع معايير لمخرجاته وفقا لمتطلبات السوق".. حاثا الجامعات الحكومية والأهلية على التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم لوضع المعايير الكفيلة بإحداث نهضة علمية في شتى المجالات.

من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذا المؤتمر الذي تنظمه ست جامعات يمنية، هو عمل نوعي كبير يجسد مدى ارتباط اليمني بقضيته المركزية "فلسطين" وبمسار معركة "طوفان الأقصى" وإبرازها.. موضحا أن هذا الطوفان كان زلزالاً عنيفا ومريعا على العدو الصهيوني وانتصاراً بارزا للشعب الفلسطيني وأحرار الأمة، وفشلا وإخفاقا استخباراتيا وأمنيا ذريعا للعدو.

ونوه بأهمية وأبعاد المؤتمر الذي يعد بمثابة تجديد لموقف اليمنيين وفي مقدمتهم السيد القائد من معركة "طوفان الأقصى" والقضية الفلسطينية عموما.. مبينا أن موقف اليمن الديني والأخلاقي والإنساني هو موقف مبدئي عبر عنه قائد الثورة في أكثر من خطاب بما في ذلك خطابه يوم الخميس الماضي الذي أكد فيه استعداد اليمن قيادة وحكومة وشعبا مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته، وكذا التصعيد مجددا في حال قرر العدو الصهيوني معاودة عدوانه على قطاع غزة.

وقال "أظهرت مشاهد عودة النازحين من أبناء غزة إلى مناطقهم في الشمال سيرا على الأقدام مدى ارتباط الإنسان الفلسطيني المتأصل بأرضه وعدم استعداداه التخلي عنها مهما كانت التضحيات".

وأضاف "الفلسطيني عاد إلى بيته المهدوم ومناطقه المدمرة طواعية لأن كل ذرة فيه مرتبطة بترابه وبكل شيء فيه، في الوقت الذي يرفض المستوطنون الصهاينة العودة إلى المستوطنات في دلالة على عدم ارتباطهم بالأرض لأنهم يدركون أنها ليست أرضهم، وأن تواجدهم فيها مؤقت".

وجدد الرهوي التضامن الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل استمرار العدو الإسرائيلي بشن غاراته الاجرامية ضد القرى والبلدات في الجنوب اللبناني.

وأثنى في سياق كلمته على بيان مؤتمر الاتحاد الأفريقي الصادر يوم أمس وما تضمنه من إدانة شديدة اللهجة للعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالبهم بموصلة الوقوف إلى جانب الحق وضد الظلم والطغيان.

ووصف هذا الموقف بالإيجابي الذي يحسب للشعوب الأفريقية وقياداتها إلى جانب الموقف الذي بادرت به جنوب أفريقيا برفع دعوى في محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وإدانتهم بارتكاب جريمة إبادة وإقامة نظام فصل عنصري في فلسطين.

وعبر رئيس مجلس الوزراء عن الثقة بتحقيق المؤتمر الذي يشارك فيه كوكبة من الأكاديميين والباحثين وشخصيات وازنة على مستوى العالم، الأهداف التي أقيم من أجلها وفي المقدمة رفع الوعي في أوساط شعوبنا بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة المحقة في أي مكان في العالم وإلى جانب المستضعفين والمضطهدين من الإمبريالية الأمريكية الصهيونية العالمية وطغيانها الكبير.. متمنيا للمؤتمر النجاح والخروج بنتائج مثمرة تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله التحرري من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فيما أكد النائب الأول لرئيس الوزراء – رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، أن صنعاء المجد والبطولة حاضرة الإسلام وقلعة العروبة، مثلت السند الأكبر للشعب الفلسطيني والرديف الأقوى لمعركة "طوفان الأقصى" التي حولت البحار إلى طوفان ملتهب في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية وفرضت حصارا مطبقا على الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وسددت ضربات قاصمة للغطرسة الأمريكية وكبرياء المجرمين الذين أرادوا إذلال شعوب العالم والأمة العربية والإسلامية.

وأكد أن عاصمة القرار العربي صنعاء تشهد اليوم استضافة المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية والعربية والإسلامية حول أهم وأقدس معركة للأمة.. داعيا الجامعات العربية والإسلامية إلى عقد مؤتمرات علمية حول بطولة الشعب الفلسطيني وملحمة "طوفان الأقصى" الأسطورية التي غيرت معادلات كبيرة ثقافية واجتماعية وسياسية سيكون لها أثر كبير في مستقبل وتاريخ البشرية.

وأشار العلامة مفتاح إلى أن مشهد الدمار الذي لحق بغزة ولبنان ويستهدف اليوم الضفة الغربية سينبثق منه نور الحرية والكرامة لاقتلاع رجس تيار الإفساد والانحلال العالمي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي تستضيف العاصمة صنعاء هذا المؤتمر تستقبل الإمارات السفير الصهيوني الجديد بكل حفاوة، وكأنه إنجاز كبير وليس سفيرا لمجرمين قتلة مدانين من قبل المحاكم الدولية ومطلوبين للعدالة في العالم الحر.

ونوه بدور القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي شرف الله بها اليمن لاتخاذ الموقف الشجاع لنصرة الشعب الفلسطيني والمشاركة جنباً إلى جنب في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" لمواجهة طغاة الأرض.. معتبراً انعقاد هذا المؤتمر مقدمة للمؤتمر العالمي الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية" الذي ستقيمه حكومة التغيير والبناء نهاية شهر رمضان بالتزامن مع يوم القدس العالمي.

وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء، أن المؤتمر سيشهد مشاركات من مختلف بلدان العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني والبحث عن سبل تقديم الدعم له.. داعيا كافة المقتدرين في العالم العربي والإسلامي إلى المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة، ووضع التصورات لإعادة إعمارها، وعدم تركها لمن يريد ابتزاز الشعب الفلسطيني والمتاجرة بأوجاعه وآلامه ومعاناته.

وحث المشاركين على جعل موضوع المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة وإعادة الإعمار ضمن أوراقهم البحثية والخروج بتوصيات ومقترحات بهذا الشأن، وكذا اعتماد قصيدة الشاعر عبد السلام المتميز ضمن أوراق المؤتمر كونها حملت عمقا ثقافيا وفكريا في منتهى الدقة والأبعاد والدلالات.

ونوه العلامة مفتاح بجهود كافة العاملين واللجان الإشرافية والعلمية والتحضيرية على الإعداد الجيد والعمل بتفان لإنجاح هذا المؤتمر النوعي.

وفي المؤتمر الذي حضره، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أشار وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي إلى دلالات وأبعاد هذا المؤتمر وما أحدثه الطوفان من تأثير في الوعي العالمي وإيصال صوت المظلوم إلى العالم، وكذا دوره في تغيير المفاهيم والقناعات وأنماط التفكير التي سادت في الفترة الماضية حول قضية فلسطين وقضايا الأمة.

وأكد أن قضية فلسطين أعادت الأمة إلى الوعي بدينها وقرآنها وإنسانيتها وعزتها وكل ما ينبغي أن تكون عليه كما أراد الله لها.. مؤكداً أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني أثمرت عزاً ونصراً وقوة واستطاعت الوصول إلى وعي الناس الذي تراكمت فيه الاشكالات والتداعيات الناتجة عن تحكم الغرب وسطوته وثقافته مقابل تراجع العرب والمسلمين عن قيمهم ودينهم وإسلامهم وقرآنهم وعزتهم.

وأشاد وزير التربية بكل القائمين على المؤتمر والأهداف التي حملها والمحاور التي تضمنها وكذا المشاركة الفاعلة من قيادات الدولة ورؤساء الجامعات اليمنية والنخب الأكاديمية بما يسهم في توظيف البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي لما يخدم القضية المركزية للأمة.

وفي المؤتمر الذي حضره وزراء الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، والنفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، ونائبا وزيري التربية والتعليم الدكتور حاتم الدعيس، والإعلام الدكتور عمر البخيتي، أكد رئيس اللجنة الإشرافية – رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله الشامي أن انعقاد المؤتمر يأتي استجابة للتحديات والمؤامرات الخطيرة التي تواجه الأمة.

وأشار إلى أن المؤتمر يقدم قراءة علمية شاملة لمعركة "طوفان الأقصى" التي تعد من أهم وأقدس معارك الأمة والتي دشنت زمن إذلال إسرائيل وكسر طغيان المستكبرين، وكشف زيف الخونة والمطبعين، ومثلت حدثاً استراتيجياً غير مسبوق وقفزة نوعية في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأسقطت نظريته الأمنية ووجهت البوصلة نحو القضية الفلسطينية، وكرست مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال والاستكبار.

ولفت الدكتور الشامي إلى أن المؤتمر يناقش أكثر من 130 دراسة علمية وورقة بحثية تتوزع على 14محوراً تشمل "القيادي، السياسي، التاريخي، الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي والإنساني، الصحي، التعليمي، الاقتصادي، الإعلامي، والمحور العسكري" فضلاً عن تسليط الضوء على دور السيد القائد في معركة "طوفان الأقصى" وإبراز الدور اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حال التعبئة العامة.

وذكر أن المؤتمر يسعى إلى استنهاض دور الجامعات في القضايا المصيرية للأمة وتعزيز الجهود الهادفة لإسناد وتوثيق معركة "طوفان الأقصى" ومناقشة أبعادها ونتائجها على واقع الأمة العربية والإسلامية.

فيما أشار رئيس الجامعة الإماراتية الدكتور ناصر الموفري في كلمة الجامعات المنظمة إلى أهمية المؤتمر الذي ينعقد في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة وبعد صمود أسطوري للمجاهدين في غزة ولبنان وجميع جبهات الإسناد.. مؤكداً أن الشعب اليمني قدم منذ انطلاق الطوفان نموذجاً مشرفاً ومتفرداً في مساندة ونصرة الأشقاء في غزة انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني.

ولفت إلى أن الجامعات شاركت في جميع الأنشطة من مسيرات ومظاهرات ووقفات ودورات وندوات وورش وصولاً إلى تخريج الآلاف من دورات "طوفان الأقصى" والاستمرار في إقامة الأنشطة المساندة لفلسطين.. مؤكدا على أهمية دراسة أبعاد ودلالات وطبيعة الصراع مع اليهود والخروج برؤية ومقترحات عملية.

فيما استعرض نائب رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور فؤاد حنش منهجية المؤتمر ومراحل الإعداد والمحاور وأهداف المؤتمر الذي تنظمه جامعات "العلوم والتكنولوجيا، الناصر، آزال للتنمية البشرية، تونتك الدولية، اليمنية، الإماراتية الدولية" لمناقشة مجموعة من الدراسات والأبحاث حول معركة "طوفان الأقصى".

وأكد أن أبحاث ومحاور المؤتمر تسعى إلى تحديد الفجوة بين الواقع القائم والحالة المأمولة والإسهام في ردم الفجوة بين تراث هذه الأمة وأعلامها ورموزا ومجتمعها وواقعها عبر عرض مجموعة من الأبحاث التي ستتناول طبيعة المعركة وأبعادها ومعطياتها والتأكيد على ضرورة الاستفادة منها في الواقع العملي والمعركة المقدسة مع قوى الاستكبار.

تخلل الافتتاح الذي حضره، عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورؤساء الجامعات، ومسؤول مكتب حماس بصنعاء عمر السباخي، قصيدة للشاعر عبد السلام المتميز عن أبعاد ودلالات "طوفان الأقصى"، وكذا عرض عن المؤتمر.

إلى ذلك بدأت أعمال المؤتمر بعقد أربع جلسات موازية، تناولت 20 بحثاً وورقة عمل علمية، حول أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في طوفان الأقصى، ويحيى السنوار - دراسة تحليلية لسماته الشخصية ودوره القيادي والجهادي وأثره على المقاومة والسياسة الفلسطينية، وجبهة حزب الله ودورها المتميز في الصراع مع العدو الصهيوني، ودور الشهيد القائد والسيد القائد في دعم وصمود المقاومة الفلسطينية، والمقاومة الإلكترونية ودور الهجمات السيبرانية في اختراق جهاز الشبكات للعدو في المعركة، والأدوار التاريخية للشعوب العربية في مواجهة العدو الصهيوني.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی المؤتمر الذی طوفان الأقصى هذا المؤتمر أن المؤتمر إلى جانب إلى أن

إقرأ أيضاً:

المؤتمر الوطني الفلسطيني: إنقاذ قضية وشعب

انطلقت صباح أمس أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني في الدوحة، بحضور ومشاركة مئات الشخصيات الفلسطينية الموقعة على بيان المؤتمر من فلسطين وبلدان الشتات ومن شرائح مختلفة، والذي جاء على شكل مبادرة، تدعو لوضع حدٍ لحالة العجز المستعصية على الساحة الفلسطينية منذ عقود، ولتحقيق الحد الأدنى من الوحدة الوطنية الفلسطينية.. خطوة يتطلع إليها جميع الفلسطينيين لعلها تضع لبنة أولى على طريق استعادة منظمة التحرير الفلسطينية لدورها الحقيقي كمظلة تمثل الشعب الفلسطيني كله، من خلال تفعيل المؤسسات الوطنية لتأخذ الدور المنوط بها، خصوصا في هذه المرحلة البالغة الخطورة، والتي لا تحتمل الانتظار والتأجيل والاستغراق في التعثر.

وإذا كان هناك صدى وتأثير لما أصاب الحالة الفلسطينية برمتها منذ أوسلو وصولا لحرب الإبادة الاسرائيلية في غزة إلى مشاريع التهجير وتصفية القضية الفلسطينية التي أصبحت على رأس أولويات المؤسسة الصهيونية بدعم أمريكي، فإن ذلك كله لا يعني الركون لحالة الشلل والفساد والتفسخ التي لحقت بحركة التحرر الوطني الفلسطيني، والتي يُؤمل أن تتوج أعمال المؤتمر برغبة قطاع واسع من الشارع الفلسطيني أن يُستعاد الدور الحقيقي لمنظمة التحرير ومؤسساتها الوطنية كونها صاحبة إرث نضالي طويل في حمل راية الكفاح الوطني، والدفاع عن قضايا الشعب ومصالحه، والتي تئن اليوم تحت مخاطر غير مسبوقة منذ النكبة عام 1948.

هي محطة مصيرية، أن ينعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني، وتكون بوصلته وعقله وصمام أمانه وحدة الشعب تحت مظلة المنظمة. المبادرة وأوراق العمل المطروحة ونقاشها، تركز على الدور الحيوي والتاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لاستعادة برنامج الوحدة الفلسطينية أو الإجماع الوطني الفلسطيني، الذي تتطلبه مرحلة مواجهة مخاطر التطهير العرقي في غزة والقدس والضفة على حد سواء، خصوصا في زمن مليء بمنظري الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في المؤسسة الصهيونية، والتي تتبنى الطروحات الفاشية بالنسبة لوجود الشعب الفلسطيني فوق أرضه.

وما كان لهذه الجولة من الفاشية أن تتمدد بهذا الشكل المسكوت عنه عربيا ودوليا لولا استغلال حالة الانكسار والتشظي الفلسطيني والعربي التي تتسلل منهما المواقف الأمريكية لدعم التوجه الصهيوني، بعد انكفاء منظمة التحرير لعقود طويلة عن دورها المفروض على مجمل المشروع الوطني الفلسطيني، واستفحال ظاهرة الانقسام التي تُستغل على الساحة الفلسطينية بتصادم غير مقبول مع تطلعات الشعب الفلسطيني ومشروعه التحرري من الاحتلال، وتُستغل عربيا بمحاولة الانكفاء عن القضية الفلسطينية، غير أن حالة الانكفاء التي ظن البعض محصورة فقط بجغرافيا التطهير العرقي للخلاص من القضية وصداعها؛ دفعت إسرائيل والإدارة الأمريكية للإيغال في الاستعلاء والتهديد والاستهزاء بشعوب وأنظمة عربية.

والمؤتمر الوطني الفلسطيني بحد ذاته منعطف تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته، إذا نظرنا إليه كبداية مرحلة جديدة ينهي قديمها لكنه لا يقطع معها، فالمرحلة الفلسطينية ومن ورائها العربية أمام استحقاقات ضخمة بما يتعلق بتداعيات العدوان على غزة والضفة بكل الأبعاد السياسية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية، وكما في كل المحطات التاريخية والأحداث الكبرى التي تقوم فيها وتتلاشى إمبراطوريات استعمارية وتنشأ قضايا أخرى تتعاطى مع هذه التحديات.

اليوم المؤتمر الوطني الفلسطيني يجيب على واحدة من أهم تحدياته المتصلة مع ماضي قضيته وحاضرها ومستقبلها، فليس من المعقول المضي في المواجهة مع احتلال فاشي استعماري استيطاني بجسد نصف مشلول يحاول منذ ثلاثين عام الوقوف بعكاكيز لم تطرحه أرضا فقط، بل جعلت منه زاحفا خلف سراب ووهم القدرة على النهوض بعد تخليه عن أطرافه المؤثرة.

التخلي الفلسطيني الرسمي، عن كثير من القضايا التي تحاكي واقع الشعب الفلسطيني على الأرض، وخصوصيات شتاته وترك همومه، وتغيير البرامج السياسية والشعارات والخطاب، وذلك أنتج قصورا وعجزا هبط بالقضية برمتها الى أسفل درك تعيشه مع الانقسام وإدارة الظهر للمنظمة ومؤسساتها في ظل سعير الهجمة الصهيونية وجرائم الإبادة، مما زاد في عمق مأساة الفلسطينيين وتفاقمها بالشكل الذي نعايشه على وقع الخطط والمشاريع التي تحاول طمس الحقوق الفلسطينية في مرحلة جديدة بكل مواصفاتها وأبعادها.

يفتح المؤتمر الوطني الفلسطيني باب الحوار على مصراعيه، بين كل القوى الفلسطينية وقواعدها مع قطاع النخب والمثقفين على قاعدة التمسك بثوابت الحرية للشعب الفلسطيني من خلال ضرورة مشاركة كافة قطاعات الشعب المستقلة، بعيدا عن التحزب والتمترس الأيديولوجي لاستعادة منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعبٍ يريد تفعيل مؤسساته الوطنية المشكلة لهذه المنظمة والدفع لعودتها الفعلية والميدانية لتعبئة جهود شعبها.

ولأننا أمام مرحلة جديدة وأمام مشاكل وهموم واحتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وأكثر من ضعفهم في الضفة والقدس والداخل المحتل عام 48، فقد أصبح الخروج من حالة الجمود والركود الى الفعل والتأثير، وهذه مهام كل قطاعات الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وبتنمية روح العمل الجماعي الذي يقره المؤتمر الوطني الفلسطيني كأساس مادي لمواصلة النضال الفلسطيني بالحفاظ على مجتمع ديمقراطي فلسطيني ومزج الشعار بالعمل لإنجاح عملية البناء بمؤسسات تحقق وحدة الشعب، وربط هذا العمل بالتركيز على إعادة الاعتبار للعمق العربي للقضية الفلسطينية واستثمار تصاعد حملة مناصرة عدالة قضية فلسطين حول العالم.

والمؤتمر الوطني الفلسطيني خطوة أولى لإنقاذ قضية وشعب من خطط وعدوان وبرامج لا يتبناها بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، بقدر ما هناك إجماع صهيوني على هذه الخطط، فالموعظة بتقليد هذا الإجماع والتمسك به والعودة للينابيع والثوابت بدون خوف وعرج، ومراقبة بعجز من يعود لآلاف السنين للبحث عن أساطير مزعومة، عليه مراجعة أربعة عقود من الوهم.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • اختتام أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول “طوفان الأقصى”
  • كنيست الاحتلال يمنع منح تأشيرات دخول لمنكري طوفان الأقصى
  • المؤتمر الوطني الفلسطيني يختتم فعالياته في الدوحة
  • صنعاء.. مناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية بني مطر
  • صنعاء تحتضن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول معركة “طوفان الأقصى”
  • المؤتمر الوطني الفلسطيني: إنقاذ قضية وشعب
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية “طوفان الأقصى” في صنعاء
  • مسير ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية صعفان بمحافظة صنعاء
  • مسير ووقفة لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” بمديرية صعفان في محافظة صنعاء