اليمن على مفترق طرق وساعات قادمة حاسمة: تصعيد عسكري وشيك أم اتفاق سلام؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
قاذفات حربية أمريكية (وكالات)
يشهد اليمن تحولاتٍ متسارعة تنذر بجولة جديدة من الحرب، بالتزامن مع اقتراب موعد سريان العقوبات الأمريكية.
تتصاعد حدة الاشتباكات في مختلف الجبهات، لا سيما في مأرب وتعز والمناطق الجنوبية والشرقية والغربية، حيث تستعرض القوى المتنازعة قدراتها العسكرية والقبلية.
اقرأ أيضاً أسعار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية بعدن وصنعاء اليوم.. انقلاب مفاجئ 18 فبراير، 2025 مصر تكشف تفاصيل خطتها لإعادة إعمار غزة: 3 مراحل وهذا مصير سكانها 18 فبراير، 2025
ورغم المساعي السياسية المبذولة لاحتواء التوتر، لا تزال لغة الحرب هي السائدة، خاصةً مع تصاعد اللهجة التصعيدية من قبل القيادات الموالية للتحالف.
هذه القيادات، التي تعاني من انقسامات داخلية عميقة، تسعى إلى استغلال الأزمة لصالحها، وتسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر التصعيد العسكري، على غرار ما حدث في عدن ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها.
وبينما تشهد صنعاء استقرارًا نسبيًا، إلا أن الوضع في المناطق الأخرى يبدو أكثر هشاشة.
الهدنة الهشة والتصعيد المحتمل:
على الرغم من الهدنة التي توسطت بها السعودية، والتي كان من المفترض أن تفضي إلى اتفاق سلام شامل، إلا أن تصعيد صنعاء في المنطقة، وخاصةً مع دخولها في صراع الأقصى، دفع الولايات المتحدة إلى تغيير موقفها.
فبعد محاولاتٍ فاشلة لاحتواء التصعيد، يبدو أن واشنطن قد اتجهت نحو خيار تشديد العقوبات وتحريك الفصائل الموالية للتحالف، مما ينذر بتصعيدٍ وشيك.
ويخشى الخبراء من أن يؤدي هذا التصعيد إلى محاولة قوات صنعاء استعادة الأراضي اليمنية التي تحت سيطرة التحالف، وخاصةً مناطق النفط في الشرق. هذه الخطوة من شأنها أن تشكل تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك بريطانيا والسعودية، وهو ما أكده المبعوث الأممي إلى اليمن في تقريره الأخير.
هذا ولا يزال مصير العقوبات الأمريكية التي ستدخل حيز التنفيذ غير واضح، حيث لم يتضح بعد ما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد مباشر أم ستكون مجرد مناورة سياسية.
إلا أنه في حال قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التصعيد، فإن اليمن قد يشهد مرحلة جديدة من الحرب، ستكون حاسمة ومصيرية، ولكنها لن تكون سهلة بعد سنوات من الصراع والمعاناة.
ويبدو أن اليمن يقف اليوم على مفترق طرق، حيث يواجه خطرًا حقيقيًا باندلاع جولة جديدة من الحرب. ومع ذلك، لا يزال هناك بصيص من الأمل في التوصل إلى حل سلمي، شريطة أن تتخلى جميع الأطراف عن لغة الحرب، وأن تُعطي الأولوية لمصلحة اليمن وشعبه.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: أمريكا الحوثي العقوبات اليمن ترامب صنعاء
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء فيها جنوب لبنان تم اختيارها بدقة متناهية، مشيرا إلى أن هذه النقاط تشكل جزءا من إستراتيجية أمنية جديدة لإسرائيل تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني.
جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان، حيث أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.
وأوضح حنا أن هذه النقاط الخمس تم اختيارها بعناية لتكون بمثابة منظومة أمنية متكاملة، حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، مما يمنحها القدرة على حماية العمق الإسرائيلي ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن هذه النقاط تتيح لإسرائيل جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت إسرائيل منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها.
إعلان
تعزيز للسيطرة
وأكد أن هذه النقاط الخمس في لبنان ستكون بمثابة وجود مادي وجسدي يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة.
ولفت حنا إلى أن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب) أكد على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الطائف، مشيرا إلى أن لبنان يسعى حاليا إلى حل دبلوماسي وقانوني للأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي سيعتبر انتهاكا للقرار 1701، أشار حنا إلى أن هذا القرار لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا.
وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، توقع حنا أن تستمر القوات الإسرائيلية في البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، مع تعزيز دفاعاتها وحماية المستوطنات القريبة.
وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قد تعوض عن الحاجة إلى وجود عسكري مكثف، لكن إسرائيل ما زالت تعتمد على الوجود المادي لضمان أمنها.
وأشار حنا إلى أن الوضع الحالي يمثل ديناميكية جديدة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها الأمني في جنوب لبنان، بينما يبحث لبنان عن حلول دبلوماسية وقانونية لإنهاء هذا الوجود الذي يعتبره "احتلالا".