ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
قالت الدكتورة روحية مصطفى، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، أن القبلة تُعتبر رمزًا عظيمًا لوحدة المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث تتجاوز كونها مجرد اتجاه للصلاة لتصبح تعبيرًا عميقًا عن وحدة القلوب والأرواح في طاعة الله، كما أن توجيه المسلمين نحو الكعبة، التي تعتبر البعد الديني والروحي للقبلة، يعزز من الخشوع وتجديد النية في العبادة، ويُعتبر تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة حدثًا تاريخيًا يحمل دروسًا عظيمة عن الطاعة والهوية والاستقلال الديني، فهذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الاتجاه، بل كان بمثابة امتحان لكل الطوائف، بما في ذلك المسلمين والمشركين واليهود.
وأضافت أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، خلال الملتقى الأسبوعي الذي ينظمه الجامع الأزهر ضمن البرامج الموجهة للمرأة، أن القبلة دورًا محوريًا في ترسيخ وحدة الأمة الإسلامية، حيث يتجه إليها المسلمون من مختلف الثقافات واللغات في صلاة موحدة تُعبر عن الأخوة والتلاحم بينهم، ولا تقتصر هذه الوحدة على البعد الروحي فحسب، بل تمتد لتشمل الأبعاد الجغرافية والعلمية، حيث ساهمت القبلة في تطوير علوم مثل الفلك والجغرافيا لتحديد اتجاهها بدقة، مما انعكس على تخطيط المدن والمساجد، كما أن للقبلة بعدًا جغرافيًا وعلميًا مهمًا، حيث ساهمت في تعزيز العلوم التي تتعلق بتحديد الاتجاهات، مما انعكس على بنية المجتمع المسلم. القبلة تُعبر عن قيم التلاحم والتعاون بين الأفراد، لتظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في تعزيز الروابط الروحية والاجتماعية.
من جانبها أشارت الدكتورة فاطمة عبد المجيد، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، إلى أن تحويل القبلة كان توحيداً للأمة من كل اتجاه في أنحاء الأرض جميعاً، حيث وحد الله أمة الإسلام في رسولها ودينها وقبلتها، وهذا التوحيد لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل كان حدثًا فارقًا في تاريخ الأمة الإسلامية.
وتابعت أستاذة البلاغة والنقد: ويُستفاد من حادث تحويل القبلة دروسًا كثيرة، أهمها توضيح مكانة المسجد الأقصى والبيت الحرام، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التربية الإيمانية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد أظهر هذا الحدث تسليمهم المطلق لتوجيهات رب العالمين، مما يعكس عمق إيمانهم ووحدتهم في طاعة الله، ولقد ساهم هذا الحدث في تميز الصف المسلم، وكشف عن سرائر الحاقدين والمُرجفين.
واختتمت حديثها بقولها: إن القبلة ستظل رمزًا خالدًا لوحدة المسلمين، وتُعبر عن قيم التلاحم والتعاون بين الأفراد، مما يُعزز من روح الأخوة والانتماء في قلوبهم في عالم مليء بالتحديات، وستظل القبلة نقطة التقاء المسلمين في عبادة إله واحد، مما يُعزز من وحدة الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الكعبة المسلمين الفقه القبلة المزيد الأمة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: ملتقى الإنشاد الديني يعزز القيم النبيلة بين الطلاب
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن وزارة التعليم العالي تولي اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الطلابية التي تسهم في بناء شخصية الطلاب وتعزيز قيم التعايش والتسامح والمحبة بينهم.
وفي هذا الإطار، اختتمت فعاليات الموسم الثاني من ملتقى الإنشاد الديني والترانيم،الذي جاء تحت شعار "رمضان يجمعنا"، الذي نظمه قطاع الأنشطة الطلابية بالتعاون مع جامعة الأزهر، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبإشراف الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير المعهد، والدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، والدكتور منتصر القللي، رئيس قسم التربية الموسيقية بجامعة أسيوط والمنسق الفني للملتقى، وذلك بمشاركة عدد كبير من طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، بمقر معهد إعداد القادة.
وشهدت فعاليات الملتقى عروضًا إنشادية وترانيم متنوعة قدمها طلاب الجامعات، إلى جانب أنشطة ثقافية ورياضية وفنية، كما ناقشت إحدى المحاضرات دور الفن كقوة ناعمة في تعزيز الوحدة المجتمعية.
وحضر الحفل الختامي عدد من القيادات الدينية والثقافية، منهم نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ومدير المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، والدكتور علاء جانب، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، الذي ألقى قصائد شعرية أثرت الفعاليات، وفاز بلقب أمير الشعراء، بينما قدّم فريق الإنشاد والترانيم بجامعة عين شمس أداءً استثنائيًا لاقى تفاعلًا واسعًا.
من جانبه، أعرب الدكتور سلامة داوود عن امتنانه لوزارة التعليم العالي ولمعهد إعداد القادة على دعمهم الملتقى، مؤكدًا دور جامعة الأزهر في ترسيخ قيم التسامح والهوية الثقافية.
فيما أوضح الدكتور كريم همام أن الملتقى سيظل حدثًا سنويًا لدعم المواهب الشابة وبناء شخصية الطلاب عبر فنون تُعزز الوحدة الوطنية.
يُذكر أن الملتقى يندرج ضمن الفعاليات الرمضانية التي تجمع بين الروحانية والإبداع، لتعزيز الحوار الإنساني وإبراز أصالة التراث الفني المصري.