إيكونوميست: السيارات الصينية تسيطر على أسواق جنوب العالم
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
شهدت شركات السيارات الصينية توسعا في الأسواق العالمية، خاصة في دول الجنوب، حيث تجاوزت شركات مثل "بي واي دي" و"جيلي" الشركات الغربية من حيث الصادرات، فبلغت حجم الصادرات الصينية 4.7 ملايين سيارة في 2023، مدفوعة بزيادة إنتاج محركات الاحتراق الداخلي وليس السيارات الكهربائية فقط.
وقالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير لها إنه في عام 2009، تم تقييم سيارة "بي واي دي" الصينية في معرض ديترويت للسيارات، وجاء تقييم الأداء من حيث "التصميم وجودة البناء والتشطيب" مخيبا للآمال، إلا أنه منذ ذلك الحين، شهدت صناعة السيارات العالمية تحولا جذريا، حيث تصدرت الصين بقوة كأكبر مصنع للسيارات في العالم.
وأضاف تقرير إيكونوميست أنه على الرغم من البداية غير المبشرة، تفوقت "بي واي دي" على شركة تسلا لتصبح أكبر منتجا في العالم للمركبات الكهربائية بالكامل من حيث الحجم، كما أنها تتفوق بفارق كبير عند احتساب السيارات الهجينة القابلة للشحن.
وبحسب تقرير ساهمت شركة "بي واي دي" في انتزاع حصة سوق السيارات في الصين من المنافسين الأجانب الذين كانوا يسيطرون عليها في السابق.
ونجحت "بي واي دي" وشركات صينية أخرى مثل شيري وجيلي وسايك في تحويل الصين إلى أكبر مُصدر للسيارات في العالم، متفوقة بذلك على كل من ألمانيا واليابان.
إعلانويقول بيدرو باتشيكو من شركة غارتنر للاستشارات إن شركات السيارات الصينية تطمح الآن للإطاحة بفولكس فاغن وتويوتا من قمة صناعة السيارات العالمية.
وبحسب تقرير إيكونوميست، فقد بات توسيع الصادرات أمرا محوريا لتحقيق هذا الهدف بالنسبة للشركات الصينية، حيث بلغ عدد السيارات المصدرة من الصين إلى الخارج 4.7 ملايين سيارة العام الماضي، وهو 3 أضعاف العدد قبل 3 سنوات، وفقا لتقديرات سيتي غروب، في حين من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع؛ مع توقعات بوصول المبيعات الخارجية إلى 7.3 ملايين سيارة بحلول عام 2030.
وأضاف التقرير أن المستهلكين الصينيين كانوا يفضلون في السابق العلامات التجارية الأجنبية، لكن في الوقت الحالي تستحوذ شركات السيارات المحلية على حوالي 3 أخماس المبيعات في البلاد.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أنه بحثا عن منفذ بديل، اتجهت شركات السيارات الصينية نحو الأسواق الخارجية، وأعلنت شركات مثل "بي واي دي" وجيلي وغريت وول أن هوامش الأرباح من المبيعات الخارجية أعلى بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10 نقاط مئوية مقارنة بالمبيعات المحلية.
وارتفعت حصة العلامات التجارية الصينية في مبيعات المركبات الكهربائية بأوروبا من نحو 4% عام 2021 إلى 10% في عام 2024.
وأضافت إيكونوميست أن الرسوم الجمركية التي فرضتها أميركا على الصادرات الصينية بنسبة 100% منذ رئاسة جو بايدن، تحول فعليا بين دخول المركبات الكهربائية الصينية إلى السوق الأميركية، كما أدى الولاء القوي للعلامات التجارية المحلية في اليابان وكوريا الجنوبية، إضافة إلى العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع الهند، إلى إبقاء شركات السيارات الصينية بعيدة عن هذه الأسواق.
وكشف تقرير إيكونوميست أن هذه العقبات لم تردع الشركات الصينية، والتي حولت تركيزها إلى دول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وحتى أفريقيا، وهي أسواق تشكل مجتمعة أكثر من 20 مليون عملية بيع.
إعلانوبحسب التقرير، تعد روسيا أكبر مستورد للسيارات الصينية، لا سيما بعد انسحاب شركات السيارات الغربية إثر الحرب في أوكرانيا، حيث ارتفعت حصة العلامات التجارية الصينية في السوق الروسية من 9% في عام 2021 إلى 61% عام 2023، وفقا لمجموعة "روديوم" للاستشارات.
وأشارت المجلة إلى أن شركات السيارات الصينية تحقق تقدما كبيرا في أسواق أخرى، فهي تستحوذ الآن على 8% من السوق في الشرق الأوسط وأفريقيا، و6% في أميركا الجنوبية، و4% في جنوب شرق آسيا، وذلك وفقا لتقديرات شركة بيرنشتاين، بعد أن كانت حصتها شبه معدومة قبل بضع سنوات.
كما بدأت المركبات الكهربائية بالفعل تكتسب زخما في بعض الأماكن غير المتوقعة، ففي أميركا اللاتينية، تشكل الآن تلك المركبات 6% من إجمالي المبيعات بعد أن تضاعفت عام 2024، وفقا لشركة الأبحاث "بلومبيرغ إن إي إف"، حيث بلغت نسبة وارادات البرازيل نحو 7%، وباتت 9 من كل 10 مركبات كهربائية هناك تحمل علامات تجارية صينية، بينما بلغت النسبة في المكسيك 8%، وفي تايلند حوالي 15%، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع.
مصانع صينية بالخارجولفتت الصحيفة إلى أن شركات السيارات الصينية لا تكتفي بالتصدير من الداخل فحسب، بل تسعى أيضا إلى تأسيس موطئ قدم لها من خلال بناء مصانع في الخارج، لتجنب الرسوم الجمركية وتكاليف الشحن والبقاء على مقربة من العملاء، حيث تتصدر هذا الاتجاه شركة "بي واي دي"؛ التي تصنع مركباتها حاليا في تايلند وأوزبكستان، وتخطط لإنشاء مصانع في البرازيل والمجر وإندونيسيا وتركيا وربما في المكسيك.
كما أن شركات صينية أخرى مثل شيري وشانجان وغريت وول وسايك لديها مصانع خارجية قيد التشغيل أو قيد الإنشاء.
وقالت إيكونوميست إنه مع ذلك، قد لا تحقق بعض المصانع ما خططت له في الخارج، حيث توجد مؤشرات على أن الحكومة الصينية قد تجبر الشركات على إبطاء استثماراتها الخارجية للحفاظ على إشغال المصانع المحلية، وكذلك لحماية التكنولوجيا الصينية من الأعين المتطفلة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شرکات السیارات الصینیة ملایین سیارة بی وای دی
إقرأ أيضاً:
رويترز: حركة الشباب تسيطر على بلدة إستراتيجية في الصومال
أفاد سكان وجنود بأن مقاتلي حركة الشباب المجاهدين سيطروا اليوم الأربعاء على بلدة عدن يابال وسط الصومال، والتي كانت تشكل قاعدة انطلاق رئيسية للقوات الحكومية في عملياتها ضد المسلحين الذين يواصلون تقدمهم منذ أسابيع.
وأعلنت حركة الشباب في بيان لها أن قواتها اجتاحت 10 منشآت عسكرية خلال الاشتباكات التي دارت اليوم الأربعاء.
وأشار سكان وجنود إلى أن حركة الشباب سيطرت على بلدة عدن يابال، الواقعة على بعد نحو 245 كيلومترا شمالي مقديشو، بعد قتال عنيف.
وقال عسكريون لوكالة رويترز إن الجيش استعاد القرى التي سيطرت عليها الحركة، إلا أنها تواصل التقدم في الضواحي، مما دفع الحكومة إلى نشر عناصر من الشرطة وحرس السجون لتعزيز قوات الجيش.
وذكرت شاهدة عيان لرويترز أنها سمعت انفجارا مدويا ثم إطلاق نار بعد صلاة الفجر، موضحة أن حركة الشباب هاجمتهم من جهتين.
وأوضح جندي شارك بنقل الجنود المصابين إلى إقليم هيران المجاور أنه بعد ساعات طويلة من القتال، تم "تنفيذ انسحاب تكتيكي".
وزار رئيس الصومال حسن شيخ محمود، عدن يابال الشهر الماضي لعقد لقاء مع القادة العسكريين لبحث سبل إرسال تعزيزات.
وقال الرئيس الصومالي اليوم إن سيطرة الحركة على بلدة واحدة لا يعني أنها انتصرت عليهم، مشيرا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الحرب والمعركة.
إعلانوكانت الجماعة قد تقدمت الشهر الماضي وسيطرت مؤقتا على قرى تبعد نحو 50 كيلومترا عن مقديشو، وهو ما أثار قلق سكان العاصمة.
وكانت قوات الجيش ومسلحو العشائر المتحالفة معها تستخدم منطقة عدن يابال قاعدة عمليات لشن هجمات ضد حركة الشباب.
ويأتي القتال في وقت يزداد فيه الغموض حول مستقبل الدعم الأمني الدولي للصومال.
وبداية العام الجاري، حلّت بعثة حفظ سلام جديدة تابعة للاتحاد الأفريقي محل قوة أكبر، إلا أن توفير التمويل لهذه البعثة الجديدة لا يزال غير مؤكد.