يمانيون/ تقارير في استهتار صارخ بالقواعد والقوانين والأنظمة الدولية ذات الصلة بسيادة واستقلال الدول، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة قرارات استفزازية وصدرت عنه تصريحات أكثر استفزازاً لا تقتصر على الدول المعادية للمشروع الأمريكي، وإنما شملت دولًا حليفة وصديقة للإدارة الأمريكية.

التصريحات والقرارات الأمريكية الصادرة عن ترامب، الذي عاد للبيت الأبيض في يناير المنصرم، في دورة انتخابية رئاسية ثانية، تضمنت تهديدات وعقوبات ضد الشعوب الرافضة والمناهضة للسياسة والهيمنة الأمريكية، بما فيها الشعب الفلسطيني الذي بلغت تهديداته مداها، تارة باحتلال غزة وأخرى بشرائها وامتلاكها وتهجير أبنائها، وكذا التهديد باحتلال كندا.

تصريحات وتهديدات ترامب بتهجير الفلسطينيين، لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت نتيجة طبيعية لما لاقته الإدارات الأمريكية المتعاقبة من تماهي من قبل معظم حكام الدول العربية والإسلامية المتخاذلين عن دعم القضية والشعب الفلسطيني وتنصلهم عن إسناد المقاومة في حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل بدعم أمريكي وأوروبي على قطاع غزة.

الشيء الإيجابي، الذي يستحق الإشارة إليه، أن تهديدات ترامب بشأن غزة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، قُوبلت برفض عربي وتنديد دولي، نظراً لخروجها عن إطار العقل والمنطق، ولكونها ستعمل ليس على تعميق الصراع العربي الإسرائيلي فحسب، وإنما ستمثل بداية للإجماع العربي على رفض المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة، في ظل مستجدات الأحداث الأخيرة التي كشفت بوضوح المخططات الاستعمارية لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل عبر ما يسمى بمشروع “الشرق الأوسط الجديد”.

ومع ذلك بقدر ما انخدع بعض الحكام المهرولين للبيت الأبيض، بسياسة الإدارة الأمريكية وتشدّقها بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل وغيرها من المشاريع التي في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، بقدر ما يحصدون اليوم ثمار صمتهم وتخاذلهم وتخلفهم عن مساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة الاستكبار والهيمنة الأمريكية والصلف الصهيوني، والغطرسة الأوروبية، من صفعات وإهانات.

قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحدث عن هذه الحالة بالقول “نجد الفارق الكبير بين من يتحرك حُرّاً عزيزاً، لا يخضع للهيمنة ولا التبعية للأمريكي والإسرائيلي، وبين مواقف الآخرين الذين يخضعون للأمريكي، توظَّف حالة الخضوع من جهة الأمريكي لمصلحة الإسرائيلي؛ لأن الأمريكي يهمه المشروع الصهيوني، فيخضع من خضعوا له لخدمة المشروع الصهيوني”.

وأضاف “لذلك كانت نتيجة ما هم عليه من تخاذل وتواطئ خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة، على مدى 15 شهراً، بكل ما فيه من إجرام، ووحشية، وطغيان: أن يطمع الأمريكي منهم فيما هو أكثر؛ ولهذا نرى الجنون الأمريكي، عندما يطرح ترامب بأن على بعض الأنظمة العربية أن تستقبل الفلسطينيين على أراضيها، وكيف ستكون الأنظمة العربية في وضع حرج جداً، ومحرج للغاية، لأنه لا يمكن الاستجابة للطلب الأمريكي، إلا ويكونون في وضعية مهينة للغاية للغاية للغاية، قد تنازلوا كلياً عن كل قيمةٍ للقضية الفلسطينية”.

بالمقابل، يبقى الموقف اليمني، ثابتاً ومبدئياً مع القضية الفلسطينية منذ نجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر الفتية، بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وداعماً وسنداً للمقاومة الفلسطينية في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

ومما لا شك فيه، أن الشعب اليمني عقب ثورة الـ 21 من سبتمبر التي جرفت عقوداً من التبعية لأمريكا والغرب وأدواتهم، وأرغمت المارينز الأمريكي على الخروج المذل من العاصمة صنعاء في الـ 11 من فبراير 2015م، قادر على إفشال الخطة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين من بلادهم وكسر قيود الوصاية الأمريكية والغربية على المنطقة.

ومنذ عقد من الزمن، برز الموقف اليمني الرسمي والشعبي المناهض لأمريكا وإسرائيل والمساند للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعززّ ذلك بمشاركة القوات المسلحة وتدخلها عسكرياً لدعم معركة “طوفان الأٌقصى” في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، انطلاقاً من الثوابت الدينية والأخلاقية والإنسانية.

وفي ظل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وبروز الخطة الأمريكية، لتهجير الفلسطينيين، جددّ السيد القائد التأكيد على أن اليمن سيتدخل بالقوة العسكرية في حال اتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير بالقوة أو اتفقا مع الأنظمة العربية لتنفيذها.

وقال: “لن نتفرج أبداً إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ الخطة العدوانية الإجرامية بالقوة، وسنواجه عدوانهم بالقوة وبالتدخل العسكري وبالجهاد في سبيل الله بكل الوسائل”.

خلاصة القول: اليمن قيادة وشعب لن يقف مكتوفي الأيدي إزاء خطة التهجير الأمريكية، وكما تحرك على مدى 15 شهراً في إسناد معركة الطوفان، سيتحرك في أداء مسؤوليته الجهادية للتصدي لأمريكا وإسرائيل، ونصرة فلسطين مهما بلغت التضحيات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تضم صحفي بالخطأ لمجموعة دردشة بشأن الهجوم الأمريكي ضد اليمن

أنشأ كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية من نائب الرئيس إلى أدنى مستوى مجموعة على تطبيق Signal التجاري لتنسيق بدء الهجوم على الميليشيات الحوثية في اليمن ونقل تحديثات عملياتية واستخباراتية سرية للغاية. 

الهجوم على الحوثيين 

وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنهم أضافوا عن طريق الخطأ إلى المجموعة رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، جيفري جولدبرج، الذي قرأ جميع المراسلات، وكشف عن تجربته في مقال نشره اليوم الاثنين.

وقال جولدبرج: "أدرجني قادة الأمن القومي الأمريكي في محادثة جماعية حول الضربات العسكرية القادمة في اليمن لم أكن أعتقد أنها حقيقية ثم بدأت القنابل بالتساقط".

وأضاف: "علم العالم قبيل الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 15 مارس أن الولايات المتحدة تقصف أهدافًا للحوثيين في جميع أنحاء اليمن، ومع ذلك، كنت أعلم قبل ساعتين من انفجار القنابل الأولى أن الهجوم قد يكون وشيكًا".

والسبب الذي جعلني أعلم ذلك هو أن بيت هيجسيث، وزير الدفاع الامريكي، أرسل لي رسالة نصية تتضمن خطة الحرب الساعة 11:44 صباحًا تضمنت الخطة معلومات دقيقة حول حزم الأسلحة والأهداف والتوقيت.

وتابع “في يوم الثلاثاء، 11 مارس، تلقيتُ طلب اتصال على ”سيجنال" من مستخدم يُدعى مايكل والتز، وسيجنال هي خدمة رسائل مشفرة مفتوحة المصدر تحظى بشعبية بين الصحفيين وغيرهم ممن يسعون إلى مزيد من الخصوصية مقارنةً بخدمات الرسائل النصية الأخرى، وافترضتُ أن مايكل والتز المعني هو مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب مع ذلك، لم أفترض أن الطلب كان من مايكل والتز نفسه". 

وأضاف قبلتُ طلب الاتصال، آملًا أن يكون هذا هو مستشار الأمن القومي، وأنه يريد التحدث عن أوكرانيا، أو إيران، أو أي مسألة مهمة أخرى، وبعد يومين - الخميس - الساعة 4:28 مساءً، تلقيتُ إشعارًا بانضمامي إلى مجموعة دردشة على سيجنال سُميت المجموعة "مجموعة الحوثيين الصغيرة".

مجموعة دردشة بشأن ضرب الحوثيين

يبدو أن المسؤولين الرئيسيين قد اجتمعوا في المجمل، سُجِّلت أسماء 18 فردًا كأعضاء في هذه المجموعة، من بينهم مسؤولون مختلفون في مجلس الأمن القومي؛ وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب في الشرق الأوسط وأوكرانيا؛ وسوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض؛ وشخص عُرِّف باسم "S.M" فقط، والذي ظننتُ أنه يُمثِّل ستيفن ميلر. ظهرتُ على شاشتي باسم "JG" فقط.

وبعد استلامي رسالة والتز المتعلقة بـ"المجموعة الصغيرة للحوثيين"، استشرتُ عددًا من زملائي ناقشنا احتمال أن تكون هذه الرسائل جزءًا من حملة تضليل إعلامي، بدأتها إما جهة استخبارات أجنبية، أو على الأرجح منظمة إعلامية مُزعجة، من النوع الذي يحاول وضع الصحفيين في مواقف مُحرجة، وينجح أحيانًا.

 كانت لديّ شكوك قوية في حقيقة هذه المجموعة النصية، لأنني لم أصدق أن قيادة الأمن القومي للولايات المتحدة ستتواصل عبر تطبيق سيجنال بشأن خطط حرب وشيكة ولم أصدق أيضًا أن مستشار الأمن القومي للرئيس سيكون متهورًا لدرجة إشراك رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" في مثل هذه المناقشات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم نائب الرئيس.

وفي الساعة 8:05 صباحًا يوم الجمعة 14 مارس، أرسل "مايكل والتز" رسالة نصية إلى المجموعة: "أيها الفريق، يجب أن يكون لديكم بيان استنتاجات مع المهام وفقًا لتوجيهات الرئيس هذا الصباح في صناديق الوارد الخاصة بكم." 

مقالات مشابهة

  • كشف النقاب عن القاعدة العسكرية السرية التي تنطلق منها طائرات أمريكا لقصف اليمن
  • هدية على طبق من ذهب لأمريكا.. اعتراف عراقي يفتح باب العقوبات مجدداً
  • قائد كتائب الوهبي: أمريكا وإسرائيل ستجران ذيل الهزيمة والعار في عدوانهم على اليمن
  • إدارة ترامب تضم صحفي بالخطأ لمجموعة دردشة بشأن الهجوم الأمريكي ضد اليمن
  • إسناد جبهة اليمن معقَّد لدى الأمريكي والإسرائيلي!!
  • رسائل اليمن للعدوان الأمريكي في ذكرى غزوة بدر
  • حماس تندد باستمرار العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن وسوريا ولبنان
  • قائد الثورة: اليمن سيقف إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله في مواجهة العدو الصهيوني
  • مع التصعيد العسكري في اليمن.. الحوثيون لشفق نيوز: لا هدنة مع أمريكا وإسرائيل
  • فكرة عملية..مستشار الأمن القومي الأمريكي: تهجير الفلسطينيين من غزة أفضل من صرف المليارات