العربية للتنمية الصناعية تعقد الاجتماع الرابع للجنتها الاستشارية بطرابلس
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
تعقد المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين (إيدسمو)، في طرابلس الليبية الاجتماع الرابع للجنتها الاستشارية باستضافة من وزارة الصناعة والمعادن بحكومة الوحدة الوطنية، خلال الفترة 18-20 فبراير الجاري بمشاركة ممثلي الدول العربية الأعضاء.
وقال المدير العام للمنظمة المهندس عادل صقر الصقر في كلمته الافتتاحية إن اجتماعات اللجنة الاستشارية للتنمية الصناعية الموقرة تعد فرصة مهمة للتشاور والتنسيق لبلورة رؤية مشتركة والتوافق حول الموضوعات والقضايا ذات الأولوية للدول العربية، وتبادل الآراء والخبرات واستعراض التجارب والمبادرات في مختلف المجالات الصناعية، بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشتـرك وتوطيد التعاون القائم بين الدول وترسيخ دعائم الصناعة العربية.
وأعرب الصقر عن تقديره لجهود هذه اللجنة ومساهمتها فـي النهوض بالتنمية الصناعية العربية، وتعاونها مع المنظمة في تنفيذ أنشطتها وبرامجها، بما يمكنها من تحقيق أهدافها.
كما أبرز أن جدول الأعمال يتضمن العديد من البنود الهامة، ومن بينها موضوع البحث والتطوير والابتكار في القطاع الصناعي لمناقشة سُبل تعزيز هذه المنظومة والاستفادة من ممكناتها في دعم وتطوير القطاع الصناعي وتسريع التحول الرقمي، وتبادل الخبرات وعرض التجارب العربية الرائدة في هذا المجال.
وأضاف "كما يتضمن جدول الأعمال متابعة سير العمل في إعداد مشروع استراتيجية التكامل الصناعي العربي لتلبية متطلبات دولنا العربية في النهوض بالصناعة وإحداث المزيد من التـرابط والتشابك بين الهياكل الإنتاجية وتعزيز الشراكة الصناعية التكاملية".
وأشاد المدير العام لإيدسمو بالمجهودات الطيبة لنقاط اتصال الدول الأعضاء بشأن مشروع الاستراتيجية، وأكد على أهمية وضرورة تعاون جميع الدول في إنجاز هذا المشروع الهام والاستمرار في موافاة المنظمة بالبيانات والاحصاءات والوثائق التي تمكنها من تحقيق هذا الهدف المنشود.
ويتخلل الاجتماع تقديم عرض حول مشروع استراتيجية التكامل الصناعي المكلف بإعداده فريق العمل الاستشاري المكون من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين (إيدسمو) ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك)، وسيتضمن العرض الإجراءات المتخذة في هذا الشأن والإنجازات المحققة حتـى تاريخه.
كما يشهد الاجتماع توقيع اتفاقية بين المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين (إيدسمو) ووزارة الصناعة والمعادن بدولة ليبيا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمل العربي المشترك دولة ليبيا العربية للتنمية الصناعية المزيد العربیة للتنمیة الصناعیة
إقرأ أيضاً:
اختلاف الدول العربية: حجر عثرة أمام السلام في السودان
اختلاف الدول العربية: حجر عثرة أمام السلام في السودان
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
يُعد غياب التوافق بين الدول العربية على التوقيع حجر عثرة رئيسي يعرقل الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في السودان.
لمن يتأمل المشهد، فإن حرب اليمن ما زالت مستمرة لأكثر من عشر سنوات، تديرها القوى ذاتها من الدول العربية، إلى جانب إيران. وهي حالة تكشف كيف يمكن لغياب الإرادة السياسية المشتركة، أو التورط في أجندات متضاربة، أن يُطيل أمد النزاعات ويزيد معاناة الشعوب.
بالمثل، نجد أن ذات الدول العربية كانت، إلى جانب مصر، من أبرز الأسباب التي أدت إلى فشل مبادرة بريطانية لتشكيل مجموعة اتصال تهدف إلى تسهيل محادثات وقف إطلاق النار في السودان.
بينما توافقت الدول غير العربية الثلاث المشاركة في اجتماع لندن (المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا)، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، على التوقيع على بيان مشترك يعكس التزامها بدعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في السودان، ورفض جميع الأنشطة، بما في ذلك التدخلات الخارجية، التي تؤدي إلى تصعيد التوترات أو إطالة أمد القتال أو تمكينه.
وقد نشب جدل استمر يومًا كاملاً بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حول صيغة البيان، مما أدى إلى غياب الإجماع العربي.
ويمثل رفض الدول العربية للحلول التي تؤدي إلى سلام السودان انتكاسة دبلوماسية كبيرة للجهود المبذولة لإنهاء عامين من الحرب الأهلية. بل ويؤكد هذا الموقف السلبي على غياب الرغبة الحقيقية لدى بعض الأنظمة العربية في رؤية السودان ينعم بالسلام.
وعلى الرغم من غياب بيان ختامي بسبب الخلافات العربية، فإن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء المشاركين يعكس توافقًا بين الدول الغربية الثلاث والاتحادين الأوروبي والإفريقي على المبادئ التالية:
• دعم الجهود الرامية إلى حل سلمي للنزاع في السودان.
• رفض جميع الأنشطة التي تُسهم في تصعيد التوترات أو تمديد أمد الحرب، بما في ذلك التدخلات الخارجية.
• التأكيد على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
ويُظهر هذا التوافق التزامًا مشتركًا بدعم السودان في مواجهة تحدياته، والعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
كذلكً يجب التنبيه إلى أن مضامين بيان اجتماع لندن تتقاطع وتتوافق بوضوح مع ما ورد في وثيقة ودستور التحالف التأسيسي السوداني "TASIS"، لا سيما في ما يلي:
• ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة وعاجلة لحل النزاع ووقف إطلاق النار الدائم.
• تخفيف معاناة الشعب السوداني.
• الالتزام بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه.
• دعم تطلعات السودانيين لبناء مستقبل سلمي، موحد، ديمقراطي، وعادل.
• تسليط الضوء على الكلفة الإنسانية الكارثية للنزاع، بما في ذلك النزوح الداخلي وتأثيره على دول الجوار.
• التأكيد على إلحاح الوضع الإنساني وضرورة تعزيز التنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية.
• أهمية إشراك المدنيين السودانيين، لا سيما النساء والشباب والمجتمع المدني، في جهود حل النزاع وصياغة مستقبل السودان.
• تحميل الأطراف المتحاربة مسؤولية حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
كسرة:
افتتح وزير الخارجية البريطاني "لامي" المؤتمر بتصريح لافت، قال فيه:
- "لقد فقد الكثيرون الأمل في السودان. وهذا خطأ. إنه خطأ أخلاقي أن نرى هذا العدد الكبير من المدنيين يُذبحون، وأطفالًا رُضعًا يتعرضون للعنف الجنسي، بينما يواجه ملايين السودانيين خطر المجاعة أكثر من أي مكان آخر في العالم. لا يمكننا ببساطة أن نتجاهل الأمر."
وأضاف:
- "بينما أتحدث، يواجه المدنيون وعمال الإغاثة في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين عنفًا لا يُصدق. العائق الأكبر ليس نقص التمويل أو نصوص الأمم المتحدة، بل نقص الإرادة السياسية. علينا ببساطة إقناع الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين، والسماح بدخول المساعدات، ووضع السلام كأولوية قصوى."
لكن، وعلى الرغم من هذا النداء الإنساني القوي، لم تُثمر جهود "لامي" لإقناع الدول العربية بالموافقة على المبادئ الدبلوماسية التي طُرحت كمدخل لمجموعة اتصال مستقبلية حول السودان.
وقد أكد مسؤولون أن المؤتمر لم يكن محاولة للوساطة المباشرة أو منصة لتعهدات مالية، بل هدف إلى بناء تماسك سياسي أكبر بين الدول الفاعلة في الملف السوداني. وشاركت فيه ١٤ دولة، إضافة إلى الاتحادين الأوروبي والإفريقي، وأسفر عن توصية بعودة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى طاولة التفاوض، وفتح المسارات أمام وصول المساعدات الإنسانية.
كما تعهدت الدول المشاركة بتقديم ما يقرب من ٨٠٠ مليون يورو لدعم المتضررين من الحرب التي تدخل عامها الثالث.
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com