موقع النيلين:
2025-03-22@23:46:54 GMT

مناوي و العطا يخاطبان متحرك نمور الصحراء

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

اليوم الثلاثاء وفي مدينة الدبه خاطب كل من القائد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور والفريق اول ياسر العطا متحرك نمور الصحراء وعبر كلمته وجه القائد مني اركو مناوي حاكم أقليم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان عدة رسائل للذين يدعمون مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها بأن عليهم أن يتوقفوا عن ذلك و ان الشعب السوداني قادر ومؤهل بشكل كامل على تحديد أولوياته دون وصاية من أحد ، وان شموخ و عزة السودان هي وحدتنا و كرامتنا ، لا يوجد في العالم كائناً من كان له الحق في ان يرسم لنا كيفية بناء بلادنا ، و نحن علمنا العالم القيم والأعراف والاخلاق والشرائع السماويه و الإنسانيه ، كانت سلطنة دارفور مساليت تقلي و العباسية و غيرها من السلطنات و الممالك كلها متعاونة تساعد وشد من أزر بعضها البعض في السرّاء و الضرّاء.

كما خاطب اللقاء الفريق ياسر العطا متحرك نمور الصحراء و شدد في حديثه ان الوطنية تجري في عروق الشعب السوداني و وجه رسائل مهمة جدا لبعض دول الجوار الذين يوفرون مأوي للمليشيا و حلفائها من القوي السياسية الخائنة للوطن قال سنقاتلهم في كل شبر من أرض السودان و من يفعلون ذلك فان يدنا طويلة و جواسرنا لها انياب طويلة و هذه ليست مزحة ولكن سوف نفعل الكثير للعدو البعيد و القريب و من جانب الحرب نبني الامة السودانية و توحيد وجدانها بنبذ الكراهية والعنصرية والتحريض التي تساهم فيها كثير من قيادات مليشيا الدعم السريع و بعض ضعاف النفوس. وقد
حيّا الفريق ياسر العطا مواطني مدينة الدبة علي تعاونهم مع الجميع و عبرهم ارسل تحاياه لبقية ولايات السودان
من جانبه أكد أن المعارك لن تتوقف حتي يتم تحرير كل شبر من الأرض السودانيه و تنصب خيم الاحتفالات في دارندوكة ، نيالا، زالنجي و الضعين
اخيرا أشاد بمتحرك نمور الصحراء و كان في وداعهم كل من الفريق جابر محمد حسب الله، وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور/ بابكر حمدين ، اللواء يحيي إدريس النور ( يحيي صدام ) ، اللواء يحيي حسن النيل ، اللواء رمضان جابر ، منسق حاكم إقليم دارفور في الولاية الشمالية/طاهر ادم جمعة ودّعوهم و طمأنوهم بان الاستعدادات مكتملة من كل النواحي.

الصادق علي النور
الناطق الرسمي بإسم حركة جيش تحرير السودان
الدبة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تحرير القصر.. كيف نفهم تقدم الجيش السوداني وفرار كتائب حميدتي؟

تتفاوت أراضي الدولة الواحدة في الأهمية، فأراضي منطقة نائية لا موارد فيها أو سكان ولا تتمتع بموقع إستراتيجي، ليست كأراضي منطقة أخرى كثيفة السكان أو غنية بالموارد أو تقع في مكان إستراتيجي. كذلك المدن الكبرى أكثر أهمية غالبا من المدن الصغرى لما تمتع به من مركزية سياسية واقتصادية واجتماعية، بينما تحتل الأماكن السيادية أهمية بالغة داخل المدن الكبرى مقارنة بغيرها من الأماكن، ولذا تخصص لها حراسات مشددة، وتكون بؤرة الأحداث والاجتماعات السياسية رفيعة المستوى وزيارات كبار المسؤولين كما هو حال البيت الأبيض في واشنطن أو الكرملين في موسكو أو حتى القلعة قديما في مصر.

في ضوء ما سبق تعكس سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي وسط الخرطوم أهمية بالغة في مسيرة الحرب مع قوات الدعم السريع التي سبق أن بدلت مهمتها من حماية القصر الرئاسي قبل اندلاع الحرب إلى السيطرة عليه صباح 15 أبريل/نيسان 2023، وبالإضافة إلى سيطرتها على المنطقة المحيطة به، والتي تضم سفارات دول أجنبية، وعددا من الوزارات والمؤسسات الحكومية، فضلا عن "السوق العربي" الذي يعد أحد أبرز أسواق الخرطوم حيث تنتشر فيه محلات بيع الأجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة وصرافي العملات الأجنبية، كما يضم "مول الواحة" الذي يُعد مع نظيره مول "عفراء" أمام الساحة الخضراء قرب المطار أبرز مكانين للتسوق والتنزه في الخرطوم قبل اندلاع الحرب.

قوات من الجيش السوداني داخل القصر الرئاسي بعد استعادته من الدعم السريع (الفرنسية) نجاح هجوم الجيش المضاد

بحلول منتصف عام 2024، بدا أن قوات الدعم السريع لها اليد العليا ميدانيا، حيث سيطرت على أجزاء واسعة من العاصمة بما فيها القصر الرئاسي والمطار، وعلى 4 ولايات من ولايات إقليم دارفور الخمسة، كما حاصرت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المتبقية بيد الجيش وحلفائه بالقوة المشتركة المُشكّلة من فصائل دارفور المتمردة سابقا، وكذلك سيطرت على ولاية الجزيرة وعاصمتها مدينة ود مدني حاضنة السوادان الزراعية، وتمددت إلى جنوب شرق البلاد بالسيطرة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، وولاية غرب كردفان، ومناطق شاسعة في شمال كردفان والنيل الأبيض والنيل الأزرق، لتوشك أن تفتح مسارات تلقي إمداد جديدة عبر الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان، في حين انحصرت سيطرة الجيش في شرق وشمال البلاد، ولاحت بوادر مرحلة جديدة في تاريخ السودان تعاد فيها تشكيل موازين القوة وتوزيع السلطة.

ولكن أعادت قيادة الجيش تموضعها داخليا وخارجيا، فرحبت بظاهرة "كتائب المستنفرين" التي تشكلت شعبيا كرد فعل على انتهاكات الدعم السريع في ولاية الجزيرة التي تضمنت نهب ممتلكات السكان وقتل العديد منهم، وقد لعب الإسلاميون دورا كبيرا في تشكيل تلك الكتائب بالاستفادة من خبرتهم السابقة في قوات الدفاع الشعبي، ومن دورهم في هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة التي حُلت بقرار سابق من عبد الفتاح البرهان -قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة- أمر فيه بتسليم معسكراتها وأسلحتها لقوات الدعم السريع، قبل الخلاف مع قائدها حميدتي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل ساهمت منصات التواصل في زيادة الهوس بالذات؟list 2 of 2كيف يكون وصول النرجسي إلى السلطة مدمرا؟end of list إعلان

كذلك بدأ تبادل زيارات بين قادة الجيش ومسؤولي الحكومة السودانية وبين نظرائهم الروس والصينيين، وعاد الحديث عن منح روسيا قاعدة بحرية في بورتسودان، وأُعيدت العلاقات المقطوعة مع طهران، فزار وزير الخارجية السوداني إيران وتبادل البلدان فتح سفارتيهما، وجرى تنشيط العلاقات العسكرية مع تركيا التي زارها البرهان، ووُطدت العلاقات مع الجزائر التي استشعرت الخطر من تأثير الحرب في السودان على استقرار منطقة الساحل والصحراء، إضافة لكل ذلك تم مد الجيش السوداني بأسلحة حديثة في مواجهة التسليح المتطور الذي يصل الدعم السريع من أطراف إقليمية.

مع توافر الدعم البشري، المتمثل في أفراد الجيش والمخابرات العامة والقوة المشتركة وكتائب المستنفرين، والتسليح النوعي لاحقا من الدول الصديقة، بدأت قيادة الجيش تعد لهجوم مضاد يستهدف صد تقدم قوات الدعم السريع ثم استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، وصولا للعمل مستقبلا على فك الحصار عن ولاية شمال دارفور، ومهاجمة الدعم السريع في معقله بإقليم دارفور.

بدأ هجوم الجيش المضاد بحملة جوية استهدفت قوافل إمداد الدعم السريع القادمة من تشاد وليبيا، وقصف بالطائرات المسيرة وبعمليات نوعية ضد ارتكازات الدعم السريع في الخرطوم، لاستنزاف قوات حميدتي وقطع خطوط إمداده.

وبدأ الجيش عملية برية منتصف العام الماضي استعاد خلالها بعد معارك عنيفة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرق البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ثم مدينة "ود مدني" وسط السودان مطلع العام الجاري، وانطلاقا من ولاية الجزيرة بدأ التحرك لدخول الخرطوم، بالتزامن مع فتح محاور قتال داخل العاصمة تحركت أيضا خلاله قوات الجيش من داخل مواقعها المحاصرة. ونجحت القوات المتحركة من محور الخرطوم بحري في يناير/كانون الثاني 2025 بفك الحصار عن مقر "سلاح الإشارة" في الخرطوم بحري ثم عبور النيل الأزرق للالتقاء بالقوات المحاصرة داخل مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بوسط الخرطوم، وزار البرهان مقر القيادة العامة بعد ساعات من فك الحصار معلنا بدء معركة استعادة الخرطوم والقضاء على قوات الدعم السريع داخلها.

إعلان

وبحلول تلك الآونة أصبحت الدفة بيد قوات الجيش التي تمتعت بحرية حركة وخطوط إمداد مفتوحة مع شمال وشرق البلاد، وتمكنت من السيطرة على مدينة "بحري" لتضاف إلى سيطرتها على أغلب مدينة "أم درمان" في حين انحصرت قوات الدعم السريع وسط الخرطوم. ودشن الجيش الفصل الأخير بشنه هجوما من 3 محاور على وسط الخرطوم تمكن خلاله من السيطرة على القصر الجمهوري والسوق العربي ومقرات الوزارات والمؤسسات الحكومية، وليقترب بذلك من حسم معركة الخرطوم بشكل نهائي، مما يمهد لبدء عودة مؤسسات الدولة من بورتسودان إلى العاصمة، وهو ما يعزز شرعية الجيش، وينقل الصراع ضد الدعم السريع إلى مربع جديد.

أعمدة من الدخان ترتفع أثناء الاشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكري والجيش في الخرطوم (رويترز) صراع الشرعية

مع تبلور مؤشرات تغير المشهد الميداني في العاصمة بحلول بداية العام الجاري، برزت معركة سياسية موازية، فعقدت الأحزاب الداعمة للجيش السوداني مشاورات في مدينة بورتسودان توجت بإعلان عبد الفتاح البرهان في الثامن من فبراير/شباط الماضي شروعه في تشكيل حكومة تصريف أعمال والتجهيز لتعديل الوثيقة الدستورية الصادرة في عام 2019، وهو ما حدث بالفعل بعد أسبوعين عبر اعتماد وثيقة دستورية تنص على تمديد الفترة الانتقالية لمدة 39 شهرا من تاريخ نشرها، وتشكيل مجلس السيادة من 11 شخصا يعين الجيش 6 أشخاص منهم إضافة إلى بنود أخرى.

وفي المقابل، حشد "الدعم السريع" الأحزاب والتجمعات السياسية والمسلحة المتحالفة معه في اجتماع بمركز كنياتا الدولي للمؤتمرات في العاصمة الكينية نيروبي بتاريخ 22 فبراير/شباط الماضي، وخلص المؤتمر إلى التوقيع على "ميثاق تأسيسي" يمهد للإعلان عن دستور مؤقت وتشكيل حكومة في مناطق سيطرته، مما أثار المخاوف بتكرار النموذج الليبي في السودان، وتشكيل حكومتين يتنازعان السيطرة على البلاد.

إعلان

أسفر مؤتمر نيروبي عن عدة تداعيات في مقدمتها تفكك تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية المعروفة اختصارا باسم "تقدم" إلى قسمين، والتي تزعمها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إحداهما تُدعى "صمود" بقيادة حمدوك وترفض تشكيل حكومة موازية، والأخرى تُدعى "تأسيس" وتدعم تأسيس حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع. وكذلك سارع السودان لسحب سفيره من كينيا، كما أصدر قرارا بمنع دخول البضائع والواردات الكينية متهما الرئيس الكيني روتو بدعم مخطط لتقسيم السودان.

ولتقويض مشروع الحكومة الموازية، قام البرهان في شهر مارس/آذار الجاري بجولة زيارات خارجية شملت جيبوتي وأوغندا ورواندا وجنوب أفريقيا، لحث الدول المذكورة على دعم موقف السودان باستعادة مقعده في الاتحاد الأفريقي المجمد منذ عام 2021، في حين شددت مصر على دعمها لوحدة السودان. ولا يُرجح أن تنجح مساعي الدعم السريع في جلب اعتراف إقليمي ودولي واسع بحكومته المزمعة في ظل اضطراب الأوضاع بمناطق سيطرته، وانتشار الفوضى وعمليات النهب بها، فضلا عن فقدانه للسيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم، وبدء انحصاره في إقليم دارفور.

اتجاه الأحداث

لا تحسم سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم صراعه مع الدعم السريع رغم أهميتها العسكرية والسياسية، حيث تدعم الأسلحة المتدفقة على الدعم السريع مخطط تقسيم البلاد بعد فشل مخطط السيطرة على كامل أراضي السودان. ولذا يحاول الجيش حسم المعركة في شمال كردفان كي ينطلق منها ومن الولاية الشمالية لفك الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ولكي يبدأ معركته الأخيرة لاستعادة ولايات شرق وجنوب ووسط وغرب دارفور، بهدف منع الدعم السريع من السيطرة على كامل إقليم دارفور الذي يمثل أكثر من ربع مساحة السودان.

ويواجه السودان تحديات إضافية، فاستعادة الجيش للخرطوم وسيطرته على أغلب ولايات السودان، سيفتح الباب لمناقشة المستقبل السياسي للبلاد، وهنا ستبرز التناقضات داخل التحالف الداعم للقوات المسلحة، فالإسلاميون الذي تعرضوا للتهميش بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير، أصبحوا الطرف الأبرز في القتال ضد قوات الدعم السريع، وبرزت كتيبة البراء بن مالك بقيادة المصباح أبو زيد في معركة استعادة القصر الجمهوري، وبالتالي لن يكون مقبولا من طرفهم تعرضهم للتهميش مجددا بعد ما قدموه في المعركة.

إعلان

كذلك توجد مطالب للمكونات المنخرطة في الحرب تحت لافتة "القوة المشتركة" وتختص بحصتهم في السلطة والموارد، فقد شاركوا في القتال ضد الدعم السريع بعد أن خاضوا حروبا سابقة ضد الجيش، ومطالبهم قد تختلف عن مطالب الإسلاميين، وعن توجهات مجلس السيادة وقيادة الجيش، مما قد يؤدي لاحتكاكات بين تلك الأطراف المتنوعة.

ويتسم المشهد في السودان بتغير التحالفات، ففي عهد البشير اصطف الإسلاميون والجيش والدعم السريع ضد الحركات المتمردة في دارفور، وبعد عزل البشير تحالفت المكونات المذكورة ضد الإسلاميين، ثم تحالف الإسلاميون والدعم السريع والجيش ضد قوى الحرية والتغيير وحكومة حمدوك، ثم في الفصل الأخير تحالف الإسلاميون والجيش ضد الدعم السريع وقوى الحرية التغيير اللذين تعاونا معا.

ولذا فإن مرحلة ما بعد استعادة الخرطوم قد تشهد تغييرا في التحالفات، لكن هذا إن حدث سيتم في مرحلة حساسة تشهد فيها البلاد دمارا واسعا بسبب الحرب وانهيارا اقتصاديا، ونزوح نحو 11 مليون شخص من ديارهم، بينهم 3 ملايين غادروا إلى خارج السودان حسب تقديرات الأمم المتحدة، مما يعني أن حدوث صراعات جديدة أو دفع أطراف إقليمية باتجاه مخطط التقسيم، سيعرض وحدة البلاد لتهديدات وجودية، وسيعيد للذاكرة انفصال الجنوب بعد تمرد مطول، مما انعكس على استقرار السودان الذي فقد نحو 85% من ثرواته النفطية لصالح جنوب السودان بعد الانفصال في عام 2011، وهو ما لا يتحمله السودان حاليا.

ثقل السودان وتضارب المصالح

إحدى مشاكل السودان هي تشابك وتعارض مصالح الأطراف الدولية والإقليمية تجاهه، فوفق تنظيرات صامويل هنتنغتون يقع السودان على خط صدع حضاري بين العالم العربي والقارة الأفريقية، كما يوجد بالقرب من القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي الذي يعج بتنافس دولي بين الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فضلا عن التنافس الإقليمي بين تركيا وإيران وبعض دول الخليج العربي بالإضافة إلى إثيوبيا وإريتريا ومصر، كذلك يتمتع السودان بموارد طبيعية مغرية مثل المساحات الشاسعة القابلة للزراعة ومناجم ذهب وموانئ على البحر الأحمر تتمتع بأهمية اقتصادية وأمنية، مما يجعله مطمعا للعديد من الأطراف.

لقد كشفت الحرب الأخيرة عن تباين في مواقف الدول المجاورة للسودان، فتشاد وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والمشير حفتر في ليبيا اختاروا الجانب الأقرب لجانب الدعم السريع، بينما إريتريا ومصر وحكومة طرابلس الليبية أقرب للجيش السوداني.

كذلك يتباين الموقف الإقليمي والدولي الأوسع، حيث تميل إيران وتركيا وروسيا حاليا إلى جانب الخرطوم، في حين تميل الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا إلى جانب القوى المدنية الأقرب للدعم السريع، بينما الولايات المتحدة تتعامل مع المشهد بمنطق إدارة الأزمة لا حلها، ولم تتخذ موقفا ضد الدول التي تقدم دعما عسكريا لقوات الدعم السريع لوجود مصالح مشتركة في ملفات أخرى، وفي الوقت ذاته ترى واشنطن في حصول روسيا أو إيران على قاعدة بحرية مطلة على البحر الأحمر تهديدا إستراتيجيا لمصالحها ومصالح حلفائها. وبالتالي فشلت مفاوضات جدة ثم جنيف في الوصول لاتفاق ينهي الحرب في السودان في ظل تضارب مصالح الأطراف الإقليمية والدولية.

إعلان محيط متوتر

إن الصراع في السودان يتزامن مع تصاعد التوترات في جنوب السودان بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار، والتي وصلت إلى اعتقال نائب قائد الجيش المحسوب على مشار وعدد من العسكريين والوزراء، بينهم وزير النفط، مما يهدد بعودة الحرب الأهلية مجددا بعد أن توقفت في عام 2018 عبر اتفاق بريتوريا، كذلك تتصاعد التوترات في إقليم تيغراي، مما يهدد بعودة الحرب بين أديس أبابا والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، والتي قد تمتد لتصبح حربا بين إثيوبيا وإرتيريا، مما يعني أن استمرار الحرب بالسودان يمكن أن يربط الاضطرابات التي تشهدها منطقة الساحل بالتوترات في إثيوبيا والقرن الأفريقي، مما سيولد حالة من الفوضى في القارة الأفريقية ترى فيها أوروبا تهديدا بموجات نزوح جديدة ومساسا بمصالحها، بينما ترى فيها أطراف أخرى فرصة لتعميق نفوذها ونهب موارد المنطقة.

إن السودان أمام مفترق طرق تاريخي بعد استعادة الجيش للسيطرة على أغلب ولاية الخرطوم، إما أن يغلق صفحة الدعم السريع، ويفتح الباب أمام عقد اجتماعي جديد يداوي جروح الصراعات التي شهدها خلال العقود الأخيرة، وإما أن تعمل مخالب التفتيت على تجزئته وتعميق الخلافات داخله وخلخلة أمنه بهدف استنزاف موارده والضغط على جيرانه المتضررين من عدم استقراره.

مقالات مشابهة

  • تحرير القصر.. كيف نفهم تقدم الجيش السوداني وفرار كتائب حميدتي؟
  • مساحات مهر تحرير الوطن من أوباش ملايش دقلو تتسع يوماً بعد يوم
  • البرهان يؤكد استمرار المعركة حتى تحرير السودان بالكامل
  • مناوي: معركة المالحة مستمرة لـ”43″ ساعة متواصلة.. والبشريات قادمة
  • عاجل | البرهان: نمضي بخطى ثابتة لإكمال تحرير السودان
  • بعد سيطرة الجيش على القصر الجمهوري .. من هما طرفا الحرب في السودان؟
  • السودان: الدعم السريع تعلن السيطرة على المالحة ومعسكر الجيش في شمال دارفور 
  • تضارب الأنباء حول السيطرة على المالحة وحركة مناوي توضح
  • رئيس جنوب السودان يقيل حاكم ولاية أعالي النيل بعد اشتباكات
  • إثر تصاعد الاشتباكات.. رئيس جنوب السودان يقيل حاكم ولاية أعالي النيل