هل قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين بالصلاة الرباعية يبطلها؟.. انتبه
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
لاشك أن الكثير ممن يدركون فضل الصلاة العظيم وأنها ثاني أركان الإسلام الخمسة ، كما أنها عماد الدين ، ومن ثم لا يمكنهم الاستهانة أو التهاون فيها يتساءلون عن هل قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين بالصلاة الرباعية يبطلها ؟، حيث يسعون لأدائها على الوجه الأمثل الذي يرضي الله تعالى عنهم بها ويقبلها منهم ، لذا يبحثون في هدي الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل طريقة للوصول واغتنام أعظم الأجر والثواب ، فيبحثون عن هل قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين بالصلاة الرباعية يبطلها ؟، فلا يمكن لعاقل التفريط فيها بأي حال من الأحوال.
هل قراءة سورة بعد الفاتحة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لا تبطل صلاة من نسي وقرأ في الأربع ركعات سورة قصيرة بعد سورة الفاتحة ، فلا مانع.
وأوضح “ جمعة” عبر صفحته بموق التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال : ( هل قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين بالصلاة الرباعية يبطلها أو بصيغة أخرى فى الصلاة الرباعية هل لو قرأنا سورة صغيرة في الأربع ركعات تبطل الصلاة؟)، أن الأحسن والأولى والأثوب أن يكونوا مثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، الذي قال : ( صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي).
وأضاف أنه قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالركعتين الأولتين سورة بعد الفاتحة ، فيما يقرأ سورة الفاتحة فقط في الركعتين الأخيرتين ( الثالثة والرابعة ) وذلك في الصلوات الرباعية ، ولكن لو قرأ المسلم سورة بعد الفاتحة في الأربع ركعات فهذا زيادة خير ، ومع ذلك فهذا ليس الأثوب ، فالأكثر ثوابًا هو اتباع هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفعله بالاكتفاء بسورة بعد الفاتحة في الركعتين الأولى والثانية فقط.
حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتينقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك البعض يقرأون سورة الفاتحة وبعدها سورة قصيرة أما ما تيسر من القرآن الكريم في كل ركعات الصلوات الثلاثية والرباعية مثل صلاة الظهر والعصر.
وأوضح « وسام» في إجابته عن سؤال: «ما حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة وهل تنقص ثواب الصلاة الرباعية ؟، ففي صلاة الظهر، الركعتين الأولتين نقرأ الفاتحة وسورة قصيرة أو ما تيسر من القرآن ، أما في الركعتين الآخرتين نقرأ الفاتحة فقط دون أي آيات أو سور أخرى، فهل هذا صحيح؟»، أن ما عليه جمهور الفقهاء ، أنه يقرأ المُصلي في الركعتين الأولى والثانية سورة الفاتحة وبعدها سورة قصيرة أو ما يتسر من القرآن.
وأضاف أن في الركعتين الثالثة أو الثالثة والرابعة من الصلاة الرباعية مثل ( الظهر والعصر والعشاء) يكتفي المُصلي بقراءة سورة الفاتحة فقط دون حاجة لتلاوة سور قصيرة ولا ما تيسر من القرآن ، فلا يقرأ بعد سورة الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة شيئًا من القرآن الكريم ، منوهًا بأنه إذا قرأ المُصلي في جميع ركعات الصلاة سور قصيرة أو ما تيسر من القرآن بعد قراءة سورة الفاتحة ، فهذا ليس بخطأ ولا يُنقص من ثواب صلاته شيئًا ولا يؤثر على صحتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الثالثة والرابعة
إقرأ أيضاً:
حكم تلحين القرآن وتصويره تصويرًا فنيًا
قالت دار الإفتاء المصرية لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، كما يجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين.
وأكدت الإفتاء أنه يجب عند قراءته مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه والتابعين، وكذلك لا يجوز تصوير القرآن تصويرًا فنيًّا؛ لما في ذلك من مفاسد يجب منعها؛ كتصوير الأنبياء ونحوه مما هو محاط بالقداسة في الشريعة الإسلامية.
بيان حكم تلحين القرآن الكريم تلحينًا موسيقيًّاجاء في مقدمة الإمام الطبري والقرطبي من أن العلماء قالوا: إن المعلوم على القطع والبينات أن قراءة القرآن تلقينًا متواترةٌ عن كافة المشايخ جيلًا فجيلًا إلى العصر الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فيها تلحينٌ ولا تطريبٌ مع كثرة المتعمقين في مخارج الحروف وفي المد والإدغام وغير ذلك من كيفية القراءات، ثم إن في الترجيع والتطريب همزُ ما ليس بمهموزٍ ومَدُّ ما ليس بممدود، فترجع الألفُ الواحدة ألفاتٍ، والواوُ الواحدة واواتٍ؛ فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن، وذلك ممنوعٌ. وإن وافق ذلك موضع نبرٍ وهمزٍ صيَّروها نبراتٍ وهمزاتٍ، والنبرة حينما وقعت من الحروف فإنما هي همزةٌ واحدةٌ لا غير إما ممدودةٌ أو مقصورةٌ.
وروى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته"، وذكره البخاري، وقال في صفة الترجيع: آء آء آء ثلاث مرات.
قلنا: ذلك محمولٌ على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبًا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب، وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه، وقد خرّج أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه رضي الله عنهم قال: "كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المد ليس فيها ترجيع".
وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤذن يطرب؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْأَذَانَ سَهْلٌ سَمْحٌ؛ فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلًا، وَإِلَّا فَلَا تُؤَذِّنْ» أخرجه الدارقطني في "سننه"، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد منع ذلك في الأذان فأحرى أن لا يجوزه في القرآن الذي حفظه الرحمن؛ فقال وقوله الحق: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42]. قلت: وهذا الخلاف إنما هو ما دام يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات، فإن زاد الأمر على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام بالاتفاق.
ذكر الإمام الحافظ أبو الحسين رزين وأبو عبد الله الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقرأوا الْقُرْآن بِلُحُونِ الْعَرَب وَأَصْوَاتهَا، وَإِيَّاكُم وَلُحُون أهل الْعِشْق وَأهل الْكِتَابَيْنِ؛ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قوم من بعدِي يرجعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيع الْغناء والرهبانية وَالنوح لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، واللحون جمع لحن؛ وهو التطريب وتحسينه بالقراءة والشعر .
وسئلت أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: "ما لكم وصلاته؛ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح" ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة ميسرة حرفًا حرفًا. أخرجه النسائي، وأبو داود، والترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. انظر: مقدمة القرطبي في "تفسيره" (1/ 15-17، ط. دار
وأضافت الإفتاء قائلة: لذلك يجب عند قراءة القرآن مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه الناس في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والتابعين وليس فيها ترجيع أو غناء، وإذا كان المسلمون قد بدؤوا بعد المائة الأولى من الهجرة بأن عدلوا عن القراءة على هذا النحو فإن ذلك يعتبر بدعة في قراءة القرآن أي في أمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بكتاب الله الذي نزل على رسوله وسمعَهُ الرسول من الوحي، وقرأه عليه ونقله إلى أصحابه كما سمعه.