أسوشيتد برس تكشف تفاصيل خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر مصرية ودبلوماسيين عرب وغربيين تفاصيل عن خطة تعمل القاهرة على وضعها لإعادة إعمار غزة دون إجبار الفلسطينيين على الخروج من القطاع، وذلك ردًا على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإخلاء القطاع من السكان حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليه.
وحسب الوكالة، فقد قالت صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة إن الاقتراح يدعو إلى إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة حيث يمكن للفلسطينيين العيش في البداية بينما تقوم شركات البناء المصرية والدولية بإزالة وإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع.
وناقش المسؤولون المصريون الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين وكذلك مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وفقا لمسؤولين مصريين ودبلوماسيين عرب وغربيين.
وقال أحد المسؤولين المصريين ودبلوماسي عربي إنهم يناقشون أيضا سبل تمويل إعادة الإعمار، بما في ذلك مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.
وتحدث المسؤولون والدبلوماسيون بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأن الاقتراح "لا يزال قيد التفاوض".
3 مراحل
وذكرت صحيفة الأهرام أن الاقتراح يهدف إلى "دحض منطق الرئيس الأميركي ترامب" ومواجهة "أي رؤى أو خطط أخرى تهدف إلى تغيير البنية الجغرافية والديمغرافية لقطاع غزة".
إعلانوسيناقش مسؤولون من مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن اقتراح مصر في اجتماع في الرياض هذا الأسبوع، قبل تقديمه إلى القمة العربية في وقت لاحق من هذا الشهر، وفقا للمسؤولين المصريين والدبلوماسي العربي.
ودمرت حرب إسرائيل التي استمرت 16 شهرا على غزة، حوالي ربع مليون وحدة سكنية. كما تضرر أو دمر أكثر من 90% من الطرق وأكثر من 80% من المرافق الصحية. وقد قدرت الأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية بنحو 30 مليار دولار، إلى جانب ما يقدر بنحو 16 مليار دولار من الأضرار التي لحقت بالمنازل.
وقال المسؤولون المصريون إن خطة مصر تدعو إلى عملية إعادة إعمار من 3 مراحل تستغرق ما يصل إلى 5 سنوات دون تهجير الفلسطينيين من غزة.
وتحدد الخطة 3 "مناطق آمنة" داخل غزة لإعادة توطين الفلسطينيين خلال "فترة التعافي المبكر" الأولية التي تستمر 6 أشهر، وسيتم تجهيز المناطق بمنازل وملاجئ متنقلة، مع تدفق المساعدات الإنسانية.
وسوف تشارك أكثر من 20 شركة مصرية ودولية في إزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية الأساسية للقطاع. وقال المسؤولون إن إعادة الإعمار من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف لسكان غزة.
ضجة دولية
ويأتي الاقتراح بعد ضجة دولية حول دعوة ترامب إلى إخلاء سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني. وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستتولى قطاع غزة وتعيد بناءه ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" على حد قوله، رغم عدم السماح للفلسطينيين بالعودة، وهو ما لقي معارضة عربية ودولية واسعة.
وأكد الفلسطينيون على نطاق واسع أنهم لن يغادروا وطنهم، في حين رفضت مصر والأردن دعوات ترامب لهم باستقبال سكان غزة.
وأكدت منظمات حقوقية على نطاق واسع أن الخطة ترقى إلى التهجير القسري، وهي جريمة حرب محتملة. كما نددت الدول الأوروبية إلى حد كبير بخطة ترامب. في حين أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفكرة وقال إن إسرائيل تستعد لتنفيذها.
إعلانوقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي كان في السعودية أمس الاثنين في جولة في المنطقة، إن الولايات المتحدة مستعدة لسماع مقترحات بديلة. كما قال في تصريحات له الخميس "إذا كانت الدول العربية لديها خطة أفضل، فهذا رائع".
كما قال دبلوماسي غربي إن فرنسا وألمانيا أيدتا فكرة قيام الدول العربية بتطوير اقتراح مضاد لخطة ترامب.
ويقترب اتفاق غزة من منعطف حرج مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في أوائل مارس/آذار المقبل. ولا يزال يتعين على حركة حماس وإسرائيل التفاوض على مرحلة ثانية تهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع ووقف الحرب على الأمد الطويل.
وتذكر أسوشيتد برس أنه سيكون من المستحيل تنفيذ أي خطة لإعادة الإعمار دون التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية، بما في ذلك الاتفاق على من سيحكم غزة في الأمد البعيد.
وتطالب إسرائيل بالقضاء على حماس كقوة سياسية أو عسكرية في المنطقة وهو ما فشلت به خلال الحرب، ومن غير المرجح أن يسهم المانحون الدوليون في أي إعادة بناء إذا كانت حماس مسؤولة، حسب الوكالة ذاتها.
من جهتها قالت حماس إنها مستعدة للتخلي عن السلطة في غزة. وقال المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع لوكالة أسوشيتد برس يوم الأحد إن الحركة قبلت إما حكومة وحدة فلسطينية من دون مشاركة حماس أو لجنة من التكنوقراط لإدارة المنطقة. وعارضت السلطة الفلسطينية حتى الآن أي خطط لغزة تستبعدها.
ووفقا للمسؤولين المصريين المشاركين في الجهود، فإن جوهر الاقتراح المصري هو إنشاء إدارة فلسطينية غير متحالفة مع حماس أو السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع والإشراف على جهود إعادة الإعمار.
كما تدعو القاهرة إلى قوة شرطة فلسطينية تتكون في الأساس من رجال شرطة سابقين من السلطة الفلسطينية الذين بقوا في غزة بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، مع تعزيزات من القوات المدربة من قبل مصر والغرب.
إعلانوعندما سُئل أحد المسؤولين المصريين والدبلوماسي العربي عن إمكانية نشر قوة عربية في غزة، قالا إن الدول العربية لن توافق إلا إذا كان هناك "مسار واضح" لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
ويرفض نتنياهو أي دولة فلسطينية وكذلك أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم غزة، رغم أنه لم يطرح أي بديل واضح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السلطة الفلسطینیة إعادة الإعمار أسوشیتد برس إعادة إعمار فی غزة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: شركاؤنا العرب يعدون خطة لإعادة إعمار غزة لتقديمها للرئيس ترامب
أفاد البيت الأبيض في بيان له اليوم، بأن الشركاء العرب في المنطقة يعملون على إعداد خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، وأن هذه الخطة سيتم تقديمها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي سياق متصل، ذكر البيت الأبيض أن الرئيس ترامب قدم مقترحًا مبتكرًا للغاية لمعالجة الوضع في قطاع غزة، يتضمن أفكارًا جديدة تستهدف تحسين الظروف الاقتصادية والإنسانية في المنطقة.
وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأنه تمت الموافقة على إدخال كمية محدودة من البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن إسرائيل تمكنت من تجديد مخزونها من الأسلحة بفضل الدعم العسكري الكبير الذي قدمه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وأضاف أن إسرائيل جاهزة للعودة إلى القتال في غزة إذا دعت الحاجة لذلك.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه سيتم تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، والمبعوث الأمريكي ، ستيف يتكوف لإدارة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وأشار إلى أن إسرائيل ستعمل على رفع مطالبها الأمنية خلال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وفي آخر تصريحاته، أكد المسؤول الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمكن من التوصل إلى اتفاق يعيد جميع الرهائن الذين تم احتجازهم خلال المرحلة الأولى من الحرب .