هل يُجبر الاتحاد الأوروبي مواطنيه على تناول الحشرات الخطرة؟ إليكم الحقيقة
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
انتشرت عبر الإنترنت مزاعم مضللة تدّعي أن بروكسل سمحت بإدخال أغذية تحتوي على حشرات خطرة إلى الأسواق الأوروبية، وذلك عقب الموافقة الأخيرة للتكتل على منتج يحتوي على دودة الوجبة الصفراء المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية.
وقد استغل سياسيون من اليمين المتطرف ومروجون لنظريات المؤامرة قرار الموافقة على المنتج من أجل الترويج لفكرة إدخال الحشرات إلى النظام الغذائي الأوروبي.
وادّعى رئيس حزب "الوطنيون" الفرنسي فلوريان فيليبو، المعروف بمواقفه المتشددة والمعادية للاتحاد الأوروبي، في مقطع فيديو عبر منصة "إكس" أن ما أسماه "الجنون الإيكولوجي" يدفع أوروبا نحو تسميم قارة بأكملها بهدف "منافسة صناعة تربية الماشية". وحصد الفيديو أكثر من 200,000 مشاهدة، ما يعكس مدى انتشار هذه المزاعم.
كما انضم إلى موجة التضليل الإعلامي أليكس جونز، مقدم البرامج الإذاعية الأمريكي المعروف بترويجه لنظريات المؤامرة، حيث نشر على "إكس" أن "بروتين الحشرات المسببة للسرطان" يتم إدخاله قسرًا في الإمدادات الغذائية حول العالم.
ما مصداقية هذه الادعاءات؟يوم الاثنين الماضي، وافقت المفوضية الأوروبية على استخدام ما يصل إلى 4% من دودة الوجبة الصفراء المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية في بعض المنتجات الغذائية، مثل الخبز والجبن والمعكرونة. وتعدّ هذه الموافقة جزءًا من استراتيجية الاتحاد الأوروبي لتقليل التأثير البيئي لسلسلة الإمداد الغذائي عبر تشجيع مصادر بديلة للبروتين.
وهذا المنتج هو خامس نوع من الأغذية المعتمدة على الحشرات الذي توافق عليه بروكسل منذ عام 2021، حيث يُنظر إلى الحشرات كبديل مستدام للحوم المستزرعة، خصوصًا في ظل النمو السكاني المتزايد عالميًا. والجدير بالذكر أن الشركة الفرنسية Nutri'Earth حصلت بشكل حصري على تصريح تسويق مسحوق دودة الوجبة المعالج بالأشعة فوق البنفسجية لمدة خمس سنوات.
ضوابط صارمة لضمان سلامة الأغذيةتعتبر المفوضية الأوروبية الحشرات مصدرًا غذائيًا جديدًا، يُعرف أيضًا باسم "الأغذية المبتكرة"، وهي أغذية تُستهلك تقليديًا خارج أوروبا، كما هو الحال في العديد من البلدان الأفريقية وأمريكا الجنوبية، حيث يعتبر تناول الحشرات جزءًا من النظام الغذائي المحلي.
Relatedإقامة مهرجان الطماطم في إسبانيا وسط تخوفات من أزمة الغذاء في أوروباإدارة الغذاء والدواء الأمريكية تطرح خطة لجعل السجائر غير مسببة للإدمان.. لكن مصيرها بيد ترامببفضل تباطؤ أسعار الطاقة والغذاء.. التضخم في فرنسا يصل عند نسبة 4% بمعدل سنوي في أكتوبرولكن في أوروبا، تخضع هذه المنتجات لفحوصات صارمة قبل السماح بتداولها في الأسواق. وتجري الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA)، وهي هيئة علمية مستقلة تعمل بالتعاون مع المفوضية الأوروبية، تقييمات دقيقة للتأكد من سلامة هذه الأغذية.
وفي تصريح لقناة "يورونيوز"، أكد إرمولاوس فيرفيريس، المسؤول العلمي في الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، أن "المنتج آمن تمامًا للاستهلاك، حيث خضع لتقييم شامل من قبل خبراء الهيئة، ولم نجد أي مشكلة تتعلق بسلامته". وأضاف: "عند تقييم الأغذية الجديدة، بما في ذلك المنتجات القائمة على الحشرات، نأخذ في الاعتبار جميع المخاطر الميكروبيولوجية والكيميائية لضمان سلامتها".
أبعاد سياسية وراء الجدلويبدو أن ثمة دوافع سياسية تقف وراء العديد من الروايات التي تشكك في سلامة الأغذية القائمة على الحشرات.
فقد دعا زعيم حزب الوطنيين الفرنسي فلوريان فيليبو، تماشيًا مع أجندة حزبه، إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي للحصول على ما وصفه بـ"السيادة الغذائية".
ونشر مستخدم عبر منصة "إكس" تعليقًا ساخرًا: "إنها أوروبا أورسولا الضبع مرة أخرى... إنهم يريدون أن يجعلونا نموت بحشراتهم في طعامنا".
وفي 8 شباط/فبراير، تساءلت عضو البرلمان الأوروبي اليمينية المتطرفة بيترا شتيغرفي منشور حظي بتفاعل واسع:
"في البداية قالوا إن اللحوم مضرة، والآن يقدمون الحشرات على الإفطار. ما الخطوة التالية؟"
واتهم آخرون الاتحاد الأوروبي بخيانة المزارعين التقليديين وقطاع صناعة اللحوم، إذ تُعتبر الحشرات بديلاً للحوم المستزرعة، حيث تنتج انبعاثات غازات دفيئة أقل بكثير وتتطلب موارد أقل مقارنة بتربية الماشية والخنازير والدواجن.
وفي منشور آخر على "إكس"، كتب أحد المستخدمين: "بدلاً من دعم المزارعين المحليين، قرر الاتحاد الأوروبي استبدال منتجاتهم باليرقات والديدان وإطعامها للناس".
ورغم تأكيد العلماء أن هذه المنتجات آمنة، فإن أحد العوامل الرئيسية التي قد تعيق انتشارها بين المستهلكين الأوروبيين هو العامل النفسي والثقافي.
وفي هذا السياق، أوضح فيرفيريس لـ"يورونيوز" أن "رهاب الأطعمة الجديدة هو الشعور بالخوف من تناول أغذية غير مألوفة، وقد يشعر البعض بالاشمئزاز نظرًا لارتباط الحشرات في أذهانهم بأشياء غير سارة".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج الأغذية العالمي يدق ناقوس الخطر برنامج الأغذية العالمي يرسل 700 شاحنة لتخفيف أزمة الغذاء في السودان تحقق: انتشار فيديوهات مزيفة عن ثوران بركان سانتوريني.. كيف ولماذا؟ أسلوب الأكل النباتيالمفوضية الأوروبيةأوروباالغذاءالحشراتنظريات المؤامرةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي المفوضية الأوروبية أوروبا الغذاء الحشرات نظريات المؤامرة دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إيطاليا تدمر أزمة إنسانية قطاع غزة محادثات مفاوضات الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يدرس تمديد برنامجه لإنتاج الذخيرة لمدة عام واحد
يدرس الاتحاد الأوروبي تمديد برنامجه لتسريع إنتاج الذخيرة والصواريخ، المعروف باسم "العمل لدعم إنتاج الذخيرة" (ASAP)، لمدة عام واحد.
وأدرجت المفوضية الأوروبية في الحزمة الشاملة المصغرة التي تم تقديمها في وقت سابق من هذا الأسبوع، إجراء لتمديد برنامج ASAP لمدة عام آخر، ما يؤخر الموعد النهائي إلى نهاية عام 2026، حسبما أشار متحدث باسم المفوضية لـ منصة يوراكتيف.
وتابع قائلًا: يتضمن الاقتراح خطة للسماح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتقديم مساهمات مالية طوعية، وهي سابقة في برامج صناعة الدفاع في الاتحاد.
تأتي هذه المبادرة في أعقاب تحركات سابقة من قبل السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لضخ الأموال في الصناعة الدفاعية لدعم إعادة التسلح بعد أن سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء على قدرة أوروبا المحدودة على إنتاج المعدات العسكرية.
يهدف برنامج ASAP، الذي أُطلق بميزانية أولية قدرها 500 مليون يورو لمدة عام واحد، إلى تبسيط سلاسل توريد الذخيرة والصواريخ في الاتحاد الأوروبي.
وفقًا للمقترح الذي نشرته المفوضية هذا الأسبوع، فقد أسهم بالفعل في تعزيز القدرات في مجالات "الوقود، والمتفجرات، والقذائف، وقدرات الاختبار، والصواريخ في جميع أنحاء الاتحاد".
وصرح المصدر نفسه بأن "السبب الرئيسي" لتمديد برنامج ASAP هو "توفير مزيد من المرونة في حال الرغبة في تمديده بتمويل إضافي" قبل أن يضيف إلى أنه لم يتخذ بعد أي قرار شيء فيما يتعلق بالتمويل الإضافي في هذه المرحلة.
وسيسمح النص لحكومات الاتحاد الأوروبي أو "أصحاب المصلحة الآخرين المعنيين" بتحويل المزيد من الأموال "طواعيةً" إلى برنامج ASAP. ليس من الواضح بعد ما إذا كان التمديد والتمويل الإضافي سيشجع قطاع الصناعة على تقديم عطاءات لمشاريع جديدة، أو ما إذا كانت الأموال ستُستخدم لدعم المشاريع القائمة، ومن المتوقع الآن أن تدرس الحكومات الوطنية والبرلمان الأوروبي المقترح.
اقرأ أيضاًالاتحاد الأوروبي يُعرب عن قلقه إزاء اعتقال قادة سابقين من السكان الأصليين في جواتيمالا
الاتحاد الأوروبي يسعى إلى توحيد صفوفه في أول رد على رسوم ترامب الجمركية