الجزيرة:
2025-02-20@19:15:01 GMT

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة كتابة الإنترنت؟

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة كتابة الإنترنت؟

تبنت شركات تكنولوجية كبرى الذكاء الاصطناعي من خلال نماذجها مثل "كوبايلوت" من مايكروسوفت و"جيميني" من غوغل و"شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، وتعمل هذه الشركات على جعل نماذجها متاحة للجمهور على الإنترنت بعد أن كانت محصورة في مختبرات الاختبار.

ولعل أغلب المستخدمين يتساءلون: كيف تعمل هذه النماذج؟ وعند سؤال "جي بي تي 3" (GPT-3) عن هذا، أجاب أن الذكاء الاصطناعي يستخدم تقنية متخصصة في الإكمال التلقائي المتطور، وبدلا من مجرد اقتراح الكلمة التالية تحلل هذه النماذج العلاقات الإحصائية بين الكلمات في كميات ضخمة من النصوص لتتمكن من تخمين الجملة أو الفقرة التالية بناء على ما كتبه المستخدم سابقا.

وقال جيمس فينسنت من موقع "ذا فيرج" معلقا "هذه الأدوات الذكية ليست أكثر من أنظمة إكمال تلقائي ضخمة تعمل على التنبؤ بالكلمة التالية في أي جملة، أي إنها ليس لديها قاعدة بيانات مشفرة من الحقائق للاعتماد عليها، فهي تمتلك فقط القدرة على كتابة بيانات تبدو معقولة، وهذا يعني أن لديها ميلا لتقديم معلومات خاطئة على أنها حقائق، فالمعلومة التي تبدو معقولة ليس شرطا أن تكون حقيقية".

ولعل أحد أهم الطرق التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي لإعادة كتابة الإنترنت هي إنشاء المحتوى وهي عملية تتطلب من الكتاب والمحررين والمصممين إنشاء مقالات ومدونات ومواد تسويقية وغيرها، ولكن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنجاز كل هذا وبوقت قياسي.

إعلان

وهناك كثير من الشركات والمواقع اعتمدت الذكاء الاصطناعي في إنشاء ملخصات الأخبار ووصف المنتجات وحتى كتابة مقالات كاملة، وهذا ما أعطى فرصة في التوسع من خلال نشر كميات كبيرة من المحتوى الموجه، مما يتيح للمواقع نشر كميات هائلة من المحتوى لجمهور مختلف ومجالات مختلفة.

ولكن هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي في كتابة محتوى حقيقي ومؤثر؟ يثير هذا التحول تساؤلات عن مستقبل إنشاء المحتوى. فمع زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي تزداد المخاوف حول الأصالة والمصداقية وإمكانية التضليل. فعلى سبيل المثال، أثار التزييف العميق المُنشأ بالذكاء الاصطناعي والمقالات المضللة نقاشات حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، وقد تعهدت شركات مثل "أوبن إيه آي" وغوغل بتنفيذ إرشادات وأدوات أكثر صرامة للكشف عن هذه المخاطر والتخفيف منها، ولكن التحدي لا يزال كبيرا.

ولأن الإنترنت يبدأ من بحث غوغل على الأغلب، فمن المهم معرفة أن عملية البحث التقليدية تعتمد على الكلمات الرئيسية والخوارزميات لتقديم النتائج، بينما نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "جيميني" تفعل أكثر من ذلك، فهي قادرة على فهم سياق الجملة ومعرفة الغاية وراء استفسار المستخدمين ولهذا تقدم نتائج مخصصة أكثر دقة وملاءمة.

الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل يثير تساؤلات مهمة عن الخصوصية والانحياز وإمكانية التلاعب (شترستوك) كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مواقع التواصل؟

إن تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل والمجتمعات الإلكترونية عميق جدا، إذ تستخدم منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وإكس الذكاء الاصطناعي لتنسيق المحتوى وتوصية الأصدقاء وحتى اكتشاف السلوك الضار مثل التنمر أو خطاب الكراهية أو حتى التعرف على الصور المسيئة، وهذا جعل وسائل التواصل أكثر جاذبية، ولكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف بشأن ما يُعرف "بغرف الصدى" وهي مكان افتراضي يتعرض فيه المستخدمون للمحتوى الذي يعزز معتقداتهم فقط.

إعلان

ويثير الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل تساؤلات مهمة عن الخصوصية والانحياز وإمكانية التلاعب. ومع ازدياد كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالسلوك البشري وتأثيره، تزداد المخاوف حول كيفية استخدام هذه السلطة.

وتواجه منصات التواصل ضغوطا متزايدة لضمان شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ونزاهتها، لا سيما في ما يتعلق بمسائل مثل خصوصية البيانات والتحيز الخوارزمي.

مستقبل الويب في عصر الذكاء الاصطناعي

مع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره على الإنترنت سوف يتعمق أكثر، ونحن نتوجه نحو مستقبل حيث لا يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة أو مساعد بل جزءا أساسيا في البنية التحتية للويب، حيث يشكل كل شيء من كيفية العثور على المعلومات إلى طريقة تفاعل المستخدمين مع بعضهم على الإنترنت.

ونماذج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"جيميني" تُبشّر بعصر جديد من استخدام الإنترنت تتلاشى فيه الحدود بين المحتوى البشري والمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، وتبدو فرص الابتكار لا حصر لها. ومع ذلك، فإن هذا التطور يأتي مصحوبا بتحديات يجب معالجتها مثل ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وحتى إدارة تأثيره على الوظائف والمجتمع ككل.

وفي ظل هذا المشهد المُتغير، يُعيد الذكاء الاصطناعي كتابة الإنترنت الذي نعرفه، مُغيرا ليس فقط كيفية استخدامنا له، بل ماهيته وما يمكن أن يُصبح عليه. ومع احتضان هذه التغييرات يمكن تسخير قوة الذكاء الاصطناعي بطرق تُعزز الإبداع البشري والتواصل والفهم مع مراعاة الآثار الأخلاقية والمجتمعية المُصاحبة له.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی وسائل التواصل الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

"تحدي الفراشة" المميت على تيك توك يودي بحياة مراهق

شهدت بلدة بلانالتو البرازيلية حادثة مأساوية، بعد وفاة مراهق برازيلي "14 عاماً" حقن نفسه بمزيج من فراشة ميتة وماء، كجزء من تحدٍ جريء عبر الإنترنت.

وفقاً لتقارير صحفية دولية، وقع الحادث في بلدة "بلانالطو" بولاية باهيا البرازيلية، حيث بدأ المراهق دافي نونيس موريرا في التقيؤ وفقد قدرته على المشي بعد محاولته تنفيذ تحدي خطير.

وبحسب المعلومات الأولية، ذكر دافي للأطباء قبل وفاته أنه اشترى فراشة ميتة من صيدلية، ثم خلطها مع الماء وحقن السائل الناتج في ساقه اليمنى.

ورغم سرعة نقله إلى المستشفى، فإن حالته الصحية تدهورت بشكل مفاجئ، ليتوفي بعد وقت قصير من وصوله.
 

هوس التحديات القاتلة.. تيك توكر مغربي يختفي في البحر بعد إشعال النار بجسده - موقع 24تواصل فرق الإنقاذ في مدينة طنجة المغربية جهودها المكثفة للعثور على شاب اختفى في مياه شاطئ الزهاني بمنطقة مرقالة، بعدما جرفته الأمواج أثناء محاولته تنفيذ تحدٍّ متهور، بهدف تحقيق مشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي.

 وتجري السلطات البرازيلية تحقيقاً لمعرفة السبب الدقيق للوفاة، مع تسليط الضوء على احتمال تعرضه لصدمة تسممية، نتيجة السموم الموجودة في الفراشة.
وذكرت التقارير أن والد الضحية عثر أيضاً على الحقنة التي استخدمها ابنه مخبأة تحت وسادته، فيما أشار خبراء في علم الفراشات إلى أنه رغم أن الفراشات يمكن أن تحتوي على سموم في أجسامها، مثل السم الموجود في نباتات الحليب التي تتغذى عليها فراشات الملك، إلا أن هذه السموم عادةً ما تكون غير ضارة للبشر في كميات صغيرة، ومع ذلك، لا يزال الضرر المحتمل في هذه الحالة غير واضح.

العثور على جثة تيك توكر مغربي بعد تحدٍ جريء - موقع 24عثر في مدينة طنجة المغربية على جثة شاب لقي مصرعه أثناء تصوير فيديو لتحدٍّ محفوف بالمخاطر.

وسرعان ما تصدرت "الوفاة الغامضة" للمراهق عناوين الأخبار في جميع أنحاء البرازيل، وأثار الحادث قلقاً بشأن تأثير تحديات الإنترنت على الشباب. 

وشدد مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي على أهمية تعزيز التوعية والإرشاد للشباب بشأن مخاطر السلوكيات المنتشرة على الإنترنت، وضرورة اتخاذ إجراءات للحد من تأثيراتها الضارة.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: نستهدف تدريب أكثر من 30 ألف متدرب وخبير في مجال الذكاء الاصطناعي
  • "تحدي الفراشة" المميت على تيك توك يودي بحياة مراهق
  • هيئة حقوق الإنسان تحصد جائزة صناعة المحتوى في نسختها الرابعة
  • خبير تكنولوجيا: لا يمكن التحكم في منظومة الذكاء الاصطناعي
  • خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات: لا يمكن التحكم في منظومة الذكاء الاصطناعي
  • إنسبشن و«محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» تطلقان «شركالا»
  • دليلك لأفضل أدوات إدارة الحسابات الاجتماعية لزيادة التفاعل والظهور
  • شركة صينية أخرى تجرب أداتها الخاصة للذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يطيح بالجراحين.. أكثر دقة في كتابة الوثيقة الأهم بالعملية