زوجة سقراط “الشريرة” واللحظات الأخيرة قبل الإعدام!
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
اليونان – تقول إحدى الشهادات التاريخية أن زنتيب زوجة سقراط التي دخلت التاريخ مثالا على الزوجة “الشريرة”، بكت بحرقة حين حكم عليه بالإعدام بتجرع السم في 15 فبراير 399 قبل الميلاد.
الزوجة المشاكسة الصعبة المراس والمتقلبة المزاج كانت شابة صغيرة حين تعرف عليها. كان الفيلسوف اليوناني سقراط في الخمسين من عمره وكانت في العشرين حين تزوجا.
الشابة الجميلة الصغيرة بهرت سقراط بأحاديثها، وهي أعجبت بفلسفته وشخصيته الهادئة، إلا أنها لاحقا حولت حياته إلى جحيم متواصل.
معاصرو سقراط اعتقدوا أن الآلهة عاقبت سقراط على شيء ما بدر منه، وجعلته يقترن بهذه المرأة المشاكسة وكثيرة الطلبات وسريعة الانفعال والعدوانية في أحيان كثيرة.
زنتيب أنجبت لسقراط ثلاثة أبناء، وكانت تعرف بميلها إلى العراك والشجار ودأبها على انتقاد زوجها، صاحب الدور الرئيس في تأسيس الفلسفة الحديثة، بسبب عمله وأنشطته الفلسفية التي كانت تعتقد أنها مجرد “مضيعة للوقت”، لا تسمن ولا تغني عن جوع.
على الرغم من طبعها المشاكس والعنيف وتنغيصها الدائم لحياة سقراط، إلا أنه واجه تصرفاتها الغريبة والمزعجة بصبر كبير، وكان لين الجانب معها.
سأل الفيلسوف أنتيستينس سقراط لماذا تزوج مثل هذه المرأة “الشريرة”، فأجاب قائلا إن الفرسان الخبيرين لا يختارون الخيول المطيعة بل الخيول العنيدة، لأنهم إذا تمكنوا من كبح جماحها وترويضها، فلن يصعب عليهم غيرها.
سقراط أوضح أنه فعل الأمر ذاته. أراد أن يكون قادرا على التعامل مع الجميع، واعتقد أنه إذا نجح في التعايش مع زوجته زنتيب، فسيكون من السهل عليه التعامل مع الجميع.
يقال إن زنتيب ذات مرة ضايقت زوجها سقراط وأزعجته لفترة طويلة بسلسلة من الأسئلة، وحين فشلت في الحصول على إجابات منه، صبت من دلو الماء عليه. سقراط علّق بهدوء قائلا: “غالبا ما تنذر رعود زنتيب بالمطر”!
أحد تلامذته ويدعى زينوفون، وكان كتب مذكرات سقراط، وصف زوجه معلمه في إحدى المناسبات بأنها “أكثر النساء بغيضا، ليس فقط في الحاضر، ولكن أيضا في الماضي والمستقبل”.
على الرغم من الصورة الشريرة الشائعة التي ترسخت عبر الزمن عن زوجة سقراط، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أن تلامذته شوهوا صورتها أثناء تمارينهم على نسج الحوارات فيما بينهم، وأنهم قدموها عمدا بصورة المرأة الغاضبة وشديدة الإزعاج في مقابل خصال زوجها الطيبة والهادئة.
ربما يدعم هذا الرأي أن تلميذه زينوفون ذاته الذي وصفها بأنها أكثر النساء بغضا، كتب عنها في مذكرات قائلا إنها كانت زوجة حنونة وأما متفانية.
تلميذ أخر لسقراط هو الفيلسوف اليوناني الشهير افلاطون، روى أن زنتيب حزنت حين حكم على سقراط في عام 399 بالإعدام عن طريق تجرع السم وكان يبلغ من العمر 70 عاما.
حكم الإعدام الشهير ضد سقراط كان نتيجة لإدانته بتهمتي “إدخال آلهة جديدة وإفساد الشباب بروح جديدة”، صوّت 300 شخص من القضاة المحلفين لصالح عقوبة الإعدام ووقف ضدها 200 آخرين.
تجرع سقراط السم بعد شهر من صدور حكم الإعدام ورفض خيارات أخرى عرضت عليه مثل النفي أو الهرب. تناول سقراط نوعا من السموم يسبب الشلل والوفاة من نوبات تؤدي إلى الاختناق.
الفيلسوف أفلاطون وصف في مذكراته اللحظات الأخيرة لسقراط، مشيرا إلى أنه بدا سعيدا وواجه الموت بشجاعة. مدّ الجلاد إليه بالكوب المسموم، تجرعه على الفور ورد الكأس إليه، ثم استلقى محاطا بأصدقاء سُمح لهم بحضور الإعدام. أثناء انتظار سريان مفعول السم، أبلغ سقراط أصدقائه بأن الموت ليس أكثر من تحرير الروح من الجسد.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
أعدام أربعة كنديين بتهمة ارتكاب جرائم متعلقة بالمخدرات في الصين
مارس 20, 2025آخر تحديث: مارس 20, 2025
المستقلة/- أكدت السلطات الكندية إعدام أربعة كنديين في الصين بتهم تتعلق بالمخدرات في وقت سابق من هذا العام.
صرحت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بأن جميعهم يحملون جنسية مزدوجة، وقد حُجبت هوياتهم.
وورد أن متحدثًا باسم السفارة الصينية في كندا حثّ أوتاوا على “التوقف عن الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة”
وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس إنها تصرفت “وفقًا للقانون”، بينما أكدت السفارة وجود أدلة “قوية وكافية” على جرائمهم.
وأضافت السفارة أن بكين “ضمنت بشكل كامل حقوق ومصالح المواطنين الكنديين المعنيين”، وحثّت كندا على احترام “السيادة القضائية للصين”.
لا تعترف الصين بالجنسية المزدوجة، وتتخذ موقفًا صارمًا تجاه جرائم المخدرات. ومع ذلك، من النادر أن تُنفّذ عقوبة الإعدام على الأجانب.
قالت جولي إنها تابعت القضايا “عن كثب” لأشهر، وحاولت مع مسؤولين آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، وقف عمليات الإعدام.
وفي تصريح لوسائل الإعلام الكندية، قالت شارلوت ماكليود، المتحدثة باسم وزارة الشؤون العالمية الكندية، إن كندا “دعت مرارًا وتكرارًا إلى العفو عن هؤلاء الأفراد على أعلى المستويات، ولا تزال ثابتة في معارضتها لاستخدام عقوبة الإعدام في جميع القضايا وفي كل مكان”.
وتفرض الصين عقوبة الإعدام على الجرائم الخطيرة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمخدرات والفساد والتجسس. وبينما يُحفظ عدد عمليات الإعدام سرًا، تعتقد جماعات حقوق الإنسان أن الصين لديها أحد أعلى معدلات الإعدام في العالم.
وقالت كيتي نيفياباندي، من منظمة العفو الدولية في كندا: “إن عمليات الإعدام الصادمة واللاإنسانية هذه التي نفذتها السلطات الصينية بحق مواطنين كنديين، ينبغي أن تكون بمثابة جرس إنذار لكندا. نشعر بحزن عميق تجاه عائلات الضحايا، ونعزيهم في قلوبنا وهم يحاولون استيعاب ما لا يُصدق.”
“نتوجه بقلوبنا أيضًا إلى أحباء المواطنين الكنديين الذين تحتجزهم الصين في انتظار تنفيذ حكم الإعدام أو الذين لا يُعرف مكانهم في السجون الصينية.”
في عام 2019، حُكم على المواطن الكندي روبرت لويد شيلينبيرج بالإعدام في الصين بتهمة تهريب المخدرات، في قضية بارزة أدانتها الحكومة الكندية. لم يكن من بين الكنديين الذين أُعدموا.
وقال جولي يوم الأربعاء: “سنواصل ليس فقط الإدانة الشديدة، بل وسنطالب أيضًا بالرأفة بالكنديين الآخرين الذين يواجهون مواقف مماثلة.”
تشهد العلاقات بين كندا والصين توترا منذ عام 2018، بعد أن اعتقلت كندا المديرة التنفيذية لشركة اتصالات صينية، منغ وانزهو، بناءً على طلب تسليم أمريكي. اعتقلت الصين كنديين اثنين بعد ذلك بوقت قصير، وقد أُفرج عنهما الآن.
في عام 2023، نشرت وسائل الإعلام الكندية تقارير، استند الكثير منها إلى معلومات استخباراتية مسربة، حول مزاعم مفصلة من الصين التدخل في الانتخابات الفيدرالية للبلاد. نفت الصين هذه التقارير، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة وتشهيرية”.
ومؤخرًا، فرضت الصين رسومًا جمركية انتقامية على بعض الواردات الزراعية والغذائية الكندية، ردًا على فرض أوتاوا رسومًا على السيارات الكهربائية والصلب والألمنيوم الصينية.