قوات حفظ السلام الأممية تعلن عن اشتباكات دموية في جنوب السودان
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، وقوع اشتباكات دامية في شمال جنوب السودان، أودت بحياة مدنيين وأدت إلى إصابة أحد عناصر حفظ السلام بجروح.
وتشهد الدولة الغنية بالنفط، والتي تعاني الفقر ولم تنل استقلالها إلا في 2011، انعداماً للاستقرار في ظل مواجهات متكررة ونزاعات سياسية داخلية.
واندلعت المعارك بين "جيش التحرير الشعبي السوداني" و"شباب مسلحين"، في ناصر في ولاية أعالي النيل المحاذية للسودان يومَي 14 و15 فبراير (شباط) الجاري، بحسب ما جاء في بيان لـ"بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان".
#UNMISS urges parties to uphold peace deal following escalations in Upper Nile and Western Equatoria ????????
FULL STATEMENT: https://t.co/jh3iTJarN7#A4P #SouthSudan pic.twitter.com/KAIbDJUhAB
ولم تحدّد هوية الجماعات المسلحة التي تشتبك مع جيش التحرير الشعبي السوداني، وهي قوة عسكرية يقودها الرئيس سلفا كير الذي يتولى رئاسة حكومة الوحدة في البلاد. وأفاد البيان بأن بعض المقاتلين استخدموا "أسلحة ثقيلة ما أدى، بحسب تقارير، إلى سقوط قتلى وجرحى في أوساط المدنيين والعناصر المسلحة".
ولم يقدم أي تفاصيل عن أعداد الجرحى، لكنه أضاف أن عنصراً في قوة حفظ السلام الأممية كان ضمن دورية مقررة، أصيب بجروح في قصف بقذائف الهاون.
ودعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان، والذي يقود البعثة الأممية نيكولاس هيسوم، إلى ضبط النفس ودان العنف تجاه قوات حفظ السلام الأممية.
وحذّر بيان الأمم المتحدة أيضاً من "توترات مستمرة" في ولاية غرب الاستوائية، في الجانب الآخر من البلاد، بين "قوات منظمة"، من دون أن يقدم تفاصيل.
وأكد هيسوم أن "الوضع في المنطقتين يؤكد الحاجة إلى النشر الكامل لقوات جنوب السودان الموحدة".
وشهدت البلاد حرباً أهلية شرسة بين كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار. وينص اتفاق للسلام عام 2018 على ضرورة توحيد القوات المسلحة قبيل انتخابات تم تأجيلها مراراً. وذكرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أنه ما زال يتعيّن توحيد الجيش.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جنوب السودان قوة حفظ السلام الأممية الأمم المتحدة جنوب السودان فی جنوب السودان الأمم المتحدة حفظ السلام
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: تداعيات حرب السودان تتمدد لخارج الحدود
حذرت الأمم المتحدة من تأثيرات اقليمية خطيرة للحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، مشيرة إلى أنها تدفع الدول المجاورة إلى حافة عدم الاستقرار، ويتشارك السودان بحدود برية مباشرة مع 7 دول إفريقية وعربية، وإضافة إلى تدفقات اللاجئين عبر حدود تلك البلدان، برزت تداعيات أمنية خطيرة، كما اتسعت التداعيات الاقتصادية بشكل كبير
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
حذرت الأمم المتحدة من تأثيرات اقليمية خطيرة للحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، مشيرة إلى أنها تدفع الدول المجاورة إلى حافة عدم الاستقرار، ويتشارك السودان بحدود برية مباشرة مع 7 دول إفريقية وعربية، وإضافة إلى تدفقات اللاجئين عبر حدود تلك البلدان، برزت تداعيات أمنية خطيرة، كما اتسعت التداعيات الاقتصادية بشكل كبير خلال الأشهر الماضية حيث تعتمد أسواق عدد من دول المنطقة على الصادرات والموانئ السودانية في تجارتها الداخلية.
ووصف توم فليتشر، منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، الأزمة بأنها "غير مسبوقة من حيث نطاقها وخطورتها".
وأكد أن تداعيات الحرب الأهلية التي دامت 22 شهراً في السودان تمتد إلى ما هو أبعد من حدوده، مما يعرض ليس فقط البلاد، بل والمنطقة بأكملها للخطر.
وأضاف أنها "أزمة تتجاوز حدود السودان بشكل متزايد، وتهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة بطرق من شأنها أن تظل محسوسة لأجيال قادمة".
وأكد المسؤول الأممي أن التأثيرات المتتالية للحرب بدأت تزعزع بالفعل استقرار الدول المجاورة، مع عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والظروف الإنسانية.
تداعيات انسانية
سلطت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الضوء على التداعيات الإنسانية للحرب على دول الجوار، وطالبت في نداء للمجتمع الدولي بتوفير 6 مليارات دولار لدعم النازحين واللاجئين.
وقال فليتشر إن عدم الاستقرار الناجم عن حرب السودان يلقي بتبعات كبيرة على الدول المجاورة، مع فرار اكثر من 3 مليون من القتال الى تلك البلدان، موضحا: "هذا التدفق المتزايد للنازحين واللاجئين يفرض ضغوطاً على موارد الدول المجاورة ويزيد من خطر اندلاع صراعات إقليمية أوسع نطاقا".
ومع عدم ظهور أي علامات على انحسار أزمة السودان، تسعى دعوة الأمم المتحدة العاجلة للحصول على تمويل عالمي إلى تعزيز جهود الإغاثة في المنطقة ومنع انتشار عدم الاستقرار الذي قد يخلف عواقب دائمة على شرق إفريقيا.
وخلص فليتشر إلى أن "هذه الأزمة لا تقتصر على السودان فحسب؛ بل إنها تهدد بتفكيك السلام والاستقرار الهش في منطقة القرن الإفريقي بأكملها".
تبعات أمنية
أثارت موجة الغضب العارمة التي اجتاحت عدد من مدن ومناطق دولة جنوب السودان احتجاجا على مقتل العشرات من مواطني الدولة في ولاية الجزيرة بوسط السودان الشهر الماضي مخاوف كبيرة من امتدادات أمنية خطيرة للحرب السودانية.
وامتدت الاحتجاجات إلى أسواق وأحياء سكنية يعمل ويعيش فيها الآلاف من اللاجئين السودانيين الذين لجأوا إلى دولة جنوب السودان في أعقاب اندلاع الحرب في السودان.
وجاءت تلك الاضطرابات على خلفية تقارير عن تصفيات وعمليات انتقامية طالت مدنيين من بينهم رعايا من دولة جنوب السودان، مما أثار موجة غضب شعبي واحتجاجات في عدد من مدن دولة الجنوب قتل فيها أكثر من 20 لاجئ سوداني.
ومنذ اندلاع القتال توترت العلاقات بين السودان والجارة الغربية تشاد وسط اتهامات متبادلة بدعم عناصر مناوئة.
وفي نوفمبر الماضي اتهمت تشاد السودان بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية العاملة في المنطقة بهدف زعزعة استقرار تشاد.
وقالت الخارجية التشادية إن تشاد تتحمل عواقب مأساة جديدة وأكبر وأكثر فتكا باستقبالها لأكثر من مليون ونص لاجيء سوداني في أراضيها، رغم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الكبيرة.
تأثيرات اقتصادية
مع تطاول أمد الحرب تتزايد الآثار الاقتصادية على عدد من البلدان المجاورة، حيث توقفت اكثر من 90 بالمئة من صادرات السودان إلى تلك البلدان التي تعتمد أسواقها بشكل كبير على السلع السودانية.
وتعتمد أسواق دولتي جنوب السودان وأفريفيا الوسطى على 70 بالمئة من السلع الغذائية المنتجة في السودان مثل السكر والطحين ومعجون الطماطم وزيوت الطعام وغيرها، وفي الجانب الآخر تعتمد بلدان مثل إثيوبيا وتشاد على الموانئ والأسواق السودانية في جزء كبير من تجارتها الخارجية.
وأدي توقف الصادرات الغذائية إلى رفع الأسعار ومعدلات التضخم في عدد من بلدان المنطقة خصوصا جنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وقال لمحمد شيخون أستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن تعطل حركة الصادرات السودانية يؤثر بشكل كبير على اقتصادات عدد من دول الجوار.
واضاف: "منذ اندلاع القتال تعطلت الحياة الاقتصادية في السودان بشكل شبه كامل، كما دمرت معظم البنية الصناعية، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج تماما، وبالتالي توقفت حركة صادرات السلع المصنعة إلى عدد من البلدان المجاورة".