لحو: واقعية المغرب تفوقت على عبثية الجزائر.. وموقف الجارة الشرقية من الصحراء سيتغير قريبا
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
ما يزال التوتر بين الرباط والجزائر العاصمة بسبب الصحراء المغربية يسيل مزيدا من المداد، وعبره يسلط محللون وأكاديميون مزيدا من الضوء لكشف أوجه الاختلاف والتشابه بين قوتي البلدين في مختلف المستويات والمجالات.
وفي هذا الصدد؛ أفاد صبري لحو، محام وخبير في القانون الدولي، أن "واقعية المغرب تفوقت على عدمية وعبثية الجزائر"، مشيرا إلى أن "المغرب يملك الوعي والإرادة الحرة، والمسؤولية الشخصية المسؤولة تمكن، على ضوئها، من فهم عميق لمحيطه الاقليمي، وإدراك دقيق للوضع القاري والدولي".
وزاد لحو، وفق منشور له على صفحته الرسمي، أن المغرب "قام ببناء تصور ذكي ومعنى خاص وقيامه بتكييف سريع لخططه ولمبادراته، بشكل تراعي سرعة المتغيرات والتنبؤ بطبيعة وشكل التوقعات والمآلات، وبشكل تعزز مركزه كقوة اقليمية وريادته القارية، وتستجيب لتطلعاته كدولة صاعدة، وبما يضمن أولوية مصالحه الوطنية".
أما الجزائر، يردف المحامي ذاته، "فقد كانت بالأمس في قبضة فرنسا، وسياساتها في الصحراء والساحل كانت فرنسية الشكل والطبع".
واليوم، بعد أن أصبحت الجزائر عمليا في قبضة روسيا، يشرح الخبير في القانون الدولي، فإن "سياساتها في الصحراء والساحل ستكون وجوبا وبالضرورة روسية".
"إن الجزائر لا تملك سيادة على موقفها، وكثير من مواقف الجزائر تغيرت بسرعة، والأكيد أن موقفها من الصحراء المغربية لن يكون استثناء"، يضيف لحو.
وخلص المحامي المذكور إلى أن "الجزائر ستضطر قريبا، غير مختارة، إلى إجراء تغيير في موقفها، بشكل يستجيب ويتطابق لموقف روسيا".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
المغرب يصبح الزبون الرئيسي للغاز الإسباني متجاوزا فرنسا والبرتغال
المغرب أصبح أكبر مستورد للغاز من إسبانيا في عام 2024، متجاوزًا فرنسا التي كانت تحتل هذا المركز سابقًا. وفقًا لبيانات مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية لمنتجات البترول (Cores)، فقد استقبل المغرب، عبر أنبوب الغاز المغاربي الذي يربطه بإسبانيا، 9,703 جيجاوات/ساعة من الغاز الطبيعي، وهو ما يزيد بمئات الجيجاوات/ساعة عن الصادرات إلى فرنسا (9,362)، وبآلاف عن الصادرات إلى البرتغال (4,056)، وهما البلدان اللذان كانا يعدان الزبونين الرئيسيين لإسبانيا منذ بدء تسجيل البيانات.
وعلى الرغم من أن إسبانيا لا تنتج الغاز بكميات كبيرة، إلا أنها تمتلك بنية تحتية متطورة جدًا، تشمل أنبوبين للغاز (مدغاز وأنبوب الغاز المغاربي)، إلى جانب ست محطات لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية، بالإضافة إلى عدة منشآت للتخزين تحت الأرض. هذه البنية جعلت من إسبانيا مركزًا رئيسيًا لاستيراد الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال (GNL)، وتمكينها من إعادة تصديره إلى دول أخرى عند وجود فائض، كما تتيح للدول الأخرى استخدام منشآتها كنقطة عبور لإرسال الغاز إلى وجهاتها النهائية.
ووفقًا لنفس البيانات، فإن إجمالي صادرات إسبانيا من الغاز خلال العام الماضي بلغ 36,084 جيجاوات/ساعة، حيث استحوذ المغرب على 26.8% من هذه الكمية. فيما جاءت فرنسا والبرتغال في المركزين التاليين، يليهما كل من:
إيطاليا (1,831 جيجاوات/ساعة) تركيا (1,055 جيجاوات/ساعة) الصين (902 جيجاوات/ساعة) بورتوريكو (883 جيجاوات/ساعة)من ناحية أخرى، فإن إسبانيا تعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز، حيث تأتي معظم وارداتها من الجزائر وروسيا والولايات المتحدة. ووفقًا لبيانات Cores، كانت الجزائر المورد الأول للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا، بكمية بلغت 131,202 جيجاوات/ساعة، تليها روسيا (72,360 جيجاوات/ساعة)، ثم الولايات المتحدة (57,354 جيجاوات/ساعة).
في ربيع 2022، شهدت العلاقات بين إسبانيا والجزائر توترًا غير مسبوق، عقب قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الاعتراف بالصحراء كإقليم يتمتع بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما اعتبرته الجزائر، الحليف التقليدي لجبهة البوليساريو، خطوة عدائية.
وردًا على ذلك، هددت الجزائر بوقف إمدادات الغاز إلى إسبانيا إذا تم إعادة تصدير أي جزء منه إلى المغرب. ونتيجة لذلك، سعى الحكومة الإسبانية إلى طمأنة الجزائر بالتأكيد على أن « أي جزيء غاز يصل إلى الرباط لن يكون مصدره الجزائر ». ومع ذلك، فإن هذه التأكيدات لم تكن كافية لتهدئة المخاوف الجزائرية، خاصة وأن فصل جزيئات الغاز من مصادر مختلفة يعد أمرًا تقنيًا غير ممكن عمليًا.
وفي الوقت الذي تستمر فيه التوترات في شمال إفريقيا، تتواصل جهود تنفيذ مشروع أنبوب الغاز الضخم بين نيجيريا والمغرب، الذي سيعبر عبر المياه الساحلية لعدة دول إفريقية، بتمويل يُقدر بعدة مليارات من اليوروهات، وبمشاركة أكثر من عشرة حكومات وعدة بنوك دولية. ووفقًا للخرائط الأولية للمشروع، فإن الأنبوب سينتهي في إسبانيا، مما سيجعل الغاز الطبيعي، وربما مستقبلًا الهيدروجين الأخضر، أكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية.
في هذا السياق، تشير مصادر في قطاع الطاقة إلى أن إسبانيا متأخرة كثيرًا عن البرتغال في مجال إدماج الهيدروجين الأخضر في شبكات الغاز، مما يثير مخاوف حول قدرتها على الاستفادة من التحولات المستقبلية في سوق الطاقة.
ويمثل تحول المغرب إلى أكبر مستورد للغاز الإسباني تغييرا كبيرًا في خريطة الطاقة الإقليمية، ويعكس التقارب المتزايد بين مدريد والرباط، في ظل استمرار التوترات السياسية مع الجزائر. هذا التغير يثير قلق الجزائر، التي تتابع عن كثب التطورات في تجارة الطاقة بين إسبانيا والمغرب، خاصة في ظل التوقعات بأن يصبح الغاز والهيدروجين من المصادر الرئيسية للطاقة في المستقبل.
عن (THEOBJECTIVE)
كلمات دلالية إسبانيا الجزائر الغاز المغرب طاقة