اكتشاف ثدييات مفترسة جديدة في سجل الحفريات المصرية
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب صحراء مصر القديمة، حيث الزمن يبدو وكأنه قد تجمد في لحظة معينة منذ ملايين السنين، كان فريق علمي من جامعة المنصورة على موعد مع اكتشاف لم يكن ليخطر على بال أحد. بقيادة الدكتور هشام سلام، المؤسس والمشرف على مركز الحفريات الفقارية في الجامعة، بدأ الفريق في البحث عن أسرار ماضي مصر السحيق، وفي رحلاتهم الاستكشافية بين الصخور والتضاريس القاحلة اكتشفوا شيئًا غير مسبوق.
في هذه المنطقة التي لطالما كانت محط أنظار العلماء اكتشف الفريق جنسًا جديدًا من الثدييات المفترسة التي كانت تجوب غابات مصر منذ 30 مليون عام.
تلك الكائنات التي كانت تتنقل في بيئات كثيفة الأشجار، و التهمت كل ما يعترض طريقها، كانت تسمى "باستيت" و"سخمت" سمّي أحدهما على اسم إلهة مصرية قديمة، وهو اختيار مستوحى من القوة والشرسة التي كانت تميز تلك المخلوقات.
كان هذا الاكتشاف الأول من نوعه في تاريخ المنطقة، ليكشف عن أسرار كائنات لم يكن يعلم أحد بوجودها حتى تلك اللحظة.
لكن القصة لا تنتهي هنا، فقد كانت المفاجأة الكبرى هي أن الباحثة شروق الأشقر، المؤلفة الرئيسية للبحث الذي نشر في "مجلة الحفريات الفقارية الدولية"، اكتشفت أيضًا أن هناك جنسًا آخر من الثدييات قد تم اكتشافه منذ 120 عامًا، وقد تم إعادة تسميته بشكل يتناسب مع الاكتشافات الجديدة.
الكل كان في غاية الدهشة من هذا الاكتشاف، لم يكن هذا مجرد إنجاز علمي جديد، بل كان نقطة تحول في سجل الحفريات المصرية والعالمية رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف يوسف خاطر، عبر عن فخره بهذا النجاح، مشيرًا إلى أن الاكتشاف يعكس التميز الكبير للمركز وجهوده المستمرة في وضع الجامعة على خريطة البحث العلمي العالمي.
كما أشار إلى أن هذا الاكتشاف هو تتويج لسلسلة من الإنجازات المتتالية، بما في ذلك دخول المركز موسوعة غينيس للأرقام القياسية لاكتشافه أصغر حفرية للحيتان القديمة.
ومع كل اكتشاف جديد، كانت جامعة المنصورة تثبت للعالم أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مركز عالمي للابتكار والبحث العلمي.
هذا الاكتشاف الرائع يعكس جهود العلماء المصريين الذين يسعون دائمًا إلى الكشف عن أسرار الماضي، ليس فقط لفهم تاريخ الأرض، بل أيضًا للتأكيد على أهمية البحث العلمي في تطوير المجتمعات.
وكان هذا الاكتشاف الذي تم تسجيله باسم جامعة المنصورة بمثابة شهادة على قدرة مصر على تقديم إسهامات بارزة في مجال العلم، لتتبوأ مكانة رائدة بين الجامعات العالمية.
في كل قطعة حفرية، وفي كل مخلوق اكتشفه الفريق، كانت هناك قصة جديدة تُروى، وكل واحدة منها تفتح نافذة جديدة لفهم ماضينا العميق.
IMG-20250218-WA0027 IMG-20250218-WA0026 IMG-20250218-WA0025 IMG-20250218-WA0024 IMG-20250218-WA0023المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أساتذة جامعة المنصورة أسرار الماضي تاريخ الأرض العالم جامعة المنصورة هذا الاکتشاف
إقرأ أيضاً:
ثورة في أبحاث ألزهايمر.. اكتشاف أدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي
لجأ معهد أكسفورد الى الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تسريع اكتشاف الأدوية وتحليل كميات ضخمة من البيانات الطبية الحيوية، وهو ما يُمكن أن يؤدي الى تقريب المسافة من أجل التوصل إلى علاجات محتملة لمرض ألزهايمر.
وبفضل هذه التقنيات، بات بإمكان العلماء في معهد أكسفورد تسريع فحص الدوريات العلمية وقواعد البيانات بمعدل يقارب العشرة أضعاف، ما يمكنهم من تحديد أولويات الجينات أو البروتينات التي تستحق الدراسة بشكل أسرع لتطوير علاجات واعدة.
وبحسب إيما ميد، كبيرة العلماء في المعهد، فقد اختار فريق البحث 54 جينا من دراسة شاملة على مستوى الجينوم، تبيّن ارتباطها بجهاز المناعة، وتعد جميعها أهدافا مرشحة للاختبارات المخبرية.
وتشمل هذه الأهداف تراكيب بيولوجية مثل الجينات أو البروتينات التي يمكن أن تؤثر فيها الأدوية المحتملة.
وترى ميد أن اختيار أهداف علاجية مناسبة لمرض ألزهايمر يمثل تحديا كبيرا، بالنظر إلى تعدد الجينات المؤثرة واحتمال تفاعلها مع عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية، ما يزيد من تعقيد فهم المرض.
أما النقلة النوعية، فجاءت من اعتماد تقنية "رسم المعرفة"، وهي قاعدة بيانات متقدمة ذاع صيتها منذ أكثر من عقد بفضل استخدامها في محرك بحث غوغل.
وساعدت هذه التقنية فريق المعهد على تحليل خصائص الجينات المستهدفة بسرعة، من خلال مصادر متنوعة مثل مكتبة الطب الوطنية الأمريكية ومجلات علمية متخصصة، إضافة إلى قواعد بيانات داخلية.
ومن خلال هذه التقنية، أصبح بإمكان العلماء تتبّع مصدر أي معلومة تتعلق بجين أو بروتين معين، سواء وردت في مقالة علمية أو قاعدة بيانات، بحسب ما أوضحته مارتينا ماركوفا، مديرة المنتجات في شركةغرافويز المتخصصة في بناء رسوم المعرفة.
وقد تعاون معهد أكسفورد مع شركة غرافويز لتطوير رسم معرفي واسع النطاق يغطي بياناتهم البحثية في مجال علوم الحياة.
وساهم هذا التعاون في تقليص الزمن اللازم لتحليل 54 جينا من عدة أسابيع إلى بضعة أيام فقط، كما أنه ساعد الباحثين على تحديد مؤشرات حيوية قد تكون مرتبطة بهذه الجينات.