بدأ الخبراء العودة إلى المواقع الأثرية التي دمرتها الحرب في سوريا، أملاً في وضع الأساس لترميمها وإنعاش السياحة، التي يقولون إنها يمكن أن توفر دفعة يحتاجها اقتصاد البلاد بشدة، بعد سنوات حرب دامت نحو 14 عاماً.

ومازالت معالم أثرية، كانت مزدهرة في السابق، مثل مدينة تدمر القديمة وقلعة الحصن التي تعود للقرون الوسطى، تعاني من آثار الصراع الذي استمر لأعوام، ولكن السائحين المحليين يعودون إلى هذه المواقع، ويأمل النشطاء الذين يدعون للحفاظ على البيئة في أن تجذب في النهاية الأهمية التاريخية والثقافية لهذه المعالم الزوار الدوليين مجدداً.

Experts are returning to #Syria’s war-ravaged heritage sites, hoping to lay the groundwork for restoring them and reviving tourism.

They say the sites could provide a much-needed boost to the country’s decimated economy after nearly 14 years of war

???? @andyhilliar pic.twitter.com/djxyMGYBOv

— FRANCE 24 English (@France24_en) February 17, 2025

وكانت مدينة تدمر، إحدى المواقع الـ 6 المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو في سوريا، في السابق مركزاً رئيسياً لشبكة طريق الحرير القديم التي كانت تربط الامبراطوريتين الرومانية والبارثية في آسيا. وتشتهر المدينة، التي تقع في الصحراء السورية، بالآثار التي تعود للعهد الروماني منذ 2000 عام. وتعرف الآن بأعمدتها المحطمة ومعابدها المهدمة.

وقبل الانتفاضة السورية التي بدأت عام 2011، وسرعان ما تصاعدت لتصبح حرباً أهلية دموية، كانت تدمر المقصد السياحي الرئيسي في سوريا، حيث كانت تجتذب نحو 150 ألف زائر شهرياً، حسبما قال أيمن نابو، الباحث والخبير في الآثار لوكالة أسوشيتد برس.

وكانت المدينة القديمة عاصمة لإمارة عربية مرتبطة بالإمبراطورية الرومانية، تمردت لفترة وجيزة وأسست مملكتها الخاصة في القرن الثالث بقيادة الملكة زنوبيا. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت المنطقة توحي بانطباعات أكثر قتامة. فقد كانت مقر سجن تدمر، حيث يتردد أن الآلاف من معارضي حكم أسرة الأسد تم تعذيبهم. وقد قام تنظيم داعش الإرهابي بهدم السجن بعد الاستيلاء على المدينة.

وبعد ذلك، قام مسلحو تنظيم داعش الإرهابي بهدم معبدي بيل وبعل شمين، التاريخيين في مدينة تدمر، بالإضافة إلى قوس النصر، حيث اعتبروها آثاراً توحي بعبادة الأصنام، كما قاموا بقطع رأس محاضر كرس حياته لدراسة الآثار.

وما بين 2015 و2017، تحولت السيطرة على تدمر ما بين تنظيم داعش والجيش السوري، قبل أن تستعيد قوات الرئيس السابق بشار الأسد، مدعومة من ميلشيات تابعة لروسيا وإيران، السيطرة على المدينة.  

وزار الباحث نابو، مدينة تدمر بعد 5 أيام من سقوط الحكومة السابقة. وقال: "رأينا معدات تنقيب مكثفة داخل المقابر"، مشيراً إلى الدمار الواسع الذي خلفه تنظيم داعش وقوات حكومة الأسد. وأضاف" متحف تدمر كان في وضع مؤسف، حيث هناك وثائق وأعمال فنية مفقودة- لا نعلم ما حدث لها".

Syria’s heritage sites, including Palmyra, need restoring say experts https://t.co/c9z50iprM9

— euronews (@euronews) February 17, 2025

وفي مسرح تترابيلون ومواقع أثرية أخرى على طول الشارع الرئيسي ذو الأعمدة، قال نابو إنه تم توثيق الكثير من عمليات التنقيب غير القانونية، مما كشف عن وجود منحوتات بالإضافة إلى أعمال سرقة وتهريب منحوتات جنائزية أو متعلقة بالمقابر خلال عام 2015، عندما سيطر تنظيم داعش على الموقع.

وأضاف أنه "على الرغم من أنه تم استعادة 7 من المنحوتات المسروقة، ووضعها في متحف في إدلب، تم سرقة 22 أخرى. ومن المرجح أن يكون الأمر انتهي بالكثير من القطع في أسواق تحت الأرض أو تم إدراجها في مجموعات خاصة".

وأوضح نابو" سوريا لديها كنز من الآثار"، مؤكداً على الحاجة لجهود الحفاظ على الآثار. وأوضح أن الإدارة المؤقتة في سوريا، بقيادة هيئة تحرير الشام، قررت الانتظار لحين انتهاء المرحلة الانتقالية لتطوير خطة استراتيجية لترميم المواقع الأثرية.

بدوره، قال ماثيو لامارا من منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعةللأمم المتحدة (اليونسكو)، إن المنظمة دعمت منذ عام 2015 عن بعد حماية التراث الثقافي السوري، من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية والتقارير والتوثيق، وتوصيات الخبراء المحليين، ولكنها لم تقم بأي عمل على الأرض".

وبخلاف تدمر، مازالت مواقع تاريخية أخرى تعاني من آثار الحرب. وتعرضت قلعة الحصن التي تعود للقرون الوسطى، والواقعة على تل بالقرب من بلدة الحصن، وقام ببنائها الرومان، ولاحقاً قرر الصليبيون توسيعها، للقصف الشديد خلال الحرب الأهلية السورية.

ومؤخراً، ظهر مقاتلون مسلحون يرتدون الزي العسكري وهو يجوبون القلعة بجانب سائحين محليين، ويلتقطون الصور الذاتية "السيلفي" بين الآثار.

وأشار حازم حنا المهندس ورئيس قسم الآثار بقلعة الحصن، إلى الأعمدة المنهارة وسلالم المدخل التي دمرتها الهجمات الجوية. وأضاف أن الضرر الناجم عن الهجمات الجوية الحكومية خلال عام 2014،  أسفر عن تدمير معظم الباحة المركزية و الأعمدة المزينة بالأرابيسك".

وقال "اعتماداً على الخلفية الثقافية للمواقع التاريخية لسوريا، وأهميتها الأثرية والتاريخية لعشاقها في أنحاء العالم، أتمنى وأتوقع أنه حين تحين الفرص للسائحين لزيارة سوريا، أن نشهد انتعاشاً سياحياً كبيراً".

 

وأوضح حنا أنه "تم تجديد بعض الأقسام في قلعة الحصن بعد الهجمات الجوية والزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، الذي ضرب منطقة كبيرة من تركيا وسوريا خلال عام 2023. مع ذلك، مازال قطاع كبير من القلعة يعاني من الدمار".

ويعتقد كل من نابو وحنا أن أعمال الترميم سوف تستغرق وقتاً. وقال نابو " نحن في حاجة لفرق فنية لتقييم الوضع الحالي للمواقع الأثرية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا تنظيم داعش الإرهابي الحرب في سوريا داعش مدینة تدمر تنظیم داعش فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا تعلن القبض على ثلاثة من منفذي مجزرة التضامن بعد 12 عامًا

أعلنت السلطات السورية، الإثنين، القبض على ثلاثة أشخاص قالت إنهم من المتورطين في مجزرة حي التضامن، التي وقعت جنوب دمشق قبل 12 عامًا، وأسفرت عن مقتل مئات المدنيين.

اعلان

قال مدير أمن دمشق، عبد الرحمن الدباغ، في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية، إن الأجهزة الأمنية تمكنت، بعد رصد ومتابعة، من إلقاء القبض على أحد العقول المدبرة للمجزرة، مضيفًا أن التحقيقات الأولية أدت إلى تحديد هوية مشاركين آخرين، ما أسفر عن اعتقال اثنين آخرين.

وأكد الدباغ أن الموقوفين الثلاثة اعترفوا بتورطهم في ارتكاب مجازر داخل الحي، حيث تم إعدام أكثر من 500 مدني دون محاكمة أو تهمة، مشيرًا إلى استمرار التحقيقات لكشف أماكن وقوع الجرائم بالتنسيق مع الجهات المختصة. 

وشدد على أن السلطات ستلاحق جميع المتورطين لضمان تقديمهم إلى العدالة، مؤكدًا أن "المجرمين لن يفلتوا من العقاب".

ولم يكشف المسؤول الأمني عن هويات المعتقلين، إلا أن الوكالة الرسمية ذكرت لاحقًا أن من بينهم المدعو منذر أحمد جزائري، والذي تم إحالته إلى الجهات المختصة وفق الأصول القانونية.

Relatedشاهد: لاجئ سوري فضل الهروب من بلده على المشاركة في الحرب السورية"يوم أضعت ظلي" قصة عن الحرب السورية في مهرجان البندقية السينمائيالحرب السورية تترك بصماتها على جسد نازح لاحقته لعنة القصف

 ويُعد حي التضامن من أكثر المناطق التي شهدت مجازر دامية خلال الحرب السورية، حيث ارتكبت عمليات إعدام جماعية بحق المدنيين.

 وفي عام 2022، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقطعًا مصورًا يوثق مجزرة التضامن، من بين 27 تسجيلًا آخر لمجازر مماثلة داخل الحي، قُتل فيها أكثر من 280 مدنيًا على يد عناصر من مخابرات النظام السور، بحسب الصحيفة.

 وجاءت هذه الاعتقالات بعد سنوات من التعتيم الرسمي، وسط مطالبات حقوقية بضرورة محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من قائد "تنظيم إرهابي" إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق بعد تعيين الشرع رئيساً لسوريا القضاء الفرنسي يدرس وثائق متعلقة بمجزرة حي التضامن في دمشق عام 2013 فيديو مجزرة حي التضامن.. تفاصيل جديدة لمقبرة جماعية وإحراق جثث مدنيين في سوريا جرائم حربالحرب في سورياهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. تحطم طائرة تابعة لشركة دلتا أثناء هبوطها في مطار تورونتو وإصابة عدة أش يعرض الآنNextعاجل. إعلام عبري: إصابة شخصين بإطلاق نار في تل أبيب يعرض الآنNext زيلينسكي في السعودية الأربعاء ويؤكد: لا مفاوضات دون أوكرانيا يعرض الآنNext الصين لأمريكا: "صححوا أخطاءكم" بعد تغيير الصياغة بشأن تايوان يعرض الآنNext اتصال بين ماكرون وترامب سبق قمة باريس اعلانالاكثر قراءة رئيس الوزراء الفلسطيني من مؤتمر ميونيخ: سيطرة حماس على غزة كانت استثناء ويجب أن تنتهي انخفاض إنتاج البن في البرازيل يؤدي إلى ارتفاع أسعاره في جميع أنحاء العالم حب وجنس في فيلم" لوف" جنوب كاليفورنيا: الفيضانات تغمر المناطق التي التهمتها الحرائق قبل فترة السلطات النمساوية: "دافع إسلامي" وراء عملية الطعن في فيلاخ وارتباط محتمل بداعش اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيروسياالحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبيإيطالياحفل موسيقيتقاليدفلاديمير بوتينبروكسلالصحةإسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • خبراء يدعون إلى ترميم المواقع التراثية في سوريا
  • بعد مقتل قيادي لـ«داعش» شمال سوريا.. «ترامب» يعلّق!
  • تعرف على المواقع التي رفض الاحتلال الانسحاب منها جنوب لبنان (شاهد)
  • سوريا تعلن القبض على ثلاثة من منفذي مجزرة التضامن بعد 12 عامًا
  • عذبوهم في حلب..فرنسا تحاكم 5 متهمين باحتجاز صحافيين لصالح داعش في سوريا
  • لترميم منازل الأسر الأشد حاجة خلال شهر رمضان.. أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل تدشين حملة “أثر أعمق”
  • أمريكا تعلن قتل قيادي لـ«داعش» بغارة جوية في سوريا
  • خريطة الطريق التي لا تقود إلا إلى داخل المتاهة
  • خطل بقاء قيادة الجيش وثكناته داخل العاصمه والمدن