أكدت إيران أنها ترفض سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاهها، وأنها لن تتفاوض تحت التهديد أو الضغط،وأنها ستواصل دعم المقاومة حتى تحقيق أهدافها المنشودة وكشفت أن عملية “الوعد الصادق 3” سيتم تنفيذها في الوقت المناسب.

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إيران قد فشلت، وأن بلاده لن تتفاوض تحت التهديد أو الضغط.

وأفادت وكالة “تسنيم” بأنه فيما يتعلق بـ”السلوك المتناقض” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، شدد عراقجي على أن “موقف طهران واضح، نحن لن نتفاوض تحت الضغط والتهديد وهذا مبدأ أساسي في سياستنا الخارجية، المهم ليس التصريحات الجميلة والمقابلات الإعلامية الجذابة بل ما يتم التوقيع عليه رسميا والقرار الذي وقع للممارسة الضغوط القصوى علينا هو خير دليل على ذلك”.

وأكد عراقجي خلال تصريح صحفي أن “سياسة الضغوط القصوى لم تؤت ثمارها أبدا مع إيران ولم تكن العقوبات الدولية فعالة ضدنا، إذا تم التعامل مع الشعب الإيراني بلغة الاحترام فسيكون الرد بالمثل لكننا لن نتفاوض تحت التهديد”.

وبشأن المبادرات المطروحة لحل أزمة أوكرانيا، قال: “منذ البداية كان موقفنا واضحا بضرورة إيجاد حل سلمي” مضيفا: “ندعم أي حل ينهي الحرب ويضع حدا للصراع بشرط أن يكون مقبولا من جميع الأطراف، لم نؤيد العمليات العسكرية أو العدوان في أي مكان منذ البداية”.

وحول زيارة أمير قطر إلى طهران، أوضح الوزير الإيراني أن “الأمير يأتي في زيارة ثنائية، ولم يتم نقل أي رسالة تفيد بأنه يحمل رسالة من جهة معينة”.

أما فيما يخص تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فأشار عراقجي إلى أن “المشاورات معه مستمرة، وتحدثت معه هاتفيا قبل أيام، مجلس المحافظين طلب منه تقديم تقرير شامل وهو أمر ينطوي على تعقيدات خاصة وأكدت له أنه لا ينبغي أن يعيد فتح قضايا سابقة في تقريره، نأمل ألا تخرج الوكالة عن مسارها الفني”.

وقال العميد علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني خلال فعالية “لتحرير القدس، يجب المرور عبر كربلاء 5″، التي أقيمت مساء الأحد في جامعة أمير كبير الصناعية: “لقد عملنا بشكل صحيح وبمستوى مقبول على مدار 46 عاما، وسنواصل ذلك، إن شاء الله.. المسؤولون الصهاينة أنفسهم يعترفون بأن حماس انتصرت، بينما هم قد هُزموا”.
وأضاف: “إن المقاومة الفلسطينية حققت انتصارا واضحا، وفقا لما يعترف به القادة الصهاينة أنفسهم”.

وأشار فدوي إلى أن “إيران ستواصل دعمها للمقاومة حتى تحقيق أهدافها المنشودة”، مؤكدا أن “عملية الوعد الصادق 3″ سيتم تنفيذها في الوقت المناسب”.

وردا على سؤال أحد الطلاب حول استراتيجية إيران بعد وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، أكد فدوي أن “طهران ستواصل القيام بواجباتها”.

واختتم قائلا: “..نحن مكلفون بأداء الواجب ولسنا مكلفين بالنتائج.. على المسلم أن يدافع عن المظلوم ويحارب الظالم، وقد قمنا بذلك وسنواصل القيام به.. وكل من في العالم الإسلامي أو حتى خارجه يريد الوقوف في وجه الظلم الذي يقع عليه، سنساعده”.

ووفقا لوكالة “مهر” حضر الفعالية عدد من الشخصيات، من بينهم إبراهيم محمد الديلمي سفير اليمن في طهران، عبدالله صفي الدين – ممثل حزب الله في إيران، خالد القدومي -ممثل حركة حماس في إيران، ناصر أبو شريف – ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران، وعباس موسوي – ممثل حركة النجباء في إيران.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إيران وأمريكا الحرس الثوري الايراني ايران عباس عراقجي الضغوط القصوى فی إیران

إقرأ أيضاً:

هل تعاني إدارة ترامب من الانقسام تجاه إيران؟

يلوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دوماً باستخدام القوة كوسيلة لتحقيق أهدافه في المفاوضات. لكن مع إيران، يرى بعض المراقبين أن الأمر ليس استراتيجية بقدر ما هو رسائل متضاربة، في ظل جدل حقيقي حول طريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع عدو الولايات المتحدة منذ نصف قرن.

كارثة وشيكة

وفي غضون أيام، مدّ ترامب اليد إلى إيران وقصف في الوقت ذاته حلفاءها في اليمن. ومع مطالبة إدارته طهران بتفكيك برنامجها النووي، أبدت مرونة اتجاهها أيضاً.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، يكثف ترامب الضغوط على طهران بضرب ميليشيا الحوثيين في اليمن، والمدعومين من إيران.

وهدد بتحميل إيران المسؤولية المباشرة عن الهجمات الجديدة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل قبالة اليمن، منذ بدء الحرب بين الدولة العبرية وحماس في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عقب تنفيذ حركة حماس هجومها.

وقال سينا توسي، من مركز السياسة الدولية إن الضربات الأمريكية في اليمن،: "تتوافق مع استراتيجيتها: زيادة التوتر، وإحداث شعور بكارثة وشيكة، ومن ثم محاولة فرض حل في سياق سياسة الضغوط القصوى على طهران".

وبموازاة ذلك، فرض ترامب العديد من العقوبات على إيران، خصوصاً على قطاع النفط. لكن ترامب أعلن أيضا في السابع من مارس (أذار) أنه وجّه رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تقترح إجراء مفاوضات، وتحذر من تحرّك عسكري محتمل، في حال رفضت إيران.

في رسالته إلى المرشد..أكسيوس: ترامب أمهل خامنئي شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي - موقع 24قال موقع "أكسيوس" إن رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، تضمنت مهلة بشهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

 إدارة ترامب منقسمة؟ 

بيد أن ثمة تضارباً في التصريحات في واشنطن، وهي علامة محتملة على وجود انقسامات داخل إدارة ترامب.

وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه: "يبدو أن هناك الكثير من التناقضات داخل إدارة ترامب بشأن إيران، وعاجلاً أم آجلاً، ستظهر إلى العلن".

ويقول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن هدف ترامب هو تجنب صراع عسكري من خلال إقامة علاقة ثقة مع إيران، مشددا على أن الرسالة ليست بمثابة تهديد. لكنّ آخرين، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز، يصرون على "التفكيك الكامل" لبرنامج إيران النووي.

وقال لمحطة "سي بي إس" الأحد الماضي "كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لكي تتخلى إيران تماماً عن رغبتها في امتلاك سلاح نووي".

ومن جانبه قال علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية،:"عموماً، هناك الرئيس نفسه وويتكوف، لكن لا أظن أن في الإدارة أي شخص آخر يشاركهما هدف التوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة" مع إيران.

وتأتي اليد الممدودة إلى إيران في وقت تبدو طهران في وضع ضعف، بعدما منيت بانتكاسات عدة في المنطقة منذ هجوم حماس على إسرائيل، خصوصاً في سوريا بعد سقوط بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، وفي لبنان حيث أُضعف حزب الله كثيراً لا سيما بعدما قضت إسرائيل على الكثير من قادته وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصرالله.

ورداً على واشنطن، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الإثنين الماضي، إلى أن "الطريق مفتوح لإجراء مفاوضات غير مباشرة"، رافضا احتمال إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن "ما لم يتغير موقف الطرف الآخر تجاه إيران".

والجمعة، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأمريكيين "لن يصلوا الى نتيجة أبداً" عبر تهديد إيران.

وخلال ولاية دونالد ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة أحادياً في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وأعادت فرض عقوبات على إيران. وينص الاتفاق على رفع عدد من العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وبعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجاً. ومطلع ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو "ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.

ويثير البرنامج النووي الإيراني مخاوف لدى الدول الغربية التي يتهم بعضها طهران بالسعي الى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية على الدوام.

وقال أليكس فاتانكا من معهد الشرق الأوسط: "أظن أن الرئيس ترامب مصمم على التوصل إلى اتفاق مع إيران. لكن لا أظن أنه قرر بالضرورة الشكل الذي سيكون عليه هذا الاتفاق".

⚡️BREAKING

US intelligence chief Tulsi Gabbard says "Iran is not building a nuclear weapon and Supreme Leader Khamenei has not activated the nuclear weapons program"

This means that Trump is receiving factual intelligence and not fabricated Iraq WMD-type intell pic.twitter.com/BL6CXaJMwq

— Iran Observer (@IranObserver0) March 25, 2025

وأضاف "إذا تصرفت إيران بذكاء، ستستغل هذه الفرصة وتقول: حسناً، هذا رئيس أمريكي لا يبدو منخرطاً بشكل كبير في هذه المسألة. هو فقط يريد أن يكون قادراً على القول إنه أبرم اتفاقاً أفضل من ذاك الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما في 2015".

مقالات مشابهة

  • هل تعاني إدارة ترامب من الانقسام تجاه إيران؟
  • الريال الإيراني يتراجع لمستوى غير مسبوق بضغط من "الضبابية الجيوسياسية"
  • إيران.. إزاحة الستار عن مدينة صاروخية تحت الأرض
  • تطورات البرنامج النووي الإيراني.. مطالب داخل طهران بامتلاك قنبلة نووية.. ومخاوف من العقوبات الأمريكية والضربات الإسرائيلية
  • الريال الإيراني يهبط إلى مستوى غير مسبوق ويكسر حاجز المليون أمام الدولار
  • إيران ترفض التفاوض المباشر مع واشنطن وتتمسك بالقنوات غير المباشرة
  • أوقفوا التهديد النووي الإيراني عبر الاتفاق لا الصراع
  • إيران لديها مشكلتان بشأن التفاوض مع أمريكا ترامب.. محمد محسن أبو النور يوضح
  • عراقجي: طهران منفتحة على مفاوضات نووية غير مباشرة مع واشنطن
  • إدارة ترامب تضغط لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل