يعادون الأقليات والليبرالية.. تعرَّف على الكاثوليك الجدد في أمريكا
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال كيفن فالير، في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz)، إنه "توجد نسخة نارية من النزعة المحافظة الكاثوليكية تشق طريقها نحو اليمين الأمريكي، ويشكل هؤلاء المحافظون الاجتماعيون المتطرفون المتيمون بالإكراه الديني والحروب الثقافية تهديدا صغيرا ولكنه متزايد للأقليات في الولايات المتحدة".
فالير أردف، في مقال ترجمه "الخليج الجديد"، أن "التكاملية الكاثوليكية حركة سياسية جديدة تشكلت في الولايات المتحدة، وهي ترفض الديمقراطية الليبرالية وتعتبر أن أفضل الحكومات هي التي تتحد مع الكنيسة الكاثوليكية لدعم المهمة الروحية للكاثوليكية، وترى أن الكنيسة والدولة تعملان معا على تعزيز الصالح العام للمجتمع البشري في هذه الحياة وفي الآخرة.
وتابع: "أعدادهم حاليا قليلة ونفوذهم محدود، لكني أتوقع أن ينمو. ومع ذلك، فإن دعاة التكامل الأمريكيين معروفون جيدا في اليمين الأمريكي وبين قادة الفكر الأمريكيين في الأوساط الدينية".
و"من الشخصيات القريبة من التكاملية الكاثوليكية ستيفن بانون ورود دريهر وسهراب الأحمري، لكن الحركة لديها العديد من القادة المهمين، ومن أبرز المثقفين بينهم أستاذ القانون في جامعة هارفارد أدريان فيرميول، والمنظر السياسي جلادين بابين، واللاهوتي تشاد بيكنولد"، بحسب فالير.
وزاد بقوله: "من وجهة نظري، فإن لهم تأثيرا غير مباشر على (المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024) رون دي سانتيس. وهذه الشخصيات كانت من بين أكثر الشخصيات إصرارا على أن اليمين الأمريكي يستخدم حكومات الولايات والحكومة الفيدرالية للفوز في الحرب الثقافية، وقد طورا أيضا علاقات مع عضو مجلس الشيوخ جيه دي فانس".
اقرأ أيضاً
مسلمون بأمريكا يقاضون مسؤولين فيدراليين: عاقبونا لرفضنا التجسس
مزج العقيدة بالسياسة
و"أعتقد أن التكاملية هي جزء من إحياء عالمي لفئة من المذاهب التي أسميها المناهضات الدينية لليبرالية، وهذه المذاهب محافظة اجتماعيا وتدعم المؤسسة الدينية القسرية لدين واحد على أنه صحيح"، كما أضاف فالير.
وتابع: "سيرغب بعض الناس دائما في المزج بين عقيدتهم وسياساتهم، وقد أنتجت هذه الخلطات مجموعة متنوعة من المذاهب، كما نرى مع الحركة القومية الهندوسية في الهند، والدعم المسيحي الأرثوذكسي الروسي لفلاديمير بوتين (الرئيس الروسي)، ومختلف سلالات الإسلاموية في جميع أنحاء العالم، بل إننا نرى في الواقع اتجاهات غير ليبرالية في الحكومة الإسرائيلية الحالية (يمينية متطرفة) من جانب أحزاب في الائتلاف الحاكم (برئاسة بنيامين نتنياهو)".
واستطرد: "قد تكون متشككا بشأن قوة الجماعات الدينية المناهضة لليبرالية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، لكن ضع في اعتبارك ما يلي: المتدينون لديهم أطفال أكثر بكثير من غير المتدينين، ومن المرجح أن يؤدي هذا الاتجاه إلى تحويل السلطة السياسية في اتجاه مناهض لليبرالية في جميع أنحاء العالم".
فالير قال إنه "في الولايات المتحدة، تعتبر السياسات التكاملية الكاثوليكية نسخا متطرفة من سياسات المحافظين الكاثوليك ومن بينها: فرض حظر كامل على المواد الإباحية، وحظر تفرضه السلطة التنفيذية على الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل حتى في حالة الاغتصاب، كما سيعملون على حظر التجديف وزواج المثليين ويعيدون تجريم اللواط".
وأضاف أن "أنصار التكاملية يدعمون إنفاق الدولة الضخم على سياسات الأسرة والطفولة، مثل جعل الولادات مجانية وإعفاءات ضريبية كبيرة لإنجاب الأطفال.. وهم يؤمنون بالدولة التنظيمية القوية ويدعمون الضوابط على التجارة والهجرة ويريدون في نهاية المطاف أن تصبح الكنيسة الكاثوليكية هي الكنيسة الرسمية للولايات المتحدة، على الرغم من أنهم يعرفون أنهم بعيدون جدا عن ذلك".
(())
تكامل الدولة والكنيسة
ووفقا لفالير، فإن "مجتمعهم المثالي هو المجتمع الذي تتكامل فيه دولة حديثة كبيرة وقوية مع الكنيسة الكاثوليكية. وستقوم الكنيسة بتوجيه الدولة لاستخدام وسائل قسرية وغير قسرية لدعم مهمة الكنيسة الروحية، مثل عقوبات الردة والبدعة ومتطلبات حضور القداس. والتكاملية تشبه الإسلاموية ولكن مع الكاثوليكية كدين".
وتابع أن "الخطر الذي يواجه اليهود أو الأقليات الدينية الأخرى في الولايات المتحدة يأتي في الأساس من تبني الحكومة لدين معين باعتباره دينا حقيقيا واستخدام الإعانات والإكراه لتعزيز الأهداف الروحية المثيرة للجدل لهذا الدين".
و"من المرجح أن مثل هذا الدين الذي تم تأسيسه قسرا من شأنه أن يجعل اليهود والأقليات الدينية الأخرى، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، مواطنين من الدرجة الثانية"، وفقا لفالير.
وشدد على أنه "لا ينبغي الاستهانة بالإغراءات تجاه معاداة الليبرالية الدينية. ونحن نرى علامات على عدم الليبرالية في دول عديدة، إذ يتوق الملايين إلى أمة قوية ترتكز على عقيدتهم القديمة".
و"لكن يتعين علينا أن نزعم أن الحرية الدينية تتوافق مع المعتقد الديني في الولايات المتحدة وإسرائيل وفي كل مكان آخر. ولكن الإيديولوجيات المناهضة لليبرالية، مثل التكاملية، تجتذب المثقفين تطوريين، لذا يتعين علينا أن نقدم حججا جديدة لمعالجة هذه الإيديولوجيات. لكن أخشى أننا لسنا مستعدين"، كما ختم فالير.
اقرأ أيضاً
«إيكونومست»: المسلمون بأمريكا يُنظر إليهم كأقل من الزنوج والمثليين
المصدر | كيفن فالير/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا الدولة الكنيسة الأقليات الليبرالية فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
رحلوه ضمن 175 مهاجرا.. فنزويلا تتسلم زعيم عصابة من الولايات المتحدة
أعلنت السلطات الفنزويلية، أمس الأحد، وصول رحلة جوية جديدة تقل 175 مهاجرًا مرحلين من الولايات المتحدة، من بينهم زعيم عصابة، في أول تأكيد من كراكاس بوجود مجرم بين المرحلين.
وشن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة ضد المهاجرين منذ وصوله إلى السلطة في يناير الماضي، حيث قام بترحيل مئات الأشخاص الذين وصفتهم إدارته بأنهم "رجال عصابات" إلى أمريكا اللاتينية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الداخلية الفنزويلي، ديوسدادو كابيلو، قوله: "للمرة الأولى في هذه الرحلات يصل شخص ذو أهمية مطلوب لنظام العدالة الفنزويلي".
وأضاف الوزير أن الرجل "ليس من ترين دي أراغوا"، في إشارة إلى العصابة الفنزويلية التي وصفتها واشنطن بأنها "منظمة إرهابية أجنبية"، وتزعم أن العديد من الفنزويليين المرحلين ينتمون إليها.
واستقبل كابيلو المهاجرين في مطار مايكيتيا الدولي قرب كراكاس.
وكشف الوزير أن المجرم المرحّل "ينتمي إلى عصابة من ولاية تروخيو، عصابة إل كاغون"، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل عن هويته.
ونفى كابيلو أن يكون بين المهاجرين الذين استقبلتهم فنزويلا حتى الآن أي عضو في عصابة ترين دي أراغوا.
وقطعت فنزويلا والولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية في عام 2019، لكن حصل تقارب بينهما في يناير للاتفاق على عملية ترحيل المهاجرين.
وتوقف هذا التعاون لمدة شهر بعد أن شنت واشنطن حملة على قطاع النفط الفنزويلي، لكن تم استئناف رحلات المهاجرين الجوية قبل أسبوع، ورحلة الأحد هي الثالثة منذ ذلك الحين.
وبالإجمال، وصل 918 شخصًا إلى فنزويلا بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة، إضافة إلى 553 مهاجرًا آخرين عادوا من المكسيك، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان قد تم ترحيلهم من الأراضي الأمريكية.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم السبت، إن الولايات المتحدة رحّلت 324 مهاجرًا فنزويليًا إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، مضيفًا أنه لم يتم تقديم قائمة رسمية.
ووفقًا للأمم المتحدة، غادر ما يقرب من ثمانية ملايين فنزويلي بلادهم هربًا من أزمة اقتصادية بدأت تظهر عليها علامات الانتعاش في عام 2021.