أنا لست أنتٓ ولا أنتٖ والحمد لله
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
هناك نوع من البشر يقبقبك لأنك لم تقل كلامه!
اظن لمثل هؤلاء فيما يخص العقيدة نزلت سورة الكافرون، بعيدا عن العقيدة وقريبا من الرأي السياسي، لأن القوم الذين قبقبوني مؤمنون بالله ورسوله ولا يصح وصفهم بالكفر، لكني كنت دوماً اتأمل فيما تحمله السورة من تأكيد وإعادة تأكيد لضرورة إدراك الاختلاف، ومشروعيته، وأن يقلع شخص عن الاصرار على إدراج آخر في ملته قسراً.
أنا لست أنتٓ ولا أنتٖ. والحمد الله
ياخي واختي إن كنت تدين الذين بقوا في البلد من رؤساء حزب الأمة بالولايات، أو من قاتلوا في القوات المسلحة، أو ذهبوا لبورتسودان فلتدنهم أنت، أنا شخصيا لا أرى في تلك المواقف غبار فهم أشخاص تصرفوا بما تمليه عليه قواعدهم ومؤسساتهم (أعني رؤساء حزب الأمة بالولايات) وحتى حينما ذهبوا لبورتسودان عقدوا مؤتمرا صحفيا وقالوا إنهم يؤيدون قرار الحزب باتخاذ مسافة واحدة من المتقاتلين وانهم يرفضون المشاركة في مؤتمر تقدم التأسيسي ليس انحيازا لجهة بل لأن التصعيد له تجاوز مؤسساتهم وتم بانتقائية وأنهم يرون تقدما هي المنحازة.. وامنوا على قرارات مؤسسة الرئاسة التي خرقها المشاركون في ذلك المؤتمر.. فإذا كنت ترى أو ترين أن موقفهم فيه غبار فهذا شأنك.. لا تطالبني بانتقاده.. أنا لست لسانك.
أنا لست أنتٰ ولا أنتٖ!
والحمد لله..
واذا كنت تدين موقف عبد الرحمن الصادق كضابط في القوات المسلحة أو بعد تقاعده فهذا شأنك أما أنا فقد أدنته وعارضته بقوة حينما شارك في حكم الإنقاذ، أما موقفه في هذه الحرب فكنت ولا زلت أرى عبد الرحمن كان متسقا مع نفسه كضابط عظيم بالجيش، وظل في المدرعات في أقسى الظروف هو وأسرته وبينهم كمال الذي كان عمره بضعة أشهر لقد جاهد وعانى وخرج وأسرته من موت محقق مرات عديدة بل وفقد خيوله التي كانت تحبه كوالدها وكفارس يحبها كابنائه فأكبرت فيه البطولة حتى وأنا في موقف الدعوة الفورية لوقف الحرب, وكم تحسرت واتحسر على زهرة شبابنا الذي راح حطبا لهذه الحرب اللعينة من الطرفين، وللاسف هي حرب دمرت بلادنا واضرت بمواطنينا في مأساة القرن وحصدت فرساننا من الطرفبن وانتفع منها الطبول والبوقات وجماعة الردة في جانب الجيش ومن جانب الدعم الناهبون والمغتصبون والمكريون ومخططو التقسيم من داعميه..
وموقف عبد الرحمن حتى حينما تقاعد وصار يتحرك سياسيا ويؤيد الجيش أراه حرا يفعل ما يراه وهو اصلا منذ أن عاد للقوات المسلحة استقال من مناصبه بالحزب وقال بوضوح إنه لا يمثل حزب الأمة القومي وأكد الحزب والحقاني عليه الرضوان ذلك.. ومن أراد أن يعمل مع الدعم السريع كذلك أراه حرا في خياراته بعيدا عن الحزب.
وإذا أراد عبد الرحمن العودة وعمل لها فهو حر في خططه طالما اتخذ سبيلا دستوريا، اللهم إلا إذا ادعى قبلها أنه يتقلد منصبا أو يمثل حزب الأمة القومي ومؤسساته. وطبعا إذا عاد يحق لنا أن نحاكمه بقرارات الحزب ومواقفه ونطالبه باتخاذ مسافة واحدة من الطرفين وليس قبلها.. أما اذا كان هناك من يتميز غيظا لمجرد ظهوره في الساحة ويود لو يقبره حيا ويجهض كل أحلامه فهو وشأنه وليكتب ويشتمه وينزعج من ظهوره ولكن لا ينتظر مني أن أكون لسانه ولسانها..
أنا لست أنت ولا أنتٍ.
والحمد لله..
أما ما رآه بعض المعلقين من أن لغتي في انتقاد اللواء برمة حادة وأنني لم اتثبت أو ادخر غضبي للمؤسسات فإني أقول لهم راجعوا كم مرة على حائطي هذا انتقدت السيد فضل الله لأنه اختطف صوت الحزب وذهب يشارك في منبر خطأ بدون إجراء أي شوري، حينما وقع باسم الحزب في مبادرة أبي صالح مثلا (وهي مبادرة لحمتها وسداها جماعة الردة)، وكم صمت عن تلك التجاوزات، حينما ذهب ليحضر توقيع البرهان حمدوك المشرعن للانقلاب فلم ينقذنا من ذلك الانتحار السياسي إلا تدخل نائبته بضرورة خروجه ومن معه فورا، أو حينما ذهب لاديس أبابا ليوقع اعلان أديس أبابا مع ابن دقلو ويتفق معه على رؤية للحرب والحل منحازة لطرف فبها بدون عرض ذلك على المؤسسات. كان صمتي دائما أكثر مراعاة لسنه ومكانته وما يجمعنا من محبة تلف هذا الكيان برباطها..
ولكن بلغ السيل الزبى، لقد قضى زملاؤه في مؤسسة الرئاسة عامين وهم يطالبون باجتماعات ونتصل باللواء فلا يرد إلا على من يوافقونه الموقف السياسي.
ذكرناه بنهج الحقاني عليه الرضوان، ودخلت بيننا وبينه جماعات الوساطة المتتالية، وساطة الأحباب في امريكا، وساطة الحبيب عبد المحمود ابو ومن معه، وغيرهما، ووقعنا معه مواثيق آخرها عهد وميثاق في مارس الماضي تقضي بألا يتحرك منفردا وأن يعمل المؤسسية.. وكلها بلا جدوى.
الرئيس المنتخب ذات نفسه لم يكن يمارس صلاحياته الدستورية ويصر أن يداول كل صغيرة وكبيرة مع المؤسسات، فما بال الرئيس المكلف بقرار واضح وهو أن يمارس صلاحيات الرئيس المنتخب عبر مؤسسة الرئاسة، ما باله يتحرك منفردا ويقدم على كبريات الخطوات بدون أية استشارة، وحينما تتحرك المؤسسات يسئ لها ويتهدد أعضاءها ويلغي قراراتها ويتحداها؟
نعم الغضب بلغ درجة جعلتنا ندوس على محبة تجمعنا واحترام لف علاقاتنا، وما ذلك إلا لأن تصريح السيد الهادي إدريس فجر بركانا يغلي فالكل سمع بأن اللواء عازم على المشاركة وأن من ذهب ليثنيه عاد بخفي حنين، وما كنا نغضب ابدا لو أنه ذهب بمفرده واستقال من منصبه وقال لا امثل الا نفسي.. لكنه يحمل لقب رئيس الحزب المكلف لا يزال، اي يجعلنا معه شركاء في ذلك الموقف الذي قد يراه البعض مطلوبا بشدة ويراه آخرون لا غبار عليه أو لا داعي له أو يراه ٱخرون عين الهدم للحزب وللوطن وأنا من النوع الأخير..
إنسانيا أحب اللواء برمة فهو شخص حبيب لا يواجه الناس بسوء يألف ويؤلف وجمعته يالحقاني (نعمة دنياي وأخراي) محبة وزمالة ممتدة فلا أخاطبه إلا ب(ابوي) أما حزبيا ووطنيا فإني ما وفرت نقدا للحقاني ذاته ذات يوم وكان يدير قراراته بديمقراطية ويذعن لقرار المؤسسات حتى لو خالفته، ولن اوفره على كائن من كان، دعك عن أن يكون داس على كل إرث الحقاني وكل ما أراه عين الحق.
اخيرا.. كل ما ذكرت دور الامارات في حرب السودان أدار محبو الامارات اسطوانة أن مصر تدعم الجيش وان علي التزاما للموضوعية والحياد بين طرفي الحرب أن أذكرها. ولو كنت أرى ما يرون لما ترددت.. لكني يا اخي واختي لست أنت ولا أنتِ والحمد لله..
إنني لا اصدق أبواق الحرب من الطرفين وقد كذبا علينا كثيرا حتى خلت أنهم يروننا والقنابير على رؤوسنا قوم بلا عقل.. لكن هناك تقارير من أطراف أخرى كشفت الحقائق، مثلا ما جاء في تقرير لجنة الخبراء الخماسية التابعة لمجلس الأمن في يناير ٢٠٢٤ وهو يقول بوضوح إن الإمارات هي اكبر ممول لحرب السودان مع ذكر أطراف أخرى منها مصر وتركيا وايران لكن للامارات نصيب الاسد، وكذا تقارير السي أن أن والقارديان وجامعة ييل والقائمة تطول، ونجد نواب الكونغرس الأمريكي الذين قدموا مذكرة احتجاج للامارات لدورها في حريق السودان لم يفعلوها مع مصر ولا غيرها، فامكانيات الامارات التي انكبت في نكبة السودان تبلغ مئات المليارات من الدولارات، لتعلم فقط أن ما قررت صرفه على مشروع رأس الحكمة في مصر يبلغ ١٥٠ مليار ومعلوم أن ملف السودان واحد من ملفاتهما المشتركة التي ينتظر من مصر أن ترد الجميل فيها، لذلك فإن دعم مصر للجيش ليس فقط لا يداني الامارات بل لقد ساهمت الامارات وغيرها (وقد ذكر الدكتور بكري الجاك أنهم في تقدم وكذلك أمريكا طالبوا مصر بوقف دعمها للجيش) اقول ساهمت المنحة الإماراتية والضغط الأمريكي في جعل موقف مصر من الجيش الذي اصلا لا يقارب الامارات أقرب للتشجيع القلبي أو (أضعف الايمان).. فإذا كنت تراه مساويا وتصدق بروباغاندا الدعم السريع فاذهب وقل ذلك أنت ولا تنتظرني أن أقول برايك.. يا أخي واختي أنا لست أنتٓ ولا أنتٖ.. والحمد لله.
لكن بعض ساسة ونشطاء السودان يحبون القياس الأعرج ساقط الاركان، والقياس اصلا منهج صوري كثيرا ما يخطل في الحكم على الامور.. كمساواة ان ادوس على طرفك بأن تقتلني.
واسوأ عيوب هؤلاء القوم عيب هيكلي في الإدراك يجعلهم عاجزين بالاصل عن رؤية قطار مسرع يوشك أن يدهس جسد الوطن لأنهم مشغولون بتتبع نملة (دخلت وشالت عيشة ومرقت) يظنون أنها قد تستهدفه!
وكما يقول الحقاني عليه الرضوان فإن السياسي الذي لا يدرك مواضع الخطر يصير هو ذاته مصدرا للخطر..
اللهم احفظ السودان برغمهم..
ولا تؤاخذ هذه البلاد النبيلة بهم..
وجنبنا يا إلهي الغفلة والظلم والاستبداد بالراي
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وصل اللهم على أبي فاطمة وسلم.
رباح
نقلا من صفحة رباح الصادق على الانترنت
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: والحمد لله عبد الرحمن حزب الأمة ولا أنت
إقرأ أيضاً:
جو سيمز يكشف أسرار الحزب الشيوعي الأميركي
كشف جو سيمز، زعيم الحزب الشيوعي الأميركي، في أول حوار من نوعه تفاصيل عن تاريخ الحزب الذي تأسس في نهاية القرن التاسع عشر، قبل الثورة البلشفية في روسيا.
وأوضح سيمز في حوار مع الجزيرة نت أن غالبية الأميركيين كانوا يجهلون وجود الحزب، نتيجة للتعتيم الإعلامي عليه وتهميشه من صفحات تاريخ الولايات المتحدة.
وقال: "لم نختفِ، بل تم طردنا من تاريخ أميركا، رغم كوننا جزءا ماركسيا من حركة العمال"، مشيرا إلى أن تاريخ الحزب يعود إلى فترة الحرب الأهلية، حيث كان هناك جنرال في القوات الاتحادية، صديق حميم لكارل ماركس، حارب ضد العبودية.
وتطرق سيمز إلى الحملات القمعية التي تعرض لها الحزب بعد خطاب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل، في ولاية ميزوري عام 1946، الذي أعلن فيه بداية الحرب الباردة.
وأضاف أن هذه الملاحقات شملت القمع السياسي، والسجون، والطرد من النقابات العمالية والوظائف بتهم واهية مثل التآمر على الإطاحة بالحكومة الأميركية، وهو ما طاول حياته الشخصية وعائلته.
وأضاف "لقد استمرت هذه الحملة حتى انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث كانت معاداة الشيوعية والحملة ضد السوفيات صناعة كبيرة في الولايات المتحدة".
وأوضح أن الحملة استهدفت المؤسسات الثقافية الأميركية، وعلى رأسها السينما والصحافة، حيث تم التحقيق مع العديد من ممثلي هوليود وكتابها بتهم الشيوعية.
إعلانكما كانت مجالس التحرير في الصحف الأميركية الرئيسية تحث على عدم نشر كل ما يمثل دفاعا عن الحزب.
وأضاف أن الحملة شملت أيضا شخصيات أميركية بارزة مثل مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس وحزب الفهود السود، في فترة شهدت ملاحقة شديدة من رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي آنذاك، إدغار هوفر، الذي كان يهدف إلى زرع الخوف في المجتمع الأميركي، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بكيفية إيصال رسالة الحزب وحركات اليسار في ظل الحصار الإعلامي، أشار سيمز إلى الصعوبة البالغة في هذه المهمة. وأشار إلى أن الحزب اضطر إلى بناء منصات إعلامية خاصة به سعيا منه لتجاوز هذه الصعوبات. ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت هذه المنصات في استغلال تلك الأدوات لنقل رسالته إلى الجماهير، رغم أن التحديات لا تزال قائمة.
ويرى سيمز أن أبرز المفاهيم الخاطئة التي يواجهها الحزب هي فكرة كونه "منتجا مستوردا من الخارج"، خاصة من الاتحاد السوفياتي، وهي الفكرة التي تراجعت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وأضاف أن المفهوم الخاطئ الجديد هو اعتقاد البعض أن الحزب ضد الديمقراطية وحرية التعبير.
وبالرغم من تعرض الحزب للقمع والتهميش، فإن قيادته حاولت في مختلف الأوقات تقديم مرشحين في الانتخابات الرئاسية. كان آخرهم في الثمانينيات عندما تم ترشيح جوث هول للرئاسة وأنجيلا ديفيس كنائبة له.
ومع مرور الوقت، يرى سيمز أن الحزب مستعد الآن للعودة إلى الساحة السياسية، بعد فترة طويلة من العمل داخل الحزب الديمقراطي.
لكنه أوضح أن هذه الإستراتيجية لها حدود، كما ظهر في الانتخابات الأخيرة، مؤكدا على ضرورة تغيير النظام الانتخابي في البلاد الذي يُغلق المجال أمام أي أحزاب أخرى غير الديمقراطي والجمهوري.
كما أشار إلى أهمية إلغاء قانون "المواطنون المتحدون"، الذي يسمح للشركات الكبرى بتمويل الحملات الانتخابية بلا حدود، مما يعيق التمويل الشعبي.
في ختام حواره مع الجزيرة نت، لفت سيمز إلى تزايد الغضب بين طبقة العمال بسبب التفاوت الكبير في الثروة، وهو الغضب الذي كان أحد العوامل التي ساعدت في انتخاب ترامب، الذي ظهر في حفل تنصيبه محاطا بعدد من المليارديرات، في مشهد غاب عنه أي ممثل عن الطبقة العاملة أو النقابات.
إعلانوختم قائلا: "ترامب كان الرئيس الأكثر عداءً للنقابات والعمال في التاريخ الحديث".