تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رحبت الصين، بالمحادثات المرتقبة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي بادر بها الجانب الأمريكي، مؤكدةً ضرورة إشراك "جميع الأطراف المعنية".
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو كونج - خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا، حسبما أوردت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينج بوست) الصينية، اليوم الثلاثاء - إن الأزمة "تمر بلحظة حاسمة تتطلب تسوية تفاوضية".

 
وأضاف أن "الصين ترحب بجميع الجهود الرامية إلى إحلال السلام، بما في ذلك الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وروسيا لبدء محادثات السلام، وفي الوقت نفسه، نأمل أن تنخرط جميع الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية في العملية التفاوضية، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم لجميع الأطراف". 
وأكد فو - في كلمته بالأمم المتحدة - على أهمية دور أوروبا في السعي للسلام في صراع يدور على أراضيها، قائلًا: "نأمل أن تعمل جميع الأطراف على معالجة جذور الأزمة من خلال المفاوضات، وإيجاد إطار أمني متوازن وفعال ومستدام لضمان الاستقرار طويل الأمد في المنطقة". 
وسعى المبعوث الصيني إلى تعزيز دور بكين في عملية السلام، مضيفا أن "الصين لم تكن طرفًا في الأزمة الأوكرانية، لكنها لم تقف مكتوفة الأيدي أو تستغلها لمصلحتها، منذ اليوم الأول للأزمة، دعت الصين إلى حل سياسي عبر الحوار والمفاوضات".
ووصف فو، المقترح الصيني المكوّن من أربعة بنود لتحقيق السلام بأنه "موضوعي وعادل وعقلاني، ويعكس إجماع المجتمع الدولي". 
وتعكس تصريحات فو، موقف وزير الخارجية الصيني وانج يي، الذي شدد - خلال مؤتمر ميونيخ الأمني الجمعة الماضية - على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في الحرب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، في أي محادثات سلام. 
وتأتي تصريحات فو في وقت يستعد فيه مسؤولون أمريكيون وروس رفيعو المستوى لعقد اجتماع يوم الثلاثاء في السعودية، لمناقشة اتفاق محتمل لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، دون مشاركة أوروبا. 
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أمس الأول - إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "سيكون مشاركًا" في المحادثات، دون تقديم تفاصيل إضافية، بينما أكد زيلينسكي أمس أن بلاده لم تُدعَ رسميًا، وأنها لن تقبل بأي اتفاق يتم التوصل إليه دون مشاركتها. 
كما أشار زيلينسكي إلى إمكانية انضمام الصين لمفاوضات السلام، مضيفًا: "من المهم بالنسبة لنا إشراك الصين والاستفادة من نفوذها للضغط على بوتين لإنهاء الحرب. لأول مرة، نرى اهتمامًا من الجانب الصيني، وأعتقد أن هذا مرتبط بتسارع الأحداث العالمية."
وفي أوروبا، أثار قرار ترامب بإجراء محادثات مباشرة مع موسكو، متجاوزًا الاتحاد الأوروبي، صدمة بين القادة الأوروبيين، حيث عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعًا طارئًا يوم الاثنين في باريس لمناقشة التداعيات، وسط انقسامات داخل التحالف الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع التحرك الأمريكي.

ومن جانبه، أكد زيلينسكي خلال اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانج يي ومستشاريه في ميونيخ أن "الصين لديها دور محوري في تحقيق السلام" مشددًا على أهمية مشاركة أوكرانيا وأوروبا في أي محادثات سلام مقبلة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين الأزمة الأوكرانية الحرب الروسية فى أوكرانيا جمیع الأطراف

إقرأ أيضاً:

بدء محادثات أمريكية روسية في الرياض بشأن الحرب في أوكرانيا

الرياض - رويترز

اجتمع مسؤولون أمريكيون وروس في العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء لإجراء أهم محادثات حتى الآن بين الجانبين بشأن إنهاء حرب موسكو في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يناقش الجانبان سبل إنهاء الصراع في أوكرانيا وإصلاح العلاقات الأمريكية الروسية. ويمكن أن تمهد المحادثات الطريق أمام قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام نيابة عنها في المحادثات التي لم تتم دعوة كييف للمشاركة فيها.

وقالت روسيا إن وزير الخارجية سيرجي لافروف سيجري محادثات مع مسؤولين أمريكيين كبار، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء. ومن المقرر أن تركز المحادثات على إنهاء حرب أوكرانيا وإصلاح العلاقات الروسية الأمريكية.

وقبل بدء المحادثات في السعودية وصف كيريل دميترييف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي اليوم الثلاثاء ترامب بأنه حلال للمشاكل.

وقال دميترييف للصحفيين في الرياض "نرى حقا أن الرئيس ترامب وفريقه قادرون على حل المشكلات، أشخاص تعاملوا بالفعل مع عدد من التحديات الهائلة بسرعة كبيرة وكفاءة عالية ونجاح باهر".

ودميترييف مصرفي سابق في جولدمان ساكس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ولعب دورا في الاتصالات المبكرة بين موسكو وواشنطن خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى من 2016 إلى 2020.

وقال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية أمس الاثنين إن دميترييف قد ينضم إلى الوفد لمناقشة أي مسائل اقتصادية قد تنشأ.

وقال دميترييف "من المهم للغاية أن نفهم أن الشركات الأمريكية خسرت نحو 300 مليار دولار بسبب مغادرة روسيا. لذا فإن هناك خسائر اقتصادية ضخمة للعديد من البلدان بسبب ما يحدث الآن".

وتأتي المحادثات بعد اجتماع لقادة أوروبيين في باريس أمس الاثنين في قمة طارئة للاتفاق على استراتيجية موحدة بعد أن فوجئوا بدفع ترامب نحو إجراء محادثات فورية بشأن أوكرانيا بعد اتصال هاتفي بينه وبين بوتين الأسبوع الماضي.

وأعلن القادة الأوروبيون أنهم سيستثمرون المزيد في الدفاع ويتولون زمام المبادرة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف عبر منصة إكس "يشعر الجميع بالحاجة الملحة. في هذا الوقت الحاسم بالنسبة لأمن أوروبا، يجب أن نستمر في الوقوف وراء أوكرانيا".

وأضاف "سيتعين على أوروبا تقديم مساهمة نحو حماية أي اتفاق، والتعاون مع الأمريكيين ضروري".

* اتصال أولي

قال مسؤولون من الجانبين إن وزير الخارجية الأمريكي روبيو ومستشار الأمن القومي الأمركي مايكل والتس والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيلتقون مع لافروف وأوشاكوف اليوم الثلاثاء في الرياض.

ويأتي الاجتماع بعد شهر واحد فقط من تولي ترامب منصبه ويعكس تحولا كبيرا عن موقف واشنطن خلال إدارة الرئيس جو بايدن، الذي تجنب الاتصالات العلنية وخلص إلى أن روسيا ليست جادة بشأن إنهاء حرب أوكرانيا.

وشنت روسيا، التي أعلنت ضم أجزاء من أوكرانيا منذ عام 2014، غزوا واسع النطاق على جارتها في فبراير شباط 2022.

وسعى مسؤولون أمريكيون إلى تصوير محادثات اليوم الثلاثاء على أنها اتصال أولي لتحديد ما إذا كانت موسكو جادة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس للصحفيين في الرياض "هذه هي متابعة للحوار الأولي بين بوتين والرئيس ترامب، ربما حول ما إذا كانت تلك الخطوة الأولى ممكنة، وما هي الفوائد، وما إذا كان من الممكن إدارة ذلك".

ومع ذلك أشار الكرملين إلى أن المناقشات ستغطي "كامل العلاقات الروسية الأمريكية"، فضلا عن التحضير لمحادثات بشأن تسوية محتملة بشأن أوكرانيا واجتماع بين الرئيسين.

وقالت روسيا إن لافروف وروبيو ناقشا في اتصال هاتفي يوم السبت إزالة الحواجز أمام التجارة والاستثمار بين البلدين.

وفرض الرئيس جو بايدن وحلفاء كييف في أنحاء العالم موجات من العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا منذ ثلاث سنوات، بهدف إضعاف الاقتصاد الروسي والحد من جهود الكرملين الحربية.

ولعبت الرياض دورا في الاتصالات المبكرة بين إدارة ترامب وموسكو، مما ساعد في تأمين تبادل سجناء الأسبوع الماضي. كما تشارك الرياض في محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل قطاع غزة.

* كيفية التعامل مع واشنطن

لا يزال من غير الواضح كيف ستتعامل أوروبا مع واشنطن بعد أن فاجأ ترامب أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين عندما اتصل ببوتين المنبوذ من الغرب منذ فترة طويلة.

وقال مسؤول أوروبي بعد اجتماع باريس، طالبا عدم ذكر اسمه، "نتفق مع الرئيس ترامب على نهج ’السلام من خلال القوة’".

وأدى القرار الأمريكي إلى إدراك الدول الأوروبية أنه سيتعين عليها بذل مزيد من الجهود لضمان أمن أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الاثنين إنه يجب أن يكون هناك تعهد أمني أمريكي لكي ترسل الدول الأوروبية قواتها إلى أوكرانيا. وذكر ستارمر قبل الاجتماع أنه مستعد لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا.

وقال كيث كيلوج مبعوث ترامب إلى أوكرانيا إنه سيزور أوكرانيا غدا الأربعاء، وسُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم ضمانات أمنية لأي قوات حفظ سلام أوروبية. وقال "كنت مع الرئيس ترامب، والسياسة دائما هي: لا تستبعد أي خيار".

مقالات مشابهة

  • التليجراف البريطانية: زيلينسكي ضحية السلام في أوكرانيا
  • بدء محادثات أمريكية روسية في الرياض بشأن الحرب في أوكرانيا
  • الصين تعرب عن أملها في مشاركة جميع الأطراف بمحادثات أوكرانيا
  • موسكو وواشنطن تطلبان السلام| محادثات بوتين وترامب تفتح أفاقا جديدة لوقف الحرب الأوكرانية
  • أوكرانيا ترفض المشاركة في محادثات السلام بين أمريكا وروسيا في السعودية
  • وزير خارجية أمريكا يصل إلى السعودية.. وهذا موعد بدء محادثات السلام بشأن أوكرانيا
  • تطورات الأزمة الأوكرانية.. محادثات روسية أمريكية في الرياض واستمرار الحرب الميدانية
  • كواليس «محادثات السعودية» لإنهاء الأزمة الأوكرانية
  • وسط صدمة أوروبا.. قمة ترامب وبوتين دون حلفاء زيلينسكي