مسرح “الرجل الواحد” العبثي والشامتون يبتعدون
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
بقلم / عمر الحويج
لوكانت للبرهان حسنة نحسبها له ، ونحتسبها عند الله ضريبة جزائية ، لأنها قطعاً منا منكورة ، لأصلها الإفتراضي ، وهي حسنة قدمها طايعاً لشعب السودان ، دون أن يتعمدها ، لأنها قامت على اكتاف آخرين ، يعرفون من أين تؤكل الأكتاف المثمرة ، لذلك لن تسجل في ميزان حسناته ، نتكرم بها عليه مضطرين ، وننسبها له إعتباطاً وكرماً ، والمضطر يركب الصعب ، ليهدي لمثله حسنة غير مستحقة ، ذلك أنه ولأول مرة ينجح ويحلم بالحلم المركب ، من خلف حلم ابيه ، ان يكون الديكتاتور المُخَّلِص ، تصوروا مهارته ، التي أتته من خلف مهانته ، فهو الوحيد الذي جمع حوله منذ لحظة أكذوبة إنقلاب الانحياز للثورة ، التي تواترت ، مغلفة هذه الإنحيازات المتكررة ، في ثوراتنا الناجحات وقتاً سابقاً ، والفاشلة كل الأوقات وهي لاحقة ، فانحيازات الجيش لا تنجب إلا دكتاتوريات ، ونعني إنحياز الجيش للشعب المنكوب ، بهذا التواتر الكذوب ، في ثوراته المتتابعات .
فحسنة البرهان ، حين تَأبط شراً تحت عباءته ، أطراف أعداء شعب السودان وثورته ، في تحالفات الإخوة الأعداء ، وعداءهم بعضهم البعض ، مقروناً بعدائهم متواصون به ، ضد الشعب السوداني وثورته ، وعلى حقدها مجمعون ، وهم بالترتيب ليس الابجدي ، إنما بترتيب السباق إلى السلطة ، أيهم يصل ميسها أولاً .
وهم : العسكركوز صنيعة غيره ومخطتفه المختفي من خلفه ، والمتحكم فيه من أمامه ، والثاني توأمه في فن اللامعقول والمسرح العبثي ، الخارج من رحمه بوليده الجنجوكوزي ، الذي سماه سابقه حمايتي ، وسماه هو حين عداء ، بالمتمرد على جيشه الوطني ، متجاهلاً وصفه بحمايتي عمداّ مع سبق الإصرار ، حين نافسه في حلم أبيه ، بالحلم الطموح الذي طرأ لزعيم الجنجوكوز اللامحدود ، وما فيش حد أحسن من حد ، في عالم الأحلام ، خاصة في هذا البلد الهملان وقملان !! ، ،ظانون أنه بلا وجيع .
ومن خلف الأثنين ، يقف لهم صانعهم ومفكرهم وجامعهم ، ترتيباً لعودته بآلياتهم العسكرية والسياسية والمصلحية ، وحتى المزاجية ، والمخفي نفسه وتعريفه المتبوع علماً ، على رأسه نار شرور ويعرف علناً بالإسلاموكوز ، وهل يخفى القمر في سماهووو ..!! .
أما رابعهم فهم "الموزاب" بكتلتهم اللا ديمقراطية ، وحسنته التي تحت تصرفه ، هي فقط القيام باستبدال أطراف هذه التحالفات الضدية ، كما يستبدل بوته العسكري الملمع ، أو حتى حين تبديل ملابسه السرية خفاءاً !! .
وبمناسبة الكتلة الديمقراطية في طرفة مكايدة سلطوية متداولة أيام دكتاتورية النميري ، أن أحدهم حاول أن يكيد لآخر ليس من بلده ، قائلاً بتريقة ، أنتم ماعندكم وزير زراعة عشان ماعندكم زراعة صاح ، رد الآخر بسخرية لازعة ، ماهو انتو عندكم وزير مالية ، وما عندكم مال-ها ، ولا عملتها عند جبريلها !! . فهؤلاء الموزاب المتسلقون بكتلتهم الديمقراطية ، الذين وصفوها إنتحالاً ديمقراطية ، وهم ليس لديهم حتى-دالها ، وغيرهم قال عنها ديمقراطية الثلاث ورقات !! ، وهم بالأوثق جماعة شعار " الليلة ما بنطلع إلا الضياء يطلع " ، مع بعض تهذيب في العبارة ، لأنها أصبحت من التابو المسكوت عنه ، وطلع بعدها بجهد نظرية التآمر ، قمر 25 أكتوبر الظلامي ، وليس قمر 14 الضواي ، وعند غيرهم كان إنقلاب الفشل الأعظم ، الذي لم يضئ لهم شمعة حتى يوم الناس هذا ، لكن الحق ماعليهم ، إنما الحق على إستكانة و إستهانة آخرون من "النِفّيسّتم صغيرونة ، "وعوينتم فارغة " فقط متعطشة للكرسي الوثير الدوار ، وهو الدوار بحق لو كانوا يعلمون ، فهم ساعدوا في وجود الإخوة الاربعة الأعداء ، ودعموا أعداءهم الأولون ، بزيادة مجانية بهذه المسماة بالكتلة الديمقراطية ، حين اوجدوها ، يوم أعطوا ظهرهم ، لثورتهم التي شاركت جماهيرهم في صنعها مع شعبهم ، بالدم والدموع والسجون والمنافي ، ومن ثم جعلوا من هذه الكتلة الديمقراطية شيئاً مذكوراً ، فأصبحت منافسهم الأوحد في الصراع السياسي على السلطة ، وتركوا باب شراكة الدم مشرعاً ، مع الإخوة الأعداء ، الثلاثة الخرقاء ، "العسكرإسلاموجنجوكوز" . باقتراح الإطاري مقطوع الطاري ، الذي سيأتي لهم بالسلطة والكرسي في الطبق المزركش بأخطائهم وخطاياهم . وما كذبت خبر ، وفي الآن والحال ، توهطت الكتلة الديمقراطية كالحمل الوديع ، متوكئة على عصاة دهاقنة الثورة المضادة ، الذين جعلوا منها معادلاً موضوعياً لقوى الثورة السلمية ، كونها الجناح السلمي المتحدث باسم الثورة المضادة في ذلك المشهد السياسي المرتبك ، الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فهل سيظل الصمود ، بعد التقدم إلى الخلف در ، أم ينتقل الصمود إلى منازعة النفس الأمارة بالسؤ ، ومجانبة الخطأ والخطايا ، زمن الفرص الضائعة بإهدار مجاني ، ومازال هناك عشم .
والحديث لازال عن البرهان ، قائد السفينة المتقوبة ، من جوانبها الأربعة ، التي لعب ذات البرهان في ميدان موائدها لعبته المفضلة ، وهي عادته في استبدال ملابسه السرية ، وبوته العسكري الملمعة أطرافه ، وتعددت استبدالاته ، أولها طفله المدلل من رحمه الولود ، بمليشياهاته المولودة بأسنانها ، حين قام في البداية ، بإحسان تربية مولوده البكر بخير إحسان وعناية في التربية ، فقد هام به هياماً جميلاً ، فغذاه "ودوعله" وبذل له كثير بذل وجهاد ، في توفير كافة مستلزمات النمو والرعاية من جميع نواحيها ، العسكرية منها والمالية بأنواعها الإرتزاقية والتهريبية وحتى المزاوجية ، وحين شب الطفل عن الطوق ، تحول عن وليّ نعمته ، فأصبح له الند المساوي له ، في الفعل ورد الفعل ، وبذات القوة والمقدار ، وفجأة وحين ضرورة غضب ، حوله إلى خانة المتمرد الخوؤن ، ونسي أنه خائنه الأول ، حين أوجده من عدم ، ثم أعقبه برغبة استبدال أخرى ، للرب الروحي للمنظمة الإسلاموكوزية ، وقام باداء هرشة كذوبة ، لم تعش طويلاً ، وإن أرجفتهم هرشته ، واخذوها بجدها ، وردوا له تحية الهرشة بأحسن منها ، وربما يدفع ثمنها غالياً ، اذا لم يتعشى بهم ، قبل أن يتغدوا به ، فهم لماكرون وخوانون ، هذه الأطراف ، في تاريخهم المخذي الطويل .
وأخيراً إهتدى البرهان ، ونوى وتوكل على إجراء الاستبدال الأخير ، بين الإخوة الاعداء ، ليس كما يستبدل بوته العسكري ، أو ملابسه الداخلية ، وإنما هذه المرة بتشكيل حكومة إنقلابه التي إنتظرها كثيراً ، وتعسرت عليه ولادتها سنين عددا ، ولمن ياترى صاحب النصيب ، لا غيرها فقد تمخض الجبل وأنجب فأر الكتلة الديمقراطية ، المكونة من الموزاب وبعض الأبواق الأرزقية الجدد ، ومن ثم أغلق البرهان ستار مسرح اللامعقول ليرفع بعده ستار مسرح العبث ، بتمثيل مسرحية البطل الواحد دون حوار ، وعلى الشعب السوداني الإنتظار خارج قاعة المسرح ، وليس قاعة الحرب ، لأن هذه ليست ، في بال البرمجة الممسرحة .
وبناءاً على قرار بطل مسرحية الرجل الواحد العبثية ، الشامتون يمتنعون .
**وهناك حكومة موازية في الطريق إلينا ، والخوف ياغالي تسرح طوالي ، ويستيقظ الأب الروحي للمنظمة الإسلاموكوزية ، ويقرر تشكيل حيكومة "النهر والبحر العمسيبية" الثالثة قبل الأخيرة ، ودقي يا مزيكة الشعب السوداني ، فقد آن أوانك .
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الکتلة الدیمقراطیة
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة: اشتراطات استلام المنزل الحكومي تؤمّن للزوجة الاستقرار
الشارقة-«الخليج»
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حرص سموه وحكومة الإمارة على استقرار الزوجة وأبنائها وسكينتهم في منزلهم، وحمايتهم من بطش الزوج إذا سولت له نفسه ذلك، وأوضح سموه أن قوانين واشتراطات استلام المنزل الحكومي تضمن للزوجة والأبناء هذه السكينة، وأن الحكومة تسحب المنزل من أي زوج يخالف هذه الاشتراطات، مشدداً سموه على ضرورة تعزيز التراحم والألفة بين الناس، مبيناً أن «الإيمان» هو نهج إمارة الشارقة.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»؛ الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة: «مسألة تسلط الزوج على الزوجة والأولاد في البيت تنتج عنها أضرار كثيرة، ونحن نعاني منها، لدرجة أنها تصل إلى صدور قرارات شديدة من قبلي، فكما هو معلوم أنه عند تسليم المنزل يوقّع المستلم على أوراق موضّح فيها شروط استلام المنزل، ومنها أنه إذا كانت هناك مخالفة لمنطق الحياة الاجتماعية يُسحَب البيت، وكذلك إذا كان صاحب البيت قد اتخذ إجراءات غير قانونية أو تحايل كذلك يتم سحب البيت، فما بالك عندما يعتدي صاحب البيت على زوجته وأبنائه؟ بالتأكيد يتم سحب البيت».
واستطرد سموه قائلاً: «هذا هو القانون، وهذه الشروط يطلع عليها المستلم ويوقع عليها قبل التسليم، فهذا البيت لا يُعطى جزافاً؛ وإنما له شروط محددة، وللحكومة صلاحية سحب المنزل، ومن صلاحياتها حماية الزوجة والأبناء من بطش الرجل إذا سولت له نفسه ذلك، فوضعنا ضمن الشروط ما يمنع أي رجل من ممارسة الظلم على المرأة والأبناء، فجعلناها شريكة في هذا المنزل كي لا يتمكن الرجل من إخراجها منه، فكلمة «السكن» تعني الاستقرار و«السكينة» التي أساسها المرأة».
وذكر صاحب السمو حاكم الشارقة قصة واقعية حدثت حول موضوع السكن، قائلاً: «سبق وأن واجهنا حالة لامرأة طردها زوجها هي وأبناءها من البيت وطلقها وأخذ المنزل، فأمرت بإعادة المرأة وأبنائها إلى المنزل، ونفذّت الأمر شرطة الشارقة، وتم سحب المنزل من الرجل بناء على الشروط التي وقّع عليها عند استلام المنزل، والتي أخلّ بها عندما بطش بزوجته وأبنائه، وبإشراف وحضور أحد عناصر الشرطة؛ أخلى الرجل المنزل من أغراضه الشخصية، ومن ثم أعادت الشرطة المرأة والأبناء إلى المنزل، وذهب الرجل للسكن في مكان آخر، لأننا لم نكن مطمئنين على المرأة والأبناء معه؛ لأنه كان يتناول أدوية تخرجه حالة عن الاتزان الفكري، وقمت بعد ذلك بمتابعته للتأكد من صلاح أحواله».
وأضاف سموه: «نحن نعطي البيت لعائلة وليس لفرد، ولذلك لا نسلّم البيت بمجرد عقد القران، وإنما بالزواج، وذلك لأنه للأسف توجد حالات يفسخ فيها عقد القران قبل الزواج والدخول، ونحن الآن نجري دراسة حول «كثرة الطلاق»، فجميع المجتمعات تواجه مشاكل، ونحن نعمل لإصلاح مشاكل المجتمع «ليس بالشِدة» وإنما بـ «الإيمان» فهو نهج إمارة الشارقة، ونحرص كذلك على غرس وتنمية الألفة بين الناس، ونحن ندعو الله أن يحفظ مجتمعاتنا».