هل يستطيع ترامب إنهاء الحرب الأوكرانية؟.. الرئيس الأمريكي ينهي الصراع بشروط روسية.. توافق بين ترامب وبوتين على "تنازل أوكرانيا عن الأراضي" ومنع الانضمام للناتو.. وأوروبا تحذر من صفقة "قذرة"
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطاب التنصيب يوم العشرين من يناير الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن قوة الولايات المتحدة تقاس بالحروب التي تنهيها، وهناك حروب لن نتدخل فيها على الإطلاق، مشيرا إلى أنه سيكون صانع سلام، ويريد أن يكون إرثه هو صناعة السلام.
يرسخ ترامب في ولايته الثانية، نفسه كصانع للسلام حول العالم، عن طريق وقف الحروب وفي محاولة لاستغلال دوره في وقف الحرب في غزة، أعلن أنه قبل أن يصل البيت الأبيض بـ24 ساعة أعاد الرهائن الإسرائيليين لعوائلهم في الشرق الأوسط، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، ليتوقف العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.
واتجهت أنظار ترامب، صوب أوكرانيا مستثمرا "اتفاق غزة" وساعيا لتكراره لكن الأمور تختلف بالكلية بين موسكو وكييف، اللتين تحاربا على مدار 3 أعوام حيث اندلعت المواجهة بينهما في فبراير 2022 وتسببت في مقتل 600 ألف جندي أوكراني و800 ألف جندي روسي وفقا لتصريحاته.
وكان إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية إحدى الوعود التي أطلقها ترامب خلال حملته للترشح للرئاسة، مؤكدا قدرته على إنهائها خلال 24 ساعة، ولكن بعدما كان له دورا بارزا في وقف آلة القتل الإسرائيلية ضد سكان غزة، هل يستطيع تكرار نفس الأمر ويضع نهاية للحرب الأوكرانية بالفعل؟
إجبار بوتينالرئيس الروسي فلاديمير بوتين
بعد خطاب تنصيب ترامب أعلن أنه إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب فإنه سيوقع عقوبات على روسيا، مؤكدا أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يرحب بالسلام، ليسقط الحجة الروسية بأن الدعم الأمريكي والغربي هو الدافع لاستكمال الجيش الأوكراني الحرب.
ولكن رغم ذلك أكد العائد إلى البيت الأبيض، أن إدارته تبحث إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، مطالبا في الوقت نفسه الاتحاد الأوروبي بزيادة دعمه إلى كييف.
وكشفت وكالة سبوتنيك الروسية، أن إجمالي التمويل الممنوح لأوكرانيا على مدار 3 سنوات من 32 دولة بلغ 191.2 مليار دولار، وساهمت الولايات المتحدة بحوالي 54%، ما يعادل 103.8 مليار دولار، وباقي الدول ساهمت بـ87.4 مليار دولار، تصدرتها ألمانيا وبريطانيا وكندا.
وأوضحت "سبوتنيك" التي استندت في تقريرها المنشور في 25 يناير الماضي، إلى بيانات من وزارة المالية الأوكرانية، أن ألمانيا قدمت 17 مليار دولار، ما يشكل 8.9% من إجمالي المساعدات وبريطانيا 14.8 مليار دولار، أو 7.7%.
وقال ترامب خلال خطابه أمام منتدى دافوس في سويسرا، إنه سيفرض جميع أنواع الضرائب والتعريفات والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا للولايات المتحدة وهدد بشكل غامض بعقوبات ثانوية ضد البلدان التي تتعامل مع موسكو.
وجاء رد بوتين بعد أيام قليلة، مؤكدا لم يرفض أبدا التواصل مع الولايات المتحدة، مبديا استعداده للاجتماع مع الرئيس الأمريكي وبالفعل سيجري هذا اللقاء في السعودية نهاية فبراير الجاري.
شروط بوتين لوقف الحرب
وأعلن بوتين في منتصف العام الماضي 2024 عن شروط روسيا لوقف الحرب، وكان على رأسها تنازل أوكرانيا عن المزيد من الأراضي وسحب القوات إلى عمق أكبر داخل بلادها والتخلي عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي حتى يتمكن من إنهاء حربه في أوكرانيا.
وجاء رد زيلينسكي على شروط بوتين، بالقول إن العرض لا يمكن الوثوق به ولن يوقف بوتين هجومه العسكري حتى لو تم تلبية مطالبه بوقف إطلاق النار.
وقال بوتين: "بمجرد أن تقول كييف إنها مستعدة لاتخاذ هذا القرار، وتبدأ الانسحاب الفعلي للقوات من تلك المناطق وتعلن رسميًا التخلي عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فسوف نأمر على الفور، في تلك اللحظة بالذات، بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات".
هل ينفذ ترامب شروط بوتين؟
قال زيلينسكي خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ، إن ترامب أخبره بمباحثاته مع بوتين، مضيفا "نعتقد أن قوة أمريكا كافية، معنا، ومع جميع الشركاء، للضغط على روسيا وبوتن من أجل السلام".
وقال الرئيس الأمريكي إنه اتفق مع بوتين على بدء محادثات بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أنه أمضى أكثر من ساعة على الهاتف مع الرئيس الروسي و"أعتقد أننا في طريقنا إلى تحقيق السلام"، مشيرا إلى أنه تحدث لاحقًا مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، لكنه لم يلتزم بما إذا كانت أوكرانيا ستكون مشاركًا متساويًا في المفاوضات الأمريكية مع روسيا.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي: "أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام والرئيس زيلينسكي يريد السلام وأنا أريد السلام، أريد فقط أن أرى الناس يتوقفون عن القتل".
وعن محادثته مع بوتين، قال ترامب: "لم يعرف الناس حقًا ما هي أفكار الرئيس الروسي، ولكن أعتقد أنني أستطيع أن أقول بثقة كبيرة، إنه يريد أن يرى نهاية لذلك أيضًا، لذا فهذا أمر جيد - وسنعمل على إنهائه بأسرع ما يمكن".
وعلقت مجلة التايم الأمريكية في تقرير لها على تصريحات ساكن البيت الأبيض قائلة "أرسل حديث ترامب إلى بوتين إشارة دراماتيكية محتملة مفادها أن واشنطن وموسكو يمكن أن تعملا على التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في أوكرانيا من خلال تجاوز حكومة ذلك البلد، وهو تعارض مع نهج إدارة بايدن، التي أصرت بثبات على أن كييف ستكون مشاركًا كاملًا في أي قرارات يتم اتخاذها".
أوكرانيا والانضمام للناتو
وأضافت التايم في تقريرها المنشور منتصف الأسبوع الماضي أن الأمر الآخر المناقض لنهج بايدن في التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية، هو استبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، بحسب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال تواجده في ألمانيا الأسبوع الماضي لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، موضحا: "الولايات المتحدة لا تعتقد أن عضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لأوكرانيا هي نتيجة واقعية لتسوية تفاوضية".
وهو الأمر الذي أكده ترامب بالقول إن عضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لأوكرانيا "ليست عملية"، وكأن الحرب ستنتهي بشروط روسية تمر عبر واشنطن.
وفي مؤتمر ميونيخ كشف زيلينسكي عن أن الولايات المتحدة لا ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وكانت إدارة بايدن إلى جانب أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي أعلنوا بأن العضوية في التحالف العسكري الغربي "حتمية".
وقال ترامب يوم الأربعاء عن روسيا: "أعتقد أنه قبل فترة طويلة من الرئيس بوتين، قالوا إنه لا توجد طريقة تسمح لهم بذلك، لقد كانوا يقولون ذلك لفترة طويلة أن أوكرانيا لا تستطيع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأنا موافق على ذلك".
وقال هيجسيث إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب "يجب أن تكون مدعومة بقوات أوروبية وغير أوروبية قادرة" خارج نطاق حلف شمال الأطلسي"، مضيفا أنه "لكي نكون واضحين، كجزء من أي ضمان أمني، لن يتم نشر قوات أمريكية في أوكرانيا".
تنازل أوكرانيا عن الأراضي
أما عن الحدود والمناطق الأوكرانية، لقد أثار ترامب وكبار مسؤوليه شكوكًا حول احتمالات استعادة أوكرانيا لأراضيها.
قال ترامب للصحفيين في 13 فبراير الجاري، إن أوكرانيا قد تستعيد بعض أراضيها ولكن لا ينبغي لها أن تتوقع استعادة حدودها قبل عام 2014.
ووصف هيجسيث استعادة أوكرانيا لحدودها قبل عام 2014، والتي تشمل شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي احتلتها روسيا في عام 2014 بأنها "غير واقعية".
خلال خطاب ألقاه في قمة رامشتاين، قال هيجسيث إن الولايات المتحدة ترغب أيضًا في رؤية أوكرانيا "ذات السيادة والمزدهرة"، ولكن "يجب أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هي هدف غير واقعي".
وقال كيث كيلوج، المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا وروسيا، إن "إضفاء الطابع الرسمي على الخسائر الإقليمية لأوكرانيا" في اتفاق سلام محتمل "لن يعادل الاعتراف بها".
وأضاف كيلوج في مقابلة أجريت معه في الثالث عشر من فبراير مع فوكس نيوز: "أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق معين بشأن الخسارة المحتملة للأراضي لكن انظر، لست مضطرا للاعتراف بذلك".
ويبدو أن مقترحات وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، التي أفصح عنها بعد أربع أشهر من اندلاع الحرب، بالقول إنه لوقف الحرب لا بد من تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي لصالح روسيا.
ونفذت موسكو استفتاء فى 4 مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا فى جمهوريتى دونيتسك ولوجانيسك الشعبيتين، ثم إقليمى خيرسون وزابوريجيا فى خطوة لضم هذه الأقاليم الأربعة، خلال شهر سبتمبر 2022 بعد تصريحات كيسنجر بأربعة أشهر.
أوروبا تحذر من صفقة قذرة
كايا كالاس
على الرغم من أن بعض المسؤولين الأوروبيين قالوا إن اندفاع ترامب إلى محادثات السلام كان متوقعا جزئيا، إلا أنهم حذروا من أن اتفاق السلام المتسرع الذي يتم إجراؤه فوق رؤوسهم سيكون خطيرا للغاية على الأمن الأوروبي.
وقالت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "أي حل سريع هو صفقة قذرة"، مؤكدة أنه لا توجد صفقة بدون أوروبا وأوكرانيا واتهمت الولايات المتحدة بـ "الاسترضاء" تجاه موسكو.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن اعتراف فريق ترامب علنا بموسكو حتى قبل بدء محادثات السلام كان "مؤسفا".
بالنسبة لدول أوروبا الوسطى والشرقية ودول البلطيق التي كانت من المؤيدين الأقوياء لأوكرانيا، فإن الدفع المفاجئ من جانب ترامب لإجراء محادثات سلام مع بوتن أمر مثير للقلق بشكل خاص.
قال جابريليوس لاندسبيرجيس، وزير خارجية ليتوانيا السابق، لصحيفة كييف إندبندنت الأوكرانية: "يجب أن تبدأ محادثات السلام في ساحة المعركة، مع وجود يد أقوى لأوكرانيا، حيث ستتمكن أوكرانيا بالفعل من البدء في الدفع وزيادة الضغط على الروس".
وأضاف "بهذه الطريقة يمكن تحقيق بعض النجاح على طاولة المفاوضات الآن، لم يتم وضع أوكرانيا في موقف أقوى، لذا فإن ما حدث في 12 فبراير هو في الأساس دفع نحو استسلام أوكرانيا".
وفيما يتعلق بالأسباب المالية التي تدفع ترامب إلى إنهاء الحرب الأوكرانية، ورغم محاولته ترسيخ نفسه رجل الإطفاء الذي يسعى لإنهاء الحروب حول العالم، إلا أنه لم ينسَ ولعه بإبرام الصفقات، وقايض زيلينسكي في مقابل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وقال ترامب إنه أخبر الرئيس السابق جو بايدن بشأن دعم واشنطن لكييف، "يجب أن تطلب قرضًا أو ضمانًا، مثل النفط والغاز أو شيء من هذا القبيل، مقابل المال".
وفي نفس مقابلة شبكة فوكس نيوز قال ترامب إن أوكرانيا "قد تكون روسية يومًا ما"، كاشفا أنه طلب من كييف "ما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة، وقد وافقوا بشكل أساسي على القيام بذلك"، مضيفا "علينا أن نحصل على شيء، لا يمكننا الاستمرار في دفع هذه الأموال".
وقال زيلينسكي إن الاتفاق الأمريكي بشأن المعادن لا يقدم أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولهذا السبب لم توقع عليه كييف.
وفي الوقت نفسه، كشف تقرير تايم المنشور الأسبوع الماضي أن أوكرانيا عرضت إبرام صفقة مع ترامب لمواصلة المساعدات العسكرية الأمريكية في مقابل تطوير صناعة المعادن في أوكرانيا - والتي يمكن أن توفر مصدرًا قيمًا للعناصر الأرضية النادرة الضرورية للعديد من أنواع التكنولوجيا.
وأشار ترامب إلى أن المساعدات ستستمر في التدفق، لكن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت كان في أوكرانيا يعمل على الحصول على ضمانات مكتوبة بأن الولايات المتحدة ستتمكن من الوصول إلى الثروات الأوكرانية النادرة والنفط والغاز.
وقال ترامب: "نحن نطلب الأمن على أموالنا"، مشيرًا إلى أوكرانيا: "لقد وافقوا على ذلك".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب وبوتين الحرب الأوكرانية إنهاء الحرب الأوكرانية ثروات أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسی تنازل أوکرانیا عن الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الأسبوع الماضی الرئیس الروسی إنهاء الحرب ملیار دولار فی أوکرانیا وقال ترامب ترامب إلى قال ترامب وقف الحرب أعتقد أن یجب أن عام 2014
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المكالمة الحاسمة بين بوتين و ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية
سرايا - جاءت المكالمة الهاتفية الحاسمة يوم الثلاثاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي استمرت حوالي ساعتين ونصف، في الوقت الذي أصرّ فيه البيت الأبيض على أنه يقترب من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت للحرب الأوكرانية.
ويرى مراقبون أن نتيجة المكالمة ستكون اختبارًا رئيسيًا لمدى قدرة ترامب على تحقيق وعده الانتخابي بإنهاء الحرب، وما إذا كانت صداقته مع روسيا قد أثمرت.
وأعلن الكرملين عقب المكالمة، أنها أفضت إلى اتفاق على تبادل 175 أسيراً من روسيا ومثلهم من أوكرانيا، كما أكد الرئيس الروسي التزامه بالحل السلمي للصراع في أوكرانيا.
ووافق الرئيس الروسي على وقف استهداف مصادر الطاقة الأوكرانية لـ 30 يوماً، كما دعا إلى ضرورة التوقف عن تسليح أوكرانيا.
واتفق بوتين وترامب على تطوير مبادرة لحماية الشحن في البحر الأسود. منع انتشار الأسلحة النووية
كما ذكر البيت الأبيض أنهما ناقشا ضرورة منع انتشار الأسلحة الاستراتيجية، وأن مفاوضات تقنية ستبدأ بين أمريكا وروسيا.
كما اتفق الطرفان على تشكيل لجان خبراء لتسوية الأزمة الأوكرانية، وأضاف الكرملين: لا تزال هناك بعض النقاط العالقة بشأن وقف النار في أوكرانيا«.
وتطرق الرئيسان إلى قضايا الشرق الأوسط، مع قيام إسرائيل بمواصلة القتال في غزة وشنت غارات أسفرت عن حوالي ألف قتيل ومصاب.
وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات أن إحدى أهم أولويات المكالمة كانت التوصل إلى اتفاق بشأن التنازلات التي ترغب روسيا في تقديمها، بما في ذلك استعدادها لسحب قواتها من مناطق أوكرانية استولت عليها.
وقد أشار ترامب نفسه إلى ذلك أثناء حديثه مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأحد، قائلاً إن المفاوضين الأمريكيين ناقشوا»تقسيم بعض الأصول، وقال ترامب: «سنتحدث عن الأرض. كما تعلمون، الكثير من الأراضي مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل الحرب. وسنتحدث عن محطات الطاقة، وهذا سؤال مهم».
وكان الكرملين قد صرّح بأن بوتين كان يُجهّز نفسه للمناقشة مع ترامب، وطلب من موظفيه صياغة نقاط للحديث حول موقف روسيا، وفقاً لشبكة سي إن إن.
المكالمة تسير على ما يرام
كما نشر نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، دان سكافينو، على مواقع التواصل الاجتماعي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا: «المكالمة تسير على ما يرام، وما زالت مستمرة»، مشيرًا إلى أن الزعيمين بدآ الحديث في الساعة العاشرة صباحًا.
وانطلقت مفاوضات إنهاء الحرب بعد أن تحدث ترامب وبوتين هاتفيًا الشهر الماضي، مُستأنفين بذلك التواصل بعد فترة طويلة من الصمت بين البيت الأبيض والكرملين.
ومنذ ذلك الحين، استضاف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماع بالمكتب البيضاوي، انتهى بمشكلة دبلوماسية وتراشق في التصريحات، وطالب الأوكرانيين بالمغادرة، تلاه تعليق الولايات المتحدة مؤقتًا للمساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وأدت أسابيع من المفاوضات المكثفة بين كبار المسؤولين الأمريكيين، بقيادة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، وكبار المسؤولين الأوكرانيين والروس إلى تحقيق تقدم كبير، مع الإعلان عن مقترح وقف إطلاق النار بقيادة الولايات المتحدة، حيث أعلن زيلينسكي الأسبوع الماضي قبول بلادهالمقترح. وأوضحت الولايات المتحدة أن مسؤولية الموافقة تقع على عاتق روسيا، حيث قال ترامب: «روسيا هي من تملك كل الأوراق».
الجانبان قوضا الخلافات
وتكثفت الجهود الأمريكية الرامية إلى تقريب روسيا من اتفاق مع زيارة ويتكوف إلى موسكو يوم الخميس، حيث التقى بوتين لعدة ساعات. وصرح ويتكوف بأن الاجتماع مع بوتين، وهو ثاني لقاء معلن له مع الرئيس الروسي هذا العام، كان «إيجابيًا» وأن الجانبين «قوّضا الخلافات بينهما».
وأكد ويتكوف أن بوتين يؤمن «فلسفيًا بالهدنة»، بعد أن طرح الزعيم الروسي العديد من التحفظات التي كانت لديه. وسافر ويتكوف لاحقًا إلى فلوريدا لإطلاع ترامب على نتائج المناقشات، وذكرت المصادر أن الرئيس كان متحمسًا للغاية لبيان ويتكوف، لدرجة أنه وجّه فريقه لبدء التحضيرات لإجراء مكالمة هاتفية مع بوتين. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تحدث روبيو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، للصحفيين يوم الاثنين: «نحن على بُعد خطوات من السلام»، مضيفةً أن الولايات المتحدة «لم تكن قط أقرب إلى اتفاق سلام مما هي عليه الآن».
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أنه قبل أسبوع واحد فقط، كان الطرفين «على بُعد مئات الأميال، أما الآن، فقد أصبحنا على بُعد بضع مئات من الأمتار». ووصف المسؤول المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين الثلاثاء بأنها «الخطوة الطبيعية التالية» في المفاوضات.
ضرورة وقف القتال
وأضاف المسؤول أن من المرجح أن يُطرح خلال محادثاتهما موضوع لقاء شخصي بين ترامب وبوتين، والذي صرّح ترامب الشهر الماضي بأنه يتصوره في المستقبل القريب.
وقد شدد ترامب وفريقه مراراً وتكراراً على ضرورة توقف القتال قبل التطرق إلى القضايا الأكثر تعقيداً التي تحتاج إلى حل في اتفاق سلام طويل الأمد، مثل ترسيم الحدود الإقليمية والتفاوض على الدعم الأمني لأوكرانيا.
لكن بوتين أبدى شكوكه علنًا بشأن الاقتراح الأمريكي، حيث قال الرئيس الروسي الأسبوع الماضي إن على أوكرانيا الموافقة على تنازلات محددة، مثل وقف التعبئة وأي تدريب لقواتها، وأن على الدول الأخرى التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة، إضافة إلى التخلي عن طموحها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
ورفض يوري أوشاكوف، أحد كبار المفاوضين الروس، فكرة وقف إطلاق النار الأمريكية، واصفًا إياها بأنها «ليست أكثر من هدنة مؤقتة للجيش الأوكراني». وأضاف: «ستسير الأمور كما جرت العادة في مثل هذه الظروف، أي من خلال حديث قادة الدول المعنية، ليس أمام الكاميرات، ولا أمام وسائل الإعلام، بل خلال المفاوضات الجارية».
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-03-2025 08:47 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية