إستخباراتياً.. ماذا كشفت غارة صيدا؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
الاستهداف الذي طال القيادي في حركة "حماس" محمد شاهين، أمس الإثنين، في مدينة صيدا، يفتح الباب أمام تجدد عمليات الإغتيال التي استأنفتها إسرائيل يوم السبت الماضي باستهداف أشخاص في منطقة جرجوع - جنوب لبنان.
ما أقدمت عليه إسرائيل يؤكد أن مسار الاستهدافات لن يتوقف، ويقول مصدر معني بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إن ما حصل يثبت مقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال شهر تشرين الثاني الماضي بأن إسرائيل لم تنه حرب لبنان، وكان ذلك قبل أيامٍ قليلة من إعلان إتفاق وقف إطلاق النّار يوم 27 تشرين الثاني 2024.
ماذا يعني اغتيال شاهين؟
تكشف معلومات "لبنان24" أن شاهين كان قيادياً رفيع المستوى في "حماس" بصفته مسؤول عمليات عسكري، في حين أنه من القادة الذين واكبوا القيادي الكبير في حركة "حماس" الراحل صالح العاروري قبل اغتيال الأخير مطلع عام 2024 بالضاحية الجنوبية لبيروت.
تصف مصادر فلسطينية مهام شاهين بالأساسية ضمن "حماس"، وتقول لـ"لبنان24" إنه كان من الجهات التي نسقت عمليات عسكرية ضد إسرائيل في جنوب لبنان خلال الأشهر الماضية، كما أنه كان منسقاً أساسياً مع "حزب الله"وله علاقة بالتنسيق الميداني بين "حماس" والحزب.
إغتيال شاهين، وفق المصادر، يعني استخباراتياً وعسكرياً أن إسرائيل تريد تصفية من تبقى من "عقول حماس" في لبنان، وذلك من أجل إحباط أي مخططات جديدة لاستنهاض نشاط الحركة في الداخل اللبناني بعدما وجدت إسرائيل أن "حزب الله" يعمل على إعادة بناء نفسه وتشكيل قوة جديدة داخل لبنان بعد الخسائر التي مُني بها إبان الحرب الأخيرة.
أيضاً، تشير المصادر إلى أن إسرائيل تسعى لعرقلة كل ما يرتبط بغرفة "عمليات المحور" بين "حماس" و "حزب الله" والتي تقول المعلومات إنها ما زالت فعالة ولم يتوقف نشاطها حتى مع توقف الحرب، وأساس مهامها هو التنسيق العملياتي والعسكري، علماً أن شاهين كان واحداً من القادة الأساسيين الذين يواكبون غرفة العمليات التنسيقية، وفق المعلومات.
في غضون ذلك، يعتبر إستهداف شاهين أيضاً، بحسب المصادر المعنية بالشأن العسكري، بمثابة رسالة إسرائيلية لـ"حزب الله" أولاً ولـ"حماس" ثانياً وأساسها أن عمليات الاغتيالات أو الهجمات العسكرية ستكون خارج جنوب الليطاني، ما يعني أن أي أمر ترى فيه إسرائيل تهديداً ستطاله فوراً ما يعطيها مساحة للتحرك العملياتي في لبنان، من دون استثناء أي منطقة.
هنا، تربطُ المصادر العسكرية ما حصل باتفاق وقف إطلاق النار الذي منح إسرائيل عبر ورقة الضمانات الأميركيَّة حرية التحرك ضد لبنان، وهو "الفتيل" الذي يجب نزعه فوراً من الاتفاق، وإلا فإن عمليات الإغتيال ستستمر ما يعيد لبنان إلى مرحلة ما قبل 23 أيلول حيث كانت الاغتيالات التي تطالُ القادة الميدانيين، سواء من "حزب الله" أو "حماس" هي أساس عمليات إسرائيل ضد لبنان.
إذاً، في خلاصة القول، فإن ما يظهر هو أن المعركة المتمثلة بالتصفيات عادت لتتجدد، والأساس هو قطع الرؤوس الجديدة والبارزة داخل "حماس" و "حزب الله"، والهدف من ذلك هو إحباط المسار القيادي الجديد للجهتين المذكورتين بعد اغتيال قادة سابقين، وهو الأمر الذي يكشف أيضاً عن خطورة استمرار العملاء بنشاطهم وتسريب المعلومات لإسرائيل لتنفيذ اغتيالاتها مثلما كان يحصلُ سابقاً. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
غارة إسرائيلية تنسف المستشفى المعمداني بشمال قطاع غزة
غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات": أعلن الدفاع المدني في غزة أن غارة جوية إسرائيلية دمرت بشكل شبه كلي أحد مباني المستشفى الأهلى "المعمداني" فجر اليوم، في حين زعم الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركز قيادة وسيطرة تابعا لحماس" داخل المنشأة الصحية.ولجأ عشرات الآلاف من سكان غزة إلى المستشفيات التي استخدمت كملاجئ لإيواء النازحين رغم أن العديد منها تعرض لاضرار جسيمة جراء القصف المتواصل.
وأعلن الدفاع المدني في غزة أن الغارة الإسرائيلية على المستشفى الواقع في شمال القطاع دمرت أحد مبانيه بشكل شبه كلي.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الطائرات الإسرائيلية "استهدفت بغارة جوية مبنى في مستشفى المعمداني في غزة، ما أدى لتدميره وخروجه كليا عن الخدمة".
وجاءت الغارة بعد دقائق من اتصال قام به الجيش الإسرائيلي مع إدارة المستشفى طالبا إخلاءه فورا، وفق مصدر في المستشفى.
وأوضح بصل أن الغارة أدت إلى "تدمير مبنى الجراحات والذي يضم قسم الطوارئ، ومحطة توليد الأكسجين لأقسام العناية المركزة".
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في القصف الذي طال المستشفى والذي جاء غداة إعلان القوات الإسرائيلية السيطرة على محور موراغ الرئيسي والواقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة، وتوسيع عمليته العسكرية.
وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن "المجمع كان يستخدم من قبل مقاتلي حماس للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي".لكن بصل أكد أن "رواية جيش الاحتلال كاذبة .. رواية مضللة وغير صحيحة".
أما حركة حماس فاعتبرت المزاعم الإسرائيلية بزعم استخدامه لأغراض عسكرية من الحركة، "تكرارا مفضوحا لأكاذيب الاحتلال التي يسوقها لتبرير جرائمه الوحشية".
وقالت حماس ، في بيان صحفي اليوم أورده المركز الفلسطيني للإعلام إن "حكومة الاحتلال تواصل استهتارها بكل القوانين والأعراف الإنسانية، وانتهاك حرمة المستشفيات وإيغالها في دماء المدنيين".
وشددت أن "إسرائيل تسعى للانتقام الوحشي من الفلسطينيين، في الوقت الذي يقدم فيه جيش الاحتلال رواية كاذبة لا تستند إلى أي دليل، بعد كل مجزرة وجريمة يرتكبها، لتبرير جريمته".
وحذرت من أن "هذا السلوك الإسرائيلي يمثل استخفافا وقحا بالرأي العام العالمي، وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، منبهة أنه يستدعي موقفا جادا من المجتمع الدولي ومؤسساته لردعه".
وطالبت حماس بـ "تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتفنيد هذه الادعاءات الكاذبة، وكشف حقيقة ما يرتكبه جيش الاحتلال في قطاع غزة من انتهاكات غير مسبوقة، ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة دون حسيب".
وأظهرت صور التقطت ما خلفته الغارة، ألواحا ضخمة من الخرسانة وقطعا معدنية ملتوية متناثرة في أنحاء الموقع.
وخلّفت الغارة أيضا فجوات واسعة في أحد مباني المستشفى، حيث انتُزعت أبواب حديد وشبابيك من مكانها، وشوهد عشرات المواطنين الفلسطينيين يبحثون بين الأنقاض عن حاجياتهم.واستنكر المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش الغارة.
وبحسب البرش فإن المستشفى الأهلي كان "الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة وفيه الجهاز الوحيد لتصوير الأشعة".
ودانت قطر التي تلعب دورا بارزا كوسيط بين الجانبين، الغارة الإسرائيلية على المستشفى.
ووصفت وزارة الخارجية القطرية في بيان الغارة بأنها "جريمة شنيعة بحق المدنيين العزل وتحد سافر لأحكام القانون الإنساني الدولي".
ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم إسرائيل إلى وقف "هجماتها المدانة" على المستشفيات في غزة، بعد قصفها للمستشفى الأهلي المعمداني، احد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في القطاع المدمر.
وكتب لامي على منصة اكس أن "هجمات اسرائيل على المؤسسات الطبية قلصت في شكل ملحوظ إمكان تلقي العناية الصحية في غزة..هذه الهجمات المدانة ينبغي أن تتوقف"، مضيفا أن الدبلوماسية وحدها وليس "حمام الدماء" ستتيح قيام "سلام دائم".
وافترش مئات النازحين وعدد من المرضى والمصابين الأرض، ونصب بعضهم خياما على جانبي الشارع الواقع قبالة المستشفى، وفي ميدان فلسطين القريب.
بين هؤلاء نائلة عماد (42 عاما) التي اوضحت أنه لم يعد لديها مأوى، وبقيت مع أطفالها الستة في الشارع بعدما كانت تحتمي داخل خيمة في المستشفى.وقالت إن أحد حراس المستشفى "جاء إلى الخيمة فجرا وصرخ: عليكم المغادرة الآن، الطائرات سوف تقصف المستشفى.. وقال: لا تأخذوا شيئا، لا يوجد وقت".وأضافت "عندما وصلت إلى باب المستشفى قصفوه، لم أستطع التمييز هل هذا حقيقي أم كابوس".
وتابعت "أنا والأولاد في الشارع، نزحنا أكثر من عشرين مرة، لا نعرف أين نذهب، المستشفى أخر ملاذ لنا، أفضل خيار أن يقتلونا جميعا، أفضل من أن نموت ببطء وإذلال".أما خالد دلول (30 عاما) فكان يرافق عمه الستيني المصاب.
وقال "ما رأيناه نارهائلة خرجنا إلى الشارع ننتظر، مثل الذي ينتظر ذبحه، حريق هائل، كل المستشفى دمر، لا يوجد مكان للمرضى للعلاج أو النوم، هذا حكم جماعي بالإعدام والذبح".
وذكرت حماس وسلطات صحية محلية أن غارات منفصلة على القطاع اليوم أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 14 فلسطينيا على الأقل من بينهم مدير مركز شرطة غرب خان يونس في جنوب القطاع الذي تديره الحركة. وقال الدفاع المدني إنه نقل "سبعة شهداء، بينهم 6 أشقاء" إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، إثر استهداف غارة جوية إسرائيلية سيارتهم صباح الأحد قرب محطة تحلية المياه في دير البلح".
وبحسب الشاهد أبو عيسى فإن المركبة كانت تقل شبانا "متوجهين إلى مطبخهم الخيري لتحضير الطعام للجوعى والعطشى والمكلومين والمحاصرين".وأشار إلى أنهم "لا يحملون لا بنادق ولا سلاحا ولا صواريخ، توجهوا بمركبة مدنية".
أما محمود أبو عمشة فأكد أنه كان بعيدا نحو 150 مترا من موقع الغارة.وأضاف "الشهداء عددهم ستة، واحد منهم هناك وواحد هنا والبقية كانوا داخل المركبة".
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل الذي تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في القطاع إن أكثر من 50 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ ذلك الحين جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تسببت في دمار واسع النطاق في القطاع وأجبرت معظم سكانه على النزوح.
وكانت غارة إسرائيلية استهدفت المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023 وأسفرت عن استشهاد العشرات.
واستأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية على غزة في 18 مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع حماس صمدت شهرين. وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة بالفشل.
وأحصت وزارة الصحة التي تديرها حماس استشهاد 1574 فلسطينيا على الأقل منذ استئناف اسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس، ما يرفع الى 50944، إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.