موقف مصر من تهجير الفلسطينيين من أرضهم واضح وثابت، وهو الرفض القاطع لكل محاولات التهجير، والتأكيد على ضرورة بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه.
ويأتي هذا الموقف المصري انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، فهي تقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، ورفضت كل مخططات تهجيره عن أرضه.
وقد تجلى هذا الموقف على مر التاريخ، بدءاً من حرب 1948 التي شهدت لجوء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر، مرورا بالعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 التي أسفرت عن احتلال سيناء وتهجير المزيد من الفلسطينيين، وصولا إلى يومنا هذا.
مصر تعتبر أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وتؤكد أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، سواء كانت تحت مسمى «صفقة القرن» أو غيرها، هي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وتقويض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، بل هو "ظلم لا يمكن لمصر أن تشارك فيه"، وهى العبارة التي قالها الرئيس السيسي بكل وضوح في وجه المخطط «الترامبي» الرامي لتصفية القضية الفلسطينية وسرقة أراضيها.
ولا تكتفي مصر برفض مخططات التهجير، بل تعمل أيضاً على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ودعم المشاريع التنموية التي تساهم في تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين. كما تسعى مصر جاهدة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها مخططات التهجير.
وتدعو مصر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من خطر التهجير، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتؤكد أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، هو الضمان الوحيد لعدم تكرار مأساة العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ الذى يتضاءل وصفه بالوحشي، لأن الوحوش والحيوانات تأبى أن تفعل ما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين.
أما عن الصمود الفلسطيني، فمنذ وطأت أقدام الاحتلال أرض فلسطين، والشعب الفلسطيني يسطر أروع أمثلة الصمود والتضحية في سبيل الحفاظ على هويته ووطنه. ورغم كل المؤامرات التي حيكت وتحاك لتهجيره عن أرضه، يبقى الفلسطيني متمسكا بتراب وطنه، رافضا كل مخططات الاقتلاع والتهجير.
إن صمود الشعب الفلسطيني ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج تاريخ طويل من النضال والتضحيات، فمنذ النكبة عام 1948، التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، لم يتوان الشعب الفلسطيني عن مواجهة كل محاولات تذويب هويته وطمس وجوده.
إن مخططات تهجير الشعب الفلسطيني ليست جديدة، بل هي سياسة إسرائيلية ثابتة تسعى إلى تحقيقها منذ قيامها على أنقاض الشعب الفلسطيني. وقد تزايدت هذه المخططات في الآونة الأخيرة، تحت مسميات مختلفة، مثل «صفقة القرن» و«التبادل السكاني»، إلا أن الشعب الفلسطيني، بوعيه وإيمانه بعدالة قضيته، يقف سدا منيعا في وجه هذه المخططات، مؤكدا على تمسكه بحقه في أرضه ووطنه، ورفضه لأي شكل من أشكال التهجير.
إن الشعب الفلسطيني ليس وحده في معركته ضد التهجير، بل يحظى بدعم مصري وعربي ودولي واسع. فقد أدانت العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية مخططات التهجير، واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
إن الشعب الفلسطيني، من خلال صموده ورفضه للتهجير، يوجه رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أن الحق لا يموت، وأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم حتى يعود إلى أرضه، وينال حريته، ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. [email protected]
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: مصر والأردن تؤكدان رفضهما محاولات تهجير الفلسطينيين
العاهل الأردني يؤكد مجددًا رفض بلاده لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: صفقة القرن تهجير الفلسطينيين صمود الشعب الفلسطيني الصمود الفلسطيني تهجیر الفلسطینیین القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
نوتنجهام يرفض تعزيز الآمال!
نوتنجهام (رويترز)
أخبار ذات صلة
أهدر نوتنجهام فورست فرصة التقدم إلى المراكز الثلاثة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وتعزيز آماله في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعدما خسر على أرضه أمام برنتفورد 2-صفر في مباراتهما بالدوري.
وسجل كيفن شاده ويوان ويسا بعد تمريرة من مسافة بعيدة من منتصف ملعب فريقهما ليضمنا فوزاً مفاجئاً لبرنتفورد خارج أرضه ليحافظ على طموحات الفريق في المنافسة على البطولات الأوروبية الموسم المقبل.
واستغل شاده تمريرة طويلة من ناثان كولينز وخطأ دفاعياً ليفتتح التسجيل في الدقيقة 44، بينما أضاف ويسا الهدف الثاني في ظروف مماثلة قبل 20 دقيقة من النهاية، حيث أنهى ركلة طويلة من حارس المرمى مارك فليكن في الشباك.
وبهذه النتيجة، حافظ نوتنجهام على المركز السادس برصيد 60 نقطة، بينما رفع برنتفورد رصيده إلى 49 نقطة، ويظل في المركز الحادي عشر، لكنه يتخلف الآن بنقطتين فقط عن فولهام صاحب المركز الثامن.
وأثبت التردد في الدفاع أنه سبب هزيمة نوتنجهام، حيث جاء الهدفان بشكل بسيط في إعدادهما، لكنهما اعتمدا على اهتزاز دفاع الفريق المضيف المتماسك عادة، والذي تم ضربه.
وربما يكون المركز الثامن في الدوري كافياً للتأهل إلى البطولات الأوروبية الموسم المقبل، ونتيجة المباراة تمنح برنتفورد، الذي يستضيف مانشستر يونايتد على أرضه يوم الأحد المقبل، آمالاً جديدة بعد فوزه في مباراتين فقط ضمن آخر سبع مباريات في الدوري.
ويتأهل نوتنجهام للمنافسة في دوري أبطال أوروبا إذا احتل أحد المراكز الخمسة الأولى في الدوري الإنجليزي، وكانت آخر مشاركة له في البطولة الأوروبية الكبرى عام 1980.