مشروب الملايين.. كيف يحميك شرب القهوة في هذا الوقت من مرض خطير
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
تعتبر القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، وهي تحمل شهرة واسعة بفضل مذاقها الرائع وأثرها المنشط على الجسم والعقل، لكن، هل تعلم أن شرب القهوة في توقيت معين قد يقيك من أمراض خطيرة؟على الرغم من أن القهوة تُعرف بأنها تعزز اليقظة والتركيز وتساعد على بداية اليوم، فإن العديد من الدراسات العلمية الحديثة قد اكتشفت فوائد صحية غير متوقعة لشرب القهوة في وقت محدد من اليوم.
في هذا المقال، سنتناول كيفية تأثير القهوة على صحتنا بشكل عام، ونتعرف على الوقت المثالي لشربها للحفاظ على صحة القلب والدماغ، بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض الخطيرة مثل مرض السكري وأمراض القلب، بحسب ما نشره موقع هيلثي.
القهوة: أكثر من مجرد مشروب لتنشيط الصباح
القهوة تحتوي على العديد من العناصر المفيدة، بما في ذلك مضادات الأكسدة، والمركبات الكيميائية مثل الكافيين والبوليفينولات، التي تلعب دورًا كبيرًا في حماية الجسم من الأمراض المزمنة. هناك العديد من الدراسات التي تثبت أن تناول القهوة يرتبط بتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان.
لكن الفائدة الكبرى تأتي من شرب القهوة في الوقت المناسب. فالتوقيت له دور كبير في كيفية استفادة الجسم من هذه الفوائد الصحية.
أفضل وقت لشرب القهوة: في الصباح الباكر لكن بعد الاستيقاظ بحوالي ساعة
أظهرت الدراسات أن أفضل وقت لشرب القهوة هو بعد مرور ساعة من الاستيقاظ. قد يبدو غريبًا للبعض أن شرب القهوة فور الاستيقاظ ليس هو الخيار المثالي، لكن هذا التوقيت يتيح للجسم امتصاص فوائد الكافيين بشكل أكثر فعالية.
عند الاستيقاظ، يكون مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) في أعلى معدلاته في الجسم، وهو يساعد على تعزيز اليقظة والتركيز. إذا شربت القهوة فور الاستيقاظ، قد تتداخل تأثيرات الكافيين مع عمل هذا الهرمون، مما يقلل من تأثير القهوة. لذلك، يفضل أن تنتظر لمدة ساعة تقريبًا بعد الاستيقاظ قبل تناول أول فنجان قهوة لك.
فوائد شرب القهوة في التوقيت المثالي
تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية القهوة تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة التي تساهم في تحسين صحة القلب. الاستهلاك المعتدل للقهوة يرتبط بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وعندما يتم تناولها في التوقيت الصحيح، يمكن أن تزيد من تدفق الدم بشكل طبيعي، ما يساعد في تحسين ضغط الدم. العديد من الدراسات أظهرت أن تناول من 2 إلى 3 أكواب من القهوة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الوقاية من مرض السكري من النوع 2 وفقًا للعديد من الأبحاث، يمكن أن تساعد القهوة في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. يُعتقد أن الكافيين والمركبات الأخرى في القهوة تعمل على زيادة حساسية الجسم للأنسولين، ما يؤدي إلى تحسين قدرة الجسم على معالجة السكر. الشرب المنتظم للقهوة في التوقيت المثالي قد يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم.
تحسين أداء الدماغ والتركيز ليس سراً أن الكافيين يحفز الدماغ ويزيد من اليقظة والتركيز. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن شرب القهوة في الوقت المناسب (أي بعد مرور ساعة من الاستيقاظ) يساعد على تحسين الذاكرة قصيرة المدى والقدرة على التفكير المنطقي. هذه الفوائد تظل حاضرة لفترة طويلة بعد تناول القهوة، مما يعزز الإنتاجية والأداء العقلي طوال اليوم.
تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان أظهرت بعض الدراسات أن شرب القهوة قد يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد وسرطان القولون. من بين الأسباب المحتملة لهذا التأثير هو المحتوى العالي من مضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا وتقلل من الالتهابات.
تحسين المزاج والوقاية من الاكتئاب القهوة تحتوي أيضًا على مواد كيميائية تعمل على تحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين. لذلك، يمكن أن يساعد تناول القهوة في تحسين المزاج والوقاية من الشعور بالاكتئاب، خاصة إذا تم تناولها في التوقيت المثالي عندما تكون مستويات الهرمونات الطبيعية في الجسم مستقرة.
كيف يؤثر شرب القهوة على صحتك إذا كنت تشربها في أوقات خاطئة؟
إذا كنت تشرب القهوة في أوقات غير مناسبة، مثل قبل النوم أو أثناء الظهيرة، قد تؤثر سلبًا على نومك أو زيادة مستويات التوتر. شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم قد يمنعك من النوم بشكل جيد، لأنه يعطل دورة النوم الطبيعية. كما أن شرب القهوة في أوقات غير منتظمة قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والتوتر نتيجة زيادة الكافيين في الدم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القهوة المشروبات مرض خطير شرب القهوة فی خطر الإصابة مرض السکری فی التوقیت العدید من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
"وين الملايين"!
د. محمد بن عوض المشيخي **
عنوان هذا المقال مُقتبس من قصيدة غنائية كتبها الشاعر الليبي علي الكيلاني إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى مطلعها: "وين الملايين.. الغضب العربي وين... الشرف العربي وين". وعلى الرغم من بساطة هذه الكلمات، إلا أنها هزت ضمائر الأمة وحققت نجاحًا غير مسبوق في تحريك الجماهير العربية، بفضل الحنجرة الذهبية للفنانة جوليا بطرس رفقة زميلاتها من الكورال، ودعوة القصيدة الشعوب العربية للخروج إلى الميادين للتضامن مع الشعب الفلسطيني المجاهد، وذلك في تلك الأيام الخوالي التي كانت فيها الشعوب العربية على قلب رجل واحد من المحيط الى الخليج ولها قضية مصيرية هي استعادة القدس الشريف ومسجدها الأقصى من الصهاينة.
كم هي عظيمة غزة برجالها ونسائها وأطفالها الذين يتعرضون لأكبر محرقة في التاريخ المعاصر؛ فأنتم أيها الشرفاء من علَّمتم العالم الحر معنى التضحيات والبطولات والصمود الأسطوري الذي لا يفقهه البعض ممن لا يعلمون واجب الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأوطان، والأسوأ من ذلك كله هو الصمت والخذلان من الحكومات شرقًا وغربًا وحتى في منطقتنا العربية.
وكنتيجة طبيعية لهذه الحروب العبثية التي فُرِضت من الخارج على العرب بهدف إضعاف الجيوش العربية وجعل من القوة الصهيونية هي المسيطرة والأقوى في المنطقة، فقد استُنزِفت الأموال والأرواح في هذه الصراعات التي لا يُراد لها أن تنتهي؛ فالحكومات العربية هي الأكثر إنفاقًا على شراء السلاح في العالم، فقد خلصت مراكز الدراسات الإستراتيجية العالمية إلى أنَّ العرب أنفقوا خلال آخر عقد ونصف العقد أكثر من تريليون دولار على التسليح. وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ العرب أكثر ضحايا الحروب والتعذيب واللجوء عبر الحدود الدولية؛ بسبب قمع بعض الأنظمة والحكومات العربية الاستبدادية لشعوبها. أما معهد ستوكهولم للسلام الدولي، فقد كشف في تقريره السنوي عن امتلاك بعض الدول العربية لأكبر نسبة إنفاق عسكري على شراء السلاح من الناتج المحلي الإجمالي في العقود الأخيرة.
والسؤال المطروح: الآن أين الجيوش العربية مما يجري على أرض فلسطين من عربدة الحكومة اليمينية المتطرفة التي تعيث فسادًا في الأرض؟
الإجابة على ذلك واضحة وضوح الشمس؛ فبعض هذه الجيوش وُجدت لحماية دولة الكيان الغاصب، وذلك ضمن اتفاقيات سرية وبعضها علنية مع الغرب الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى إذلال الأمة وتحقيق ما يعرف بإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، لتحقيق نبوءات كهنوتية للإنجيليين الجُدد حول موعد نزول المسيح عليه السلام.
ومن المفارقات العجيبة أنَّ مُعظم الأنظمة العربية تقوم بشراء السلاح لمحاربة بعضهم بعضًا، وحماية الكراسي والحكام من السقوط في وجه التهديدات الداخلية من المعارضين في الداخل والخارج؛ وليس للدفاع عن الأوطان في وجه الأعداء وتحرير مقدسات الأمة، فقد أثبتت الأيام والوقائع أن كلَّ دولةٍ عربية تخشى من جيرانها أكثر من خشيتها من الأعداء المحتملين من الدول الأجنبية وخاصة الدولة المزروعة في قلب الوطن العربي من الغرب وهي إسرائيل؛ فالأسلحة الأمريكية الجديدة والتي تعد الأحدث تُستخدم الآن لقتل سكان غزة، والعالم من أقصاه إلى أقصاه يشاهد تلك المذابح عبر الشاشات دون أن يحرك أحدًا من هؤلاء الأقوام ساكنًا إلّا بإصدار بيانات الشجب التي لا تساوي قيمة الحبر الذي كُتبت به. وكم من مؤتمرات قمة عقدت خلال الـ17 شهر الماضية ولم تنجح في كسر الحصار وإيصال الأدوية والطعام للمحتاجين في القطاع المحاصر من الجميع منذ 18 سنة، فضلًا عن الوقوف في وجه المجرمين الذين أدانتهم المحاكم الدولية كمجرمي حرب وعلى رأس هؤلاء بنيامين نتنياهو.
لا شك أننا نعيش زمنًا استثنائيًا فقدت فيه الأمة العربية مشاعرها وأحاسيسها؛ بل وحتى بوصلتها عن حقيقة ما يحصل من مجازر في فلسطين المحتلة يندى لها جبين الإنسانية في هذا الشهر الكريم، وعلى وجه الخصوص قطاع غزة، الذي يتعرض مُجددًا هذه الأيام لأبشع الجرائم والإبادة الجماعية للأطفال والنساء في هذه المنطقة المحاصرة من الصهاينة، بينما العرب وقفوا عاجزين عن الدفاع عن أطفال غزة؛ بل وحتى عن إدخال الماء والغذاء والأدوية عبر الحدود في انتظار الموافقة من حكومة الكيان الصهيوني المجرمة، التي لا يمكن أن تأتي في الأصل إلا بعد التخلص من سكان غزة ومقاومتها الباسلة الذين يدافعون عن شرف الأمة ومقدساتها في الأقصى المبارك وارض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، مهما كانت التضحيات والشهداء الذين يروى تراب أرض الرباط بدمائهم الزكية.
من المؤسف حقاً أن تقف الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج عاجزة ودون إرادة لتغيير المعادلة المتمثلة بعدم الاكتفاء بدور المتفرج والتسمر أمام الشاشات الفضائية فقط، اين نحن من قوله تعالى في محكم كتابه العزيز: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (الحج: 39).
وفي الختام، الأنظار هذه الأيام تتجه إلى جمهورية تركيا كقوة إقليمية مسلمة وكامتداد للإرث الإمبراطوري العثماني في المنطقة؛ إذ يمكن لها أن تواجه إسرائيل، وذلك إذا تحققت الإرادة الصادقة للرئيس رجب طيب أردوغان الذي اعتدنا على سماع تصريحاته الرنانة؛ فالأيام القادمة سوف تكشف عن فصول جديدة تكتب عن معادن البشر ومواقفها، فالتاريخ لا يرحم؛ فهل نتوقع صلاح الدين جديدًا يستعيد القدس الشريف لأمة محمد؟
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر