أظهر استطلاع للرأي أجراه الباحثان سكوت أتران وأنخيل غوميز من مؤسسة آرتيس إنترناشيونال البحثية الأمريكية المتخصصة في دراسة الصراعات والإرهاب رؤى جديدة حول مشاعر سكان غزة تجاه حماس والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ينبغي أن تشكل المساعدات الإنسانية في غزة محوراً رئيساً للتغيير السياسي
ونُشرت نتائج الاستطلاع في مجلة "فورين أفيرز" تحت عنوان "ما يريده أهل غزة: حرب وحشية أضعفت الدعم لحماس لكنها جعلت السلام مع إسرائيل أكثر صعوبة".وسلط الاستطلاع الضوء على تراجع شعبية حماس والتشكك في إمكانية السلام مع إسرائيل وإعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية الأساسية على الصراعات السياسية. هذه النتائج تعكس واقعاً معقداً يعيشه سكان غزة، حيث تتشابك المشاعر الوطنية مع الإحباط من القيادة المحلية واليأس من إمكانية تحقيق سلام دائم. تراجع شعبية حماس
كانت حماس، التي تأسست في أواخر الثمانينيات، تتمتع بدعم قوي بين سكان غزة، خاصة خلال فترات الصراع النشط مع إسرائيل. فقد اعتُبرت المنظمة رمزاً للمقاومة ضد الاحتلال، ومع ذلك، تغير هذا التصور بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
ووفقاً للاستطلاع، فإن الخسائر الفادحة في الأرواح والدمار الواسع النطاق الذي سببته الأعمال العدائية الأخيرة أدى إلى تراجع كبير في شعبية حماس.
ويحمل العديد من سكان غزة حماس مسؤولية إثارة هذه الأعمال العدائية؛ فمنذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عانت غزة من دمار شامل وانهيار اقتصادي وأزمة إنسانية متزايدة. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت إدارة حماس لانتقادات بسبب الفساد وعدم الكفاءة والفشل في تقديم الخدمات الأساسية.
Reports are claiming Gazans do want to leave Gaza, but only if it's to a Western country.
Curious! What is it about islamic Arab countries that revolts them so much? If Egypt and Jordan build entire cities to house them, why do they still prefer social housing in faraway lands? pic.twitter.com/uLnRdxbGsJ
رغم صعودها إلى السلطة في عام 2006 ووعودها بحكم أفضل، يرى العديد من سكان غزة الآن نقصاً في التقدم الملموس في تحسين البنية التحتية وفرص العمل ونوعية الحياة بشكل عام.
ورغم تراجع شعبية حماس، تظل القوة السياسية المهيمنة في غزة بسبب غياب بديل قابل للتطبيق. ويشعر العديد من السكان بأنهم محاصرون بين منظمة لم يعودوا يثقون بها، وبيئة سياسية لا تقدم مساراً واضحاً للمضي قدماً.
ولا تقدم الفصائل الأخرى، مثل الجهاد ومختلف الجماعات المسلحة الأصغر حجماً، بديلاً قابلاً للتطبيق أيضاً. فهي تفتقر إلى البنية السياسية والجاذبية الشعبية اللازمة للحكم بفعالية. وهذا الفراغ القيادي يخلق بيئة تساعد حماس على الاحتفاظ بمكانتها، حيث لا توجد قوة سياسية منظمة أخرى قادرة على تولي السيطرة. التشكك العميق في السلام
وسلط الاستطلاع الضوء أيضاً على نظرة قاتمة بشأن إمكانية حدوث سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فالعديد من سكان غزة، حتى أولئك الذين خاب أملهم في حماس، ما زالوا متشككين بشدة في التوصل إلى حل دائم للصراع.
According to a new survey conducted in early January—shortly before the cease-fire came into effect—the war in Gaza has “strengthened rather than weakened Gazans’ commitments to maximalist political goals,” write Scott Atran and Ángel Gómez. https://t.co/CHMBLKmhmN
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) February 16, 2025ويرتكز هذا التشكك على عدة عوامل منها: التوسع المستمر في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والانقسام السياسي بين غزة والمناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، والانهيار المتكرر لاتفاقيات وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة إلى تصلب الرأي العام.ويشعر العديد من سكان غزة بأن تصرفات إسرائيل تظهر افتقارها إلى الرغبة في السعي إلى السلام، مما يعزز فكرة أن المقاومة المسلحة تظل الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق.
في حين تظل التوترات السياسية مرتفعة، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن العديد من سكان غزة يركزون على المخاوف الإنسانية المباشرة أكثر من المعارك الإيديولوجية.
وتُعد الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، مثل الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء والغذاء والإمدادات الطبية وفرص العمل، القضايا الأكثر إلحاحاً بالنسبة للسكان.
وأدى الحصار المفروض على غزة من قِبَل إسرائيل منذ عام 2007 إلى تقييد تدفق السلع الأساسية بشدة، مما أدى إلى نقص واسع النطاق.
كما أدى الضرر الذي لحق بالبنية الأساسية نتيجة للضربات الجوية المستمرة إلى ترك العديد من السكان دون كهرباء أو مياه جارية موثوقة، مما أدى إلى تفاقم الظروف المعيشية. وتكافح المستشفيات لتوفير الرعاية الكافية بسبب نقص الإمدادات الطبية، وتظل معدلات البطالة من بين أعلى المعدلات في العالم.
التداعيات السياسية والطريق إلى الأمامتحمل النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تداعيات مهمة على صناع السياسات، سواء داخل المنطقة أو على المستوى الدولي. فتراجع شعبية حماس يمثل فرصة للحركات السياسية البديلة لاكتساب الزخم شريطة أن تتمكن من معالجة الاحتياجات الفورية لسكان غزة مع تقديم رؤية قابلة للتطبيق في الأمد البعيد.
وبالنسبة للجهات الفاعلة الدولية، ينبغي أن تشكل المساعدات الإنسانية في غزة محوراً رئيساً للتغيير السياسي الذي يمكن أن يشمل تخفيف الحصار، وزيادة المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء البنية الأساسية.
وفي الوقت نفسه، لابد وأن تأخذ أي مفاوضات سلام مستقبلية في الاعتبار وجهات نظر سكان غزة العاديين، الذين يشعرون على نحو متزايد بالغربة عن قادتهم والعملية الدبلوماسية الأوسع نطاقاً.
ويرسم الاستطلاع صورة لسكان غزة العالقين بين خيبة الأمل السياسية والنضالات الإنسانية الملحة. ورغم تراجع شعبية حماس، فإن غياب البدائل القيادية القابلة للتطبيق يترك سكان غزة في حالة من الارتباك.
وما تزال الشكوك حول السلام مرتفعة، بسبب سنوات من الصراع والوعود الكاذبة. ولكي يتسنى تحقيق أي تقدم ملموس، فلابد من إعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية الفورية إلى جانب الجهود الرامية إلى تعزيز قيادة سياسية جديدة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية.
ومن خلال معالجة هذه القضايا الأساسية فقط يمكننا أن نتصور مستقبلاً أكثر استقراراً وأملاً لقطاع غزة والمنطقة على نطاق أوسع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة حماس إسرائيل غزة وإسرائيل اتفاق غزة حماس غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مليشيا الانتقالي تقمع احتجاجات شعبية بالرصاص في سقطرى
يمانيون../
اعتدت مليشيا المجلس الانتقالي، الموالية للإمارات، على محتجين في جزيرة سقطرى، حيث أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين خرجوا في مدينة قلنسية مساء أمس، تنديدًا بالارتفاع الحاد في أسعار الوقود والمواد الأساسية.
وأفادت مصادر محلية بأن إطلاق النار أسفر عن إصابة عدد من المحتجين، في محاولة لقمع الأصوات الرافضة لتردي الأوضاع المعيشية في الجزيرة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل القوات الإماراتية، محملين المليشيا الموالية لأبوظبي مسؤولية تدهور الخدمات والانهيار الاقتصادي. كما ندد المحتجون باحتكار “شركة أدنوك الإماراتية” للمشتقات النفطية، داعين إلى انتفاضة واسعة ضد الاحتلال الإماراتي وأدواته في سقطرى.
وتشهد عدة محافظات جنوبية، بينها عدن ولحج وأبين والضالع وتعز، موجة احتجاجات غاضبة رفضًا للفساد والانهيار الاقتصادي تحت سيطرة حكومة المرتزقة.