النجاح غير مضمون، لكن هناك عدة أسباب رئيسية تدعوني للتفاؤل. فهذه مهمة لا تستطيع دولة واحدة مهما بلغ حجم قدراتها المالية القيام بها، لأن التحدي هنا لا يكمن فقط في توفير دولارات إعادة الإعمار؛ بل يمتد لإعادة بناء مؤسسات أنهكتها الحروب ونخر في عظامها الفساد.

لذلك كان مشجعاً أن يضم الإعلان ممثلين عن الصندوق والبنك الدوليين وعدد من بنوك التنمية العربية إضافة إلى دول المنطقة.

ستتولى هذه المجموعة تحديد الاحتياجات المالية وغير المالية للاقتصادات المتضررة، على أن يتم حشد التمويل اللازم من المجتمع الدولي. ولم يتضمن البيان تقديرات للخسائر أو لتكاليف هذه الجهود، وهو أمر متوقع نظراً لغياب بيانات دقيقة عن حجم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد السوري خلال 14 عاماً من الحرب الأهلية.

ولعل السبب الرئيسي لحماستي هو أن البيان الصادر على هامش مؤتمر العلا للاقتصادات الناشئة تجاوز مرحلة إعلان مؤتمرات المساعدات الدولية التي اعتدنا عليها، والتي ينتهي بها الأمر عادة للإنفاق على إعادة إعمار ما هدمته الحرب... انتظاراً لحرب أخرى. سئمنا "إعادة الإعمار" سوريا لا تحتاج فقط إلى إعادة تأهيل بنيتها التحتية، بل إلى إصلاح مالي واقتصادي ومؤسساتي شامل.

أما لبنان، فلا تقتصر احتياجاته على بناء منازل وطرق جديدة، بل يتطلب إعادة هيكلة ديونه وإصلاح قطاعه المصرفي بالكامل، للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث.

تحقيق ذلك يتطلب تمويلاً هائلاً لا يمكن لأي جهة تحمله بمفردها، إلى جانب دراسات معمقة، وخبرات متخصصة، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية قد تكون صعبة في البداية.

والأهم من ذلك، هو بناء مؤسسات تضع أسس اقتصاد شامل وعادل، لا يخدم مصالح فئة ضيقة من السياسيين أو المنتفعين، بل يعكس تطلعات المجتمع بأسره.

رؤية الخليج:

دعم مشروط بالإصلاحات يتسق البيان مع توجه سعودي وخليجي يربط تقديم أي مساعدات مالية بتنفيذ إصلاحات تضمن كفاءة الإنفاق وتجنب تكرار الأزمات، وهو ما يتجلى في مشاركة صندوق النقد والبنك الدوليين. وهذا يعني أن الدول المستفيدة ستكون مطالبة بالالتزام بخارطة طريق واضحة لضمان تنفيذ الإجراءات المتفق عليها.

ما أتاح فرصة الإعلان عن هذه المبادرة هو الانهيار غير المتوقع لنظام بشار الأسد، وما يترتب عليه من تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان.

فهل هناك رد فعل أفضل من حشد الجهود الإقليمية والدولية لمحاولة ضمان نجاح هذه المرحلة الانتقالية؟ ومع ذلك، فإن نجاح المبادرة ليس مضموناً، إذ يتطلب موارد مالية عربية ودولية ضخمة، إضافة إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا. كما أن تحقيق الأهداف المنشودة يستلزم التزامات جدية من الدول التي عانت لسنوات من عدم الاستقرار والانقسام. المشوار سيمتد لسنوات لكن البداية جاءت على مستوى الحدث والطموح

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

نهاية الحشو والخلع .. اكتشاف طريقة جديدة لإعادة بناء الأسنان المتهالكة

اكتشف فريق من العلماء طريقة جديدة لإعادة نمو الأسنان وبنائها بشكل طبيعي داخل المختبر مما يتيح الفرصة للمرضى باستعادة أسنانهم دون الحاجة لإجراء الخلع والحشو مما يفتح آفاقا جديدة فى عالم طب الأسنان.

إعادة بناء الأسنان الطبيعية

ووفقا لما ذكره موقع “إندبندنت” استطاع فريق علمي من كينجز كوليدج لندن من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق يتمثل في تكوين أسنان بشرية داخل المعمل وزراعتها فى فم الإنسان لاحقا.

فقد ابتكر الباحثين بيئة حيوية تحاكي الظروف الطبيعية لنمو الأسنان، مما ساعد الخلايا على إرسال الإشارات اللازمة لبدء تكوين السن بشكل طبيعي مما يغني عن زراعة الأسنان وأنواع الحشو المختلفة.

وقالت الدكتورة آنا أنجيلوفا-فولبوني، مديرة قسم طب الأسنان التجديدي في كلية كينجز كوليدج لندن: أن هذا البحث يعد ثورة حقيقية في مجال طب الأسنان حيث يفتح بوابة جديدة للاستغناء عن العلاجات التقليدية بأخرى طبيعية ومتجددة.

تفاصيل اكتشاف الأسنان 

وأوضحت الدراسة أن بعض الحيوانات مثل أسماك القرش والفيلة، تمتلك القدرة على إعادة نمو الأسنان من جديد طوال حياتها، في حين يفقد الإنسان هذه القدرة بعد بلوغه ويكتفى بمجموعة الأسنان الدائمة مما جعل العلماء يفكرون فى إعادة هذه القدرة عن الإنسان.

ويعتمد العلماء فى إعادة قدرة الأسنان على التجدد والنمو على علم يسمى الهندسة البيولوجية حيث أثبتت الدراسة أن السن المصنوع من خلايا المريض يمكن أن يندمج طبيعيا مع عظام الفك بل يصلح نفسه ذاتيا عند التلف بينما الحشوات أو الزرعات الصناعية تظل حلولا محدودة العمر.

أبحاث 10 سنين 

واستمرت الأبحاث في هذا المشروع لمدة أكثر من 10 سنوات من الزمن وجاء بالتعاون مع إمبريال كوليدج لندن.


وقال الدكتور شيويه تشن تشانغ، الباحث في كلية طب الأسنان وعلوم الفم والوجه والفكين: أن الحشوات الصناعية تضعف الأسنان بمرور الوقت بدلا من أن تصلحها على عكس الأسنان المزروعة حيويا بشكل طبيعي حيث أنها تدوم أكثر ولا تتطلب استجابة معينة من المناعة.

ويبحث الفريق حاليا حول كيفية إيجاد طريقة تساعد على إعادة نمو الأسنان بشكل كامل فى المختبر وزارعته فى داخل فم إنسان، وفى نفس الوقت يبحثون عن طرق زرع خلايا من الأسنان في مراحلها المبكرة داخل الفك مباشرة لتواصل النمو بشكل طبيعي.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة فرصة فريدة لحشد الدعم
  • نهاية الحشو والخلع .. اكتشاف طريقة جديدة لإعادة بناء الأسنان المتهالكة
  • إشادة بالعلاقات المصرية القطرية .. وتأكيد على الدعم الكامل لخطة إعادة إعمار غزة
  • دون تهجير الفلسطينيين - الرئيس المصري وأمير قطر يدعمان خطة إعادة إعمار غزة
  • البدء فى إعادة إعمار 23 منزلا بقرية الصعايدة بمركز سمسطا فى بني سويف
  • حسين أبو العطا: إعادة ألقاب ”باشا“ و”بك“ رجوع للوراء وإهانة لمبادئ الجمهورية
  • السيسي يؤكد ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها
  • السيسي يؤكد ضرورة بدء إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه
  • السيسي يؤكد ضرورة بدء عملية إعادة إعمار غزة دون تهجيـر أهالي القطـاع
  • لافروف يكشف عن مقترح أمريكي لمشاريع مشتركة لتسوية الصراع في أوكرانيا