الجزيرة نت تقف على حجم الدمار بمستشفى أحمد قاسم بالخرطوم بحري
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
الخرطوم بحري
تعرضت معظم المؤسسات الخدمية بالسودان لأضرار متفاوتة بسبب القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومن أهمها المؤسسات الطبية والعلاجية بالدولة، إذ تعرضت لعمليات تدمير واسعة ونهب وتخريب لأجهزتها.
وعانى السودانيون منذ بداية الحرب من نقص كبير في الدواء والعلاج بسبب ذلك، غير أن السلطات السودانية تبذل جهودا حثيثة وسريعة لإعادة سير العمل في هذه المنشآت في كل المناطق التي تستعيدها.
ويتهم وزير الصحة المكلف بولاية الخرطوم الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين قوات الدعم السريع باستهداف هذه المؤسسات ومنشآتها "بصورة ممنهجة ومتعمدة".
وقال في تصريحات خاصة للجزيرة نت إن "مليشيات الدعم السريع الإرهابية تتعمد الإضرار بالمواطن في المقام الأول وذلك باستهداف البنى التحتية للمؤسسات الخدمية التي يحتاجها المواطن، وما لا تتمكن من أخذه تقوم بحرقه".
وأشاد الوزير بالجيش السوداني والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية لدورهم في استعادة هذه المنشآت من أيدي الدعم السريع وتأمينها، تمهيدا لإعادتها إلى الحياة لتؤدي دورها في خدمة المواطنين.
تأهيل المستشفياتوزارة الصحة بالولاية بدعم من مجلس السيادة والجيش وحكومة ولاية الخرطوم استطاعت أن تعيد تأهيل العديد من المرافق بلغت نسبتها نحو 90%.
إعلانوبحسب وزير الصحة المكلف، فإن هناك وفرة في الدواء والعلاج، وتمكنت وزارته من إعادة إعمار ما يقارب 29 مستشفى و157 مركزا صحيا، كما أسست 15 مركزا لغسيل الكلى، و20 وحدة رعاية وسيطة ومكثفة، مع توفير الكوادر الصحية المختلفة.
ويؤكد الوزير أن هناك استقرارا الآن في أداء المنشآت الطبية في المناطق الآمنة حاليا، وقد تم توفير الدعم العيني والمادي لها وأصبحت تنعم باستقرار طبي غير مسبوق وصفه بأنه أفضل مما كان قبل الحرب.
وقال إنهم الآن بصدد إعادة تأهيل عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة الخرطوم بحري بعد إعادة السيطرة عليها من جانب الجيش، مؤكدا أيضا أن الخطط جاهزة للعمل في إعادة تأهيل المرافق الطبية في مدينة الخرطوم "بعد اكتمال تحريرها".
مستشفى أحمد قاسمموقع الجزيرة نت زار مستشفى أحمد قاسم بالخرطوم بحري ووقف على حجم الدمار الذي لحق بالمستشفى الذي كان قبلة للمراجعين من كل أنحاء السودان، بل ومن الدول المجاورة بحسب مدير الطب العلاجي بالولاية الدكتور أحمد الرشيد.
وشرح لنا الرشيد الخدمات التي كان يقدمها المستشفى خصوصا في مجال أمراض القلب والشرايين والأطفال وزراعة الكلى، وطاف بنا على مرافق المستشفى المختلفة التي لم يتبق منها أي شيء قابل للعمل، مما يتطلب جهودا كبيرة لإعادة تأسيسها وتأهيلها.
وقال إن كل الأجهزة موجودة ولم تسرق غير أن عناصر الدعم السريع قاموا بتدميرها في مكانها، وبالتالي لا يستطيع المستشفى الآن تقديم أي خدمات، وأكد أن السلطات الصحية في البلاد حصرت هذه الخسائر وستعمل على إعادة العمل بهذه المؤسسة في أسرع وقت.
الجدير بالذكر أن مستشفى أحمد قاسم، الواقع بوسط مدينة الخرطوم بحري، تم افتتاحه في ديسمبر/كانون الثاني عام 2014، وبه أكبر مجمع لجراحة القلب وزراعة الكلى وعمليات القسطرة في السودان.
إعلانوتشهد عمليات جراحة القلب وزراعة الكلى في السودان ارتفاعا مطردا في الأشهر الأخيرة السابقة للحرب، حيث بات هذا المستشفى يجري حوالي 350 عملية قسطرة للقلب في الشهر مقارنة بـ50 حالة في وقت سابق، كما ارتفعت عمليات القلب بالمستشفى إلى 40 جراحة شهريا، وزادت زراعة الكلى إلى 16 عملية في الشهر بالمستشفى ذاته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخرطوم بحری الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
جريمة تهزّ السودان: قوات الدعم السريع تُغرق حيّاً بالدماء وتحوّل مطار الخرطوم إلى رماد"
العملية التي وصفتها الخرطوم بـ"الجريمة الإرهابية"، تمّت بدم بارد، وسط اتهامات مباشرة لقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالمسؤولية المباشرة عن الفاجعة.
ولم تقف الفوضى عند هذا الحد، إذ شنّت نفس القوات قصفاً على مطار الخرطوم، مخلّفة دماراً واسعاً في طائرات مدنية، ومضيفة بذلك فصلاً جديداً في مسلسل العنف والخراب الذي يعصف بالبلاد.
شبكة أطباء السودان وصفت ما حدث في صالحة بأنه "أكبر عملية قتل جماعي موثقة" في المنطقة، مضيفة أن الضحايا استُهدفوا فقط بسبب الاشتباه بانتمائهم للجيش.
في الوقت ذاته، نشطت وسائل التواصل الاجتماعي في تداول مقاطع مصوّرة تُظهر عناصر من الدعم السريع وهم يطلقون الرصاص على مدنيين في الشارع العام.
وتحذر الجهات الحقوقية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث يعيش آلاف المدنيين في حي صالحة تحت قبضة قوات الدعم السريع، في ظل غياب ممرات آمنة وغياب أي تدخل دولي فاعل.
في الغرب السوداني، الوضع ليس أفضل، إذ قُتل أكثر من 20 شخصاً وجُرح العشرات في قصف طال مخيم أبوشوك للنازحين قرب الفاشر، وسط ظروف إنسانية كارثية.
الخرطوم تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل، وتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية، ومحاسبة الدول التي تمدها بالدعم.
فهل يتحرك العالم لإنقاذ المدنيين، أم أن صمت المجتمع الدولي سيبقى شريكاً في الجريمة؟