مناصرو فلسطين يلقون الطلاء الأحمر احتجاجا على انحياز بي بي سي للاحتلال
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
احتج ناشطون مناصرون لفلسطين على انحياز هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" للاحتلال الإسرائيلي في تغطيتها للتطورات في قطاع غزة عبر طلاء المقر الرئيسي للهيئة الواقع في العاصمة لندن.
واحتشد أعضاء من مجموعة "العمل الفلسطيني" (بالستاين أكشن) أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية في لندن حيث ألقوا الطلاء الأحمر على الواجهة الخارجية للمبنى في إشارة إلى دماء الضحايا الفلسطينيين.
نشطاء العمل الفلسطيني يستهدفون بالطلاء الأحمر مقر هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في بورتلاند بلايس، لندن، بسبب تحيزها الإعلامي للاحتلال الاسرائيلي . #عرب_لندن pic.twitter.com/mKFqvppgrd — Arab-London عرب لندن (@arablondon4) February 17, 2025
كما أقدم النشطاء المناصرون لفلسطين في احتجاجهم الذي انطلق مساء الاثنين، على تحطيم بعض نوافذ مقر "بي بي سي" في لندن، متهمين الإذاعة البريطانية بالانحياز إلى دولة الاحتلال والتستر على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال مناصرو فلسطين في بيان، إن هيئة الإذاعة البريطانية "تضلل الأحداث في غزة وتنقلها بشكل مغاير للحقيقة"، إضافة إلى أنها تخفف من وطأة جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وقال متحدث باسم المجموعة إن "تغطية بي بي سي المنحازة ليست مجرد خطأ صحفي، بل مسألة تؤثر على حياة الناس"، معتبرا أن "بي بي سي التي تبرئ إسرائيل من جرائمها شريكة في الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة".
يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يستهدف بها نشطاء "العمل الفلسطيني" مقر "بي بي سي"، بعد احتجاجهم في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عقب أيام من انطلاق العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، وفق لوكالة الأناضول.
وأصدرت شرطة لندن بيانا أفادت فيه بتلقيها بلاغا عن "إتلاف ممتلكات" في مبنى "بي بي سي" بالمدينة، مبينة أن واجهته الخارجية تعرضت لرش بطلاء أحمر، كما تحطمت بعض نوافذه.
وأكد بيان الشرطة أن التحقيقات في الحادث لا تزال جارية، في حين لم تقم "بي بي سي" بإصدار أي تعليق فوري بشأن الحادثة.
وبدأ سريان اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي في 19 كانون الثاني /يناير الماضي عقب وساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
ويتكون الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي، من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي شنت حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، ما أسفر عن 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بي بي سي غزة الفلسطيني بريطانيا فلسطين غزة بي بي سي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة الإذاعة البریطانیة بی بی سی
إقرأ أيضاً:
انحياز الإمارات ضد الأمن العربي
كانت للشيخ زايد -رحمه الله- مواقف مشرفة من القضية الفلسطينية، ومن قضية الوَحدة العربية بشكل عام، وقد تغير هذا الموقف تدريجيّا بعد رحيله، وحدث تصاعد سريع في الموقف من حركات المعارضة، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما انطبع على موقف الإمارات من الثورات العربية، وقرارها بالانحياز المطلق ضد المسارات الديمقراطية، ما يستدعي التقاطع مع الموقف الصهيوني من عمليات التغيير في المنطقة، وبالتالي الاقتراب من الكيان المحتل نفسه.
قادت الإمارات اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال في نهاية ولاية ترامب الأولى، ولم تكتفِ بمجرد التطبيع السياسي، بل فرضت تطبيعا شعبيّا بصورة لم تظهر في مصر والأردن، رغم أن تطبيعهما السياسي تجاوز الإمارات بعقود، لدرجة أنه لا يمكن لحامل جنسية دولة الاحتلال أن يتجول في القاهرة وهو يحمل علم دولته أو يرتدي رمزا دينيّا، وكذا في عمَّان، وذلك رغم القبضة الأمنية في الدولتين، لكن الإمارات جعلت التواجد الصهيوني عاديّا في الشوارع وأماكن الترفيه بدرجة تعصف بكل الأسس العروبية والدينية وأيضا الأمنية.
موقف النظام الإماراتي إن لم يكن متلبسا بالعمالة للمشروع الصهيوني، فهو على الأقل يقف في الجانب الخاطئ إذا كان يظن أن حمايته ترتكن إلى الخصومة المطلقة مع الحركات المقاوِمة، والتيارات الشعبية المعارضة
كشف العدوان الصهيوني على غزة جانبا جديدا من مواقف الانحياز الإماراتي إلى الجانب الصهيوني، خاصة في التصريحات الرسمية التي تنتقد حركات المقاومة، ومرة أخرى كان الانتقاد الرسمي من مصر محدودا لتلك الحركات، وربما لم تفعله الأردن، رغم خلاف النظامين الحاكميْن مع المقاومة الفلسطينية، والحركات السياسية الإسلامية، لكن الإمارات لم تترك فرصة إلا وانتقدت فيها حركة حماس، ووصفت هجماتها بالوحشية، ويرفض المتحدثون الإماراتيون ما يقولون إنه "قتل المدنيين" في كيان الاحتلال.
في هذا السياق لا بد من إيضاح أمر يتعلق بالمساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين، فرغم أنها شحيحة في المطلق وتخضع لتحكم الاحتلال، فإن العاملين في الإغاثة والصحفيين المتابعين لهذه المسألة والسائقين كذلك، يعرفون أن جزءا من الحافلات تأتي فارغة أو لم تستوفِ سعتها التخزينية كاملة، وتُلتَقط لها بعض الصور ولا تدخل إلى القطاع.
كما أن الإمارات كانت نقطة انطلاق الجسر البري الذي يتجاوز الحصار البحري الحوثي على الموانئ الصهيونية، وبالطبع امتد الجسر إلى دول عربية أخرى، ولا يمكن إغفال الدور المصري في السماح بعبور القطع البحرية العسكرية أو التي تحمل أسلحة إلى كيان الاحتلال.
قبيل تجدد العدوان الصهيوني على القطاع، أقامت السفارة الإمارتية إفطارا في يافا المحتلة (تل أبيب)، واستضافت مجموعة من المسؤولين المحرضين على تهجير سكان غزة وإبادتها مثل رئيس الكنيست أمير أوحانا، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وزار وفد من مستوطنات الضفة الغربية أبو ظبي واستضافهم راشد النعيمي في منزله، وهو عضو المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية في البرلمان الإماراتي.
لكن الأخطر من هذا هو قول السفير الإماراتي في أمريكا يوسف العتيبة، فيما يتعلق بخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة: "لا توجد بدائل حقيقية لخطة ترامب في غزة"، وهذا قول لا يصدره العتيبة من فراغ، إذ لم يرفضه أي مسؤول إماراتي آخر، ما يجعل الإمارات تخرق الموقف العربي المتمسك برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتضع الإمارات في صف واحد مع اليمين المتطرف في الاحتلال والولايات المتحدة، وهو الصف المقابل للأمن القومي العربي.
الآن، وبعد تجدد العدوان الصهيوني على قطاع غزة في الشهر الجاري، التزمت الإمارات الصمت، بخلاف باقي الدول العربية المحيطة بها، وفي قلب هذا العدوان المدعوم أمريكيّا أعلن البيت الأبيض أنها ستستثمر 1.4 تريليون دولار في أمريكا على مدار 10 سنوات، وهذا مبلغ ربما يحل مشكلات الدول العربية مجتمعة إذا استُثمر فيها، لكن النظام الإماراتي لا يمانع أن يستحوذ على ما يستطيع أخذه من الدول العربية الفقيرة بثمن بخس، مقابل السيطرة على قرار هذه الدول، وفي الوقت ذاته يقدم القرابين إلى الدولة الراعية لبقاء نظام حكمه، والكيان الصهيوني، ومرة أخرى يُبرز هذا التناقض في التعامل مع الدول العربية وأمريكا الجانب الذي اختاره النظام الإماراتي المهدِّد للأمن العربي.
الموقف العربي اليوم تجاه القضية الفلسطينية يعد مختلفا عن المواقف التي مثَّلت خصومة واضحة معها منذ عام 2013، وربما يرجع هذا إلى إدراك الأنظمة العربية أن هناك خطرا حقيقيّا نتيجة دعوة قادة الاحتلال إلى التوسع في لبنان وسوريا، ونقْل الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو السعودية، فوجد هؤلاء الحكام أن حليفهم شعَرَ بأن قدرته لا حدود لها، فطفق يهاجمهم ويصدِّر إليهم مشكلات أكبر من قدرتهم عليها
إن موقف النظام الإماراتي إن لم يكن متلبسا بالعمالة للمشروع الصهيوني، فهو على الأقل يقف في الجانب الخاطئ إذا كان يظن أن حمايته ترتكن إلى الخصومة المطلقة مع الحركات المقاوِمة، والتيارات الشعبية المعارضة، فالشعوب متيمة بفلسطين وقضيتها، ويمكن النظر إلى مصر مرة أخرى.
عقب وصول السيسي إلى الحكم أشعل حربا منذ اليوم الأول ضد حركة حماس، وانحاز إعلامه إلى رواية الاحتلال عام 2014، وسبق لمبارك أن حاول، بدرجة ما، كيَّ الوعي وتشويه القضية الفلسطينية، ورغم مرور نحو عقدين من تلك الحملة الإعلامية، فإن المصريين أظهروا عاطفة جياشة تجاه الفلسطينيين عندما سمح النظام ببعض مظاهر الدعم، حتى الأطفال الذين لم يشهدوا سوى أيام السيسي نُقلت إليهم محبة فلسطين وكراهية الصهاينة من آبائهم، وأخفقت تلك السنوات الطويلة المشوِّهة للوعي الشعبي.
كذلك كانت هناك واقعتان من جنود مصريين تجاه الاحتلال، إحداهما قبل عدوان الاحتلال على غزة في حزيران/ يونيو 2023، والثانية كانت في أيار/ مايو 2024، فضلا عن واقعة أخرى من فرد أمن قتل سائحيْن صهيونييْن في مصر، ما يعني أن أبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية الذين يتعرضون لأقصى درجات التوجيه الإعلامي، لم يستجيبوا لبُغض الفلسطينيين أو القضية الفلسطينية.
إن الموقف العربي اليوم تجاه القضية الفلسطينية يعد مختلفا عن المواقف التي مثَّلت خصومة واضحة معها منذ عام 2013، وربما يرجع هذا إلى إدراك الأنظمة العربية أن هناك خطرا حقيقيّا نتيجة دعوة قادة الاحتلال إلى التوسع في لبنان وسوريا، ونقْل الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو السعودية، فوجد هؤلاء الحكام أن حليفهم شعَرَ بأن قدرته لا حدود لها، فطفق يهاجمهم ويصدِّر إليهم مشكلات أكبر من قدرتهم عليها. وأيّا كان السبب في الموقف العربي المعلن والرسمي، فهو موقف يمكن أن تُبنى عليه مواقف أكثر صلابة تجاه الحقوق الفلسطينية ولجْم العدو المعربد في المنطقة، وهو ما يستدعي وَحدة الصف العربي ونبذ الشارد عنه، حتى وإن وصلت الأمور إلى مقاطعة المخالفين للموقف العربي كما حدث مع مصر عقب اتفاقية كامب ديفيد.