قمة عربية في رمضان.. هل تنصف الفلسطينيين أم تنفذ وعود ترامب؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
يترقب العالم العربي إعلان مصر خطتها البديلة عن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن، بعد عرضها على قمتين عربيتين إحداهما مصغرة في الرياض (الخميس المقبل) والثانية موسعة في القاهرة، وسط تساؤلات: هل تنصف تلك الخطة الفلسطينيين أم أنها ستكون بابا خلفيا لتنقذ وعد ترامب؟.
والثلاثاء الماضي، وخلال لقاء ترامب وملك الأردن عبدالله الثاني، بالبيت الأبيض، أعلن الأخير عن وجود خطة مصرية بديلة تعدها القاهرة مع قادة الدول العربية، وهو ما تبعه تأجيل زيارة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن، والتي كانت مقررة الثلاثاء، حتى يتم التوافق العربي على المقترح المصري، ومن ثم عرضه على الرئيس الأمريكي.
وأثارت أنباء تأجيل القمة العربية المقررة بالقاهرة 27 شباط/ فبراير الجاري، لتعقد بالأسبوع الأول من آذار/ مارس المقبل وخلال شهر رمضان، لتضارب أجندات بعض القادة العرب وفق تأكيد الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، التساؤل حول احتمالات وجود خلاف عربي حول خطة مصر، أو رفض إسرائيلي وأمريكي لها، استدعى التعديل من ثم التأجيل.
وتحدث الصحفي المصري جمال سلطان، عن "انقسامات عربية تجاه خطة إعمار غزة، واليوم التالي فيها بعد وقف الحرب، وإدارة القطاع، ووضع المقاومة"، مؤكدا أنها قد تؤدي لتأجيل القمة العربية، لأجل غير معروف، مشيرا إلى أن "الضغوط الأمريكية تفجر توترات في العواصم العربية".
وفي السياق، توقع أستاذ الإعلام السياسي الدكتور ناصر فرغل، بعد تأجيل القمة العربية بالقاهرة "إلغاء الاجتماع والقمة الإسلامية نظرا للتباين الشديد بمواقف بعض الدول، خاصة وأن بعضها يؤيد تماما تهجير الفلسطينيين من غزة، بينما ترى دول أخرى حتمية استبعاد قادة وأعضاء حركة حماس لخارج غزة".
وتوقع أن يتم الاكتفاء بالاجتماع الخماسي المقرر عقده بالرياض الخميس القادم، بمشاركة السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر دون السلطة الفلسطينية، كما توقع أن يلتقي ترامب بالزعماء المشاركين في القمة الخماسية على هامش الاجتماع المرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية.
ملامح المشروع البديل
وفي الأثناء، وبينما يجري الحديث عن قمتين عربيتين واجتماعات تمهيدية التقى السيسي، الأحد الماضي، وللمرة العاشرة رئيس الكونجرس اليهودي العالمي "رونالد لاودر"، فيما جرى الحديث خلال اللقاء الذي حضره رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، عن خطة مصر لإعمار غزة دون تهجير سكانها، والتي أعرب لاودر، عن تأييده لرؤية مصر.
كما استقبل السيسي، الأحد، ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله، وبحث معه خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين وأكدا على"موقف الأردن ومصر بضرورة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق".
والجمعة الماضية، نقلت وكالة "رويترز"، مقترح القاهرة مؤكدة أنه "يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة دون مشاركة حركة حماس، وتعاونا دوليا في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المضي نحو حل الدولتين".
وكذلك "إنشاء منطقة عازلة وحاجز لعرقلة حفر الأنفاق عبر حدود غزة مع مصر، وإنشاء 20 منطقة إسكان عبر 50 شركة مصرية وأجنبية بـ"أموال دولية وخليجية"،
وبينما لم يستبعد المتحدثون للوكالة إنشاء صندوق باسم "صندوق ترامب لإعادة الإعمار"، أكدوا على أن "إجبار حماس على التخلي عن أي دور في غزة سوف يكون ضروريا".
و"سبق أن قالت حماس إنها مستعدة للتخلي عن حكم غزة للجنة وطنية، لكنها تريد أن يكون لها دور في اختيار أعضائها، ولن تقبل نشر أي قوات برية دون موافقتها".
وعلق الخبير في الإدارة الإستراتيجية وإدارة الأزمات الدكتور مراد علي، بالقول: "ما تم تسريبه عن الخطة المصرية يتوافق تماما مع ما يقوله وتعهد به نتنياهو"، متسائلا: "هل يعقل أن تكون مهمة الحكومة في مصر ومعها بعض الحكومات العربية أن تنوب عن إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة؟".
"تلاق إماراتي إسرائيلي"
ومنذ أعلن ترامب في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، عن خطته لتهجير 2 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن، والسيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، يتمسك رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بخطط ترامب، وما خلفها من مشروعات التخلص من المقاومة الفلسطينية.
من جانبه، أكد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، أن المشروع العربي البديل لغزة يتضمن: "توفير 20 مليار دولار من حكومات عربية ورجال أعمال عرب، وبناء 200 ألف وحدة سكنية في غزة خلال 3 سنوات، وبقاء سكان غزة، وتخلي حماس عن إدارة غزة، وتشكيل لجنة وطنية فلسطينية تشرف على عمليات الإغاثة".
المشروع العربي البديل لغزة يتضمن:
1 توفير 20 مليار $ من حكومات عربية ورجال أعمال عرب
2 بناء 200 الف وحدة سكانية في غزة خلال 3 سنوات
3 بقاء سكان غزة في غزة
4 تخلي حماس عن إدارة غزة
5 تشكيل لجنة وطنية فلسطينية تشرف على عمليات اغاثة غزة
وليذهب الاقتراح الاحمق والمجنون إلى الجحيم — Abdulkhaleq Abdulla (@abdulkhaleq_uae) February 16, 2025
وكان السفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة، قد كشف عن موقف بلاده من خطة ترامب خلال المنتدى العالمي للحكومات في دبي 2025، معلنا أنه لا يرى بديلا عن العرض الأمريكي الحالي بشأن غزة.
هل تنتصر لغزة؟
وفي رؤيته، حول ما تم تسريبه عن خطة مصر، أكد الناشط الدكتور أحمد مطر، أن أهل غزة سيرفضون الخطة المصرية، مشيرا إلى أنها خطة تتضمن: "إدارة عسكرية وأمنية مصرية لقطاع غزة، بحيث يتم نشر قوات أمن مصرية داخل القطاع، بحجة الإشراف على إعادة الإعمار وضمان الأمن".
وأشار إلى "تمويل خليجي لإعادة الإعمار، بشروط تتعلق بإعادة تشكيل غزة عمرانيا وأمنيا، وسلطة فلسطينية مدنية تابعة لمصر، تعمل كواجهة سياسية للمشروع، لكنها ستكون خاضعة للقرار المصري بالكامل، مع ضمانات دولية لحماية المشروع، عبر إشراك أمريكا والأمم المتحدة بعمليات الإعمار، لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة".
وعلق مطر، قائلا: "الهدف الحقيقي هو منع المقاومة من استخدام أي بنية تحتية لمصلحتها، وتحويلها إلى كيان منزوع السلاح بالكامل"، مضيفا أن "السيسي أكبر كنز استراتيجي للصهاينة، فهو الذي قدّم لهم ما لم يحلموا به منذ عقود ؛ محاصرة غزة، وإغلاق الأنفاق، وإغراقها بالمياه، وتهجير أهل سيناء، والمشاركة بصفقة القرن"، متسائلا: "فهل يمكن أن يكون يوما ناصرا لفلسطين؟".
وشكك الباحث المصري عباس قباري في خطة السيسي مؤكدا أنها "لن تخرج عن إطار المسار الذي رسمه بنفسه ومن خلال تصريحات رسمية"، مشيرا إلى حديثه عن استعداده الصريح للتعاون في صفقة القرن أثناء مقابلته مع ترامب عام 2017.
وألمح إلى قوله أثناء معركة "سيف القدس" عام 2021 إن هناك شئ ما "سيغير وجه المنطقة" وأنه يسعى لتنفيذه لكن بعد التهدئة، بجانب حديثه أثناء مقابلة المستشار الألماني في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح ووجود قوات دولية، بجانب نصحه إسرائيل بتهجير الفلسطينيين لصحراء النقب.
والسؤال، الذي يدور في بال ملايين العرب منذ إعلام موعد القمة العربية، وظهور بعض ملامح الخطة المصرية البديلة عن خطط ترامب بتهجير الفلسطينيين هو: هل تُنصف القمة العربية الفلسطينيين أم أنها تنعقد لتنقذ وتنفذ وعد ترامب؟.
"مكبلون بالتطبيع"
وفي إجابته، قال الأكاديمي المصري وأستاذ التاريخ المعاصر الدكتور عاصم الدسوقي، إن "العرب مقيدون بمعاهدات التطبيع مع الكيان المحتل، للأسف، حيث تمنع اتفاقات التطبيع منذ (كامب ديفيد) الدولة المطبعة من التعرض لتصرفات إسرائيل تجاه أى دولة عربية".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أنه "رغم أن ما يقال في العلن غير ذلك وبأن هناك خطة مصرية عربية لإعمار غزة دون تهجير أهلها، إلا أن المهم هو موافقة وقبول إسرائيل أو تعهدها دوليا بعدم التعرض لأعمال إعمار غزة بيد العرب".
وأعرب عن أسفه من أن "أي خطة عربية ستقوم على مدى قبول إسرائيل"، لكنه أشار إلى أن "وضع المقاومة من أية خطة عربية هو المأزق"، مبينا أنه "ليس أمام العرب إلا الإعلان عن إستخدام القوة ضد إسرائيل وتمزيق معاهدات التطبيع".
أشار أيضا إلى أن "إعلان التحرر من معاهدات التطبيع علنا وسحب السفراء من إسرائيل ومن أمريكا؛ كفيل بتراجع أمريكا".
وختم مؤكدا على دور الشعوب بأن "تستمر في التعاطف مع أهالي غزة، بالمظاهرات في دولها، وتنظيم مظاهرات في الخارج من المتعاطفين مع فلسطين".
"لن تنصفهم وهذه الأسباب"
وفي رؤيته، قال الخبير في الإدارة الإستراتيجية وإدارة الأزمات الدكتور مراد علي: "أنا شخصيا غير متفائل بالقمة، لعدة أسباب، أولها: ما يقوله التاريخ"، موضحا أن "الأحداث السابقة لم تشهد من الدول العربية ولا الحكومات اتخاذ أية خطوات لإنصاف أهل غزة ووقف الإبادة".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "وحتى اليوم إنهم غير قادرين على إدخال الخيام ولا المساعدات الإنسانية لأهل غزة، ولا قادرين على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار"، متسائلا: "فعلى أي أساس إذا نتوقع منهم أنهم بعد ما صنعوه من خذلان كل هذه السنوات وخلال الـ15 شهرا من حرب الإبادة الدموية، أنه فجأة تنصف القمة الفلسطينيين وأهل غزة في وجه الكيان المحتل؟".
ولفت ثانيا إلى أن "ما تم تسريبه حتى الآن عما يطلق عليه الخطة المصرية أنه سيكون هناك خطة إعادة إعمار بإشراف لجنة فلسطينية ولنضع عدة خطوط تحت كلمة لجنة، لأن هذا ما قاله نتنياهو بالأمس في تصريحه بأنه تعهد بأنه سيتم استبعاد حماس من غزة، ولن يكون هناك وجود للسلطة الفلسطينية، ولذا يبدو أن الخطة المصرية تتوافق أيضا، مع أهداف ووعود ترامب لناخبيه".
وثالثا أكد علي، أنه يرفض هذه الخطة لأن "هدفها الأساسي استبعاد المقاومة، وتسليم سلاحها، ونزع أسنان غزة حتى لا تسبب أي صداع للمحتل، وستصبح نموذجا آخر من الضفة الغربية التي يستبيحها المستوطنون ويستبيحها الاحتلال فيقتحمها في أي وقت، ويمنع تحويل أموال المساعدات عن أهالى الأسرى والمعتقلين".
وبين أنه "في النهاية يحكم الضفة من خلال أسماء فلسطينية؛ ويريد تكرار ذلك في غزة، وللأسف ما تم تسريبه عن الخطة المصرية مشابه لهذا"، متسائلا: "لو هناك ضمانات قيلت حول تلك الخطة، فهل هذه الضمانات سيتم تحقيقها؟، وإذا كان في وقف إطلاق النار المتفق عليه من عدة أسابيع وكان بينه إدخال مساعدات بعينها وإدخال كرفانات ولم يتم تطبيقها، فما الذي يجعلنا نتأكد من أنهم سيلتزمون بالخطة المصرية؟".
وخلص للقول: "ما يجعلنا نتشاءم هو التصريحات المتتابعة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط ومساعده حسام زكي، ووزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، وتصريحات المقربين من السلطات الإماراتية، وموقف ملك الأردن المتردد، والذي لم يواجه ترامب بقوة في مؤتمرهما الصحفي في واشنطن الأسبوع الماضي".
ويعتقد الخبير المصري أن "كل هذه التصريحات التي تتحدث عن عدم وجود حماس وتطالبها بالابتعاد وتطالب الفصائل بالتنحي كلها تؤشر على أن هناك توافق عربيا ما مع إدارة ترامب وإدارة نتنياهو لتنفيذ خطة بعينها، وهو ما يجعلنا متشائمين ولا نتوقع الأفضل".
وختم حديثه بالقول: "عُقدت قم عربية لأجل غزة فماذا كانت مخرجات تلك القمم؟، هل قدمت أي شيء؟، أتذكر قمة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وقمة ثانية بعدها بعام، ثم لا شيء، فلماذا إذا هذه المرة نتوقع شيئا مختلفا؟، ولماذا نتفاءل؟، ثم لماذا تأجيل هذه القمة بهذا الشكل؟، وكيف نسكت ولا نتخذ مواقف حاسمة حتى الآن؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العربي غزة الاحتلال غزة العرب الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تهجیر الفلسطینیین القمة العربیة إعادة الإعمار الخطة المصریة إعمار غزة دون تهجیر خطة مصر فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطة مصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين
تعمل مصر على تطوير خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع، وذلك رداً على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بإخلاء غز، حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليها.
خطة «إعمار بلا تهجير»
السيسى: توسيع نطاق الصراع يضر بالجميع .. وإقامة الدولة الفلسطينية ضمانة السلامhttps://t.co/TtCbj84tWH pic.twitter.com/AKX5MH2mUB
وقالت صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية، إن المقترح يتضمن إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون بشكل مؤقت، بينما تقوم شركات مصرية ودولية بإزالة وإعادة تأهيل بنية القطاع التحتية.
ويناقش المسؤولون المصريون الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين، وكذلك مع السعودية وقطر، وفقاً لمسؤولين مصريين ودبلوماسيين عرب وغربيين. كما يناقشون أيضاً سبل تمويل إعادة الإعمار، بما في ذلك عقد مؤتمر دولي حول إعادة إعمار غزة، بحسب أحد المسؤولين المصريين ودبلوماسي عربي.
وتحدث المسؤولون والدبلوماسيون شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لأن الاقتراح لا يزال قيد التفاوض. ويأتي هذا الاقتراح بعد الضجة الدولية التي أثيرت حول دعوة ترامب لإخراج سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني فلسطيني.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستستولي على قطاع غزة، وتعيد بناءه ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، على الرغم من أنه لن يسمح للفلسطينيين بالعودة. وقال الفلسطينيون على نطاق واسع إنهم لن يغادروا وطنهم، في حين رفضت مصر والأردن، بدعم من المملكة العربية السعودية، دعوات ترامب لهم باستقبال سكان غزة.
وقالت الجماعات الحقوقية على نطاق واسع إن "الخطة ترقى إلى مستوى الطرد القسري، وهي جريمة حرب محتملة". كما نددت الدول الأوروبية إلى حد كبير بخطة ترامب. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالفكرة وقال إن "إسرائيل تستعد لتنفيذها".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي كان في المملكة العربية السعودية، أمس الإثنين، في جولة في المنطقة، إن الولايات المتحدة مستعدة لسماع مقترحات بديلة. وقال روبيو يوم الخميس الماضي في البرنامج الإذاعي الأمريكي "كلاي آند باك شو": "إذا كان لدى الدول العربية خطة أفضل، فهذا أمر رائع".
وقالت صحيفة "الأهرام" المصرية، إن الاقتراح يهدف إلى دحض منطق الرئيس الأمريكي ترامب، ومواجهة أي رؤى أو خطط أخرى تهدف إلى تغيير التركيبة الجغرافية والديموغرافية لقطاع غزة.
وتقترب غزة من مرحلة حرجة مع اقتراب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، المقرر أن تنتهي في أوائل مارس (آذار) المقبل. ولا يزال يتعين على إسرائيل وحماس التفاوض على المرحلة الثانية التي تهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى المسلحين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف الحرب على المدى الطويل.
وسيكون من المستحيل تنفيذ أي خطة لإعادة الإعمار دون التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية، بما في ذلك الاتفاق على من سيحكم غزة على المدى الطويل. وتطالب إسرائيل بالقضاء على حماس كقوة سياسية أو عسكرية في القطاع، ومن غير المرجح أن يساهم المانحون الدوليون في أي عملية إعادة إعمار إذا كانت حماس هي المسؤولة.
ومن الأمور المركزية في الاقتراح المصري، إنشاء إدارة فلسطينية غير منحازة لحماس أو السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع والإشراف على جهود إعادة الإعمار، وفقاً لمسؤولين مصريين مشاركين في هذه الجهود.
كما يدعو الاقتراح إلى تشكيل قوة شرطة فلسطينية، مكونة بشكل رئيسي من رجال الشرطة السابقين التابعين للسلطة الفلسطينية الذين بقوا في غزة، بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، مع تعزيزها بقوات مدربة من مصر والغرب.
ورداً على سؤال حول إمكانية نشر قوة عربية في غزة، قال مسؤول مصري ودبلوماسي عربي إن "الدول العربية لن توافق إلا إذا كان هناك مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية مستقلة". ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أي دولة فلسطينية وأي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب في حكم غزة، رغم أنه لم يطرح أي بديل واضح.
وقالت حماس إنها مستعدة للتخلي عن السلطة في غزة. وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع لوكالة أسوشيتد برس، الأحد الماضي، إن الحركة قبلت إما حكومة وحدة فلسطينية دون مشاركة حماس، أو لجنة من التكنوقراط لإدارة القطاع. وتعارض السلطة الفلسطينية، التي تحكم جيوباً في الضفة الغربية، حتى الآن أي خطط لغزة تستثنيها.
وقال الدبلوماسي الغربي إن "فرنسا وألمانيا دعمتا فكرة قيام الدول العربية بوضع اقتراح مضاد لخطة ترامب، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش جهود حكومته مع الرئيس الفرنسي في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا الشهر".
وقال أحد المسؤولين المصريين، إن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أطلع وزيرة الخارجية الألمانية، ومسؤولين آخرين من الاتحاد الأوروبي بالأمر أيضاً، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن الأسبوع الماضي.
وسيناقش مسؤولون من مصر والسعودية وقطر والأردن، الاقتراح المصري في اجتماع في الرياض هذا الأسبوع، قبل عرضه على القمة العربية في وقت لاحق من هذا الشهر، وفقاً للمسؤولين المصريين والدبلوماسي العربي.
ودمرت حملة إسرائيل التي استمرت 16 شهراً في غزة، والتي أطلقت شرارتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، القطاع. فقد تم تدمير أو تضرر حوالي ربع مليون وحدة سكنية، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وتضرر أو دمر أكثر من 90% من الطرقات وأكثر من 80% من المرافق الصحية. وقدرت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بنحو 30 مليار دولار، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالمساكن والتي تقدر بنحو 16 مليار دولار.
وتدعو الخطة المصرية إلى إعادة إعمار القطاع على 3 مراحل، تستغرق ما يصل إلى 5 سنوات دون إخراج الفلسطينيين من غزة، بحسب المسؤولين المصريين. وتحدد الخطة 3 "مناطق آمنة" داخل غزة لنقل الفلسطينيين، خلال "فترة إنعاش مبكر" أولية مدتها 6 أشهر. وسيجري تجهيز هذه المناطق بمنازل متنقلة وملاجئ، مع تدفق المساعدات الإنسانية.
وستشارك أكثر من 20 شركة مصرية ودولية في إزالة الأنقاض، وإعادة بناء البنية التحتية للقطاع. وقال المسؤولون إن إعادة الإعمار ستوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لسكان غزة.