كاتبة وناشطة أميركية في حقوق الإنسان والسلام، وخبيرة اقتصادية سابقا واختصاصية تغذية لدى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، شاركت في تأسيس منظمتي "كود بينك" و"غلوبال إكستشينج" الدولية لحقوق الإنسان، واشتهرت بمعارضتها الحروب في العراق وأفغانستان وأوكرانيا وغزة، وفي مناهضتها استخدام الطائرات المسيرة في الحروب.

المولد والنشأة

ولدت ميديا بنيامين باسم "سوزان بنيامين" في 10 سبتمبر/أيلول 1952 لأبوين يهوديين، لكنها غيّرت اسمها أثناء دراستها الجامعية إلى ميديا، مستلهمة إياه من شخصية أسطورية في الثقافة اليونانية صارت تمثل رمز النسوية في الحضارة اليونانية.

الدراسة والتكوين العلمي

حصلت ميديا على شهادة ماجستير في الصحة العامة من جامعة كولومبيا، وأخرى في الاقتصاد من جامعة نيو سكول في نيويورك.

وأثناء دراستها الجامعية انضمت إلى المنظمة الطلابية "طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي" بهدف الاحتجاج على حرب فيتنام، وعبر هذه التجربة أدركت أهمية دمج السياسة الخارجية في العمل المجتمعي، فاقتحمت هذا المجال.

ميديا ​​بنيامين (يمين) أثناء جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بشأن العراق (غيتي) التجربة المهنية

عملت ميديا بنيامين 10 سنوات في أميركا اللاتينية وأفريقيا خبيرة اقتصادية ومتخصصة في التغذية لصالح منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية، وعاشت في كوبا 5 سنوات.

وشاركت عام 1988 مع زوجها كيفن داناهر والناشطة كيرستن مولر في تأسيس منظمة "غلوبال إكستشينج" التي تسعى إلى تعزيز ممارسات التجارة العادلة، مع التركيز على القضايا البيئية وضمان أجور منصفة للعاملين على حساب مصالح الشركات الكبرى وأرباحها.

إعلان

وقد أسهمت المنظمة في تنظيم احتجاجات سياتل عام 1999 ضد منظمة التجارة العالمية، وركزت جهودها في تلك الفترة على "مكافحة التجارة غير العادلة" التي اتهمت المنظمة بالترويج لها.

وكان لها دور بارز في إجبار شركة "نايكي" للأحذية الرياضية على الاعتراف بممارساتها غير العادلة، فاضطرت إلى تحسين ظروف العمل في مصانعها بالخارج.

وقادت الشركة حملة نجحت في إجبار 27 شركة أميركية على دفع 20 مليون دولار تعويضا لاستغلالها العمالة في جزيرة سايبان عاصمة جزر ماريانا الشمالية.

كما ساعدت في الضغط على شركة ستاربكس وشركات أخرى لشراء القهوة بطريقة عادلة تضمن حصول مزارعيها على أجور عادلة.

عام 2000 ترشحت ميديا لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا عن حزب الخضر، بهدف تعزيز رؤيتها بشأن العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

وشاركت في تأسيس منظمة "كود بينك"، وهي حركة نسوية بدأت في أميركا خريف 2002 رفضا لقرار إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن باجتياح العراق، وتهدف إلى إنهاء الاستعمار الأميركي القائم على إشعال الحروب ودعمها.

وتدعم المنظمة أيضا مبادرات تعزيز حقوق الإنسان والسلام حول العالم، وإعادة توجيه المصادر المالية التي تدعم الحروب إلى منظومة الرعاية الصحية والتعليم ورفع مستوى المعيشة.

ميديا ​​بنيامين في احتجاج على توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأوكرانيا أوائل 2024 (غيتي)

وعقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 كرست ميديا جهودها للدعوة إلى سياسة خارجية أميركية تحترم حقوق الإنسان وتبني تحالفات إيجابية بدلا من تأجيج العنف والإضرار بسمعة الولايات المتحدة في العالم.

ومن أبرز مبادراتها في هذا السياق جلبها 6 نساء عراقيات من طوائف وعرقيات مختلفة إلى الولايات المتحدة عام 2006 بهدف المشاركة في يوم المرأة العالمي والضغط من أجل إنهاء الحرب.

أسهمت الناشطة اليهودية الأميركية في دعم القضية الفلسطينية عبر تنظيم زيارات لوفود إلى قطاع غزة عقب العدوان الإسرائيلي عام 2008، إضافة إلى قيادتها مسيرة الحرية لغزة عام 2010، في مسعى لكسر الحصار المفروض على القطاع.

كما شاركت في أسطول الحرية لنقل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين، وعارضت سياسات اللوبي الإسرائيلي، مسلطة الضوء على دوره في دعم الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز نفوذه على صناع القرار.

إعلان

وأدانت ميديا بنيامين الداعمين لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واحتجت على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وشاركت مع أعضاء في "كود بينك" في الاحتجاج على 70 عضوا من أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا لصالح استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل.

وفي عام 2011 كانت حاضرة بميدان التحرير أثناء الثورة المصرية، وشاركت في الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بالحرية والعدالة الاجتماعية.

وفي عام 2012 انضمت إلى وفد حقوقي توجه إلى البحرين لدعم نشطاء الديمقراطية، لكنها اُعترضت باستخدام الغاز المدمع، واعتقلتها الحكومة البحرينية ورحّلتها.

وعرفت ميديا أيضا بمناهضتها استخدام الطائرات المسيرة نظرا لما تسببه من انتهاكات لحقوق الإنسان، خاصة في المناطق التي تشهد صراعات.

ميديا ​​بنيامين تحتج على خطاب لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتدعو إلى إنهاء حرب العراق (غيتي) الجوائز والأوسمة جائزة السلام لمارتن لوثر كينغ جونيور عام 2010. جائزة السلام لمؤسسة النصب التذكاري للسلام الأميركي عام 2012. جائزة غاندي للسلام. جائزة القيادة من مؤسسة السلام في العصر النووي. رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام نيابة عن ملايين النساء اللواتي يعملن من أجل السلام في جميع أنحاء العالم. الكتب والمؤلفات

ألفت ميديا بنيامين 11 كتابا، من أبرزها:

"حرب الطائرات المسيرة.. القتل عن بُعد". "داخل إيران.. التاريخ الحقيقي والسياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وهو جزء من حملة تهدف إلى منع الحرب مع إيران، والترويج بدلا من ذلك للعلاقات التجارية والدبلوماسية الطبيعية معها. "الحرب في أوكرانيا.. فهم الصراع الذي لا معنى له"، بالاشتراك مع نيكولاس ديفيز. "الناتو.. ما تحتاج إلى معرفته"، بالاشتراك مع ديفيد سوانسون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

عن الحروب الأهلية العربية: من هنا يدخل العدو إلى بلادنا

أحيا لبنان واللبنانيون في الأيام القليلة الماضية الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، والتي بدأت في 13 نيسان/ أبريل 1975 ولا تزال آثارها وتداعياتها إلى اليوم، رغم أنها انتهت عمليا في العام 1989 من خلال اتفاق الطائف والذي تم التوصل إليه في المملكة العربية السعودية في أيلول/ سبتمبر 1989، وبرعاية عربية ودولية.

وشكّلت الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية فرصة لدراسة أسباب هذه الحرب ونتائجها وانعكاساتها الخطيرة على الوضع اللبناني، وقد كانت أحد أهم الأسباب لزيادة التدخلات الخارجية في الواقع اللبناني، ولا سيما التدخل الإسرائيلي حيث استعان بعض الأطراف اللبنانية بالعدو الإسرائيلي لمواجهة القوى الوطنية والفلسطينية، وشهدنا خلال هذه الحرب حربين إسرائيليتين على لبنان، الحرب الاولى في آذار/ مارس 1978 والتي سميت بعملية سلامة الجليل وأدت إلى احتلال العدو الإسرائيلي الشريط الحدودي من الجنوب اللبناني، ولم يخرج منه إلا في العام 2000 رغم صدور العديد من القرارات الدولية آنذاك، والحرب الثانية تمت في حزيران/ يونيو 1982 والتي أدت إلى احتلال الجيش الإسرائيلي مدينة بيروت وقسما كبيرا من الأراضي اللبنانية، ولم يخرج العدو من هذه الأراضي إلا بفضل المقاومة الوطنية واللبنانية والإسلامية في العام 2000.

الحرب الأهلية اللبنانية هي نموذج للكثير من الحروب الأهلية العربية والإسلامية والتي عانت ولا تزال منها الكثير من الدول العربية والإسلامية، وكانت سببا لخسائر كبيرة وأتاحت للأعداء وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربيا للدخول
هذه الحرب الأهلية اللبنانية هي نموذج للكثير من الحروب الأهلية العربية والإسلامية والتي عانت ولا تزال منها الكثير من الدول العربية والإسلامية، وكانت سببا لخسائر كبيرة وأتاحت للأعداء وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربيا للدخول إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، للعبث في مصائر هذه الدول والتحكم فيها وبهدف القضاء على قوى المقاومة وحماية الكيان الصهيوني.

وكي لا نعود إلى التاريخ القديم ونستعرض كل الحروب والفتن الداخلية في العالم العربي والإسلامي وما أدت إليه من نتائج خطيرة، سنتوقف فقط عند بعض المحطات البارزة منذ بداية السبيعينيات إلى اليوم، وأبرز بعض هذه الحروب الأهلية العربية والإسلامية التي كانت سببا لزيادة التدخلات الغربية في عالمنا وخدمة للعدو الصهيوني، الذي يسعى اليوم لتمزيق الدول العربية والإسلامية وتفتيتها إلى دويلات مذهبية وطائفية، وتهجير الشعب الفلسطيني وفرض سيطرته على كل العالم العربي والإسلامي.

وأولى الصراعات الداخلية العربية كانت حرب أيلول/ سبتمبر في العام 1970 في الأردن، والتي جاءت بعد توسع دور المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح وبعد سنتين من معركة الكرامة في مواجهة العدو الصهيوني، والتي خاضها مقاتلو المقاومة الفلسطينية بدعم من الجيش الأردني وكانت سببا للإقبال الكبير على قوى المقاومة. لكن للأسف وبسبب تزايد التدخل من قبل قوى المقاومة في الشان الأردني الداخلي اندلعت المواجهات بين هذه القوى والجيش الأردني وأدت إلى خروج قوى المقاومة من الأردن. وطبعا هذه الأحداث تحتاج إلى مراجعة شاملة لمعرفة أسبابها، لكن الأهم أنها كانت سببا لخروج المقاومة من الأردن وخروج هذا البد العربي من المواجهة المباشرة في الصراع مع العدو الصهيوني.

أن نعيد دراسة كل أسباب هذه الحروب والصراعات كي نأخذ منها العبر ونستفيد من ذلك؛ كي نضع خارطة طريق للمستقبل من أجل إعادة تنظيم صفوفنا والخروج من هذه الحروب والصراعات، والبحث عن آليات عملية للتعاون والتكامل، وكي لا تبقى بلادنا مسرحا لصراعات الأعداء
وتتالت الحروب والصراعات العربية والإسلامية في العديد من الدول وبين هذه الدول، بدءا من الحرب الأهلية اللبنانية، وصولا للصراعات الداخلية في سوريا والعراق، ومن ثم الحرب العراقية-الإيرانية، ولاحقا الدخول العراقي إلى الكويت، ومن ثم العشرية السوداء في الجزائر بعد الانتصار الانتخابي الكبير الذي حققته جبهة الإنقاذ الإسلامية والانقلاب العسكري عليها، والصراعات التي شهدتها مصر بين الجماعات الإسلامية والنظام، والحروب اليمنية الداخلية، والصراع الذي استمر لسنوات بين حزبي البعث في سوريا والعراق،و الصراعات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، والحرب الأهلية في السودان وصولا لتقسيم السودان بين الشمال والجنوب، وحاليا الصراعات في كل من الجنوب والشمال، والصراعات في العراق وسوريا واليمن وليبيا، والصراعات المستمرة بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية، و الصراع الإيراني- السعودي، والصراعات في أفغانستان والتي استمرت لسنوات طويلة، إلى غير ذلك من صراعات مذهبية وقومية وطائفية التي شهدنها وتشهدها الكثير من الدول العربية والإسلامية، والتي كلّفت عالمنا العربي والإسلامي خسائر مالية ضخمة وأدت إلى تدمير المقدرات العربية والإسلامية، والتي لو صرفت في مجال التنمية والعلم لكانت حوّلت عالمنا العربي والإسلامي إلى أفضل الدول.

وهناك إحصائيات أعدها منتدى التكامل الإقليمي والباحث العربي سعد محيو حول خسائر الحروب الأهلية والداخلية العربية والإسلامية، ونشرها في كتابه بعنوان: "نحو حوار عربي إيراني تركي كردي". وتصل الخسائر إلى حوالي 20 تريليون دولار على الأقل، وطبعا هناك خسائر ضخمة مادية وبشرية، ويصل عدد ضحايا الحروب الأهلية العربية والإسلامية إلى عشرات الملايين.

كل هذه الحروب كانت سببا أساسا لتدخل الأعداء في بلادنا وإقامة القواعد العسكرية الغربية، ولانتصار العدو الصهيوني علينا، وهي تؤكد النظرية التي تحدث عنها المفكر الجزائري مالك بن نبي بعنوان: قابلية الاستعمار، والتي تعتبر أن الانقسامات الداخلية في أي بلد وما يواجهه من أزمات داخلية وضعف؛ هي السبب الأساسي لدخول الاستعمار إلى بلادنا. وطبعا النظرية الغربية التي نعرفها جميعا بعنوان: فرّق تسد، حيث تعمد الدول الاستعمارية إلى تفريقنا وتقسيمنا وإثارة الخلافات فيما بيننا كي تسيطر على بلادنا وتحقق ما تريد.

والكتاب الشهير عن دور التبشير والاستعمار قي بلادنا للدكتور عمر فروخ مهم جدا، وهناك كتب كثيرة حول النتائج الخطيرة للحروب الأهلية والانقسامات والصراعات في بلادنا.

وما نحتاجه اليوم ونحن نحيي الذكرى الخمسين للحرب الأهلية في لبنان، كما أننا نعيش صراعات وحروب أهلية في العديد من الدول العربية والإسلامية، أن نعيد دراسة كل أسباب هذه الحروب والصراعات كي نأخذ منها العبر ونستفيد من ذلك؛ كي نضع خارطة طريق للمستقبل من أجل إعادة تنظيم صفوفنا والخروج من هذه الحروب والصراعات، والبحث عن آليات عملية للتعاون والتكامل، وكي لا تبقى بلادنا مسرحا لصراعات الأعداء وكي لا تشكّل هذه الحروب مرة أخرى الباب الذي يدخل منه الأعداء إلى بلادنا.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: مصر خاضت العديد من الحروب للدفاع عن القضية الفلسطينية
  • أوتار الحروب
  • منظمة التجارة العالمية: الرسوم الجمركية الأميركية ستؤدي إلى انكماش التجارة العالمية
  • الحمدلله الشيطان اصبح صديقنا!!
  • عندما تفقد الحروب جلالها ووقارها
  • عن الحروب الأهلية العربية: من هنا يدخل العدو إلى بلادنا
  • خبيرة طاقة: القلم والورقة من أعظم الطاقات التي يمتلكها الإنسان.. فيديو
  • المرأة عدوة المرأة
  • نيويورك تايمز: خبايا الحملة التي يشنها ترامب ضد الجامعات الأميركية
  • منظمة حقوقية تطالب بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بمحافظة أبين