منى بنت فهد: نسعى لتوفير بيئة تعليمية وتثقيفية تدعم تنمية الطفل وفق معايير عالمية

البلوشي: "حقوق الإنسان" تعمل على تعزيز آليات حماية الطفل من العنف والاستغلال

 

مسقط - الرؤية

 

دشَّنت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية "الأطفال أولًا" البرنامج التوعوي "قيم وانتماء"؛ وذلك في حفل أقيم برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وبحضور ممثلي الجهات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، والمجتمع المدني، إضافة إلى الخبراء في مجال حقوق الطفل.

ويهدف البرنامج إلى تحقيق تحول نوعي في فهم حقوق الطفل ونشر الوعي حولها، من خلال مجموعة من المحاور التوعوية والتثقيفية التي تستهدف كافة الفئات ذات العلاقة، علاوة على نشر التوعية حول حقوق الطفل وفقًا للمواثيق والتشريعات الوطنية والدولية، ورفع مستوى الوعي بأهمية حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والعنف، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، وتنمية حس المسؤولية لديهم تجاه وطنهم، وتوعية الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بسبل الوقاية من التنمر بجميع أشكاله، وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام المتبادل في البيئة المدرسية والاجتماعية، وتقديم ورش عمل ومحاضرات توعوية تهدف إلى تعريف أولياء الأمور بأساليب التربية الإيجابية، وكيفية التعامل مع تحديات الطفولة الحديثة، إضافة إلى تزويد العاملين في القطاع التعليمي والاجتماعي بالمهارات والأدوات اللازمة لحماية حقوق الطفل وتعزيز بيئة آمنة ومستدامة للنمو والتعلم، وتنفيذ أنشطة وورش عمل تفاعلية للأطفال أنفسهم لتعريفهم بحقوقهم بأساليب مبتكرة تتناسب مع أعمارهم وتطلعاتهم، والعمل على توحيد الجهود بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق رؤية مشتركة لحماية الأطفال وتعزيز حقوقهم.

وأكدت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد رئيسة جمعية "الأطفال أولًا" -في كلمتها خلال حفل تدشين البرنامج- أهمية البرنامج كجزء من الجهود الوطنية لحماية الأطفال وتعزيز هويتهم وانتمائهم الوطني. وأوضحت سموها أن الجمعية تسعى عبر هذا البرنامج إلى توفير بيئة تعليمية وتثقيفية تدعم تنمية الطفل وفق معايير عالمية، مشيرةً إلى أن التوعية بحقوق الطفل لا تقتصر على المؤسسات الحكومية فحسب، بل تتطلب مشاركة المجتمع بأكمله. وأضافت إن هذا البرنامج يأتي ترجمة وتحقيقًا لتطابق الرؤى والأهداف المشتركة بين جمعية "الأطفال أولًا" واللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، في سبيل تنمية الطفولة وترسيخ القيم الوطنية العُمانية الأصيلة، وتعزيز سبل الحماية اللازمة للطفل، في ظل المتغيرات الاجتماعية والدولية وانعكاساتها على المستوى الاجتماعي والفردي، خصوصًا على الناشئة، وتأثريها على سلوكهم. وأكدت سموها أن البرنامج يُلبي الطموح نحو غرس القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في نفوس الاطفال، لافتة إلى أن التعاون بين الجمعية واللجنة يؤكد رغبة الجهتين في تحديد إطار للتنسيق والتعاون المشترك؛ مما يسهم في تعزيز حقوق الإنسان، بما في ذلك تبادل المعارف، كالبيانات والإحصاءات والزيارات وإقامة البرامج التدريبية وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات المشتركة.

وألقى الأستاذ الدكتور راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان كلمة أكد فيها أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة، تتطلب جهودًا متواصلة من مختلف القطاعات. وقال البلوشي إن اللجنة تعمل على تعزيز آليات الحماية من العنف والاستغلال من خلال برامج توعوية، وتقديم الاستشارات القانونية، وتلقي البلاغات الخاصة بانتهاكات حقوق الطفل.

وأوضح أن حماية حقوق الطفل وغرس قيم الانتماء والمواطنة ليست مسؤولية تقع على عاتق جهة دون أخرى؛ بل هي واجب وطني وإنساني يتطلب تعاونًا مستمرًا بين مختلف الجهات الحكومية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة وداعمة لنمو أطفالنا جسديًا، ونفسيًا، واجتماعيًا، وتعليميًا. وأضاف البلوشي إن البرنامج التوعوي يتواءم مع رؤية "عُمان 2040"، التي أولت اهتمامًا كبيرًا بمحور "الإنسان والمجتمع"، والذي يُركِّز على تعزيز الهوية الوطنية والمواطنة الفاعلة. وقال: "أُوكلت إلى اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان مهمة غرس هذه القيم في الأجيال الناشئة، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، وترسيخ مبادئ المواطنة المسؤولة، بما يسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، قادر على تحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها سلطنة عُمان".

وخلال الحفل، عُرِضَ فيديو "قيم وانتماء"؛ حيث سلط الضوء على أهمية ترسيخ المبادئ الأخلاقية والوطنية لدى الأطفال منذ الصغر، مستعرضًا مشاهد تمثيلية عن كيفية تعزيز روح التعاون والانتماء للوطن عبر مواقف يومية يعيشها الأطفال داخل المدارس وفي منازلهم. وتناول الفيديو الثاني مشكلة التنمر، من خلال توضيح أشكال التنمر اللفظي والجسدي والنفسي، وتأثيره السلبي على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية والتعليمية.

وقدمت شذى بنت عبدالمجيد الزدجالية مديرة دائرة المنظمات والعلاقات الدولية باللجنة العُمانية لحقوق الإنسان، ورقة عمل بعنوان "جهود اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان في تعزيز وحماية حقوق الطفل".

وقدمت جوخة بنت علي بن ماجد المعمرية عضو مجلس إدارة جمعية "الأطفال أولًا"، ورقة عمل بعنوان "أدوار وبرامج جمعية الأطفال أولًا لتنمية أطفال سلطنة عُمان".

واختُتِمَ الحفلُ بعرض فيديو عن المواطنة وأهمية تعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، حيث ركز على مفاهيم مثل المسؤولية الاجتماعية، وحب الوطن، واحترام القوانين، والمشاركة المجتمعية، وأهمية الانتماء إلى المجتمع والعمل من أجل تطويره.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: اللجنة الع مانیة لحقوق الإنسان حمایة الأطفال الأطفال أول ا حقوق الإنسان حقوق الطفل

إقرأ أيضاً:

فن الخيامية وتنمية خيال الطفل ضمن أسبوع أهل مصر بالوادي الجديد

تستمر فعاليات الأسبوع الثقافي السابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، الذي يقام بقصر ثقافة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، ضمن مشروع "أهل مصر"، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وينفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.

يستمر أسبوع أطفال المحافظات الحدودية حتى 13 أبريل الحالي تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ويسعى إلى تعزيز الهوية الثقافية وبناء الوعي الوطني. وفي ورشة الرسم بالموسيقى، قام الفنان وائل عوض بتوجيه الأطفال لاستكشاف عالم الأحلام من خلال الاستماع لمقاطع موسيقية متنوعة، حيث تعلموا كيف يمكن للموسيقى أن تنقلهم إلى عالمهم الخاص وتثير مشاعرهم الداخلية.

وأكد المدرب أن الهدف من الورشة تنمية الخيال وتوسيع مدارك الأطفال، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية التفاعل مع الموسيقى كشيء غير ملموس يحمل في طياته مشاعر وأفكار.

وعبر بعض المشاركين في الورشة عن أحلامهم الشخصية، حيث أشار أحمد رمضان من حلايب إلى حلمه في الغناء على مسرح عالمي، بينما عبرت دانه طارق من أسوان عن حلمها في زيارة مدينة بعيدة خالية من الزحام.

أما في ورشة الخيامية التي قدمها عماد عاشور، فقد تم تدريب الأطفال على فن الرسم على القماش "الدك" باستخدام الغرزة السحرية، حيث تعلموا كيفية إنتاج قطع فنية متعددة مثل الشنط والمعلقات المفارش. ومن بين المشاركين، أبدع خليل سامي من شمال سيناء في اختيار القماش المناسب، بينما تدرب أحمد ناجح من مطروح على تنسيق الألوان لتكوين قطع فنية مميزة.

وفي ورشة المسرح التي أدارها المخرج أحمد خليفة، خضع الأطفال لتدريبات على الصوت والحركة والغناء، عبر نص مسرحي بعنوان "العلم"، الذي يمثل رمزا للوطن والانتماء من خلال شخصية "عم بيكا الحكواتي". كما شارك الأطفال في تأدية الحكايات التراثية المصرية، مؤكدين تمسكهم بالهوية الوطنية.

وقد استمرت ورش أخرى متنوعة مثل الكتابة المسرحية للكاتب وليد كمال، ورشة الأركيت للمدرب حسني إبراهيم، ورشة الموسيقى والغناء للفنان ماهر كمال، ورشة الأراجوز للفنان ناصر عبد التواب، الإلقاء الشعري للشاعر سعيد شحاتة، تحريك العرائس جمال الدين محمد، إعادة التدوير نجوى عبد العزيز، الخرز منى عبد الوهاب، الإكسسوار يارا كمال، وغيرها من الورش المتنوعة.

ينفذ الأسبوع بإشراف لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والمدير التنفيذي لأهل مصر أطفال، ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، بإدارة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة الوادي الجديد برئاسة ابتسام عبد المريد.

ويستضيف نحو 200 طفل من المحافظات الحدودية: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر "مدن حلايب والشلاتين وأبو رماد"، مطروح، أسوان بالإضافة إلى أبناء المحافظة المضيفة، وعدد من أطفال المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة، وذلك بمشاركة نخبة من المدربين والأكاديميين المتخصصين، ويشهد الأسبوع زيارات ميدانية لأبرز المعالم السياحية والأثرية بمدينة الخارجة، منها معبد هيبس، معبد قصر الزيان، مقابر البجوات، وحديقة 30 يونيو.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة، والشباب، والأطفال" وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لبناء الوعي الوطني وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان: 75% من نزلاء السجون في المثنى محكومون بقضايا المخدرات
  • ضعف الثقة بالنفس والعنف المضاد.. مخاطر استخدام الضرب في تربية الأطفال
  • الأمم المتحدة: الحرب في السودان اعتداء شامل على حقوق الإنسان
  • الصحة تطلق فعاليات البرنامج التدريبي لـ "طب الأسرة وصحة الطفل"
  • «الصحة» تطلق فعاليات البرنامج التدريبي لـ«طب الأسرة وصحة الطفل»
  • انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي لـــ طب الأسرة وصحة الطفل
  • فن الخيامية وتنمية خيال الطفل ضمن أسبوع أهل مصر بالوادي الجديد
  • طبيبة: توعية الأطفال ضد التحرش تبدأ من سن 3 سنوات
  • سارة عزيز: الأطفال يتعرضون للتحرش بنسبة أكبر من قبل الأقارب
  • القومي للمرأة يُطلق جيلا جديدا من قادة الأسرة بختام برنامج تنمية الأسرة المصرية