موقع 24:
2025-02-20@19:37:52 GMT

إفريقيا قالت كلمتها

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

إفريقيا قالت كلمتها

لم تكن القارة الإفريقية يوماً غائبة عن فلسطين، فقد كانت دائماً تشكل الرصيد السياسي للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية منذ ستينات القرن الماضي، يوم كانت مصر تقود حركات التحرر العالمية، وخصوصاً الإفريقية، ثم وهن هذا الدور بعد اتفاقات كامب ديفيد، حيث تمكنت إسرائيل من تحقيق اختراقات في القارة السمراء وإقامة علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية مع العديد من الدول، إلى درجة المطالبة بعضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي، حيث تمكنت عام 2021 من الحصول على هذه الصفة، لكن تم طردها لاحقاً بسبب مخالفة شروط عضويتها كمراقب لشروط ميثاق الاتحاد الإفريقي بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.



وفي القمة الـ38 للاتحاد الإفريقي التي اختتمت أمس الأول في أديس أبابا وشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفة مراقب، أعاد القادة الأفارقة التزامهم التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، ورفضهم السياسات الإسرائيلية، في تصحيح لمسار حاولت إسرائيل تثبيته كنهج سياسي إفريقي جديد يتناقض مع ثوابت القارة، ومع ما قدمته من تضحيات للتخلص من ربقة العنصرية والاستعمار المتماهي مع إسرائيل.
ولأن القارة الإفريقية تشكل عمق الأمن القومي العالم العربي فقد كان لا بد من لجم الاندفاعة الإسرائيلية والحول دون تمدد نفوذها بما يشكله ذلك من خطر على المصالح العربية. وقد كانت القرارات التي صدرت عن القمة تمثل ترجمة للمواقف الإفريقية التاريخية تجاه القضايا الفلسطينية، إذ أكد القادة الأفارقة رفضهم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعوا إلى إنهاء جميع أشكال التعامل مع إسرائيل، ومحاكمتها دولياً «لأنها ترتكب إبادة جماعية في حق الفلسطينيين»، كما أكدوا أن حل الدولتين «هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار». وندد القادة «بالعدوان الإسرائيلي الهمجي» على قطاع غزة، كما رفضوا انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي واستهدافها المدنيين والبنية التحتية. واعتبر القادة الأفارقة أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم «مخالف للقانون الدولي».
كما تشكل دعوة الدول الإفريقية إلى وقف تعاونها مع إسرائيل حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين خطوة متقدمة على طريق محاصرة إسرائيل وتجريدها من الشرعية الدولية، واعتبارها «دولة منبوذة».
إن إفريقيا في بيان قمتها الأخير تترجم موقف الزعيم الأممي الإفريقي نلسون مانديلا الذي قال «نعلم جيداً أن حريتنا تبقى ناقصة من دون نيل الفلسطينيين حريتهم»، كما أنها تؤكد أن نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وتقديمه التضحيات هو استمرار لنضال الشعب الإفريقي ضد الاستعمار والعنصرية.
كما أن هذا الموقف يشكل رافعة للموقف العربي في وقت نحتاج فيه إلى كل صوت يرتفع مؤيداً للنضال الفلسطيني ورافضاً لحرب الإبادة ولمؤامرة التهجير التي يرسم خيوطها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة

إقرأ أيضاً:

الرباط تحتضن المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية

افتتح رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أعمال المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية في العاصمة المغربية الرباط، في حدث يسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه قارة إفريقيا.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الطالبي العلمي على أهمية المنتدى باعتباره منصة حوارية لتبادل الآراء والتوجهات حول القضايا ذات الأولوية لقارة إفريقيا. وأضاف أن المنتدى يشكل فرصة للتعاون بين البرلمانات الإفريقية للتوصل إلى حلول مشتركة لتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة.

وتطرق الطالبي العلمي إلى التحديات المستمرة التي تواجه القارة الإفريقية، مثل النزاعات الداخلية والإرهاب والتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن هذه التحديات لا يجب أن تثير الإحباط بل أن تكون حافزًا لمزيد من التعاون والعمل المشترك.

وأشار رئيس مجلس النواب إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها إفريقيا في مجالات النمو الاقتصادي والانتقالات الديمقراطية، مؤكداً على أن القارة تمتلك الإمكانيات والثروات التي تؤهلها لتحقيق تحول تاريخي في التنمية والازدهار.

ولفت إلى أن التكامل الاقتصادي والإمكانيات البشرية للشباب الإفريقي يشكلان رافعتين رئيسيتين لبناء “إفريقيا المستقبل”.

كما دعا الطالبي العلمي إلى تعزيز الثقة بين دول القارة، والعمل الجماعي للتغلب على التحديات الاقتصادية والسياسية، مشدداً على ضرورة أن تثق إفريقيا في إمكانياتها الخاصة وتواصل السير نحو تحقيق الاستقلال الاقتصادي والاستقرار السياسي.

واختتم كلمته بتأكيده على أن إفريقيا لم تعد قارة مستعمرة، بل قارة ذات إمكانيات هائلة، تتطلب المزيد من الوحدة والارادة السياسية لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز مكانتها في الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • الرباط تحتضن المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية
  • بوريطة: الرؤية الملكية تضع المواطن الإفريقي في صلب التعاون المشترك والمغرب حاضر بقوة في قضايا القارة
  • عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي: تحول استراتيجي يغير أولويات القارة
  • مصر ركيزة أساسية في القارة الإفريقية.. أبرز رسائل ملك إسبانيا للرئيس السيسي
  • وقاية النباتات يستقبل وفدا لتعزيز التعاون العلمي بين مصر ودول القارة الإفريقية
  • الزراعة: وقاية النباتات يستقبل وفدا لتعزيز التعاون العلمي بين مصر ودول القارة الإفريقية
  • «مصر قالت كلمتها».. بدء دخول معدات إعمار غزة وتل أبيب تعلن تنفيذ المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار
  • "متبقيات المبيدات" يشارك في السيمينار الأول لشبكة سلامة الغذاء الإفريقية
  • «متبقيات المبيدات» يشارك في السيمينار الأول لشبكة سلامة الغذاء الإفريقية