كتب طوني عيسى في" الجمهورية": يوماً بعد يوم، يتبين أنّ «حزب الله » لم يدرك تماماً ما سيترتب عليه، بموافقته على اتفاق وقف النار. أو هو كان يدركه، لكن الاتفاق كان خياره الوحيد لإقفال الجحيم الإسرائيلي المفتوح، والذي لم يعد قادراً هو وبيئته على تحمّل خسائره، بالأرواح والممتلكات. ويقول قريبون من «الحزب » إنّه وافق على الاتفاق، مراهناً على التملّص منه في التطبيق، فيصبح كالقرار 1701 الذي نص أيضاً على نزع السلاح والانسحاب إلى شمال الليطاني، لكن «الحزب » أحبط مساعي الأميركيين والإسرائيليين لتحقيق هذين الهدفين طوال 18 عاماً.
-1 تدمير إسرائيل لقطاع غزة، وهزيمة «حماس »، وبدء البحث في تنفيذ مشروع التهجير التاريخي، بمشاركة أميركية.
-2 زوال نظام الأسد، ومعه دور طهران ونفوذ موسكو في سوريا.
-3 إضعاف قدرات «حزب الله » وفقدانه القرار داخل السلطة، وامتلاك إسرائيل للمبادرة العسكرية بالكامل واحتلالها أجزاء من الجنوب.
-4 إعلان حكومة اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلية بدء تنفيذ مشروعها للتوسع الجغرافي من جهات عدة، بدعم علني من ترامب وإدارته.
-5 محاصرة إيران وتهديد نظامها وقدراته النووية والاستراتيجية، بعد قطع أذرعها الإقليمية.
-6 وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض يمنح إسرائيل تغطية استثنائية تدوم 4 سنوات على الأقل.
ويمكن القول إنّ غالبية هذه المتغيّرات، أو الانقلابات، هي من النوع الذي تستحيل فيه العودة إلى الوراء. ولذلك، لن يكون رهان «الحزب » على التملص وتعطيل الضغوط الإسرائيلية والأميركية في محله كما كان في العام 2006 . مع التذكير بأنّ السلطة التي كانت قائمة في لبنان حينذاك، والتي ارتكز إليها، كانت قوية وتدير بلداً متماسكاً مالياً واقتصادياً. وأما اليوم ف »الحزب » هو خصم للسلطة، والبلد مصاب بانهيار مريع ويحتاج إلى الدعم المباشر من أعداء «الحزب »، أي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب. ولذلك، السيناريو الذي يتصوره الإسرائيليون في الجنوب، ولبنان عموماً، لن يكون مريحاً إّ لّا في حال واحدة وهي تسليم «حزب الله » كل مقدراته، ومن دون أي تحفظ، إلى الدولة اللبنانية. ففي هذه الحال، تزول تماماً ذرائع إسرائيل، وتكون واشنطن مجبرة على إخراجها بكاملها من لبنان ومنعها من القيام بأي عمل عسكري. لكن «الحزب » سيرفض هذا الطرح بالتأكيد. فهو يهدّد كل يوم بأنّه سيواجه أي محاولة إسرائيلية للبقاء في لبنان. ولذلك، ليس مستبعداً أن يكون البلد عائداً إلى السيناريوهات الخطرة، أي الحرب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إلى أجل غير مسمى..لبنان يمدد تعليق الرحلات من وإلى إيران
قررت السلطات اللبنانية، الإثنين، تمديد تعليق الرحلات الجوية من وإلى إيران، لوم تعلن تاريخ استئنافها، وذلك بعد أيام من رفضها هبوط طائرتين لخطوط ماهان الإيرانية في بيروت، على خلفية تهديدات اسرائيلية بقصف مطار العاصمة.
وإثر اجتماع الرئيس جوزيف عون مع الوزراء المعنيين، ورئيس جهاز أمن المطار، أعلنت المتحدثة باسم الرئاسة اللبنانية، نجاة شرف الدين للصحافيين "تكليف وزير الاشغال العامة والنقل تمديد مهلة تعليق الرحلات من وإلى إيران"، والتي علقتها سلطات مطار بيروت إلى يوم الغد 18 فبراير (شباط).وأثار التعليق لرحلتين من إيران كانتا مقررتين الخميس والجمعة تظاهرات غاضبة لمناصري حزب الله على طريق المطار، تخللها هجوم على موكب لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل. كما طالب الحزب الدولة اللبنانية "بالتراجع عن قرارها".
تعليق الرحلات بين بيروت و #طهران.. هل بدأ #لبنان مواجهة هيمنة إيران؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/L5891bHtOC
وأفاد مصدر أمني السبت، بأن السلطات اللبنانية قررت منع هبوط الطائرتين في مطار بيروت، بعد تحذير من الجانب الأمريكي بأن اسرائيل ستستهدف المطار إذا هبطتا فيه.
وجاء المنع بعد تأكيد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية، أن فيلق القدس وحزب الله "يستغلان.. على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية، في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله". حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الإيرانية بالهبوط في بيروت - موقع 24طالب حزب الله، الأحد، الدولة اللبنانية بالتراجع عن منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، بعد تظاهرات احتجاجية على هذا القرار لمناصري الحزب قرب المطار شهدت أعمال عنف وإغلاق الطرق المؤدية إليه. ونفى الحزب ومسؤولون لبنانيون مراراً اتهامات باستخدام الحزب المطار لنقل وتخزين سلاح من طهران. وعززت الأجهزة الأمنية بإشراف الجيش اللبناني خلال المواجهة الأخيرة بين الحزب وإسرائيل إجراءات الرقابة والتفتيش في المطار لمنع استهدافه.
وأعلنت المتحدثة باسم الرئاسة اللبنانية تكليف وزير الخارجية "بتأمين عودة المسافرين اللبنانيين الذين لا يزالون في إيران".