صحيفة البلاد:
2025-04-27@04:42:16 GMT

حكايات الشتاء

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

حكايات الشتاء

في فصل الشتاء، يطول الليل، ويحلو السمر والجلسات الطويلة وتحلو معها القصص والحكايات والأشعار والأمثال والسوالف وأقوال العرب وذلك حتى ينجلي الليل الطويل، ويطيح حطب النار بعد اشتعالها وتطلع نجمة الصباح مبشرة خيرًا بشمس الدفء لتضئ المكان، وينقشع ظلام الليل وبرودته بشمس مشرقة شارقة معلنة بداية النهار ليوم جديد، ليتفرق الجمع والصحاب والسهارى، وتبقى كلمات الليل ذكرى، ووناسة تنتهي في مكانها البارد، وهي كذلك إلا مع هذا المحب العاشق الستيني المتقاعد، والذي أثّر فيه كلام الليل وأشعار السمر التي قيلت في ليلة شتوية باردة.


وهذا ماحدث في قصة أشبه للخيال من الحقيقة، فيقول المحب المتقاعد الستيني: سمعت كلمات عن الشتاء وأنا كبير في السن ومتقاعد ووحداني والبرد له تأثيره لمن في مثل عمري ومن الكلمات التي سمعتها: (البرد ما هو برد عرعر وﻻ الجوف وﻻتبوك الثلج، وجبال حايل
البرد برد القلب في داخل الجوف ﻻحال ما بين المحبين حايل )
وكذلك:( هبت هبوب الشمال وبردها شيني ما تدفي النار لو حنا شعلناها
مايدفي إلا حضن مريوشة العيني والى عطشنا شربنا من ثناياها )
هذه الكلمات، ردّدتها كثيراً وحفظتها، فأثّرت فيّ، وقررت أن أبحث عن مريوشة العين، فسافرت إلى خارج الوطن، بحثًا عنها، ولكنني صدمت بما شاهدت، وتعرضت له وأنا في هذا العمر شيخًا كبيرًا متأثرًا بنشوة القيل والقال وكلام ليل الشتاء والقصص والحكايات، فعندها عرفت، وتأكدت أنني ربيع مصفر تلعب به الأرياح من كل جانب، وبمعرفة هذه الحقيقة المُرة، صحت بأعلى الصوت منادياً، ويرجع لي صدى صوتي، ومعه مقولة:” يستاهل البرد من ضيع عباته” ومقولة: “من لايعرفك يجهلك” و”من خرج من داره قل مقداره”. فقررت بسرعة مرة أخرى الرجوع الي داري وأصحابي وجلسات السمر التي لايحلو ليل الشتاء إلا بها، ولكنها إذا طلع عليها النهار، ذابت كما تذوب السمنة على النار. وعندها كذلك، تعلمت وفهمت وأيقنت، أن ماكل يقال صحيح، وليس من سمع كمن رأي، وجرَّب وحدث له.
وكما قالوا: الإنسان يتعلم كل يوم من تجاربه وخبراته مهما بلغ من العمر حتى لو تجاوز سن التقاعد، فبعض الأمور مالها داع، وخاصةً بعد التقاعد. والكلام لفظ مفيد: كاستقم وليس كالفعل.
وأخيرًا، ختم هذا المتقاعد حكايته، وتجربة حب الشتاء البارد، بأن يربي إبلاً ويستأنس بها، بدلاً من البحث عن مريوشة العين.
والناس فيما يعشوق حب وفكر ووناسة وتحربة وعلم وتعلم .

Leafed@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

قصة جنية كتب عنها شاعر قصيدة أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادي.. فيديو

الرياض

كشف صالح الرمالي الشمري، شاعر قصيدة أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادي، كواليس كتبته لهذه القصيدة والتي كان أساسها “جنية”.

وقال “الشمري” :””كتبتها القصيدة في جنية اسمها “ربشه” حبيبتي وبيننا قصة حب قديمة، وكنا نروح أنا وياها على البحر ونسولف مع بعض، ما شفت مثلها بالدنيا كلها”.

ولفت إلى أنه كان يجد نفسه أحيانا معها على شاطئ بحر أو في بلاد لا يعرفها، مشيرا إلى أنه كان يتحدث معها وعندما ينام يستيقظ يجد نفسه في بيته.

وأشار إلى أن تعرف على الجنية في عام 1410هـ، حيث كان ينام وكان يرى كأنه في حلم ومعه بنت جميلة لم يرى مثلها في الدنيا وكانت تأخذه فقط وهو نائم وتذهب به على شاطئ البحر.

وأضاف أنه في إحدى المرات التي كان جلس فيها معها سألته عما يحب فأجاب :”أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادئ”، وفي الصباح عندما استيقظ وجد نفسه أنه حفظ القصيدة بأكملها.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/X2Twitter.com_fWfrIBhSeSuD28Rr_640p.mp4

مقالات مشابهة

  • دعاء الثلث الأخير من الليل.. اغتنم الوقت وردده الآن
  • بيت الحكمة يسلط الضوء على حكايات «كليلة ودمنة»
  • بيت الحكمة يسلط الضوء على حكايات "كليلة ودمنة" على مدار أيام "الشارقة القرائي للطفل"
  • الشتاء لن يعود .. الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل طقس الأيام المقبلة
  • حدث منتصف الليل| الجلاد يفتح النار على كولر بعد الخروج الإفريقي.. وصندوق النقد يُحذر من ضعف النمو
  • بقرار أمني.. إغلاق مقاهي الرمادي بعد منتصف الليل والمخالف أمام المساءلة
  • مسؤول باكستاني: تبادل لإطلاق النار وقع خلال الليل على الحدود مع الهند
  • حكايات المكبرين للأوائل.. الجامع الكبير ساحة المعركة الأولى (الحلقة الثالثة)
  • قصة جنية كتب عنها شاعر قصيدة أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادي.. فيديو
  • «ماسكد وندرلاند» تروي حكايات الطبيعة في «الشارقة القرائي للطفل»