صحيفة البلاد:
2025-02-20@12:26:33 GMT

900 سنة

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

900 سنة

حلاق باكستاني، كنت أدردش معه أثناء الحلاقة عنده، وقد اعتاد على كثافة شعر رأسي في عمر الشباب، لكن بعد خمس سنين فلتت منه كلمة” ما في شعر”. لكني لم أحزن؛ فالحلاق فضفض لي بأنه فقد ابنًا وحيدًا له في سن الرابعة عشرة. وتلك أقدار لا نملك لها دفعًا. أما شعر الرأس فإنه يتناقص اختلاسًا كما يتناقص ماء الشباب. وهي ثروة نغفل عنها حينما تنسل منَّا، كما الشعرة من العجين.

وقد كنت أسعى بين الصفا والمروة في سبع دقائق في الذهاب والعودة. أما في هذ العام فقد قضيت سبع دقائق في شوط واحد. لا بسبب الزحام ولكن لأن القدمين تباطأت سرعتهما. وقد وقع الشاعر إسماعيل صبري وزير الحربية المصري قبل مائة سنة على المحز، حين قال:
أواه لو عرف الشباب
وآه لو قدر المشيب
وفي عهد إسماعيل صبري- رحمه الله- انتقلت البشرية من مواصلات الإبل والخيل والبغال والحمير إلى السيارة ثم الطيارة. وكان المسافر من واشنطون إلى جدة يقضي أكثر من شهرين، أما اليوم فإن المسافر يحط رحاله في جدة في 13 ساعة بالطائرة النفاثة بدون توقف. وقد عبر السيد أمين مدني- رحمه الله- رئيس تحرير جريدة المدينة عن هذا التطور في حوار في مجلة اقرأ (وهي فرع من مؤسسة البلاد للصحافة والنشر) ربما كان عام 1395 هـ بقوله: لقد عشت مع من عاش قبل 900 عام، وأعيش الآن مع من سيعيش بعد 900 عام.
ثم وصلنا إلى عصر الإنترنت والجوال، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي، وما أدراك ما تلكم الشؤون! ولا بأس من تحويلة لغوية قصيرة، فقد اختصر الدكتور إبراهيم عباس نتو مصطلح الذكاء الاصطناعي؛ فقال الذكعاني، فاقترحت الذكعنة على وزن البسملة والحمدلة والحسبلة والسبحلة والسمعلة (السلام عليكم) والمشألة (ما شاء الله) والدمعزة (أدام الله عزكم) والطلبقة (أطال الله بقاءكم) والفذلكة (فذلك أن) والمفاقلة (فإن قلتم كذا قلنا كذا).
الشاهد ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك بماذا نملأ وعاء العمر؟ ذلك أن الجوال مع فائدته العظيمة، إلا أنه يأخذ من وقتنا ما يحول التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة اجتماعية. فلا بد لنا كما نربي أولادنا على الذهاب إلى المدارس، والاجتهاد في ذلك أن نربي أنفسنا بتعبئة طنجرة العمر باستثمارات زمانية نحصد ثمارها في نهاية العمر قبل أن يهجم علينا الصلع في الرؤوس وفي النفوس. ولقد قرأت فيما قرأت أن التابعي مجاهد وهو تلميذ ابن عباس عن اثنين صليا ركعتين قيامهما وركوعهما وسجودهما واحد، غير أن أحدهما قرأ البقرة وآل عمران، والثاني قرأ البقرة فقط.. أيهما أفضل؟ فقال من قرأ البقرة في الركعتين أفضل، ثم قرأ (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكثٍ ونزلناه تنزيلًا).

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

غدا منتخب الشباب يواجه أندونيسيا في ختام مشاركته ببطولة كأس آسيا

الثورة نت/ خالد النواري

يختتم المنتخب الوطني للشباب غدا الأربعاء مشاركته في كأس آسيا لكرة القدم المقامة في الصين ، بمواجهة نظيره الأندونيسي عند الثانية والنصف ظهراً ضمن الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبهما كل من أوزبكستان وإيران.
ويسعى منتخب الشباب للخروج بماء الوجه بعد خسارته المباراتين السابقتين أمام أوزبكستان بهدف دون مقابل والخسارة المدوية أمام إيران بنصف درزن.

مقالات مشابهة

  • أوروبا وخطر المعلومات المضللة: 42% من الشباب يستقون الأخبار من وسائل التواصل
  • ضغط على القضاء لاطلاق شبكة نصب واحتيال
  • كأس سلطانية.. شرقية شمالية
  • الشباب في العراق.. دعوات لتطبيق النظام الأوروبي لتحقيق أحلامهم
  • الشباب يعسكر في القصيم
  • غدا منتخب الشباب يواجه أندونيسيا في ختام مشاركته ببطولة كأس آسيا
  • آيتان بهما كنز عظيم .. داوم على قراءتهما كل يوم وليلة
  • فصل الرياضة عن الشباب
  • كاسيميرو ينصح مبابي بـ «الصبر»!