أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه أجرى مكالمة هاتفية "مطولة" مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ركزت على الضمانات الأمنية ومساعي تحقيق السلام في أوكرانيا. 

وتأتي هذه المحادثة في ظل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، خاصة مع التحركات الأمريكية الروسية الأخيرة.

وفي سياق متصل، تستضيف العاصمة السعودية الرياض محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس، تهدف إلى مناقشة العلاقات الثنائية والتحضير لمفاوضات سلام محتملة بشأن أوكرانيا.

 

ويترأس الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، بينما يقود الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف. 

ومن اللافت أن هذه المحادثات تُجرى دون مشاركة أوكرانيا أو الدول الأوروبية، مما أثار مخاوف كييف وحلفائها الأوروبيين من إمكانية التوصل إلى اتفاقات تؤثر على مستقبل أوكرانيا دون إشراكها.

وفي هذا الإطار، أعرب زيلينسكي عن قلقه من استبعاد أوكرانيا وأوروبا من هذه المفاوضات، مشددًا على أهمية الضمانات الأمنية لبلاده. وأشار إلى أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن مشاركة أوكرانيا والدول الأوروبية لضمان استدامته ومصداقيته.

ومن جانب آخر، دعت فرنسا إلى اجتماع طارئ لزعماء أوروبيين في باريس لمناقشة التطورات الأخيرة في الملف الأوكراني والأمن الأوروبي. 

ويهدف هذا الاجتماع إلى تنسيق المواقف الأوروبية وضمان عدم تهميش دور أوروبا في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بأمن القارة.

وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى وضع حد للصراع في أوكرانيا، مع التأكيد على ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق سلام عادل ودائم. 

وفي تطور جديد، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة أن تكون الضمانات الأمنية التي تسعى أوكرانيا للحصول عليها "قوية وموثوقة"، محذرًا من أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يكون "هشًا" سيُعتبر مجرد "خداع آخر من روسيا".

جاءت تصريحات زيلينسكي بعد مكالمته المطولة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي ناقشت الضمانات الأمنية ومساعي تحقيق السلام. وأضاف زيلينسكي أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق يُبنى على تنازلات أحادية أو يترك أوكرانيا عرضة لتهديدات مستقبلية.

وتأتي هذه التصريحات وسط محادثات أمريكية-روسية تُجرى في العاصمة السعودية الرياض، والتي أثارت قلق كييف بسبب عدم إشراكها في المفاوضات. 

وأكد زيلينسكي أن أي قرارات تتعلق بمستقبل أوكرانيا لا يمكن اتخاذها دون مشاركة حكومته، محذرًا من محاولات فرض حلول لا تحقق مصالح بلاده وأمنها القومي.

ومن جانبها، أكدت فرنسا دعمها لأوكرانيا في الحصول على ضمانات أمنية فعالة، ودعت لعقد اجتماع طارئ في باريس مع القادة الأوروبيين لمناقشة التطورات الأخيرة. يسعى الأوروبيون إلى التأكيد على أن أي تسوية يجب أن تحترم وحدة الأراضي الأوكرانية ولا تمنح روسيا فرصة لإعادة ترتيب قواتها.

ويخشى زيلينسكي من أن يكون أي وقف إطلاق نار مؤقت مجرد فرصة لروسيا لإعادة تسليح قواتها، كما حدث في اتفاقيات سابقة لم تصمد طويلًا. 

وشدد على أن بلاده لن تقبل سوى بضمانات "مُلزمة" تؤمن سيادتها على المدى الطويل.

ومع استمرار القتال على الجبهات الشرقية في أوكرانيا، تتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة. 

لكن تصريحات زيلينسكي تعكس عدم ثقته في أي اتفاق سلام لا يستند إلى التزامات واضحة وقوية من المجتمع الدولي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الرئيس الأوكراني العاصمة السعودية فولوديمير زيلينسكي ماركو روبيو السلام في أوكرانيا المزيد الضمانات الأمنیة فی أوکرانیا أی اتفاق

إقرأ أيضاً:

تحالف الراغبين يدرس نشر قوات أوروبية في أوكرانيا لفرض أي اتفاق سلام

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مصادر، أن الحلفاء الأوروبيين يبحثون إرسال قوة تتراوح بين 10 إلى 30 ألف جندي إلى أوكرانيا لفرض أي اتفاق سلام مع روسيا.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن ما أطلق عليه "تحالف الراغبين" لدعم أوكرانيا، يريد ضمان التزام واشنطن بالتدخل في حال خرق موسكو شروط الاتفاق.

ويرجح أن يشمل هذا الالتزام دعما لوجيستيا واستخباراتيا إلى جانب الدفاع الجوي لمراقبة التحركات الروسية، وفقا للصحيفة.

وبحسب الصحيفة، اجتمع مسؤولون عسكريون من الدول الغربية في المملكة المتحدة، اليوم الخميس، لبحث دور "التحالف" الذي تقوده بريطانيا وفرنسا، لردع روسيا عن شن أي هجوم مستقبلي على أوكرانيا، وذلك دون مشاركة أميركية.

صلاحيات القوات

وأضافت الصحيفة أن هناك نقاشات جارية حول مدى الصلاحيات التي ستُمنح لهذه القوات، بما في ذلك ما إذا كان سيسمح لها باستخدام القوة ضد القوات الروسية في حال وقوع خروقات.

كما أشارت إلى أن التحول في السياسة الأميركية تجاه موسكو ترك الحلفاء الأوروبيين في موقف معقد، حيث يسعون لضمان سلام دائم في أوكرانيا رغم افتقارهم للقدرات العسكرية الأميركية.

وذكرت وول ستريت جورنال بأن بريطانيا وفرنسا والسويد والدانمارك وأستراليا فقط هي الدول التي أعلنت حتى الآن أنها تدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا، بينما ترفض دول أوروبا الشرقية نشر قواتها خشية استفزاز روسيا وإضعاف دفاعاتها، لكنها قد تقدم دعما لوجيستيا بدلا من ذلك.

إعلان

وبحسب الصحيفة، فإن نشر قوة كبيرة في أوكرانيا قد يستنزف موارد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما أنه قد يتحول إلى التزام طويل الأمد يستمر لعقود، مما يجعله مكلفا للغاية.

في الوقت ذاته، ذكر موقع بلومبيرغ اليوم الخميس أن قادة دول أوروبية، منها ألمانيا وإيطاليا وبولندا، سيجتمعون في باريس الأسبوع المقبل لمناقشة موقفهم من أوكرانيا ومطالبهم المتعلقة بعملية السلام.

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المحادثات تركز على "التخطيط العسكري والعمليات العسكرية" لدعم أوكرانيا.

والأسبوع الماضي، بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سبل وقف إطلاق النار مع روسيا، وقال الرئيس الأميركي "نحن نسير على الطريق الصحيح".

كما بحث ترامب مع بوتين، التفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في اتصال استغرق نحو ساعتين ونصف.

وعقب الاتصال، أعلن ترامب أنه اتفق مع بوتين على وقف فوري لاستهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية في كل من أوكرانيا وروسيا.

وفي اليوم نفسه، أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" أن بوتين وترامب اتفقا على مواصلة الجهود لحل الصراع في أوكرانيا.

وأوضح الكرملين أن بوتين رحب بمقترح ترامب بشأن امتناع كييف وموسكو عن استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوما.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • تصميم بريطاني على نشر قوات برية في أوكرانيا
  • ماكرون يعلن عن قمة جديدة بشأن أوكرانيا
  • ماكرون يعلن عقد قمة جديدة بشأن أوكرانيا في باريس
  • ماكرون يعقد قمة جديدة بشأن أوكرانيا الخميس المقبل
  • زيلينسكي يغلق الهاتف في وجه ماكرون.. تفاصيل
  • ماكرون يعقد قمة في باريس لدعم أوكرانيا بمشاركة زيلينسكي
  • ماكرون يدعو لقمة أوروبية مع زيلينسكي في 27 مارس لدعم أوكرانيا
  • بالفيديو.. زيلينسكي يقطع مكالمة هاتفية تلقاها من ماكرون
  • تحالف الراغبين يدرس نشر قوات أوروبية في أوكرانيا لفرض أي اتفاق سلام
  • ستارمر: يجب أن نستعد للتحرك سريعا حال توصل أوكرانيا وروسيا لاتفاق سلام