تنطلق اليوم الثلاثاء، فاعليات القمة الـ 15 لدول تكتل بريكس، والتي تستضيفها مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا خلال الفترة من 22 وحتى 24 من شهر أغسطس الجاري، بمشاركة قادة ورؤساء الدول الأعضاء في التكتل، إذ تناقش القمة عدة ملفات مهمة على رأسها بحث انضمام مجموعة من الدول التي تقدمت بطلبات فعلية للانضمام للتكتل الاقتصادي الكبير، بما فيهم مصر.

وقال وليد عادل، الخبير الاقتصادي، إن دخول مصر ضمن مجموعة البريكس سيكون دفعة قوية لاقتصادها ضمن تحالف عالمي قوي يشكل 23% من الاقتصاد العالمي والقاهرة سوف توفر فيما لا يقل عن 25-35 مليار دولار جراء الانضمام إلى هذا التحالف، موضحًا أن التكتل يضم في عضويته 5 دول كبرى وذات اقتصاديات متطورة وهي روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وأضاف «وليد» في تصريحات لـ «الوطن»، أن مصر تقدمت من قبل بطلب رسمي للانضمام إلى تجمع «بريكس»، بحسب ما ذكر  السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوريسينكو في يونيو الماضي، والهدف من ذلك هو الاستغناء عن الاعتماد على الدولار في التبادل التجاري مع أعضاء التجمع.

وأضاف: بحسب ما ذكره السفير الروسي لوسائل إعلام روسية فإن «مصر تقدمت بطلب للانضمام إلى مجموعة بريكس، كون إحدى المبادرات التي تشارك فيها بريكس حاليًا هي تحويل التجارة إلى عملات بديلة قدر الإمكان، سواء كانت وطنية، أو إنشاء عملة مشتركة، وهو ما تهتم مصر به».

وتابع: «ربما لا يعلم الكثيرون المعلومات الكاملة عن مجموعة البريكس وهو ما نرصده بالتفاصيل بحسب شرح الخبير الاقتصادي وليد عادل، إذ أن مجموعة البريكس هي تكتل دولي يضم خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حيث تأسست رسميًا في عام 2011 بعد اجتماع قمة في البرازيل، وتهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين هذه الدول الكبرى».

تاريخ مجموعة البريكس يمتد إلى عام 2001 عندما استخدم الاقتصادي الأمريكي جيمس أونيل لأول مرة مصطلح «بريك» لوصف الاقتصادات الناشئة المتقدمة بشكل سريع والتي تشمل البرازيل وروسيا والهند والصين، وفي وقت لاحق، تم إضافة جنوب أفريقيا إلى المجموعة في عام 2010، وتم تغيير اسمها إلى «بريكس»، بحسب ما شرح وليد عادل.

وتعمل مجموعة البريكس على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة البينية، وتسعى لتحقيق الاستقرار المالي وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وتنظم المجموعة قممًا سنوية لقادة هذه الدول لبحث القضايا الاقتصادية والسياسية ذات الاهتمام المشترك.

كل ما تريد معرفته عن مجموعة البريكس

بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، تسعى مجموعة البريكس لتعزيز التعاون في مجالات أخرى مثل الأمن والسياسة الخارجية والثقافة، وتعتبر المجموعة قوة مؤثرة في المحافل الدولية وتسعى للتأثير في النظام الدولي بشكل أكبر على حد وصف وليد.

تحديات مجموعة البريكس

وتواجه مجموعة البريكس تحديات مثل الاختلافات الثقافية والاقتصادية بين الدول الأعضاء وتحديات التنسيق واتخاذ القرارات المشتركة، ومع ذلك، فإن مجموعة البريكس تظل تحظى بأهمية كبيرة في الساحة الدولية وتعكس تحول القوى العالمية وتحقق تقدمًا في تعزيز التعاون بين الدول الناشئة والمتقدمة.

 تغيير النظام النقدي العالمي الحالي

وأوضح الخبير الاقتصادي أن مجموعة البريكس تسعى إلى تغيير النظام النقدي العالمي الحالي، وواحدة من أبرز الخطوات التي اتخذتها المجموعة في هذا الصدد هي إقامة صندوق الاحتياطيات الاستراتيجية للعملات الأجنبية (BRICS Contingent Reserve Arrangement) في عام 2015، الذي يهدف إلى تعزيز الاستقلالية المالية للدول الأعضاء وتقديم الدعم المالي في حالات الأزمات المالية.

علاوة على ذلك، اقترحت مجموعة البريكس أيضًا إنشاء بنك تنمية الجديد (New Development Bank)، الذي بدأ العمل رسميًا في عام 2014، ويهدف إلى توفير تمويل للمشاريع التنموية في الدول الأعضاء وفي الدول النامية الأخرى.

وفي السياق الدولي، تعمل مجموعة البريكس على تعزيز التعاون مع منظمات ومؤسسات دولية أخرى مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والبنك الدولي، بهدف تعزيز تمثيلية الدول الناشئة ومتطلباتها في النظام النقدي العالمي، وفقا لـ«وليد».

الأهداف الرئيسية لمجموعة البريكس

وذكر الخبير الاقتصادي أن الأهداف الرئيسية لمجموعة البريكس في تغيير النظام النقدي العالمي تتمحور حول زيادة التمثيلية والمشاركة في صنع القرارات المالية العالمية، وتحقيق التوازن والعدالة في النظام النقدي العالمي، وفيما يلي بعض الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها مجموعة البريكس.

زيادة التمثيل

تسعى مجموعة البريكس إلى زيادة التمثيل والمشاركة في مؤسسات الحوكمة المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، وتعتقد المجموعة أن توسيع التمثيل يساهم في تعزيز الشفافية والمساواة في صنع القرارات المالية العالمية.

تعزيز الاستقلالية المالية

تهدف مجموعة البريكس إلى تعزيز الاستقلالية المالية للدول الأعضاء وتقليل التبعية عن النظام المالي الدولي القائم من خلال إقامة صندوق الاحتياطيات الاستراتيجية للعملات الأجنبية، وبنك تنمية البريكس، وتسعى المجموعة إلى توفير آليات تمويل خارجية بديلة وتعزيز الثقة في القدرة الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء.

تحقيق التوازن والعدالة

تركز مجموعة البريكس على تحقيق التوازن والعدالة في النظام النقدي العالمي، وتشمل جوانب ذلك تحسين آليات توزيع المساعدات المالية وتخفيف الديون للدول النامية والمساهمة في تعزيز التنمية المستدامة.

تعزيز التعاون والتنسيق

وأضاف «عادل» أن مجموعة البريكس تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء والجهات المعنية الأخرى في مجال النظام النقدي العالمي، وتعتقد المجموعة أن التعاون القوي والتنسيق الفعال يمكن أن يؤدي إلى تحقيق تغيير حقيقي وإصلاحات هامة في النظام النقدي العالمي مع العلم أن تغيير في النظام النقدي العالمي يعتبر عملية تستغرق وقتًا طويلاً، وتتطلب توافقًا واسعًا بين الدول والمشاركين الرئيسيين في النظام المالي العالمي.

ورد الخبير الاقتصادي على سؤال ما هي التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة ومجموعة البريكس؟ بأن هناك عدد من التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة ومجموعة البريكس. ومن بين هذه التحديات:

التجارة والتبادل الاقتصادي

وقد تنشأ توترات تجارية بين الولايات المتحدة وبعض دول مجموعة البريكس، خاصة فيما يتعلق بالمنافسة والتبادل التجاري في القطاعات الحساسة مثل الصناعة والزراعة والتكنولوجيا، وقد تشمل هذه التوترات فرض رسوم جمركية وإجراءات حمائية، مما يؤثر على حجم التبادل التجاري ويؤثر على العلاقات الاقتصادية بين الأطراف، بحسب وليد.

السياسة الخارجية والتوجهات الجيوسياسية

ربما تنشأ توترات سياسية بين الولايات المتحدة ومجموعة البريكس نتيجة لاختلاف وجهات النظر والمصالح في القضايا الدولية المختلفة، وقد تشمل هذه القضايا التحالفات العسكرية، النزاعات الإقليمية، والتدخلات الخارجية، قد يتبع الأطراف مواقف متنافرة، ما يزيد من التوترات ويؤثر على العلاقات الثنائية.

النظام المالي العالمي

ومن الممكن أن تنشأ تحديات في سياق النظام المالي العالمي بين الولايات المتحدة ومجموعة البريكس، وذلك نظرًا للرغبة في تحقيق التوازن والعدالة المالية، قد تكون هناك اختلافات في الرؤى والمطالبات المتعلقة بالسياسات النقدية والتمويل الدولي، مثل دور الدولار الأمريكي كعملة احتياطية وإصلاح صندوق النقد الدولي.

طلب مصر الدخول لمجموعة البريكس

وأشار إلى أن غير متوقع إصدار عملة جديدة خلال الفترة الحالية حيث سيتم الاعتماد على التبادل التجارى بالعملات المحلية للدول الأعضاء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجموعة البريكس تجمع البريكس مصر اجتماع البريكس البريكس مجموعة بريكس الخبیر الاقتصادی لمجموعة البریکس مجموعة البریکس تعزیز التعاون النظام المالی الدول الأعضاء على العلاقات بین الدول إلى تعزیز فی عام

إقرأ أيضاً:

وفد اقتصادية قناة السويس يلتقي رئيس مجموعة موانئ أبو ظبي لبحث تعزيز التعاون

عقد وفد الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، برئاسة وليد جمال الدين، رئيس الهيئة، اجتماعًا مع محمد جمعة الشامسي، رئيس مجموعة مواني أبوظبي بمقر المجموعة بميناء زايد، وذلك خلال ثاني أيام الزيارة الرسمية لوفد الهيئة للعاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك للتعرف عن قرب على أبرز أنشطة مجموعة مواني أبوظبي، فضلًا عن بحث تعزيز التعاون الثنائي بين الهيئة والمجموعة والاستفادة المتبادلة من خبرات اثنتين من كبرى الكيانات الإقليمية لا سيما في مجالات المواني والخدمات اللوجستية ودعم سلال الإمداد عالميًّا، هذا وقد حضر اللقاء عدد من القيادات التنفيذية للجانبين.

وتناول اللقاء تعريفًا بمجموعة مواني أبوظبي والشركات التابعة لها التي تعمل في خمسة قطاعات رئيسة هي: (قطاع الخدمات الرقمية الذي يوفر حلولًا رقمية متطورة وذكية ومبتكرة للعملاء، وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، حيث يغطي مساحة إجمالية في أبوظبي تبلغ 550كم2 ويخدم 1500 عميل، وقطاع اللوجستيات المسؤول عن توفير حلول وخدمات سلاسل التوريد محليًّا ودوليًّا، وقطاع الشحن والخدمات البحرية، بالإضافة لقطاع المواني حيث تدير المجموعة نحو 10 محطات متنوعة حتى الآن).

كما قام وفد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بجولة تفقدية لمقر شركة "Maqta Technologies" داخل قطاع "Digital District" أحد الأذرع الخمسة للمجموعة وهي المسئولة عن كافة الحلول المتكاملة "Solution Development" لخدمة المجموعة، حيث تعد الشركة الأساسية في إدارة قطاع الخدمات الرقمية، حيث تمتلك مركزين للأبحاث والتطوير، ولديها 4000 عامل بالشركة، وتعمل بشكل أساسي على تقديم خدمات نظام الشباك الواحد "Wide Single Window"، والمنصة الإلكترونية "Electronic Platform"، ونظام إدارة الموانئ "Port Management System"، بالإضافة لنظام مراقبة النقل "Transport Control System"، كما تقدم بعض الحلول المتمثلة في: ( خدمة Border Vision من خلال تحويل كافة العمليات الجمركية إلى أتوماتيكية، وRisk Lab وهو نظام تحديد وإدارة المخاطر على الحدود لإعطاء الأولوية للمعاملات عالية المخاطر، ونظام Boarder Meter الذي يوفر رؤية شاملة لكل خطوة متضمنة في معالجة السلع التجارية من وقت الوصول).

من جانبه، ناقش وليد جمال الدين، أطر الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة ومجموعة مواني أبوظبي في المجالات وموضوعات التعاون المشترك خاصة بمواني السخنة وشرق بورسعيد والمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لكل من مصر والإمارات، لافتًا إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحرص على تعميق التعاون الثنائي مع مجموعة مواني أبوظبي تحقيقًا لرؤية الهيئة في توطين الصناعة ودعم سلاسل الإمداد إقليميًّا وعالميًّا، كما أشار إلى إمكانية تبادل الخبرات في مجالات رقمنة خدمات المواني وتقديم الخدمات اللوجستية، موضحًا أن مواني المنطقة الاقتصادية تلعب دورًا محوريًّا في دعم حركة التجارة العالمية، كما أن التكامل بينها وبين المناطق الصناعية التابعة للهيئة والحوافز الاستثمارية التنافسية تمثل أحد الحلول الناجزة أمام المستثمرين من مختلف دول العالم لمواجهة التحديات الجيوسياسية الراهنة التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي.

من جانبه، أكد رئيس مجموعة مواني أبوظبي أن المجموعة تسعد بالتعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا على انعكاس هذا التعاون على النجاح المشترك للجانبين، لافتًا إلى ما حققته مجموعة موانئ أبوظبي من نجاحات في جميع قطاعات أعمالها الرئيسية.

مقالات مشابهة

  • تعزيز الشراكات الدولية.. دعم القطاع الخاص الليبي وتحفيز النمو الاقتصادي
  • وزير المواصلات يبحث مع وفد أردني سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
  • خبير يكشف كواليس اجتماع مجلس جامعة الدول على مستوى المندوبين الدائمين
  • وفد اقتصادية قناة السويس يلتقي رئيس مجموعة موانئ أبو ظبي لبحث تعزيز التعاون
  • البرازيل: دول “بريكس” ستدافع عن النظام العالمي المتعدد الأطراف
  • نصر عبده: التكامل الاقتصادي لن يجعل الدول العربية تحتاج إلى أحد
  • صندوق النقد الدولي يخفض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للعام الحالي ليبلغ 2.8%
  • المشاط تعقد اجتماعات مكثفة مع الإدارة العليا لمجموعة البنك الدولي بواشنطن
  • خبير اقتصادي يقترح ضريبة موحدة لتخفيف أعباء المستثمرين وتحفيز بيئة الأعمال
  • كلاوس شواب يتنحّى عن رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي