الصين تحث واشنطن على "تصحيح أخطائها" بعد تعديل موقفها من تايوان
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
دعت الصين، يوم الاثنين، الولايات المتحدة إلى "تصحيح أخطائها" عقب تحديث وزارة الخارجية الأمريكية لموقعها الإلكتروني وإزالة الصياغة السابقة التي تنص على عدم دعم استقلال تايوان، في خطوة أثارت غضب بكين التي اعتبرتها تراجعًا خطيرًا في السياسة الأمريكية تجاه الجزيرة.
وشملت التعديلات أيضاً إضافة إشارات جديدة إلى التعاون بين تايوان والبنتاغون في مجال التكنولوجيا وأشباه الموصلات، وكذلك التأكيد على دعم واشنطن لعضوية تايوان في المنظمات الدولية "حيثما أمكن".
لطالما رفضت بكين أي اعتراف دولي بتايوان أو أي تواصل رسمي بين مسؤولي الجزيرة والمسؤولين الأجانب، معتبرة ذلك تشجيعًا للنزعة الانفصالية. ويأتي هذا التحديث بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية في البيت الأبيض، مما يعكس توجهًا جديدًا في السياسة الأمريكية تجاه الجزيرة.
وخلال مؤتمر صحفي في بكين، وصف المتحدّث باسم الخارجية الصينية غيو جياكون التعديلات الأخيرة على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية بأنها "انتكاسة كبيرة"، مشددًا على أنها "تبث رسالة خاطئة جدًا إلى القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان".
وأضاف: "هذه الخطوة تعكس إصرار الولايات المتحدة على سياستها الخاطئة المتمثلة في استخدام تايوان لقمع الصين. نحن نحث الجانب الأمريكي على تصحيح أخطائه فورًا".
Related" كل الحب بموجب القانون".. تايلاند تُشرّع زواج المثليين بعد تايوان ونيبال"تثيرون المتاعب عمدًا".. الصين تحذّر سفينة كندية من عبور مضيق تايوان وتايبيه ترد: "المضيق ليس لكم"تايوان تفتح أبوابها للعاملين عن بُعد: هل ستكون وجهتك التالية للعمل من الخارج؟واشنطن تؤكد التزامها بسياسة "الصين الواحدة"رغم التعديلات المثيرة للجدل، أكدت الولايات المتحدة أنها لم تغيّر موقفها الرسمي تجاه تايوان. فقد أشار متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الأحد، إلى أن تحديث الصفحة جاء "كجزء من المراجعات الدورية لإعلام الجمهور العام بطبيعة العلاقة غير الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان".
وأضاف المتحدث: "تظل الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة الصين الواحدة"، في إشارة إلى موقف واشنطن الرسمي الذي لا يعترف بسيادة تايوان، لكنه يقر بموقف الصين من القضية. كما أكد أن واشنطن "تلتزم بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وأضاف: "نحن نعارض أي تغييرات أحادية الجانب للوضع القائم من أي طرف. نؤيد الحوار عبر المضيق، ونتوقع أن يتم حل الخلافات بين الجانبين بوسائل سلمية، بعيدًا عن الإكراه، وبطريقة يقبلها الشعبان على جانبي المضيق".
تايبيه ترحّب بالتعديلاتمن جانبه، رحّب وزير خارجية تايوان لين شيا لونغ، يوم الأحد، بما وصفه بـ"الدعم والموقف الإيجابي" الذي أظهرته واشنطن في علاقتها مع تايوان، معتبرًا أن التعديلات الأخيرة تعكس التزام الولايات المتحدة تجاه الجزيرة.
وترفض الحكومة التايوانية بشدة مطالبات بكين بالسيادة عليها، مؤكدة أن شعب تايوان وحده هو من يقرر مستقبل الجزيرة. وتصرّ تايبيه على أنها بالفعل دولة مستقلة تحت اسم "جمهورية الصين"، وهو الاسم الرسمي للجزيرة، التي أصبحت مقرًا للحكومة القومية الصينية بعد فرارها من البر الرئيسي للصين عام 1949 عقب خسارتها الحرب الأهلية أمام الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ، الذين أسسوا "جمهورية الصين الشعبية".
ويبقى من غير الواضح ما إذا كانت التعديلات الأمريكية الأخيرة تمثل تحولًا حقيقيًا في السياسة الأمريكية تجاه تايوان، أم أنها مجرد تحديث روتيني كما تزعم الخارجية الأمريكية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "تثيرون المتاعب عمدًا".. الصين تحذّر سفينة كندية من عبور مضيق تايوان وتايبيه ترد: "المضيق ليس لكم" انفجار مروع في متجر بتايوان يودي بحياة أربعة أشخاص تايوان: انفجار في متجر بتايتشونغ يخلف 4 قتلى وعشرات المصابين دونالد ترامبتايوانالصينمجتمع- نزاعاتالولايات المتحدة الأمريكيةسياسةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي روسيا الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي روسيا الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا دونالد ترامب تايوان الصين الولايات المتحدة الأمريكية سياسة دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي روسيا الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا حفل موسيقي تقاليد فلاديمير بوتين بروكسل الصحة إسرائيل الخارجیة الأمریکیة الولایات المتحدة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء الصين يدعو إلى فتح الأسواق وسط تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن
الاقتصاد نيوز - متابعة
حث رئيس وزراء الصين لي تشيانغ، خلال منتدى سنوي للأعمال في بكين الأحد، الدول على فتح أسواقها لمواجهة «تزايد عدم الاستقرار والضبابية»، وذلك في وقت تستعد فيه الصين لمواجهة مزيد من الرسوم الجمركية الأميركية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن لي قوله أمام العشرات من الرؤساء التنفيذيين الأجانب والسناتور الجمهوري الأميركي ستيف داينس في منتدى التنمية الصيني: «في عالم اليوم الذي يتعاظم فيه الانقسام العالمي مع تزايد عدم الاستقرار والضبابية، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تفتح الدول أسواقها وشركاتها... لمقاومة المخاطر والتحديات».
ووفقاً لمصادر رويترز، فإن من بين الرؤساء التنفيذيين الأجانب المشاركين في المنتدى، الذي يستمر يومي الأحد والاثنين، تيم كوك من شركة «آبل»، وكريستيانو آمون من «كوالكوم»، وباسكال سوريو من «أسترازينيكا»، وأمين الناصر من «أرامكو السعودية». ومن المتوقع أن يلتقي بعضهم بالرئيس شي جين بينغ يوم الجمعة.
جذب الاستثمارات الأجنبية
وتسعى بكين إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث يحاول صانعو السياسات تعزيز الاستهلاك المحلي للتخفيف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.
ونقلت وكالة شينخوا الرسمية عن لي قوله: «سنركز على الجمع بين تكثيف السياسات وتحفيز قوى السوق»، دون الكشف عن تفاصيل محددة بشأن إجراءات التحفيز.
وأضاف لي أنه يأمل أن يكون رواد الأعمال «مدافعين أقوياء عن العولمة ومروجين لها... وأن يقاوموا النهج الأحادي وسياسة الحماية التجارية».
وأشارت مصادر إلى أن عدد الرؤساء التنفيذيين الأميركيين الذين حضروا المنتدى هذا العام كان أقل مقارنة بالعام الماضي بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية بين بكين وواشنطن.
وعقد لي تشيانغ اجتماعاً مع داينس وسبعة رؤساء تنفيذيين أميركيين آخرين بعد ظهر الأحد، وهو ما وصفه داينس بأنه «فرصة لهم لمشاركة آرائهم بشأن بيئة الأعمال في الصين».
وفي السياق ذاته، التقى السناتور داينس، وهو من ولاية مونتانا وأحد المؤيدين البارزين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ في بكين يوم السبت، في أول زيارة يقوم بها سياسي أميركي للصين منذ تولي ترامب منصبه في يناير كانون الثاني.
وكان ترامب قد أعلن عن موجة جديدة من الرسوم الجمركية "المضادة" اعتباراً من الثاني من أبريل نيسان، تستهدف الدول التي تفرض حواجز تجارية على المنتجات الأميركية، وقد تشمل الصين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية بنسبة 20% على الصادرات الصينية، مما دفع بكين للرد بفرض رسوم إضافية على منتجات زراعية أميركية.
ووفقاً لوسائل إعلام رسمية، تعهد المسؤول الصيني هان وين شيو خلال المنتدى ببذل المزيد من الجهود لتعزيز الإصلاحات في قطاع الإمداد، وتعزيز الاعتماد على الذات في مجالي العلوم والتكنولوجيا.
ومع اختتام الدورة السنوية للهيئة التشريعية الصينية هذا الشهر، أكدت الحكومة عزمها تعزيز الاستهلاك بقوة، في ظل اقتصاد يواجه تباطؤ الطلب الاستهلاكي وأزمة عقارية طويلة الأمد.
إلا أن محللين يرون أن صانعي السياسات في الصين قد يضطرون إلى إطلاق جهود تحفيزية أكبر، إذا تصاعدت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن خلال هذا العام.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام