إن ما نشاهده الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما تنقله القنوات الفضائية المختلفة حول العالم وما بثته من دمار هائل في كل شبر من أرض غزة وما حولها، والتي أصبحت ركاما، لا زرع فيها ولا ماء، يجعلنا نقف إجلالا وتقديرا ودعما ومساندة لهذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني بعد أن صبر وتحمل ما لا يتحمله شعب في العالم بل روى تراب أرضه بدمائه فداء لها ودفاعا عنها متمسكا بالاستمرار في الدفاع عنها حتى التحرير.



الشعب الفلسطيني يصحح التاريخ

هذا يجعلنا حقيقة نطالب بمحاكمة كل من شارك وساهم في تزوير التاريخ وشوّه صورة وسمعة الشعب الفلسطيني وأنه هو من باع أرضه وفرط فيها، هؤلاء يجب أن يحاكموا بتهمة الغباء السياسي، وإشاعة الأخبار الكاذبة وتضليل الرأي العام، كما يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى، وأيضا بتهمة تزوير التاريخ لشعب عاش يكافح ويدافع عن أرضه لأكثر من 70 عاما وما زال.

إن هذا التضليل المتعمد والتزوير الممنهج كانت له آثاره السلبية على طريق النضال والتحرير مما ساهم بشكل أو بآخر في عزلة الشعب الفلسطيني لسنوات، ولسان حال هؤلاء يقول هم يستحقون، فهم من باعوا وفرطوا.

اليوم يصحح لنا الشعب الفلسطيني وغزة العزة كذب وافتراء وتضليل هؤلاء ويكتبون التاريخ بدمائهم الزكية لنا وللعالم ويصححون الصورة الذهنية ويؤكدون بصمودهم حقيقة الصراع، وأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ، ولا مكان للمحتل.

اليوم يصحح لنا الشعب الفلسطيني وغزة العزة كذب وافتراء وتضليل هؤلاء ويكتبون التاريخ بدمائهم الزكية لنا وللعالم ويصححون الصورة الذهنية ويؤكدون بصمودهم حقيقة الصراع، وأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ، ولا مكان للمحتل
الطوفان العظيم

إن من بشريات طوفان الأقصى والتفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة ومساندتها ودعمها بأرواحهم ودمائهم سوف يفشل كل مخططات المجتمع الدولي تحت أي مسمى، سواء بالتهجير أو التقسيم، أو بالمراوغة أو بالوعود الكاذبة أو بالكلام المعسول.

لقد رأينا عجبا من عالم أحول يكيل بمكيالين في التعامل مع القضية الفلسطينية وجدناه يتعامل معها بعنصرية شديدة بل ويتآمر عليها ليل نهار رغم عدالة القضية ونزاهتها، وهي وحدها تملك الحق الثابت والأصيل التي تتمتع به تاريخيا، إن أصحاب الحق أصحاب الأرض بثباتهم وصمودهم سوف يكشفون ويثبتون لأحرار العالم كذب المجتمع الدولي المتكرر دائما في المحافل الدولية ببسط العدالة، ودعم الشعوب للحصول على حقوقهم المشروعة في بناء أوطانهم وبسط السيادة عليها كي تتمتع بالاستقلال كباقي دول العالم.

أمنيات صهيونية عقب الطوفان

إن هذه الدعوات والتصريحات المتكررة من ترامب وحلفائه هدفها الأول والأخير تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني، وما صرح به ترامب مؤخرا هي وعود قطعها على نفسه لإنقاذ نتنياهو وحكومته من المساءلة وترميم فشل نتنياهو الذريع في إدارة الحرب التي لم يحقق أيا من أهدافها المعلنة، وهو السبب الذي أصاب كل مؤسسات الكيان الصهيوني بالتصدع.

إن ممارسة البلطجة من قبل ترامب بتصفية القضية سوف تفشلها المقاومة وأيضا صمود الشعب الفلسطيني، وكذلك المساندة الشعبية من كل شعوب العالم الحر.

إن هذه التصريحات ما هي إلا وهْم، هي والعدم سواء، ولا تحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة، بل هي وعود ترامب التي قطعها على نفسه لخدمة اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف في إسرائيل.

إن ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣ على أرض فلسطين هي معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ معجزة في التخطيط، معجزة في التدريب معجزة السرية، معجزة وتوفيق في اختيار التوقيت، إن هذا الحدث هو حقا بمثابة الطوفان الذي قلب العالم "من ساسه إلى راسه" كما يقولون.

بعد الوصول إلى وقف إطلاق النار وإبرام صفقة التبادل أصيب الداخل الإسرائيلي بزلزال من مشاهد تبادل الأسرى وظهور عناصر حماس بعتادهم ومركباتهم، وهم يرتدون الزي العسكري حاملين الأسلحة الإسرائيلية التي اغتنموها خلال الحرب؛ في رسالة مفادها "الأرض لنا"، وكذلك التفاف الشعب حولهم في رسالة أخرى معناها التحرير طريقنا، ليسقطوا معها كل المؤامرات التي تحاك بالقضية الفلسطينية في الظلام.

وبعد أيام من التبادل وعودة النازحين إلى بيوتهم لما نصت عليه الاتفاقية شاهدنا طوفانا من البشر يعودون إلى منازلهم المدمرة أملا في التعمير والعيش، في تحد ورفض قاطع لكل دعوات التهجير والإصرار على البقاء على أرضهم، حاملين بعض أمتعتهم فوق رؤوسهم مرددين "نتنياهو وينه.. كسرنا عينه"، ومع كل مرحلة من مراحل التحرير يثبت الشعب الفلسطيني أنه أكثر شعوب العالم دفاعا عن أرضه ومقدساته.

إن الحول السياسي الذي تمارسه أمريكا ضد مستقبل الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة يتبلور في تصريح ترامب بضرورة تهجير الشعب الفلسطيني بين مصر والأردن، أو إلى بعض دول العالم والذي يتفق مع سياسة ورؤية اليمين المتطرف في إسرائيل في نظرته للقضية الفلسطينية بضرورة تصفيتها.

ما يدعو إليه ترامب هو بمثابة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل، كما أن هذه الدعوة تمثل خطرا شديدا على الأمن القومي المصري والأردني، بل إنها سوف تجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وعدم استقرار
إن ما يدعو إليه ترامب هو بمثابة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل، كما أن هذه الدعوة تمثل خطرا شديدا على الأمن القومي المصري والأردني، بل إنها سوف تجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وعدم استقرار. إن السياسة التي يتبعها ترامب في الشرق الأوسط من أول يوم مارس فيه مهامه الجديدة كرئيس لأمريكا؛ هي سياسة البلطجة الممنهجة التي يعتمد من خلالها على نهب ثروات المنطقة، وفرض سياسة الترهيب من أجل تبني وتنفيذ رؤيته وتطلعاته على حساب صاحب الأرض والتاريخ.

إن السياسة التي يتعامل بها ترامب مع حكامنا هي سياسة الترهيب، هذا ما لاحظناه في التعامل مع الملك عبد الله، ملك الأردن، وهو يستمع إليه في مشهد غير برتوكولي على الإطلاق ولا يليق باستقبال حاكم عربي.

إن سياسة الرئيس الأمريكي ترامب ونظرته للشرق الأوسط سياسة خبيثة مبنية على الابتزاز، وتوسيع رقعة الكيان الصهيوني، وسيطرة الكيان الصهيوني على منطقة الشرق الأوسط أملا في نزع سلاح المقاومة، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بمزيد من العربدة بعد حصولها على الأسلحة والقنابل الفتاكة من أمريكا الأمر الذي يجعل مستقبل المنطقة على صفيح ساخن.

إن سياسة التهديد والترهيب التي يمارسها ترامب في منطقة الشرق الأوسط جعلت حكام المنطقة في أزمة كبيرة، وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن استقلالية دولنا العربية ما هي إلا وهم لا يمت للحقيقة بصلة.

ويبقى في النهاية الحديث عن تنفيذ عملية التهجير تظل أمنية تدور في رؤوس الصهاينة وحلفائهم، لم ولن تتحقق لهم بصمود الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني المقاومة التهجير فلسطين مقاومة غزة تهجير طوفان الاقصي مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منطقة الشرق الأوسط القضیة الفلسطینیة للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

سهيل دياب: إسرائيل تريد التخلص من الورقة الرسمية التي تحمي الحق الفلسطيني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك العديد من الأوهام المتراكمة لدى أطراف مختلفة بشأن الوضع الإسرائيلي في غزة.

وخلال مداخلة في برنامج "منتصف النهار" الذي تقدمه الإعلامية نهى درويش عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح دياب أن هناك اعتقادًا خاطئًا بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يمتلك سلطة مطلقة، وأن تهديداته تتحول بالضرورة إلى واقع، مؤكدًا أن هذا التصور غير دقيق، وعلى إسرائيل أن تدرك ذلك.

وأضاف أن عائلات المحتجزين الإسرائيليين تعيش أيضًا في دائرة الوهم، حيث خرجوا في احتجاجات غاضبة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معلقين آمالهم على تدخل ترامب، وهو رهان غير واقعي، إذ لن يكون له تأثير حقيقي في إنصافهم.

كما أشار دياب، إلى أن إسرائيل تسعى للتخلص من أي ورقة رسمية تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مما يجعل استمرار الحرب على غزة أمرًا متوقعًا.

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
  • ترامب يرسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط في تصعيد ضد الحوثيين
  • المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط: ترامب لا يريد الحرب مع إيران
  • أحمد ياسر يكتب: سياسة ترامب.. استراتيجية ارتجال أم عدم يقين؟
  • ترامب يرسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لمواجهة تهديدات الحوثيين
  • تدرس الثقافة المغربية في المدارس الإسبانية يزعج اليمين المتطرف
  • الخارجية الفلسطينية: الفشل في تفعيل آليات وضوابط القانون الدولي يشجع الاحتلال على تعميق نكبة الشعب الفلسطيني
  • تخوف إسرائيلي: الولايات المتحدة ستتركنا لمصيرنا في مرحلة ما
  • «مصطفى بكري»: حوار المتحدث العسكري مع «أ ش أ» يؤكد جاهزية الجيش للتصدي لكل التحديات التي تحيط بالدولة المصرية
  • سهيل دياب: إسرائيل تريد التخلص من الورقة الرسمية التي تحمي الحق الفلسطيني