وضاح بن مسعود
مجددا تطل علينا بيانات القيادة المركزية كشخوص باهتة تحاول تزيين الفشل العسكري في اليمن بطلاء انتصارات ورقية.
من يتابع حلقات مسلسل ضبط الأسلحة الإيرانية سيكتشف أنها نفس الحكاية منذ عقد ونفس الالة الدعائية التي تختنق بتناقضاتها!
بعد سنوات من زعم قطع الدعم الإيراني، تفاجأ أقوى التحالفات بصواريخ يمنية تحلق فوق أساطيلها، فتلجأ فورا لحيلة الحاوية السحرية التي تسربت رغم حصار يخنق حتى الهواء.
هل يعقل أن تصدق هذه الأكذوبة؟ كلما اشتدت ضربات أنصار الله، انطلقت حملات إعلامية لسرقة إبداعهم وصبغه باللون الإيراني وكأن اليمنيين الذين حطموا أساطيل بأسلحة محلية عاجزون عن صناعة طائرة مسيرة دون وصاية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا، لماذا تفشل أقمار التجسس في رصد التهريب إلا بعد هزيمة ميدانية للتحالف؟ الجواب ببساطة الحاجة أم الاختراع.
لكن الحقيقة المرة أن ما يسمى ضبطيات أسلحة هي مسرحية تنتجها مخابرات التحالف في غرف مظلمة. ما يسمى خفر السواحل التابعة لحكومة المرتزقة المزعوم الذي فشل حتى في حماية مقراته يريدنا أن نصدق فجأة أنه أصبح شرطي الخليج، القصة مكشوفة يا هؤلاء تشتري المخابرات معدات من السوق السوداء، تنقلها لمناطق نفوذها، ثم تلتقط صورا درامية وكأنها غنائم حرب.
المفارقة الساخرة أن أنصار الله يعرضون مصانعهم المحلية للطائرات المسيرة على شاشات التلفاز، بينما الأسلحة الإيرانية تظل حبيسة تقارير استخبارية لم يرها أحد بعينه.
السخرية تكمن في أن من يصدقون هذه الأكذوبة هم أنفسهم يعرفون زيفها. حتى حلفاء أمريكا لم يعودوا يخجلون من تبادل نظرات استهزاء كلما تليت عليهم قصة الخطر الإيراني، فبعدما حولوا اليمن إلى ساحة لتجارة السلاح، يحاولون الآن بيع الوهم كي يبرروا استمرار جريمة أصبح العالم بأسره شاهدا عليها.
اخيرا اذكركم بهذه التصريحات التي صدرت قبل أشهر منها حديث مسؤول في البنتاغون، “بيل لابلانت”، الذي اعترف بأن اليمن أصبح ينتج صواريخ باليستية بتقنيات لا توجد إلا في الدول المتقدمة، واصفا هذه القدرات بأنها “مذهلة” وتفوق التوقعات. وأضاف أن الجيش اليمني بات “مخيفا بسبب امتلاكه أسلحة متطورة قادرة على تهديد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر.
كذلك تصريحات وزير الدفاع الأمريكي “أوستن” إلى أن الحوثيين طوروا قدرات عسكرية متقدمة بشكل مذهل، مثل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تصل إلى “إسرائيل”، والطائرات المسيرة المصنعة محليا، والتي تستخدم في استهداف السفن.
وأوضح أن هذه القدرات تجعل من الحوثيين تهديدا صعب الاحتواء، حتى بالضربات الجوية المتكررة.
ما رأيكم بتناقضات تصريحات وزير الدفاع الامريكي مع القيادة المركزية؟!
امر مضحك اليس كذلك.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
كشف النقاب عن القاعدة العسكرية السرية التي تنطلق منها طائرات أمريكا لقصف اليمن
صورة تعبيرية (وكالات)
في تطور جديد يكشف عن توجيه الولايات المتحدة مزيداً من قوتها العسكرية في حربها ضد الحوثيين في اليمن، كشفت الصين، الثلاثاء، عن القاعدة العسكرية الأمريكية التي تُستخدم حالياً في تنفيذ العمليات العسكرية في المنطقة.
وقد نشرت منصات إعلامية رسمية صينية مقطع فيديو يظهر انطلاق قاذفات استراتيجية أمريكية من إحدى القواعد السرية التي تحتفظ بها واشنطن في المحيط الهندي، تحديدًا في جزيرة دييغو غارسيا.
اقرأ أيضاً تطورات صادمة في أسعار الصرف اليوم: فرق شاسع بين صنعاء وعدن يثير القلق 25 مارس، 2025 صنعاء توجه رسائل نارية للسعودية وتحذر ترامب: تطور مهم 25 مارس، 2025هذه القاعدة، التي تقع في موقع استراتيجي بالقرب من اليمن، أصبحت نقطة محورية في الصراع القائم في المنطقة.
وبحسب المعلومات التي أوردتها منصة "الصين بالعربية"، التي تديرها وزارة الخارجية الصينية، فإن الولايات المتحدة تستخدم القاذفات الاستراتيجية من طراز "بي-2" و"بي-52 اتش" من قاعدة دييغو غارسيا لتكثيف عملياتها العسكرية في اليمن.
وتُعتبر هذه القاذفات جزءاً من أسلحة الردع الأمريكية ذات القدرات الهائلة، إذ تستخدمها واشنطن لضرب أهداف معادية على مسافات بعيدة، دون الحاجة للتواجد العسكري المباشر على الأرض.
المعروف عن جزيرة دييغو غارسيا أنها تُعد واحدة من القواعد العسكرية السرية والاستراتيجية التي تحتفظ بها الولايات المتحدة في المحيط الهندي.
تُستخدم هذه القاعدة كنقطة انطلاق رئيسية للطائرات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية، في عدد من العمليات العسكرية التي تشمل مناطق واسعة من الشرق الأوسط وآسيا.
موقع الجزيرة الجغرافي يجعلها منصة مثالية للعمليات الجوية على اليمن، ما يمنح القوات الأمريكية قدرة على ضرب أهداف محددة في عمق الأراضي اليمنية من دون التعرض لمخاطر كبيرة في الأجواء التي تشهد تحركات معادية، بما في ذلك الدفاعات الجوية المتطورة التي يمتلكها الحوثيون.
يأتي الكشف عن هذه القاعدة العسكرية الأمريكية في وقت حساس، حيث أكدت تقارير أمريكية سابقة على الحاجة المتزايدة لقاذفات الشبح مثل "بي-2" في العمليات ضد الحوثيين.
وتشير هذه التقارير إلى أن الحوثيين أصبح لديهم أنظمة دفاع جوي متقدمة، وهو ما جعل القوات الأمريكية تُدرك عجز مقاتلاتها التقليدية عن التحليق بحرية فوق الأراضي اليمنية دون المخاطرة بالتعرض لنيران الدفاعات الجوية المتطورة.
وقد صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، في وقت سابق بأن هذه الأنظمة الدفاعية التي يمتلكها الحوثيون قد تشكل تهديدًا كبيرًا للطائرات الأمريكية التقليدية، مما دفع واشنطن إلى تكثيف استخدام الطائرات الشبحية التي تتمتع بقدرة على التخفي من الرادارات.
كما يُعتقد أن هذه التطورات تأتي في ظل التقارير التي تشير إلى خروج حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، المتمركزة في البحر الأحمر، عن الخدمة لفترة، ما قد يفسر تركيز العمليات الأمريكية الجوية على قاعدة دييغو غارسيا.
يُعتقد أن هذا التطور قد أدى إلى تعزيز أهمية هذه القاعدة العسكرية باعتبارها البديل في غياب بعض القواعد العسكرية البحرية المؤثرة في المنطقة.
إن الكشف عن استخدام القاعدة الأمريكية في جزيرة دييغو غارسيا يعكس بوضوح حجم التدخل العسكري الأمريكي في حرب اليمن ودور هذه العمليات الجوية في الصراع الدائر هناك.
وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى دعم تحالفها العسكري في المنطقة وتعزيز وجودها الاستراتيجي ضد الحوثيين، الذين يشكلون تهديدًا مستمرًا لقوات التحالف في اليمن.
وبينما يُعتبر هذا التدخل العسكري جزءًا من مساعي واشنطن لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في مواجهة الحوثيين، فإنه يثير أيضًا تساؤلات حول التداعيات الإقليمية لهذا التدخل.
في الوقت الذي يتزايد فيه الاعتماد على الطائرات الشبحية والقاذفات الاستراتيجية في العمليات العسكرية، يظل التساؤل الأبرز هو إلى أي مدى ستؤدي هذه العمليات إلى تصعيد الصراع وزيادة تعقيد الوضع في اليمن.