بعد كريات أربع.. تحذيرات إسرائيلية واسعة من هجمات نوعية مقبلة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
حذّر قادة وخبراء أمنيون وعسكريون في إسرائيل يوم الثلاثاء، من تزايد فرص محاولات تنفيذ عمليات فلسطينية في العمق الإسرائيلي وفي الضفة الغربية، على غرار عملية "كريات أربع" الأخيرة.
ورأى بعض الخبراء والمحللين في إسرائيل الثلاثاء في تصريحات لهم أن البلاد مقبلة على موجة متصاعدة من العمليات الفلسطينية النوعية، كعمليات حوارة و"كريات أربع".
وبحسب قناة "كان" العبرية، تسود مخاوف واسعة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من تصاعد وتيرة العمليات في منطقة الخليل تحديداً بسبب حساسية التوترات مع المستوطنين.
وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن المجلس الأمني المصغر "الكابينت" سيعقد جلسة مساء الثلاثاء لبحث موجة العمليات الفلسطينية الأخيرة وخطوات كبحها.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قادة أمنيين قولهم إن "البلاد لم تصل بعد لذروة موجة العمليات، وإن حقيقة نجاح العمليات الأخيرة، إلى جانب نجاح منفذيها في الانسحاب، تزيد من فرص محاولات تنفيذ عمليات مشابهة".
من جهته، اعتبر يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي أن ما يجري من عمليات "يتم بتمويل إيران وأذرعها التي تبحث عن أي طريقة لإلحاق الأذى بنا، حسب قوله.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي "باتخاذ عدة إجراءات لإعادة الأمن"، وأكد أن "كل الخيارات مطروحة"، على حد تعبيره.
وأفادت القناة 12 العبرية في التلفزيون الإسرائيلي بأن "القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي تبذل جهوداً جبارة في مكافحة العمليات، بإجمالي 23 كتيبة، وهي أعلى نسبة منذ 15 عاماً".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الجنرال يهودا فوكس قائد القيادة الوسطى، قوله: "نحن في خضم موجة عمليات لم نشهدها منذ فترة طويلة، اليوم وهذا الأسبوع نمر بوقت عصيب، سنلاحق منفذي عمليتي حوارة وكريات أربع وسنصفي الحساب معهم".
ونظم رؤساء مجالس مستوطنات الضفة الغربية اليوم وقفة احتجاجية أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس للمطالبة بتغيير السياسية الأمنية لكبح موجة العمليات.
وقال يوسي داغان رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة: "نشهد انتفاضة في طور التكوين هنا، ولسوء الحظ فإن الحكومة لا تقدم الرد المناسب".
وشدد على أنه "إذا لم تقم الحكومة بعملية عسكرية حقيقية وجادة ومستمرة في الضفة، فسيطلقون الصواريخ على الخضيرة ونتانيا، وستكون موجة من العمليات في تل أبيب وبتح تكفا ومستوطنات الضفة"، حسب قوله.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من تبعات إغلاق السفارة بإيرلندا.. خسائرنا تفوق المكاسب
وجهت دولة الاحتلال انتقادات حادة إلى إيرلندا عقب انضمامها في الأيام الأخيرة لمحكمة العدل الدولية بشأن اتهام جيشها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ودعمت انضمامها بتصريحات قاسية ضده، مما دفع الاحتلال لإغلاق سفارته فيها.
ولم يقم بذات الإجراء تجاه المكسيك وإسبانيا اللتين انضمتا أيضًا لذات المبادرة القانونية الدولية، مع العلم أن أيرلندا تبدي في السنوات الأخيرة مزيدا من التصعيد السياسي والدبلوماسي ضد الاحتلال.
توفا هرتزل السفيرة الإسرائيلية السابقة، أكدت أنه "في خطوة دراماتيكية، أمر وزير الخارجية غدعون ساعر بإغلاق سفارة الاحتلال في أيرلندا، بزعم أنها الدولة الأكثر إشكالية في أوروبا في علاقتها مع الاحتلال، ويرجع ذلك لوجود دعم قوي بين سلطاتها الرسمية ورأيها العام الجماهيري، بما فيها أحزابها الرئيسية، ووسائلها الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي لديها، وجيمعها تتخذ مواقف قاسية تجاه الاحتلال الإسرائيلي تصل حدّ العداء، مما يجعل من المناسب اتخاذ هذا النوع من الخطوات".
وأضافت في مقال نشره موقع واللا، وترجمته "عربي21" أنه "رغم أن إيرلندا تنحرف بالفعل منذ سنوات عما هو متعارف عليه بين الدول، لكن إغلاق سفارة الاحتلال لديها تبدو خطوة ضارة، رغم انضمامها في الأيام الأخيرة لمحكمة العدل الدولية بشأن اتهام الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، ودعمت انضمامها بتصريحات قاسية".
وأوضحت ان "خطوة إغلاق السفارة في إيرلندا تتناسى أنها جزء من الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، بجانب أنشطة أيرلندا العديدة داخله، وبالتالي تأثيرها على مجمل علاقاته مع الاحتلال، بما في ذلك الاتفاقيات التي يستفيد منها، بشكل مباشر أو غير مباشر، لاسيما العلاقات التجارية واسعة النطاق بين دبلن وتل أبيب، وبلغت قيمتها نهاية العام 2023 قرابة أربعة مليار يورو".
وأشارت أن دولة الاحتلال في خطوتها الغاضبة تجاه إيرلندا "تجاهلت حصاد التعاون مع مراكزها عالية التقنية، حيث تتعاون شركتا Intel Israel و Intel Ireland، وتوظف شركة WIX الإسرائيلية مئات العمال في أيرلندا، وهناك جالية يهودية صغيرة، لكنها نشطة هناك، وفي السنوات الأخيرة كان هناك وزراء يهود نيابة عن الأحزاب الرئيسية الثلاثة".
وأكدت أن "هذه المعطيات التي تجاهلتها تل أبيب تؤكد أن إغلاق السفارة هو خطوة احتجاجية متطرفة ونادرة، لأنه في 1986، انتخبت النمسا كورت فالدهايم، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، رئيساً لها، رغم ماضيه النازي، ومع ذلك فلم يغلق الاحتلال سفارته في فيينا، بل اتخذ خطوة أخرى تمثلت بخفض مستوى العلاقات معها، مما يعني أن العلاقات لم تكن كاملة".
وحذرت أنه "إن كان من السهل على الاحتلال اتخاذ قرار بشأن إغلاق سفارته في إيرلندا، لكن ليس بالضرورة يمكن إعادة فتحها أمرا بذات السهولة، لأن لدينا تجربة سابقة في هذا الصدد حين شهدت حقبة السبعينيات أزمة في علاقات إسرائيل مع كوريا الجنوبية، وصلت ذروتها في قرار وزير الخارجية آنذاك موشيه ديان بإغلاق السفارة في سيئول، وبعدها بسنوات أصبحت كوريا عملاقاً صناعياً، ولذلك رفضت مراراً وتكراراً طلبات بالسماح بإعادة فتح سفارته لديها إلا في 1992".
وختمت بالقول إن ما تعيشه دولة الاحتلال من أزمات دولية غير مسبوقة، "لا ينبغي أن تلجأ لسياسة كسر الأواني، لأنها ليست مفيدة، بل الأفضل هو الاستثمار في الحوار رغم الصعوبات، وهنا ما كان ينبغي إدارة الظهر لأيرلندا، رغم ما تنطوي عليه من إشكالية، مما يجعل الفائدة الأساسية من إغلاق السفارة في دبلن هي العناوين الصارخة في الصحف، لكن في الميزان الإجمالي، فإن خسارتنا من هذه الخطوة أكبر من مكاسبنا".