خبير للعربية: "المركزي" الأوروبي في وضع صعب بسبب اقتصاد "اليورو"
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، إن الارتفاعات الأخيرة في عوائد سندات الخزانة الأميركية مرتبطة جزئيا بتوقعات استمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وأضاف الرفاعي في مقابلة مع "العربية" أن ثمة أمور أخرى لها تأثير ومنها أداء الاقتصاد الأميركي والعودة للارتفاع وكذلك توجد ضغوط حاليا على العودة إلى نسبة عالية من التضخم.
وتابع " رأينا الارتفاع الأخير في التضخم خلال الشهر الماضي، وحاليا الرهون العقارية معدل الفائدة عليها عند أعلى مستوى منذ أكثر من 20 عاما، وكل هذه المخاوف والارتفاعات دفعت المستثمرين إلى الاتجاه نسبة الفائدة المرتفعة التي ستكون لفترة أطول، وممكن أن يستمر الفيدرالي في رفع الفائدة".
شركات وول ستريت الأسواق تترقب نتائج "إنفيديا" مع احتمالية تفوق شركة الرقائق على التوقعاتوتوقع الرفاعي أن تكون لهجة رئيس الفيدرالي الأميركي تشددية في اجتماعات "جاكسون هول" هذا الأسبوع، وسيعقبه اجتماع الفيدرالي في سبتمبر المقبل الذي سيشهد اتخاذ قرار بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها.
وبشأن التصريحات المتوقعة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، في اجتماعات جاكسون هول، قال إن القطاع الأوروبي بالأخص منطقة اليورو في وضع صعب اليوم، خاصة أن نسبة التضخم مازالت مرتفعة تاريخيا، وفي نفس الوقت يوجد ضغط على المركزي الأوروبي للاستمرار في رفع الفائدة، بينما الأداء الاقتصادي في أوروبا ما زال ضعيف جدا، ولم نر أي نوع للعودة إلى النمو خاصة في دول مثل ألمانيا وهولندا وغيرهما.
وأشار إلى أن هذا يعني أداء جيدا للدولار أمام اليورو في يوليو الماضي وخلال العام الحالي حدث انخفاض قوي للدولار أمام اليورو، وأعتقد أن فترة تصحيح الدولار قد انتهت وحاليا بدأ موجة تعافي الدولار مقابل اليورو والعملات الأخري.
وقال " أتوقع من الآن وحتى نهاية العام استمرار ارتفاع الدولار أمام اليورو حتي نهاية العام".
وذكر أن هذا الصعود للدولار سوف يترجم إلى ضعف في الذهب الذي تجاوز 2000 دولار للأوقية خلال هذا العام ثم تراجع ومنذ ذلك الحين لم يستطع تجاوز هذا المستوى مجددا وهو الذي سيعطيه قوة الدعم في الأشهر المقبلة.
وبشأن الأسهم الأميركية، قال الرفاعي رأينا فرقا كبيرا في أداء ناسداك أو مؤشر قطاع التكنولوجيا ومؤشر داوجونز ما يدلل على الانقسام القائم في سوق الأسهم.
وتابع "بعض القطاعات في الاقتصاد الأميركي وأسواق المال أداؤها قوي جدا خاصة قطاع التكنولوجيا وقطاعات أخرى فيها ضعف فلم نر بعد تعافي القطاع المالي المصرفي بعد انهيار بعض البنوك شهري مارس ومايو الماضيين، حتى القطاع الصناعي بدأ يظهر ضعفه".
وأضاف الرفاعي أن الارتفاعات القياسية في ناسداك حاليا لابد من أن يعقبها فترة تصحيح فهل ستبدأ الآن أم تستمر الاتفاعات القياسية وهذا الأمر غير معروف.
المصدر: العربية
كلمات دلالية: التضخم الدولار اليورو أسعار الذهب جاكسون هول الفيدرالي الأميركي الذهب ناسداك المركزي الأوروبي
إقرأ أيضاً:
لماذا ثبت البنك المركزي أسعار الفائدة اليوم؟
قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 26 ديسمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب.
كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. كما تقرر خلال الاجتماع تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط على الترتيب، وذلك اتساقا مع التقدم التدريجي للبنك المركزي نحو اعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
على الصعيد العالمي، واصلت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة خفض أسعار العائد تدريجيا في ضوء استمرار تراجع معدلات التضخم، مع الإبقاء على سياسات التشديد النقدي، إذ إن معدلات التضخم المحققة لا تزال تتجاوز المستويات المستهدفة. ويتسم معدل النمو الاقتصادي باستقراره إلى حد كبير وتشير التوقعات إلى أنه سوف يستمر عند مستوياته الحالية، وإن كان لا يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا. ومع ذلك، تظل توقعات النمو عُرضة لبعض المخاطر ومنها التأثير السلبي للتشديد النقدي على النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية. وبالنسبة للأسعار العالمية للسلع الأساسية، فقد شهدت تقلبات طفيفة في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات بانخفاض محتمل في أسعارها، وخاصة منتجات الطاقة. ومع ذلك، لا تزال المخاطر الصعودية تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك اضطرابات التجارة العالمية والتأثير السلبي لأحوال الطقس على الإنتاج الزراعي.
وعلى الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربعين الثالث والرابع من عام 2024 باستمرارية تعافي النشاط الاقتصادي، مع تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بالربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، يظل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من طاقته القصوى، مما يدعم الانخفاض المتوقع في التضخم خلال عام 2025، ومن المتوقع أن يحقق طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بالأجور، لا تزال الضغوط التضخمية الناجمة عنها محدودة في ظل ضعف معدل النمو الحقيقي للأجور.
وعلى الرغم من أن المعدل السنوي للتضخم العام شهد استقرارا خلال الثلاثة أشهر الماضية، فقد تراجع في نوفمبر 2024 إلى 25.5٪ نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، إذ سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات الطازجة أدنى معدل تضخم سنوي لها فيما يقرب من عامين عند 24.6٪ خلال نوفمبر 2024. بينما ارتفعت الأسعار المحددة إداريا للسلع غير الغذائية، بما في ذلك منتجات الوقود والنقل البري ومنتجات التبغ، بما يتسق مع إستراتيجية زيادة الإيرادات الرامية إلى الحد من العجز المالي. وعليه، انخفض المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 23.7٪ في نوفمبر 2024 مقابل 24.4٪ في أكتوبر 2024. وتشير هذه النتائج، جنبا إلى جنب مع تحسن توقعات التضخم وعودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد، إلى أن التضخم سوف يواصل مساره النزولي.
وبعد عامين من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم عالميا، بدأ التضخم في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في التراجع، وإن كان لا يزال أعلى من معدلاته المستهدفة. وبالمثل، بدأ معدل التضخم العام في مصر في التراجع خلال الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يسجل حوالي 26% في الربع الرابع من عام 2024 في المتوسط، متخطيا بذلك المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 7% (± 2 نقطة مئوية). ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية خلال الفترة 2022-2024، من أهمها:
تراكم الاختلالات الخارجية نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية خلال عام 2021، والتضخم المستورد، وتخارج استثمارات حافظة الأوراق المالية عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني،
وصدمات العرض المحلية وعدم ترسيخ توقعات التضخم، وأخيرا
إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة بهدف التشديد المالي ووضع الدين على مسار نزولي. وقد أدت هذه التطورات مع تحركات سعر الصرف إلى تخطي التضخم معدله المستهدف، إذ بلغ المعدل السنوي للتضخم العام ذروته عند 38.0% في سبتمبر 2023 قبل انخفاضه إلى 25.5% في نوفمبر 2024.
وبدءا من مارس 2024، اتخذ البنك المركزي المصري عددا من الإجراءات التصحيحية بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى احتواء الضغوط التضخمية وخفض التضخم العام. ومن أبرز هذه الإجراءات السياسة النقدية التقييدية التي اتبعها البنك المركزي، وتوحيد سوق الصرف الأجنبي مما ساعد على ترسيخ توقعات التضخم، وجذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي. ورغم ذلك، تتضمن المخاطر المحيطة بالتضخم احتمالات تفاقم التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية وزيادة تأثير إجراءات ضبط المالية العامة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وبالنظر إلى توقعات التضخم وتطوراته الشهرية، ارتأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط ، على الترتيب، ومن ثم إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة للمزيد من التشديد النقدي، وبالتالي تجنب حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي ضوء ما تقدم، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد ملائما حتى يتحقق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات وتحقيق معدلات التضخم المستهدفة. وسوف تتخذ اللجنة قراراتها بشأن مدة التشديد النقدي ومدى حدته على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض.