منتدى الجزيرة.. إدارة ترامب تسعى لإنجازات زائفة عبر سلام غير عادل في أوكرانيا وغزة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
الدوحة- رصدت جلسة "الوضع الدولي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة"، ضمن فعاليات منتدى الجزيرة الـ16، الذي اختتم مساء الأحد في الدوحة، وعود إدارة دونالد ترامب بعد عودته إلى الحكم في الولايات المتحدة، بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ورأى المشاركون في الجلسة أن ترامب رجل مفاوض، لا يكترث بالثوابت السياسية أو الإستراتيجية، وجاء برؤية "راديكالية غير واضحة" لتحقيق إنجازات "زائفة" عبر الوصول إلى سلام سواء في أوكرانيا أو منطقة الشرق الأوسط.
سلام اعتبره المشاركون غير عادل بين طرفين غير متساويين مع تحميل حلفائه فاتورة تحقيق هذا السلام.
وحذر المشاركون الدول العربية من الرضوخ إلى تهديدات ترامب بشأن عملية التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وتهديده بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية، خاصة أنها على مدار 60 عاما لم تغير موقف الحكومات في كل من كوبا وإيران والصين.
الباحث المتخصص في الشأن الأميركي محمد المنشاوي، يرى أن ترامب يريد أن ينجح فيما فشل فيه 13 رئيسا أميركيا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه جاء برؤية غامضة لتحقيق السلام، وفي أوكرانيا أيضا، من أجل أن يظهر كصانع سلام، ويحصل على جائزة نوبل للسلام، واستدرك المنشاوي أنه سلام غير عادل.
إعلانوقال المنشاوي للجزيرة نت إن ترامب رئيس غير تقليدي، فهو الرئيس الوحيد بين 46 رئيسا أميركيا، الذي جاء من دون خوض أي انتخابات سواء على مستوى الولايات أو غيرها، حيث كانت انتخابات الرئاسة عام 2016، أول انتخابات يخوضها ونجح فيها.
وأضاف أن إدارة ترامب في الولاية الثانية تحدث زلزالا في السياسة الخارجية التي أسستها الولايات المتحدة على مدار نصف قرن، وكانت تقوم على محورين، الأول إحداث استقرار عالمي يسمح للرأسمالية بالتمدد والتضخم، والثاني هو تسيد أميركا لهذا النظام.
واعتبر المتخصص ذاته، أن تصريحات ترامب حول المنطقة ومستقبل قطاع غزة مهمة جدا، خاصة فيما يتعلق بالتهجير الذي هز العواصم العربية، حيث يبادر ترامب دائما برفع السقف إلى أعلى مستوى، من أجل الوصول إلى صفقة يحقق بها النجاح، وليس بالضرورة أن تكون عادلة، وذلك عبر توريط الدول العربية في القيام بدور لا تريد القيام به في قطاع غزة وتأمين إسرائيل.
كلمة التهجير استخدمها ترامب لإخافة الدول العربية، ومطالبتهم بالوصول لشيء ملموس على مائدة التفاوض في مستقبل غزة، لكن إظهار الضعف ليس بالأمر الجيد، والحل هو إظهار القوة، لأن ترامب رجل صفقات يجب أن يجد أمامه الند في الطرف الآخر من الحوار، وفقا للمنشاوي.
وشدد المنشاوي على أن إدارة ترامب لديها رؤية واضحة جدا لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق السلام، ولكن غير العادل أيضا، حيث ترى أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تصب في مصلحة أميركا، وأن أوروبا أصبحت عبئا، ولم تعد تمثل بعدا إستراتيجيا للولايات المتحدة، كما أنه لا بديل عن أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، وألا تصبح دولة في حلف الناتو على عكس الإدارات الأميركية السابقة.
جوفتينكو: ترامب يفكر بمنظور مختلف في الملف الأوكراني من أجل ضمان الموارد للإدارة الأميركية.#منتدى_الجزيرة16#aljazeera_forum16 pic.twitter.com/htpvpXz1Mz
— Al Jazeera Forum - منتدى الجزيرة (@aljazeeraforum) February 16, 2025
إعلانإستراتيجية غير واضحة
بدوره، قال الباحث في مؤسسة مبادرات الديمقراطية "إيلكو كوتشريف" بأوكرانيا، والمتخصص في قضايا الأمن الدولي، تاراس جوفتينكو، إن إستراتيجية ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية غير واضحة في التفاوض، وكذلك غير واضحة تجاه الحلفاء الأوروبيين.
وأضاف أن إدارة ترامب تحاول المضي قدما في عملية التفاوض مع روسيا ووقف إطلاق النار والوصول إلى إنجاز تحقيق سلام، ولكنها في المقابل لا تقدم أي موارد لاستقرار الأوضاع في أوكرانيا، وتسعى إلى إجبار روسيا لإيقاف إطلاق النار ووضع العبء على الدول الأوروبية.
وأوضح أن الأوروبيين يفكرون الآن في مخططين، الأول هو إرسال قواتهم المسلحة إلى أوكرانيا، وهو ما سيجبر روسيا على إيقاف إطلاق النار، ومن ثم يحدث استقرار وتفاوض.
وبعد انتخاب ترامب، انتقلت أوروبا إلى المخطط الثاني، وهو أن تكون بعثة لحفظ السلام في أوكرانيا، ومن ثم الدخول في تفاوض على إيقاف إطلاق النار، وبعدها نشر قوات أوروبية وضمان تفاوض سياسي.
ورأى أن ترامب يؤيد السيناريو الثاني لأنه يتطلب موارد مالية قليلة، خاصة أنه ليس بالقائد الكلاسيكي، فهو يستخدم الدول كأنها عقارات يريد السيطرة عليها، وينفذ مقاربة مادية في تعامله مع حلفائه الأوروبيين، ومنها ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية.
أما الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، والمتخصص في الدراسات الدولية الحواس تقية، فقد اعتبر أن سياسة ترامب لتحقيق السلام في الأزمة الأوكرانية أو في منطقة الشرق الأوسط، تنتهج طريقة الضغط على الحلفاء وتحميلهم الفاتورة من أجل تحقيق إنجازات زائفة.
وقال الحواس للجزيرة نت إن المشكلة في إستراتيجية ترامب أنها متعارضة وغير واضحة، فهو يقوم بالتهديد، وينفي استعمال القوات العسكرية، ويهدد بالعقوبات الاقتصادية، وفي المقابل يمنح للخاضعين له مكافآت اقتصادية من حلفائه.
إعلانوأضاف أن ترامب يفكر حاليا بحل أزمة غزة عبر تحميلها لحلفائه في الأردن ومصر، ولوح بالمساعدات العسكرية والاقتصادية للضغط عليهما، ولكنهما رفضا هذا الأمر، كما يقوم بالضغط على السعودية لتخفيض أسعار النفط، كي تتقلص مداخيل روسيا، ومن ثم تضطر لتقديم تنازلات في الأزمة الأوكرانية، وأيضا في أزمة إيران لا يقدم ضمانات أمنية للتخلي عن مشروعها النووي، بل يزيد في تخويفهم، لأنه يريد الأمن الكامل لإسرائيل على حساب بقية دول المنطقة.
في حين أكد أستاذ دراسات الشرق الأوسط والتاريخ في جامعة حيفا، محمود يزبك، أن هناك وضعا جديدا دخل على السياسة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط بعد انتخاب ترامب، وكذلك على الإستراتيجيات المتبعة في الشرق الأوسط، حيث ساد اعتقاد قبل انتخاب ترامب أن النظام الجديد سيغير الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال إن أفكار ترامب حول قطاع غزة متعارضة ومتناقضة مع بعضها البعض وغير مفهومة، أطلقها من دون أن يفهم أو يسأل عن تأثير هذه الأفكار على الملايين من السكان في قطاع غزة.
وأضاف أن التطهير العرقي والتهجير القسري مصطلحات منبوذة وغير مقبولة في السياسة الدولية، لكن ترامب جعلها موضع نقاش في العالم كله، رغم أنها محرمة من المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما جعل هذا التوجه قضية أخلاقية من الدرجة الأولى، فهل العالم فقد أصول الأخلاقيات في التعامل مع الشعوب؟ يتساءل يزبك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرب الروسیة الأوکرانیة منطقة الشرق الأوسط أن إدارة ترامب منتدى الجزیرة فی أوکرانیا إطلاق النار غیر واضحة قطاع غزة وأضاف أن أن ترامب من أجل
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة بنعيسى.. انتخاب حاتم البطيوي أمينا عاما لمؤسسة منتدى أصيلة
جرى اليوم السبت 22 مارس 2025 في مدينة أصيلة انتخاب الكاتب الصحافي حاتم البطيوي، أمينا عاما لمؤسسة منتدى أصيلة، خلفا لمؤسسها ومبدع مواسم أصيلة الثقافية الدولية محمد بن عيسى الذي وافته المنية يوم 28 فبراير 2025 .
جاء ذلك خلال جمع عام استثنائي خصص لانتخاب أمين عام جديد للمؤسسة.
وجاذ في بيان أن أعضاء المؤسسة « عبروا خلال الجمع العام عن خالص شكرهم وامتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على رسالة التعزية التي بعث بها جلالته إلى عائلة الفقيد محمد بن عيسى، والتي كان لها الأثر الكبير عليهم وعلى أعضاء المؤسسة وسكان المدينة ».
وخلال الجمع العام، جرت الإشارة إلى الاستعدادات بشأن موسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين الذي سينظم هذه السنة على ثلاث دورات:
-دورة ربيعية تخصص للفنون التشكيلية، وذلك من 05 إلى 20 أبريل 2025 وتشمل معارض وورشات فنية يشارك فيها فنانون من المغرب والخارج؛
– دورة صيفية تخصص لورشة الجداريات والمزمع تنظيمها من 29 يونيو إلى06 يوليوز. كما تحتضن هذه الدورة مشغل مواهب الموسم ومشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل.
-دورة خريفية خاصة بالندوات وتنظم من 19 شتنبر إلى 10 أكتوبر.
وسيتم الإعلان لاحقا عن البرنامج العام للموسم الثقافي السادس والأربعين.
حاتم البطيوي من مواليد أصيلة في 18 يونيو 1966، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بها ، وهو حاصل على اجازة في العلوم السياسية من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط عام 1989.
وكان البطيوي قد انخرط في عضوية جمعية المحيط الثقافية منذ عام 1979، وهي الجمعية التي أصبح اسمها لاحقا مؤسسة منتدى أصيلة، قبل أن يصبح مكلفا بالعلاقات مع الإعلام في المؤسسة، وأحد المساهمين الرئيسيين في تدبير الفعاليات الثقافية والفنية للموسم.
عمل البطيوي في بداية مشواره الإعلامي صحافيا متدربا في جريدة « الشرق الاوسط » بمقرها في لندن لمدة سنة (1989-1990)، ثم مراسلا للصحيفة في الرباط (1990 – 1996). وخلال الفترة ذاتها عمل مراسلا لراديو » إم بي سي اف ام » في المغرب.
في عام 1996 انتقل إلى لندن للعمل في المقر المركزي لجريدة » الشرق الاوسط »، وظل هناك حتى عام 2004، تاريخ تعيينه مديرا لمكتب الشركة السعودية للأبحاث والنشر ومسؤول تحرير « الشرق الأوسط » في الرباط.
وفي عام 2009 عاد مجددا إلى المقر المركزي للصحيفة في لندن حيث عمل محررا لشؤون المغرب العربي في » الشرق الأوسط » ثم رئيسا للقسم السياسي فيها، وفي الوقت ذاته ممثلا رسميا غير مقيم لجريدة العرب الدولية في المغرب (2009-2014)، فمديرا لمكتب « الشرق الأوسط » في الرباط من جديد.
وحصل البطيوي في العام 2014 على وسام ملكي من درجة » المكافأة الوطنية من درجة ضابط ».
وصدر لحاتم البطيوي كتاب « نصف قرن تحت مجهر السياسة « ، وهو عبارة عن مذكرات الاستاذ عبد الهادي بوطالب، مستشار الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، نشرت قبل ذلك في شكل حوارات بصحيفة » الشرق الاوسط ».
وأجرى البطيوي عدة حوارات سياسية مع العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية. وهو حاليا يكتب مقالا اسبوعيا في صحيفة « النهار العربي » البيروتية، ويعمل في منابر صحافية أخرى.