في واقعة أثارت الجدل بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت معلومات حول علاقة الأبراج الفلكية بارتكاب الجرائم، وخاصة بين السفاحين: سفاح التجمع، سفاح الجيزة، وسفاح المعمورة بالإسكندرية.

والغريب في القصة أن الثلاثة جميعهم وُلدوا في شهر برج العقرب، ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن تأثير هذا البرج في سلوكياتهم الإجرامية، فما الحقيقة وراء هذا الرابط بين الأبراج وجرائم القتل المروعة؟

1- سفاح التجمع:
* الجرائم: ارتكب المتهم “كريم.

س” جرائم قتل بحق ثلاث سيدات فى منطقة التجمع الخامس بالقاهرة. كانت أساليب القتل شديدة العنف، حيث استخدم سكينًا لقتل الضحايا فى وقت متأخر من الليل، بينما كن يسكنّ فى أماكن معزولة. الجريمة تميزت بالبشاعة، مما أثار الرعب فى المنطقة.

* الدوافع: التحقيقات كشفت أن المتهم كان يعانى من اضطراب نفسى، وكان قد تعرض لمشاكل اجتماعية وضغوط حياتية شديدة. لم يكن هناك سبب مادى مباشر للجريمة، بل كانت مرتبطة فى الغالب برغبة فى الانتقام أو الخلاص من التوتر النفسي. وقد أظهرت التحقيقات أن المتهم كان يعانى من مشاعر عدم استقرار نفسى ومرض عقلى دفعه للقيام بهذه الأفعال.

* السبب وراء الجريمة: يظهر أن السبب وراء الجرائم كان ناتجًا عن مشاعر مختلطة من العنف والضغط النفسى، ولم يكن هناك مبرر مادى مباشر. غالبًا ما يعتقد الخبراء أن المرض العقلى أدى إلى هذه التصرفات.
* الحكم: تم القبض على المتهم بعد سلسلة من التحقيقات التى أكدت ضلوعه فى القتل. وبعد محاكمة طويلة، تم إصدار حكم بالإعدام بحق المتهم.

2- سفاح الجيزة:


* الجرائم: ارتكب “قذافى فراج” جرائم قتل بحق مجموعة من النساء فى مناطق مختلفة بمحافظة الجيزة. كانت الجريمة تتمثل فى اختطاف الضحايا، تعذيبهن، ثم قتلهن بعد سرقة ممتلكاتهن. كانت أساليب القتل أكثر قسوة، حيث استخدم المتهم وسائل تعذيب مؤلمة للغاية قبل أن يقتل ضحاياه.


* الدوافع: الدافع وراء الجرائم كان ماديًا بحتًا. المتهم كان يسعى للحصول على أموال الضحايا والمقتنيات الشخصية. وقد أظهر التحقيق أن المتهم كان يختار ضحاياه بناءً على عوامل اقتصادية، وكان يبرر القتل بأنه “ضروري” للحصول على المال.


* السبب وراء الجريمة: كانت الدوافع المادية (السرقة) والابتزاز الجنسى سببًا رئيسيًا وراء ارتكاب الجرائم. كان المتهم يسعى للمال عبر القتل والتعذيب، مما يوضح أنه كان مدفوعًا بالتحريض الشخصى والاضطرابات النفسية.


* الحكم: بعد فترة من التحقيقات التى كشفت أدلة قوية، بما فى ذلك شهود العيان وكاميرات المراقبة، تم تقديم المتهم للمحاكمة. صدرت بحقه أحكام بالإعدام، وتم تأييد الحكم من قبل محكمة النقض.

3- سفاح الإسكندرية "المعمورة":
المحامي ذو الـ51 عامًا، والذي كان يتمتع بسمعة قانونية محترمة بين أهالي الإسكندرية، وُصف بأنه محب لحقوق الإنسان وعاشق للغة العربية، لكن خلف تلك الشخصية المثقفة كانت تختبئ دوافع قديمة جعلته يقترف ما لا يتصوره عقل بشري.
بينما كانت الأمور تسير نحو التحقيقات الأولية، تكشفت المزيد من التفاصيل المروعة، فالجثث التي وُجدت ليست إلا ضحايا لعدوان لا تعرف الإنسانية كيف تفهمه.

زوجته السابقة، والتي كان قد تزوجها بعقد عرفي، كانت أولى الضحايا، فالحب والغيرة التي كانت تملأ قلبه انتهت نهايتها المأساوية بعد خلافات شخصية بينهما جعلته يضع حداً لحياتها.


لكن الجريمة الثانية كانت أشد قسوة، فهي تعود إلى موكلته السابقة، التي كانت قد طالبت المتهم بدفع مبلغ مالي بعد أن رفض مساعدتها في قضاياها القانونية.


الجريمة الثالثة تتعلق بالمهندس محمد إبراهيم، الذي اختفى منذ ثلاث سنوات في ظروف غامضة، ليكتشف فيما بعد أنه كان ضحية ثالثة لهذا المحامي الذي خدعه ودفنه في شقة، ليُختتم مسلسل الضحايا.


شقيقة المهندس محمد، السيدة منى إبراهيم، تحدثت عن آخر لحظات اللقاء بينها وبين شقيقها قبل أن يختفي إلى الأبد، تقول: "أخي كان قد تعرف على المحامي في المحكمة، وعرض عليه تقديم خدمات قانونية.


العلاقة بين برج العقرب وارتكاب الجرائم: هل هي حقيقية؟
الصفات العامة لبرج العقرب، مثل الغموض، القوة، العند، السرية، والسيطرة، دفعت البعض للاعتقاد بأن هذه السمات قد تدفع أصحاب هذا البرج إلى ارتكاب جرائم العنف والانتقام. ومع ذلك، هناك من يرى أن العوامل النفسية والمعقدة هي التي تساهم في تكوين شخصيات هؤلاء السفاحين، ولا علاقة للأبراج بذلك.

دوافع نفسية وشخصية معقدة
بحسب بعض المحللين النفسيين، فإن سلوكيات سفاحي التجمع والجيزة والإسكندرية يمكن أن تُعزى إلى اضطرابات نفسية ودوافع شخصية معقدة أكثر من تأثيرات الأبراج الفلكية. فالجميع يشتركون في طابع البرود بعد ارتكاب الجرائم، ما يشير إلى غياب الشعور بالندم أو التقدير لعواقب أفعالهم.


 







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: سفاح التجمع سفاح الجيزة سفاح الإسكندرية سفاح المعمورة برج العقرب علاقة الأبراج المتهم کان

إقرأ أيضاً:

العدالة التي تأخرت حتى صارت شريكة في الجريمة

العدالة التي تأخرت حتى صارت شريكة في الجريمة
منذ أن تقدمت حكومة السودان بشكواها الرسمية ضد دولة الإمارات إلى محكمة العدل الدولية، دخل نازحوا معسكر زمزم في سباق غير متكافئ بين تدوين مليشيا عليهم و بين تمهل القضاة الدوليين في اجراءاتهم. في الوقت الذي ترك فيه القضاة النازحين يواجهون الموت، وكانوا مشغولين بـاستجداء الأمارات علها تعترف بهم، كانت المليشيات المدعومة إماراتيًا في شغل عنهم، كانت تواصل اجتياحها لمعسكر زمزم للنازحين، وكأن حربها تحولت إلى حرب ممنهجة ضد الضعفاء، ضد من فروا من الموت ليجدوه مجددًا في مكان من المفترض أن يكون آمنا و محميا حسب القوانين الدولية.

خلال هذا الزمن الذي يفترض أن يكون مخصصًا لحماية الضحايا، و تأخر القضاة في حمايتهم، حدثت جرائم لا تقل بشاعتها عن الجرائم محل الدعوى أمام القضاة. لقد جلبت الأمارات الأساحة الحديثة التي لم تكن موجودة ومن ثم قامت المليشيا بقصف معسكر زمزم، واجتاحته بقوة السلاح، وعاثت فيه خرابًا وقتلاً دون تمييز، وكأنها تقول للمجتمع الدولي: “فليجتمع القضاة كما يشارون و لكننا سنفعل ما نشاء، ولن يوقفنا أحد”.

لكن المأساة لم تقف عند زمزم. ففي خزان مروي، تعرّضت منشآت توليد الكهرباء للقصف بالمسيرات الانتحارية و الاسترتيجية أكثر من أربع مرات، كما طال القصف محولات الطاقة الكهربائية في عطبرة والدامر، مما أدى إلى انقطاع شامل للكهرباء في ولايات السودان الشمالية و الشرقية و الوسط، لتغرق هذه المناطق في ظلام دامس. وهذا الظلام لم يكن فقط ظلامًا ماديًا، بل كان أيضًا ظلامًا إنسانيًا حقيقيًا، حيث مات المرضى في المستشفيات، خاصة من يعانون من أمراض مستعصية مثل أمراض القلب والكلى والسرطان، بسبب توقف أجهزة التنفس والتغذية والعلاج.

ألم يكن هذا وحده كافيًا لأن تتحرك المحكمة فورًا؟ أن تعقد جلسة طارئة، أو أن تصدر أمرًا وقتيًا يوقف حمام الدم هذا؟ أين كانت العدالة حين انتزعت المليشيات أجهزة العلاج من أجساد المرضى كما يُنتزع الروح من الجسد؟ لماذا بقي القضاة في أبراجهم العاجية، يتحسسون أوراق القوانين بينما يموت الأبرياء كل ساعة؟ المجزرة التي ارتكبتها المليشيا ضد النازحين في معسكر زمزم شملت كل الكادر الطبي للمعسكر و على رأسه الطبيبة د. هنادي النور، و مدير إذاعة ولاية شمال دارفور و بلغ عدد القتلى والجرحى أكثر من 500. أرواح هؤلاء جميعا معلقة في رقاب قضاة محكمة العدل الدولية لا تقل مسؤوليتهم عن مسؤولية الأمارات ولا عن مسؤولية الجندي منفذ الجريمة.

إن التأخر في رد الفعل، والصمت المريب الذي ساد قاعات المحكمة، لم يعد يُفسّر بـ “الحياد القضائي” بل صار يُقرأ كخذلان، كتحيّز لصالح الجلاد على حساب الضحية. والأخطر من ذلك، أن هذا الصمت الدولي يرسل رسالة قاتلة: بإمكان المعتدي أن يستمر كما يشاء، فلا عقاب ينتظره.

اليوم، يحق لنا أن نسأل: ما هو الدور الحقيقي لمحكمة العدل الدولية إن لم يكن حماية الأبرياء في وجه جرائم الإبادة المنظمة المستمرة؟ وإن كانت المحكمة لا ترى أن ما يجري يستحق موقفًا واضحًا وحازمًا، و أن واجبها ايقاف هذه الجرائم فورا و انقاذ هؤلاء المواطنين، فمتى إذًا ستتحرك؟ نعم أظنها سوف تتحرك، ولكن بعد أن يُباد من تبقى.

العدالة التي لا تُنصف الضحية في وقتها، تتحول إلى سلاح إضافي في يد الجلاد. ومن هنا تأتي شراكة القضاة.

د. محمد عثمان عوض الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رصد اقتران القمر بنجم “قلب العقرب”
  • رصد اقتران القمر بنجم قلب العقرب.. صور
  • برج العقرب .. حظك اليوم الخميس 17 أبريل 2025: إبداع تلقائي
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الأبراج الخميس 17 أبريل 2025: برج العقرب.. لا تنبش أوراق الماضي
  • شرطة أمانة العاصمة تحقق نسبة عالية في ضبط الجريمة وتكشف قضايا غامضة
  • الصليب والهلال الأحمر يناقشان تطوير الواقع الزراعي في منطقة الغاب
  • العدالة التي تأخرت حتى صارت شريكة في الجريمة
  • انطلاق مبادرة Ready to Work بجامعة عين شمس
  • الاعترافات الكاملة للضالعين بقضايا الخلية التي ضبطتها دائرة المخابرات / فيديو
  • وزير الثقافة: اجتماعات مكثفة لاستكمال تشكيل اللجنة المعنية بقضايا الدراما