محمد عبدالمؤمن الشامي

تستمر “إسرائيل” في محاولة فرض قوتها على الشعب الفلسطيني، واستخدمت في الآونة الأخيرة مجموعة من التصريحات والتكتيكات الإعلامية التي تهدف إلى زعزعة معنويات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم. كان آخر هذه التكتيكات هو نشر صور الأسرى الذين تم الإفراج عنهم وهم يرتدون بدلات رياضية تحمل شعار دولة الاحتلال، إلى جانب عبارة “لا ننسى ولا نغفر”.

هذه العبارة، التي طالما استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في سياق حربه القاسية على قطاع غزة، لم تكن سوى محاولة للتأكيد على سياسة الانتقام والعقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين. ولكن في الواقع، “لا ننسى ولا نغفر” لا تعكس إلا ضعف “إسرائيل” وعجزها أمام الإرادَة الفلسطينية، فكلما كرّر الاحتلال هذه العبارات، كلما ظهر أكثر أنه يعيش حالة من الخوف والانكسار أمام قوة وعزيمة الشعب الفلسطيني، وأبطال غزة الذين صمدوا أمام آلة الحرب الإسرائيلية لسنوات طويلة.

إن محاولات الاحتلال الإسرائيلي في تجريد الأسرى من كرامتهم وإذلالهم لم تفلح في تكسير إرادتهم، بل على العكس، عززت من صمودهم في وجه هذا العدوّ المتغطرس. إن شعارات الاحتلال وتهديداته ما هي إلا انعكاس لفشلهم في كسر الروح المقاومة للفلسطينيين، الذين لا يخشون التهديدات أَو الاعتقالات.

أما في غزة، فَــإنَّ كُـلّ رصاصة وكل عملية مقاومة هي بمثابة رسالة لإسرائيل: “لا ننسى ولا نغفر”، ولكننا ننتصر. غزة، التي صمدت أمام أكبر الحروب وأكثرها وحشية، تظل ثابتة في مواجهة الاحتلال، غير مبالية بمحاولات الانتقام؛ لأَنَّ الفلسطينيين يعرفون أن النصر قادم حتمًا.

وفي هذا السياق، أكّـد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في إحدى كلماته: “لشعبنا الفلسطيني ومجاهديه نقول بكل صدق وجِد: لستم وحدكم، الله معكم، شعبنا معكم، كُـلّ الأحرار في هذا العالم معكم. ” هذه الكلمات تعكس تلاحم الشعوب الحرة مع القضية الفلسطينية وتؤكّـد أن غزة ليست وحدها في معركتها ضد الاحتلال.

لقد أثبتت غزة أن قوتها ليست مُجَـرّد صواريخ، بل هي إرادَة شعب وعزيمة مقاوِم لا يلين. الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتقد أنه قادر على فرض إرادته على الأرض الفلسطينية، يظل ضعيفًا في مواجهة قوة الحق. وكلما حاول الاحتلال فرض سلطته عبر حملات الإذلال والترويع، كلما زادت قوة غزة، وأثبتت للعالم أن صمودها هو الطريق إلى التحرير.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

فتح: الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي محاولة لشرعنة الاستيطان

أكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة، أنه لا قرارات ما يسمى بـ"كابنيت" الاحتلال، بفصل تجمعات استعمارية، ولا العلاقات الثنائية مع دولة الاحتلال، يمكن أن تمنح الاستيطان أي شكل من أشكال الشرعية. إن الاستيطان، بكل أشكاله، انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء مستمر على حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن لأي جهة أو دولة أن تغير هذه الحقيقة الراسخة.

وقال المتحدث باسم حركة فتح في تصريحات له، إن القانون الدولي بوضوح عدم شرعية الاستيطان، ونصت اتفاقيات جنيف لعام 1949، وميثاق الأمم المتحدة، على حظر نقل سكان دولة الاحتلال إلى الأراضي المحتلة كما أكد قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية تشكل انتهاكًا للقانون الدولي ولا تتمتع بأي شرعية قانونية. 

وعليه، فإن أي محاولة لشرعنة الاستيطان، سواء عبر إجراءات سياسية داخلية لدولة الاحتلال أو عبر تغاضي المجتمع الدولي، هي خرق للقانون الدولي وتقويض لأسس السلام والاستقرار.

وأضاف أن أي دولة، مهما كانت طبيعة علاقتها مع دولة الاحتلال، لا تملك الحق في المساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو التهاون في مسألة عدم شرعية الاستيطان. وعلى الدول الموقعة على الاتفاقيات الدولية أن تلتزم بتعهداتها القانونية والأخلاقية، وأن تسهم في تطبيق القانون الدولي بدلًا من تشجيع الخروج عنه، بما في ذلك رفض الاعتراف بشرعية الاستيطان بأي شكل من الأشكال.

وأردف أن الموقف العربي كان واضحًا في رفض التطبيع مع الاحتلال ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية. وقد أكدت مبادرة السلام العربية هذا المبدأ، حيث ربطت أي علاقات مع "إسرائيل" بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، دون أي مستوطنة على أراضيها. وهذا ما أكدته جميع القمم العربية والإسلامية.

واختتم، أننا نؤكد مجددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي محاولة لشرعنة الاستيطان، وأن حقوقه الوطنية ثابتة وغير قابلة للمساومة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة انتهاكات الاحتلال، بدلًا من التواطؤ مع سياساته التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: لا يزال مصير 9 من أفرادنا مجهولا
  • استشهاد الأسير المحرر الفلسطيني جبر عمار في قصف على غزة (شاهد)
  • عماد السالمي عن العيوب الفردية للاعبي المحور التي يجب تلافيها أمام اليابان
  • بعد استهداف سيارته.. استشهاد الصحفي الفلسطيني حسام شبات في غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يدين استهداف وحصار جيش الاحتلال لطواقمه في جنوب قطاع غزة
  • 46 شهيدا بالغارات على غزة وعجز المستشفيات عن استيعاب الجرحى
  • فتح: الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي محاولة لشرعنة الاستيطان
  • الرئيس الفلسطيني: استخدام إسرائيل للمياه كسلاح للتعذيب والتهجير امتداد لسياسة ممنهجة منذ عقود
  • مصطفى بكري: التحديات التي تواجه مصر تتطلب الوقوف خلف القيادة السياسية.. ومتمسكون برفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه