إيلون ماسك يشكك في مدفوعات الضمان الاجتماعي: فساد مالي أم حملة سياسية؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أثار الملياردير إيلون ماسك موجة من الجدل بعد انتقاده لنظام الضمان الاجتماعي في الولايات المتحدة، مشككًا في دقة المدفوعات التي تقدمها إدارة الضمان (SSA).
ويأتي ذلك في إطار تحقيق يجريه فريق عمل الإنفاق الحكومي الذي يشرف عليه ماسك، وذلك بعد تعيينه من قبل الرئيس دونالد ترامب لرئاسة إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، وهي هيئة غير رسمية تهدف إلى تبسيط العمليات الحكومية وخفض الإنفاق.
نشر ماسك على منصة "إكس" جدولا، قال إنه يستند إلى قاعدة بيانات إدارة الضمان الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الأرقام الواردة تكشف عن وجود 46 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عامًا، وهي الفئة العمرية التي تصبح مؤهلة لاستحقاقات التقاعد.
لكن الأرقام شملت أيضًا أكثر من عشرة ملايين شخص مسجلين على أنهم تجاوزوا سن المئة، بل وأدرجت شخصًا واحدًا على الأقل في فئة عمرية تتراوح بين 360 و369 عامًا.
وعلق ماسك بسخرية قائلاً: "ربما يكون فيلم Twilight حقيقيًا، وهناك الكثير من مصاصي الدماء على قوائم الضمان الاجتماعي!"
تلك الأرقام، وفقًا لماسك، تفوق بكثير عدد المستفيدين الفعليين من مدفوعات الضمان الاجتماعي، والذي بلغ 73 مليون شخص حتى كانون الثاني/يناير الماضي، كما أنها أعلى من إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة وفقًا لآخر تعداد سكاني في عام 2020، والذي بلغ حوالي 341 مليون نسمة.
انتقادات متزايدة ومطالبات بالإصلاحليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها ماسك انتقادات إلى إدارة الضمان الاجتماعي، التي تعد واحدة من أكبر بنود الإنفاق في الميزانية الأمريكية. ففي حديثه من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إلى جانب الرئيس ترامب، شدد ماسك على ضرورة إعادة النظر في الإنفاق الحكومي.
وقال ماسك: "إذا تم إنفاق المال بطريقة غير حكيمة أو بإهدار أموال دافعي الضرائب، فهذا أمر غير مقبول. يجب أن تُنفق أموال الضرائب بحكمة على الأمور التي تهم الناس. هذا ليس تطرفًا، بل مجرد منطق سليم".
وأضاف ساخرًا: "هناك أشياء غريبة، مثل وجود أشخاص مسجلين في الضمان الاجتماعي بعمر 150 عامًا! هل تعرفون شخصًا بهذا العمر؟ لا أحد يعرف! هؤلاء يجب أن يكونوا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية".
والانتقادات التي وجهها ماسك للنظام لم تتوقف عند هذا الحد، ففي 11 شباط/فبراير، كتب عبر منصة "إكس": "أنا متأكد بنسبة 100% أن حجم الاحتيال في استحقاقات الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية وغيرها، يفوق جميع عمليات الاحتيال الخاصة التي سمعت بها طوال حياتي، وبفارق كبير!".
ردود أفعال متباينةأثارت تصريحات ماسك ردود أفعال متباينة بين الخبراء والسياسيين، إذ يرى البعض أن تعليقاته تهدف إلى التلاعب بالرأي العام لتحقيق أهداف سياسية، بينما يؤيد آخرون ضرورة مراجعة نظام الاستحقاقات الاجتماعية.
بوب ويستبروكس، المفتش العام السابق للحكومة الفيدرالية خلال إدارتي أوباما وترامب الأولى، علّق قائلاً لشبكة CNBC: "الهدر أمر نسبي، وهذه قضية سياسية بامتياز. نحن نخلط بين الهدر والاحتيال بطريقة غير مسؤولة، وهذا يؤثر على استمرارية المؤسسات ويؤدي إلى فقدان الناس لوظائفهم".
أما ماكس ريتشتمان، الرئيس التنفيذي للجنة الوطنية للحفاظ على الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، فقد حذر من التدخل السياسي في نظام الاستحقاقات، قائلاً لمجلة نيوزويك: "المستفيدون من الضمان الاجتماعي وعائلاتهم لديهم كل الأسباب للقلق من محاولة إيلون ماسك الاستحواذ على نظام المدفوعات الفيدرالية التابع لوزارة الخزانة. لا يمكن للمسنين أو للأشخاص ذوي الإعاقة أن يثقوا في ترامب وماسك لحماية استحقاقاتهم الفيدرالية أو بياناتهم الشخصية".
Relatedماسك وتحية النازية: إشارة تغني عن عبارة قد تدفع للتخلي عن منصات التواصل الاجتماعي؟قاضٍ فدرالي يحظر وصول إدارة إيلون ماسك إلى بيانات حساسة في وزارة الخزانة الأمريكيةمن مستر بيست إلى إيلون ماسك.. من هو المرشح لشراء تيك توك؟وأضاف: "نأمل أن توقف المحاكم هذه المحاولة لاستخدام نظام الدفع الحكومي لأغراض سياسية بحتة".
مستقبل غامض للإصلاحاتلا يزال من غير الواضح كيف يخطط ماسك وفريقه للتعامل مع ما يعتبره إنفاقًا غير ضروري داخل إدارة الضمان الاجتماعي، إلا أن المؤشرات تشير إلى إمكانية اتخاذ تدابير تقشفية، لا سيما مع تلقي العديد من الوكالات الحكومية أوامر بتقليص حجم القوى العاملة لديها في الأيام الأخيرة.
ويبقى السؤال: هل يمثل تدخل ماسك خطوة ضرورية لإصلاح نظام يعاني من الفساد، أم أنه محاولة لإعادة هيكلة برامج الرعاية الاجتماعية لأغراض سياسية؟ في ظل انقسام الرأي العام، من المؤكد أن هذه القضية ستبقى محط أنظار الأمريكيين خلال الأشهر المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة: خطاب الكراهية على "إكس" ارتفع بنسبة 50% بعد استحواذ ماسك على المنصة إيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي سيقهر الذكاء البشري بعد تسريح أكثر من 1000 موظف فدرالي: غضب واحتجاجات قانونية ضد خطة ترامب لتقليص الحكومة دونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةالضمان الاجتماعيإصلاحاتإيلون ماسكسياسةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إيطاليا الحرب في أوكرانيا روسيا دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إيطاليا الحرب في أوكرانيا روسيا دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية الضمان الاجتماعي إصلاحات إيلون ماسك سياسة دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إيطاليا الحرب في أوكرانيا روسيا حفل موسيقي قطاع غزة تقاليد بروكسل الصحة إسرائيل الضمان الاجتماعی إدارة الضمان یعرض الآنNext إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
أسهم تسلا تقفز 7% بعد إعلان إيلون ماسك تقليص عمله مع ترامب
قفزت أسهم تسلا بأكثر من 7% اليوم الأربعاء بعد أن أعلنت الشركة أن ربحية أعمالها الأساسية في صناعة السيارات فاقت التوقعات في الربع الأول، رغم أنها حققت إيرادات وأرباح دون التوقعات.
وارتفعت سهم تسلا 7.24% إلى 255.26 دولار في أحدث تعاملات.
التركيز على تسلاويعكف المستثمرون على تقييم تصريح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بأنه سيقلص بشكل كبير الوقت الذي يخصصه لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبارا من الشهر المقبل وسيقضي المزيد من الوقت في إدارة شركاته العديدة.
وقال ماسك إنه سيقصر عمله مع ترامب إلى يوم أو يومين في الأسبوع، بعدما أثارت أساليب الملياردير الحادة في خفض التكاليف ردود فعل عنيفة من الرأي العام وقلق المستثمرين.
ومن المقرر أن ينتهي تفويض ماسك البالغ 130 يوما كموظف حكومي خاص في إدارة ترامب في أواخر مايو/ أيار.
وقال ماسك للمستثمرين في مكالمة جماعية عقب إعلان شركة صناعة السيارات الكهربائية عن نتائجها: "أعتقد أنه بدءا من الشهر المقبل على الأرجح، في مايو، سينخفض تخصيص وقتي لإدارة الكفاءة الحكومية بشكل كبير".
وواجهت شركة تسلا بضعة أشهر مضطربة، إذ انخفضت تسليمات سياراتها الكهربائية بشكل حاد، وأثارت أنشطة ماسك السياسية احتجاجات، وانخفض سهم الشركة إلى النصف تقريبا عن ذروة بلغها في ديسمبر/ كانون الأول، وطالب العديد من المستثمرين ماسك بترك منصبه كمستشار لترامب وإدارة تسلا عن كثب.
إعلانوقال ماسك إن عمله الرئيسي المتمثل في إنشاء إدارة الكفاءة الحكومية المعنية بخفض التكاليف تم إنجازه.
وانخفضت المبيعات العالمية لتسلا بأكثر مما كان متوقعا في الربع الأول إذ سلّمت 336 ألفا و681 سيارة فقط، بتراجع نسبته 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وهذا المستوى هو الأدنى منذ الربع الثاني من العام 2022 حين سلّمت الشركة 254 ألفا و695 سيارة، وفق الأرقام المنشورة في مطلع أبريل/ نيسان.
وكانت مؤسسة ويدبوش للخدمات المالية تتوقع تسليم ما بين 355 ألف سيارة و360 ألفا، في حين كانت السوق تتوقع أكثر من 400 ألف سيارة في مطلع العام، وكان دويتشه بنك قد توقّع ما بين 340 ألف سيارة و350 ألفا، بعدما أجرى مراجعة لتوقعات أولية كانت تشير إلى 378 ألف سيارة.
وتحدّث موقع بريفينغ عن "تراجع هو الأول لعمليات التسليم منذ أكثر من 10 سنوات".
ووفق البيان الصادر الثلاثاء انخفضت الإيرادات بنسبة 9% إلى 19.3 مليار دولار، كما تراجع صافي الأرباح بنسبة 71% إلى 409 ملايين، وكانت توقعات خبراء "فاكتسيت" تشير إلى 21.13 مليار دولار و1.44 مليار دولار على التوالي.
وردّت المجموعة على العديد من تساؤلات المحللين، مؤكّدة خصوصا أن خططها للطرازات الجديدة، بما في ذلك لسيارة أبخس ثمنا، لا تزال "على مسار بدء الإنتاج في النصف الأول من العام 2025".
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج على نطاق واسع لمركبة روبوتاكسي، وهي سيارة كهربائية ذاتية القيادة بالكامل تم كشف النقاب عنها في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وفق ما هو مخطط له، في مطلع العام 2026.
ومن المفترض أن تجوب أولى هذه المركبات شوارع أوستن في ولاية تكساس اعتبارا من يونيو/ حزيران المقبل.