أبو اليزيد سلامة: الإيمان بالغيبيات يعتبر من أهم صفات المتقين
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أكد الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، أن "الغيبيات هي كل ما غاب عن حواسنا، فلا نراه ولا نسمعه ولا نلمسه ولا نشمه"، مشيرًا إلى أن الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى، والإيمان بالملائكة، وما ذكره القرآن الكريم من أمور غيبية هي أمثلة على هذا المفهوم.
وأضاف خلال تصريح، اليوم الاثنين أن العلاقة بين كلمة "غيبيات" وكلمة "سمعيات" تتسم بالاتساع والتفاصيل، فكما أن كلمة "إنسان" أعم من كلمة "امرأة" كونها تشمل الرجل والطفل والشيخ، فإن "الغيبيات" أعم من "السمعيات"، فكل السمعيات هي غيبيات، ولكن ليس كل الغيبيات سمعيات.
وأوضح الدكتور أبو اليزيد أنه إذا كان السمعيات تتعلق بما أخبرنا به الشرع عن أمور غائبة عنا، فإن الغيبيات تشمل ما يمكن للعقل أن يدركه، مثل اكتشاف وجود الله سبحانه وتعالى من خلال التأمل في الكون.
وأضاف أن العلم الحديث قد اكتشف أمورًا كانت غائبة عنّا سابقًا، مثل العمليات الطبية المعقدة مثل عمليات نقل الأعضاء، التي يمكن اعتبارها غيبيات كانت مجهولة سابقًا.
وأشار إلى أن هناك نوعًا آخر من الغيب يسمى "الغيب الزماني"، مثل معرفة أخبار الأمم السابقة التي حدثت في عصور سابقة، أو الغيب الذي يرتبط بالمستقبل، مثل ما ذكره القرآن الكريم عن غلبة الروم بعد هزيمتهم.
واختتم الدكتور أبو اليزيد حديثه بأن الغيب المكاني هو أيضا أحد أبعاد الغيبيات، حيث قد نكون في مكان معين ولا نعلم ما يحدث في مكان آخر، وأن بعض الغيبيات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، كما قال في القرآن الكريم: "ولا يعلم ما في البر والبحر إلا الله".
وأشار إلى أن الإيمان بالغيبيات يعتبر من أهم صفات المتقين كما ورد في القرآن الكريم، حيث يقول تعالى: "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة"، مؤكداً على أهمية الإيمان العميق بالغيب في حياة المسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإيمان الشيخ أبو اليزيد سلامة الأزهر الشريف علماء الأزهر المزيد القرآن الکریم أبو الیزید
إقرأ أيضاً:
يمن الإيمان ينتصر: عمليات نوعية وملايين تهتف نصرةً لغزة
في مشهد مهيب يجسد أصالة العروبة وصدق الإيمان، سطر اليمن اليوم فصلاً جديداً في سجل التضحية والفداء نصرةً لغزة والقضية الفلسطينية. فبينما كانت سواعد الأبطال، مستلهمةً قوة الحق وعزيمة المؤمنين، تنفذ عمليات نوعية في عمق الكيان الغاصب، عمليات هزت أركانه وأربكت حساباته، كانت قلوب الملايين من أبناء يمن الإيمان تتدفق حباً ونصرةً، تجسيداً لوحدة المصير والأخوة الإيمانية، إلى ميدان السبعين الشامخ وبقية ميادين العزة في محافظات الوطن الأبيّ. لقد علت الأصوات مدوية، تحمل في طياتها غضبة الحق ورفض الذل، لتعلن للعالم أجمع صرخة مدوية بالولاء المطلق لفلسطين، أرض الأنبياء ومهد الرسالات، ورفضاً قاطعاً للظلم والعدوان الصهيوني المدعوم من قوى الاستكبار العالمي.
إن العمليتين النوعيتين اللتين أعلن عنهما صوت الحق والصدق، العميد يحيى سريع اليوم، ليستا مجرد رد فعل عابر أو استعراضاً للقوة، بل هما تجسيد لإرادة شعب أبيٍّ، شعب عريق الحضارة والإيمان، يرى في نصرة المظلوم واجباً دينياً وإنسانياً مقدساً. هما رسالة واضحة وقوية تحمل في طياتها دماء الشهداء وتضحيات الأجداد، رسالة بأن اليمن، رغم كل التحديات والصعاب التي يواجهها من حصار جائر وعدوان مستمر، لا يزال حاضراً بقوة في معركة الأمة المصيرية، وأن بوصلته لن تحيد قيد أنملة عن القدس الشريف وفلسطين الحرة، وأن صوته سيظل عالياً مدوياً في وجه الظلم والطغيان.
وفي ذات السياق المتزامن، كانت ميادين اليمن الشامخ ساحة لحشود مليونية تفيض حباً وتأييداً، تهتف بحياة فلسطين حرة عربية، وتدين بأعلى الأصوات جرائم الاحتلال البشعة وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان والمقدسات. مشهد يبعث على الفخر والاعتزاز بكل يمني حر، حيث يتلاقى فيه الفعل العسكري النوعي، الذي يزلزل أركان العدو، مع الزخم الشعبي الهائل، الذي يعبر عن أصالة المعدن ووحدة الصف، ليشكلا معاً قوة إيمانية وعزيمة لا يستهان بها في مواجهة الغطرسة الصهيونية المدعومة بالغطاء الدولي المنافق.
إن خروج هذا العدد الهائل من أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، مواجهين قسوة الظروف ومؤكدين على موقفهم الثابت والمبدئي، لهو دليل قاطع على عمق الوعي بالقضية الفلسطينية في وجدان كل يمني حر أبيّ، وأنها ليست مجرد قضية سياسية عابرة، بل هي جزء أصيل من هويته وضميره.
إن هذا التلاحم الفريد والمبارك بين العمل العسكري الميداني والشعبي الجماهيري يمثل نموذجاً ملهماً للأمة العربية والإسلامية جمعاء. إنه يذكرنا بالقوة الكامنة في وحدة الصف والتضحية المشتركة، وبأن قوة الشعوب حين تجتمع على الحق وتلتف حول قضاياها المصيرية، مستلهمةً قيمها الدينية والإنسانية، قادرة على تحقيق المستحيل ودحر الظلم والعدوان.
إن اليمن اليوم، بجيشه الباسل وشعبه الصامد، يقدم للعالم درساً بليغاً في معنى التضحية والإيثار ونصرة الحق والوقوف إلى جانب المظلومين، مهما غلت التضحيات وبلغت الصعاب.
فتحية إجلال وإكبار لأبطال اليمن الميامين، الذين يسطرون بدمائهم الزكية وتضحياتهم العظيمة ملاحم العزة والكرامة، وأثبتوا للعالم أجمع أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه. وتحية فخر واعتزاز لهذا الشعب اليمني العظيم، شعب الحكمة والإيمان، الذي خرج عن بكرة أبيه ليقول للعالم أجمع بصوت واحد مدوٍ: غزة وفلسطين ليست وحدها في معركتها المقدسة، واليمن سيظل سنداً وعوناً لها، بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، حتى يتحقق النصر المؤزر وتعود الحقوق إلى أهلها، مؤكدين بعزم لا يلين على أن هذا النصر والتأييد هو من فضل الله ومنّه وكرمه، وأن الشعب اليمني المؤمن سيظل على هذا الدرب ثابتاً صامداً حتى يتحقق وعد الله بنصرة الحق وأهله. “هو الله”.