شعار “النصر المطلق” ..محاولة نتنياهو اليائسة للهروب من الهزيمة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
يمانيون../
مع مضي 29 يومًا على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس والكيان الصهيوني، أعاد رئيس حكومة الكيان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو شعار “النصر المطلق” إلى الواجهة مجددًا،متناسيًا الوضع الميداني المزري الذي لحق بقواته وعصاباته الصهيونية، وانعكاسات عملية طوفان الأقصى المباركة على الكيان الغاصب ووجوده.
يعيش نتنياهو في مأزق في ظل اتساع دائرة الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإعادة الأسرى، ويواصل أسلوبه المعتاد في المماطلة للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، ويمارس سياسة المراوغة والكذب، من أجل إرضاء شركائه بالائتلاف الحكومي من اليمين المتطرف والمستوطنين الصهاينة ولمصالحه الشخصية المتمثلة في بقائه في السلطة.
وتتسع يومًا بعد يوم دائرة حركة الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإعادة الأسرى لدى حركة حماس، ضمن صفقة التبادل، مما يعزز من احتمال دخول “الإسرائيلي” في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
على الرغم من المماطلة ، ومع ما تحقق في إطار الصفقة يستحيل تحقيق “النصر المطلق” الذي وعد نتنياهو، بحسب المحللين.
تتصاعد الأصوات في الداخل الإسرائيلي ولدى نخبه السياسية والعسكرية والفكرية باستيعاب وتقبل الهزيمة وضرورة بناء استراتيجية لتجاوز آثارها وتداعياتها، فقد أدت حالة الإنكار والانفصال عن الواقع بمجرم الحرب نتنياهو وحلفائه من اليمين الصهيوني (سموتريتش وبن غفير) إلى دخول الكيان الغاصب في حرب استنزاف عقب الهزيمة المنكرة في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
ويمثل انسحاب الصهاينة من محور “نتساريم” في قطاع غزة استكمالًا لعملية هزيمة الكيان الصهيوني وفشله في تحقيق أهداف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حينها في بيان : “إن عودة اللاجئين الفلسطينيين، واستمرار تبادل الأسرى، والخروج من محور نتساريم، كشفت كذبة نتنياهو بشأن تحقيق نصر كامل في قطاع غزة. لقد فشلت محاولة الاحتلال السيطرة على قطاع غزة وتقسيمه أمام شجاعة المقاومة وإصرار الشعب الفلسطيني”.
وأشارت، في بيانها، إلى أن الهدف الذي لم يحققه كيان الاحتلال خلال 15 شهراً بالتجويع والإبادة الجماعية والتدمير المخطط لتهجير الشعب الفلسطيني، لا يستطيع ترامب تحقيقه من خلال صفقة يخطط لها، مؤكدة على أن غزة ستبقى حرة بسلاح شعبها ومجاهديها، وستكون محرمة على أي محتل أو قوة أجنبية.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ، تحدث نتنياهو عن “استراتيجية مشتركة” مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة المدمر بعد 15 شهرًا من العدوان الصهيوأمريكي البربري الفاشي.
ورحب مجرم الحرب نتنياهو بـ بما اسماه “الرؤية الجريئة” للرئيس الأمريكي الذي اقترح السيطرة على القطاع الفلسطيني، ونقل سكانه إلى مصر والأردن اللتين عارضتا ذلك، متعهدًا بالعمل على ضمان تحقيق هذه الرؤية” الخبيثة.
ومن جانبه، أكد روبيو أنه يجب “القضاء” على حركة حماس، وهو ما يتوافق مع الأهداف التي وضعها نتنياهو في بداية العدوان الصهيوني على القطاع ، في السابع من أكتوبر 2023.
وفي ظل الدعم الذي توفره إدارة ترامب للكيان الصهيوني الغاصب وقبيل بدء اللقاء بين نتنياهو وربيو، خرق الكيان الصهيوني وقف إطلاق النار متعمدًا في محاولة لنقض اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الدوحة بين الكيان الغاصب وحماس.
وأعلن جيش العدو الصهيوني تنفيذ ضربة جوية على ما اسمهم “عدة أفراد مسلحين” في جنوب قطاع غزة، بينما أكدت وزارة الداخلية في غزة استشهاد ثلاثة عناصر من الشرطة وإصابة اثنين بجروح خطيرة في غارة صهيونية على شرق رفح.
وتأتي محادثات روبيو ونتنياهو وسط مواقف من ترامب منحازة كليًا إلى حكومة الكيان الصهيوني التي تضع عقبات في طريق استمرار الاتفاق، بعدما كانت ضغوطه سببا في التوصل إليه.
وجاءت المحادثات بين روبيو ونتنياهو غداة افراج المقاومة الفلسطينية عن ثلاثة أسرى إسرائيليين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بينما أطلق الكيان الصهيوني سراح 369 أسيرًا فلسطينيا من سجونه ضمن المرحلة السادسة من إتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي.
ومنذ بدء المرحلة الأولى من الهدنة التي يفترض أن تنتهي في الأول من مارس المقبل، تم إطلاق سراح 19 أسيرًا إسرائيليا و1134 فلسطينيا.
ووفق الاتفاق، يتم خلال هذه المرحلة إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا في غزة مقابل 1900 فلسطيني.
ويكتنف الغموض مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية التي يفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الاسرى الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي مخصصة لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات فإن الوسطاء يأملون أن تبدأ “الأسبوع المقبل في الدوحة” المحادثات حول المرحلة الثانية.
ويرفض نتنياهو حتى اللحظة البروتوكول الانساني وإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة لغزة، وهو ما طالبت به “حماس” وأكدت حصولها على ضمانات لتنفيذه لاستكمال دفعات تبادل الأسرى قبل وصو روبيو إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لمناقشة الاتفاق بعد أنباء عن رغبة ترامب بالتغيير.
في سياق هذه التطورات، ذكرت وسائل إعلام العدو الصهيوني أن الوسطاء يزيدون الضغط لبدء مناقشة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت هيئة البث العبرية عن مصدر إسرائيلي أنه من أجل الاستمرار في عملية التبادل خلال المرحلة الحالية، يجب على “إسرائيل” أن تبدأ مفاوضات جدية بشأن المرحلة الثانية.
ولفتت إلى أنه كان من المفترض وفقًا للاتفاق أن تنتهي المحادثات بشأن المرحلة الثانية بحلول نهاية الأسبوع المقبل، لكنها لم تبدأ حتى الآن.
ويرى الكثير من الخبراء أن اتساع المظاهرات الإسرائيلية المطالبة بإعادة الأسرى بموجب صفقة التبادل، وتعالي الأصوات المطالبة بوقف الحرب، تعكس مؤشرات أن النصر المطلق الذي وعد به نتنياهو لم ولن يتحقق، وتظهر أكثر ملامح الهزيمة.
وأسفرت حرب الإبادة الوحشية الصهيونية على قطاع غزة والتي نفذتها العصابات الصهيونية تحت أنظار العالم منذ السابع من أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي، عن استشهاد 48,271 مواطنا فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 111,693 آخرين، في حصيلة غير نهائية حتى الأحد، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
صنعاء – عبد العزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار السابع من أکتوبر المرحلة الثانیة الکیان الصهیونی النصر المطلق قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة
صنعاء/سبأ شهدت مديريات القطاع الغربي بمحافظة صنعاء اليوم 32 مسيرة جماهيرية تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني بحق أبناء غزة، تحت شعار “جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة”. ورفع المشاركون في المسيرات التي أقيمت في مديريات مناخة وصعفان والحيمة الخارجية والحيمة الداخلية، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين الشعارات المعبرة عن الغضب والاستنكار لتصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكدوا استمرار التصعيد في مواجهة الهيمنة الأمريكية والتصدي لكل محاولات إضعاف موقف اليمن المناصر لفلسطين، وكذا استمرار عمليات القوات المسلحة حتى وقف العدوان على قطاع غزة. كما أكدوا أن أبناء اليمن اليوم أكثر قوة وتلاحمًا، وأن الغارات الأمريكية ومؤامرات الأعداء، لن تزيدهم إلا يقينًا بصوابية موقفهم الداعم للأشقاء في غزة، وثباتًا وإصرارًا على مواصلة المواجهة. وجدد المشاركون في المسيرات المضي في تنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، دون تردد، واستمرار التصعيد حتى كسر الحصار عن غزة وتحقيق النصر. ولفتوا إلى أن توحد كلمة الشعب اليمني وتأييدهم لخيارات قائد الثورة في نصرة غزة، يعبر عن مستوى الوعي والإيمان بعدالة المعركة، وأن مواجهة أمريكا وإسرائيل باتت واجبة، مشيرا إلى أن اليمن وهو يخوض هذه المواجهة التاريخية، يؤكد أن مشروع المقاومة هو الخيار الوحيد القادر على تغيير المعادلات وكسر المؤامرات. وأعلن بيان صادر عن المسيرات الثبات على نهج الجهاد في سبيل الله دون تراجع أو تخاذل.. مجددين العهد بعدم خذلان غزة وترك أهلها وحيدين تطبيقا للشعار الذي أطلقه قائد الثورة “لستم وحدكم”. وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الذي يسعى لمنع الشعب اليمني من الوقوف مع إخوانه في غزة لن يثنيه عن هذا الموقف مهما ارتكب من جرائم، مؤكدا أنه وكما لم يستطع أن يفعل ذلك خلال السنوات الماضية الطويلة التي شن فيها مئات الآلاف من الغارات، لن يستطيع أن يثنيه الآن حتى لو شن أكثر منها ولو جلب وجمع كل شياطين الجن والإنس ضده لأن كيد الشيطان كان ضعيفا. وأكد البيان أن استمرار العدوان الأمريكي وجرائمه لن يزيد أبناء الشعب اليمني إلا ثباتًا ويقينًا بأنهم على الحق وأن العدوان على الباطل. وخاطب البيان أمريكا وإسرائيل “بأن عدوانكم فاشل سواء في غزة أو ضد اليمن، ففي غزة لم تستعيدوا أسيراً واحداً ولم تقضوا على المقاومة، وفي اليمن لم تمرروا سفينة واحدة ولم توقفوا عملياتنا، وهذا ليس لأن أسلحتكم ضعيفة ولا لأن أسلحتنا أقوى بل لأننا على الحق، ولأنكم على الباطل، ولأننا نتولى الله، بينما أنتم تتولون الشيطان، وهذا سبب قوتنا مع ضعف إمكاناتنا، وسبب ضعفكم مع ضخامة إمكاناتكم”. وأوضح أن الحرب النفسية التي يشنها العدو أيضا فاشلة وتتبخر في السماء أمام وعي شعبنا وثقته المطلقة بالله وتصديقه لوعوده، ومعرفته بأن تخويف الشيطان وحربه الإعلامية لن تؤثر إلا في قلوب أوليائه. ودعا البيان إلى تفعيل كل قدرات وطاقات الشعب اليمني لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن الوطن أمام العدوان الأمريكي، ومن ذلك التعبئة العامة والتوجه إلى ميادين التدريب والتأهيل، وكذا الإنفاق في سبيل الله، وتفعيل حرب المقاطعة الاقتصادية، وتفعيل معركة الإعلام والثقافة والتوعية ومواجهة هجمات العدو الإعلامية والنفسية والثقافية. كما دعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى التعامل بكل حزم وتطبيق أقسى العقوبات بحق كل من تسول له نفسه العمل لخدمة العدو الصهيوني أو الأمريكي ضد غزة وضد اليمن دون تهاون، مطالبين الجميع دون استثناء بالتحرك وبذل الجهود في مختلف المجالات، متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين به لإفشال العدو أكثر، وإسناد غزة أكثر، مستمدين العون من الله عز وجل.