لقي مئات الاطفال حتفهم جوعا في السودان منذ اندلاع الحرب في هذا البلد الفقير قبل اربعة اشهر، بحسب ما اكدت منظمة "سيف ذا تشيلدرين" الثلاثاء.

اقرأ ايضاًالجيش السوداني: مقتل وإصابة المئات من "الدعم السريع" جنوب الخرطوم

وفيما اكد مدير المنظمة في السودان عارف نور ان حالات الوفاة التي تم توثيقها في صفوف الاطفال بسبب الجوع بلغت 498 حالة، لكنه حذر من ان هناك مئات اخرين ربما لقوا نفس المصير ولذات السبب.

واعرب نور في بيان عن صدمته لهذه الحصيلة، لكنه قال ان هذا هو الواقع الجديد في البلد الذي كان ثلث سكانه واقعين اصلا في براثن الجوع قبل الحرب التي جاءت لتفاقم من المأساة.

وتخشى المنظمة غير الحكومية من تفاقم اوضاع الاطفال خصوصا، وذلك بعدما اضطرتها المعارك الى وقف تقديم الخدمات العلاجية لنحو 31 الفا منهم يعانون في مجملهم من سوء التغذية وبحاجة ماسة لهذه الخدمات.

والشهر الماضي، دمر القصف المتبادل بين الاطراف المتحاربة مصنعا كان ينتج اكثر من نصف العلاجات الغذائية للاطفال.

وزاد من وطأة الازمة الانسانية تخلف الدول والمنظمات المانحة عن تمويل المساعدات للاجئين والنازحين وجرحى الحرب، وكذلك الهجمات التي يتعرض لها العاملون الاغاثيون ممن باتوا غير قادرين على التنقل في البلاد.

"الدعم السريع" تفرض هيمنتها بدارفور

واسفر القتال الذي تفجر في منتصف نيسان/ابريل وارتكبت خلاله جرائم حرب، عن مقتل اكثر من اربعة الاف شخص، وتشريد نحو خمسة ملايين اخرين داخل وخارج البلاد.

وشهدت منطقة الخرطوم الكبرى واقليم دارفور غربي البلاد، حيث يعيش ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليونا، اشد المواجهات بين الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لخصمه الفريق اول محمد حمدان دقلو "حميدتي".

اقرأ ايضاًمقتل مدنيين.. هجوم مدفعي مكثف في الخرطوم

ومنذ الحادي عشر من الشهر الجاري، خلفت المعارك في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور نحو ستين قتيلا، فضلا عن مئات الجرحى والاف النازحين كما تؤكد الامم المتحدة.

وفي الايام القليلة الماضية احرقت قوات الدعم السريع وحلفاؤها من ميليشيات القبائل العربية عشرات البلدات في دارفور مع وصول القتال الى الفاشر عاصمة شمال الاقليم.

ويقول مراقبون ان قوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها على اجزاء واسعة من اقليم دارفور بتت تتحرك بحرية في الاقليم في حين ان الجيش محاصر في قواعده العسكرية.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ السودان اطفال الجوع قوات الدعم السريع الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

التوقيع على الميثاق التأسيسي خطوة لتكريس التقسيم

بقلم : تاج السر عثمان
١
أوضحنا سابقا أن الحرب الجارية في السودان حوالى عامين واطالة أمدها من قبل الإسلامويين والدعم السريع بهدف السلطة والثروة، والتمكين للمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب لنهب ثروات البلاد ، سوف تؤدي للمزيد من تفكك البلاد بعد انفصال الجنوب. وتستمر نذر تكريس التقسيم والتفكك كما في التوقيع الأحد ٢٢ فبراير على ميثاق تأسيس بين قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية – شمال، إضافة إلى قوى سياسية، مسلحة، أهلية.
من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة التي وقعت على الميثاق:
عبد الرحيم دقلو: قائد قوات السريع، جوزيف توكا: نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال، فضل الله برمة ناصر: رئيس حزب الأمة، إبراهيم الميرغني: الأمين السياسي للاتحادي الديمقراطي – الأصل.، الهادي إدريس: رئيس حركة تحرير السودان. كما وقع على الميثاق كل من الطاهر حجر، زعيم تجمع قوى تحرير السودان، وسليمان صندل، زعيم حركة العدل والمساواة، وهارون مديختر، رئيس القوى المدنية المتحدة “قمم ”.كما وقع ممثلون مستقلون أيضًا وهم : محمد حسن التعايش: ممثلًا للشخصيات المستقلة، علاء الدين نقد: ممثلًا للنقابات والمهنيين، حامد علي نوري: ممثلًا لمنظمات المجتمع المدنى، السلطان، أحمد أيوب دينار: ممثلًا للإدارات الأهلية
تضمن الميثاق التقاط التالية:
تشكيل حكومة تهدف إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام في البلاد.
إقرار دستور انتقالي ينظم سير الحكم.
توحيد الأطراف المسلحة في جيش واحد.
تأسيس نظام حكم لا مركزي.
علمانية الدولة وحظر تأسيس الأحزاب والتنظيمات السياسية على أساس ديني.
جاء في أهداف أهداف الميثاق الآتي:
حماية المدنيين.
تدفق المساعدات الإنسانية.
استرداد المسار الديمقراطي.
*كما تضمن الميثاق : -
تجريم كافة أشكال التطرف والانقلابات العسكرية.
- استغلال الدين لأغراض سياسية.
- الالتزام بالمحاسبة التاريخية وإنهاء الإفلات من العقاب.
٢
اشار الهادي إدريس وإبراهيم الميرغني لرويترز إن قوات الدعم السريع وقعت ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها مساء السبت لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.فكيف يتم التوقيع على ميثاق مع الدعم السريع وهو المتورط منذ تأسيسه بدعم من نظام الانقاذ، في جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والنهب والسلب في دارفور منذ العام ٢٠٠٣،والقمع الوحشي للمواكب السلمية كما حدث في هبة سبتمبر ٢٠١٣،ومجزرة فض الاعتصام، وانقلاب 25 أكتوبر الذي قاد للحرب اللعينة الجارية التي ارتكبت فيها جرائم حرب؟ . فضلا عن ارتباطهم بالمحاور مثل الإمارات التي تنهب ثروات البلاد. مما يقود للمزيد من انفجار الوضع، والى تقسيم البلاد. ما ورد في الميثاق حول العلمانية والوحدة والسلام للاستهلاك، طالما استمرت الحرب ولم يتم وقفها بالحل السلمي التفاوضي وقيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع، لا يمكن تحقيق ما ورد في الميثاق .
٣
الهدف المباشر هو وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وقيام الحكم المدني الديمقراطي. فحكم العسكر في الحكومتيين المتوازيتين، سواء كان من الدعم السريع أو الجيش كما أكدت تجربته لأكثر من ٥٩ عاما لن يقود لسلام وعلمانية ووحدة. بل ستكون النتيجة مزيد من الصراع العسكري والسياسي داخل تحالف الدعم السريع مع القوى العسكرية والمليشيات المتحالفة معه. ومعلوم ان عبد العزيز الحلو وهو زعيم الحركة الشعبية يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي والقوات في ولاية جنوب كردفان والذي يطالب منذ وقت طويل بأن يتبنى السودان النهج العلماني، سوف يحرث في البحر باتخاذ هذا الموقف الخاطئ بتحالفه مع الدعم السريع .
٤
مؤكد ان التوقيع على هذا الميثاق وما يتمخض عنه من حكومة موازية سوف يقود للمزيد من التوترات في السودان، في ظل تصاعد الحرب بين الإسلامويين في الجيش و قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، ومساحات كبيرة من منطقة كردفان في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، مما يعجل بخطر انفصال دارفور مع إطالة أمد الحرب.
مما يتطلب تصعيد النهوض الجماهيري لحماية وحدة الوطن وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، وتعزيز السلام والحكم المدني الديمقراطي.

alsirbabo@yahoo.co.uk

   

مقالات مشابهة

  • التوقيع على الميثاق التأسيسي خطوة لتكريس التقسيم
  • قوات الدعم السريع توقع اتفاقا لإنشاء حكومة موازية في السودان وسط تقدم الجيش ميدانيا
  • الجيش السوداني يعلن استعادة القطينة من «قوات الدعم السريع»
  • «الدعم السريع» توقع ميثاقاً لتشكيل حكومة «موازية» في السودان
  • الإعلان عن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان
  • رويترز: الدعم السريع توقع ميثاقا لتشكيل حكومة موازية بالسودان
  • “الدعم السريع” يستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان 
  • قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد
  • الدعم السريع تستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان
  • الخرطوم تتهم كينيا بتهديد وحدة السودان بسبب استضافة اجتماعات لقادة الدعم السريع